ما أسباب ارتفاع نسبة الجرائم في مناطق سيطرة النظام؟
09.07.2020
عمر قصي
بلدي نيوز
الاربعاء 8/7/2020
كثرت الجرائم الجنائية في مناطق سيطرة النظام التي ضج بها المجتمع السوري خلال الفترة القليلة الماضية لا سيما الأسبوع الماضي، والتي تمثلت بالقتل والاغتصاب والسرقة من بينها حادثة "بيت سحم" جنوب دمشق.
جرائم وحشية
ومنذ بداية شهر تموز الحالي، شهدت مناطق سيطرة نظام الأسد ست جرائم جنائية مروعة ضجت بها وسائل التواصل الاجتماعي، أولها في بلدة "بيت سحم" جنوب دمشق المتمثلة بقيام شخصين في سرقة منزل وطعن صاحبه واغتصاب زوجته وقتلها، ثم طعن أطفالهما حتى الموت وإحراق المنزل.
ووقعت الجريمة الثانية في بلدة "الذيابية"بريف دمشق الجنوبي، وأقدم شخص على قتل شقيقته بعد اغتصابها بعلم الأب، أما الثالثة حدثت في مدينة مصياف بريف حماة، حيث قتلت امرأة زوجها لاكتشافه علاقتها مع جاره الذي اعترف بمسؤوليته عن إيصال المادة السمية لجارته بهدف التخلص من زوجها.
فيما كانت الجريمة الرابعة لرجل يعاني من مرض "الصرع"، حيث طعن زوجته الحامل في الشهر التاسع بأكثر من 14 طعنة حتى مقتلها وذلك جراء إصابته بنوبة صرع شديدة، والجريمة الخامسة كانت لشابين استدرجا طفلة قاصر في منطقة "دريكيش" بريف طرطوس واغتصابها ثم خنقها بسلك كهربائي ورمي جثتها بأرض زراعية.
والجريمة السادسة كانت من نصيب رجل أعمال تعرض لإطلاق رصاص على يد مجهولين بواسطة مسدس كاتم للصوت في مدينة طرطوس داخل مكتب للاستيراد والتصدير، بهدف سرقة مبلغ 60 مليون ليرة سورية.
منظومة القيم
يقول الباحث في العلوم النفسية والتربوية، ومدير مركز "مداد" للدراسات الدكتور "فواز العواد" لبلدي نيوز، إن الحرب السورية أثرت على منظومة القيم الاجتماعية والأخلاقية، والذي حدث خلال الفترة الماضية، أن آلاف الشبان جندوا للقيام بأعمال عنف وقتل وسلب واغتصاب بدون حساب ولا معاقبة ضمن سياق حرب ضد شعب أعزل تحت عناوين ودوافع طائفية حينا، وشعارات وطنية أحيانا.
وأضاف "العواد"، أن الأوضاع في سوريا الآن تشهد أسوأ حالاتها في كافة مجالات الحياة الاجتماعية والأمنية والاقتصادية والأخلاقية، وهناك أخبار يوميا عن جرائم لدوافع سياسية ومدنية واقتصادية وجنائية بحق أفراد.
وأشار إلى أن بعض علماء النفس يشيرون إلى أن "السيكوباتية" هي المسؤولة عن جميع الجرائم، وهي حالة من انعدام الضمير الخلقي وموت المشاعر الإنسانية ويتسم الإنسان المصاب بها بأنشطته المعادية المجتمع.
وأردف، أن الشخص المصاب بالسيكوباتية يرتكب الجرائم المتعددة، مثل الرشوة والقتل والخيانة والإدمان والسرقة والدعارة بدون أن يشعر أنه يفعل شيئا قبيحا، لكونه فاقد للاستبصار الحقيقي وفاشل في التخطيط لحياته.
لا روادع
ويرى الباحث في العلوم النفسية والتربوية، أن السبب الثاني للجريمة في المجتمع السوري، هو انعدام القيم الخلقية والدينية التي تشكل رادعا ذاتيا، ولا شك أنه في السنوات الأخيرة شهدت التربية الأخلاقية تراجع واضحا فظهرت شرائح واسعة لا تأبه للجريمة ولا تبالي بفعل القبائح.
وأضاف، أن السبب الثالث لارتكاب الجريمة في المجتمع السوري، هي البيئة الاجتماعية الخطيرة من خلال حشد النظام عبر وسائل إعلامه وميليشياته لتجنيد الشبان في صفوفه واستهداف المدنيين بحجة أنهم "إرهابيون".
وذكر أن هناك الكثير من العوامل المشتركة من التفكيك الأسري والاجتماعي مع الممارسة الفعلية للجريمة بدعم رسمي من نظام الأسد والذي أدى إلى ظهور شريحة من الشبان عديمي الضمير والإحساس.
ولفت أن الجريمة التي حصلت في منطقة "بيت سحم" جنوب دمشق قبل عدة أيام تمثل الظلام الأسود المحيط بالمجتمع السوري المفكك بفعل نظام الأسد الذي سلب منه الأمن والأمان والسلام والأخلاق.
من المسؤول؟
ويرى "العواد"، أن نظام الأسد عبر أدواته الإعلامية ومؤسساته العسكرية والسياسية والمدنية مسؤول بشكل مباشر عن الجرائم التي يعاني منها المجتمع السوري، لكونه المسؤول عن تفكك المجتمع وضياع القيم الأخلاقية وتحول البشر إلى وحوش.
وأوضح، أن المجتمع السوري لا يمكنه أن يعود إلى تماسكه الإنساني واستقراره الأمني إلا بسيادة القانون النابع من حكومة شرعية منتخبة من الشعب ومعبرة عن إرادته، لافتا إلى أنه بدون رحيل نظام الأسد الذي مارس الجريمة خلال تسع سنوات لا يمكن أن ينعم المجتمع السوري بالأمن المجتمعي الذي لا يأتي إلا بسلطة القانون الغائب حالياً.
09.07.2020
عمر قصي
بلدي نيوز
الاربعاء 8/7/2020
كثرت الجرائم الجنائية في مناطق سيطرة النظام التي ضج بها المجتمع السوري خلال الفترة القليلة الماضية لا سيما الأسبوع الماضي، والتي تمثلت بالقتل والاغتصاب والسرقة من بينها حادثة "بيت سحم" جنوب دمشق.
جرائم وحشية
ومنذ بداية شهر تموز الحالي، شهدت مناطق سيطرة نظام الأسد ست جرائم جنائية مروعة ضجت بها وسائل التواصل الاجتماعي، أولها في بلدة "بيت سحم" جنوب دمشق المتمثلة بقيام شخصين في سرقة منزل وطعن صاحبه واغتصاب زوجته وقتلها، ثم طعن أطفالهما حتى الموت وإحراق المنزل.
ووقعت الجريمة الثانية في بلدة "الذيابية"بريف دمشق الجنوبي، وأقدم شخص على قتل شقيقته بعد اغتصابها بعلم الأب، أما الثالثة حدثت في مدينة مصياف بريف حماة، حيث قتلت امرأة زوجها لاكتشافه علاقتها مع جاره الذي اعترف بمسؤوليته عن إيصال المادة السمية لجارته بهدف التخلص من زوجها.
فيما كانت الجريمة الرابعة لرجل يعاني من مرض "الصرع"، حيث طعن زوجته الحامل في الشهر التاسع بأكثر من 14 طعنة حتى مقتلها وذلك جراء إصابته بنوبة صرع شديدة، والجريمة الخامسة كانت لشابين استدرجا طفلة قاصر في منطقة "دريكيش" بريف طرطوس واغتصابها ثم خنقها بسلك كهربائي ورمي جثتها بأرض زراعية.
والجريمة السادسة كانت من نصيب رجل أعمال تعرض لإطلاق رصاص على يد مجهولين بواسطة مسدس كاتم للصوت في مدينة طرطوس داخل مكتب للاستيراد والتصدير، بهدف سرقة مبلغ 60 مليون ليرة سورية.
منظومة القيم
يقول الباحث في العلوم النفسية والتربوية، ومدير مركز "مداد" للدراسات الدكتور "فواز العواد" لبلدي نيوز، إن الحرب السورية أثرت على منظومة القيم الاجتماعية والأخلاقية، والذي حدث خلال الفترة الماضية، أن آلاف الشبان جندوا للقيام بأعمال عنف وقتل وسلب واغتصاب بدون حساب ولا معاقبة ضمن سياق حرب ضد شعب أعزل تحت عناوين ودوافع طائفية حينا، وشعارات وطنية أحيانا.
وأضاف "العواد"، أن الأوضاع في سوريا الآن تشهد أسوأ حالاتها في كافة مجالات الحياة الاجتماعية والأمنية والاقتصادية والأخلاقية، وهناك أخبار يوميا عن جرائم لدوافع سياسية ومدنية واقتصادية وجنائية بحق أفراد.
وأشار إلى أن بعض علماء النفس يشيرون إلى أن "السيكوباتية" هي المسؤولة عن جميع الجرائم، وهي حالة من انعدام الضمير الخلقي وموت المشاعر الإنسانية ويتسم الإنسان المصاب بها بأنشطته المعادية المجتمع.
وأردف، أن الشخص المصاب بالسيكوباتية يرتكب الجرائم المتعددة، مثل الرشوة والقتل والخيانة والإدمان والسرقة والدعارة بدون أن يشعر أنه يفعل شيئا قبيحا، لكونه فاقد للاستبصار الحقيقي وفاشل في التخطيط لحياته.
لا روادع
ويرى الباحث في العلوم النفسية والتربوية، أن السبب الثاني للجريمة في المجتمع السوري، هو انعدام القيم الخلقية والدينية التي تشكل رادعا ذاتيا، ولا شك أنه في السنوات الأخيرة شهدت التربية الأخلاقية تراجع واضحا فظهرت شرائح واسعة لا تأبه للجريمة ولا تبالي بفعل القبائح.
وأضاف، أن السبب الثالث لارتكاب الجريمة في المجتمع السوري، هي البيئة الاجتماعية الخطيرة من خلال حشد النظام عبر وسائل إعلامه وميليشياته لتجنيد الشبان في صفوفه واستهداف المدنيين بحجة أنهم "إرهابيون".
وذكر أن هناك الكثير من العوامل المشتركة من التفكيك الأسري والاجتماعي مع الممارسة الفعلية للجريمة بدعم رسمي من نظام الأسد والذي أدى إلى ظهور شريحة من الشبان عديمي الضمير والإحساس.
ولفت أن الجريمة التي حصلت في منطقة "بيت سحم" جنوب دمشق قبل عدة أيام تمثل الظلام الأسود المحيط بالمجتمع السوري المفكك بفعل نظام الأسد الذي سلب منه الأمن والأمان والسلام والأخلاق.
من المسؤول؟
ويرى "العواد"، أن نظام الأسد عبر أدواته الإعلامية ومؤسساته العسكرية والسياسية والمدنية مسؤول بشكل مباشر عن الجرائم التي يعاني منها المجتمع السوري، لكونه المسؤول عن تفكك المجتمع وضياع القيم الأخلاقية وتحول البشر إلى وحوش.
وأوضح، أن المجتمع السوري لا يمكنه أن يعود إلى تماسكه الإنساني واستقراره الأمني إلا بسيادة القانون النابع من حكومة شرعية منتخبة من الشعب ومعبرة عن إرادته، لافتا إلى أنه بدون رحيل نظام الأسد الذي مارس الجريمة خلال تسع سنوات لا يمكن أن ينعم المجتمع السوري بالأمن المجتمعي الذي لا يأتي إلا بسلطة القانون الغائب حالياً.