[ltr]عند الثالثة والنصف من بعد عصر يوم الثلاثاء الثاني من مارس 2021م، انعقد لقاء صالون نون الأدبي في بيت الصحافة العامر، وكان اللقاء بعنوان القنوات الفضائية الفلسطينية ودورها في ترسيخ الهوية لدى جمهور قطاع غزة، مستضيفا الشاعرة الدكتورة كفاح الغصين للحديث حول أطروحة الدكتوراة الخاصة بها والموسومة بـــ" تأثير القنوات الفضائية الفلسطينية في ترسيخ الهوية الوطنية لدى جمهور محافظات قطاع غزة، دراسة وصفية تطبيقية مقارنة بين فضائيتي فلسطين والأقصى [/ltr]
[ltr]بدأت الأستاذة فتحية صرصور اللقاء مرحبة بالجميع، فقالت: رواد صالون نون الأكارم، أهلا بكم في لقاء جديد من لقاءات صالوننا المتألق بكم دوما، أهلا بكم في لقاء نتناول فيه دراسة قيمة، من باحثة دؤوبة [/ltr]
[ltr]لكن في البدء اسمحوا لي بالأصالة عن نفسي، ونيابة عن جماعة صالون نون الأدبي ورواده تقديم التهاني للدكتورة الشاعرة كفاح الغصين لحصولها على درجة الدكتوراة في الإعلام من جامعة البطانة في السودان الشقيق[/ltr]
[ltr]ثم قالت، في حديثنا مع الدكتورة كفاح نود أن نتعرف منها عن:[/ltr]
[ltr]* السودان وتجربة الحياة في ذاك البلد الشقيق، ومدى التفاعل معهم، وفي هذه النقطة أستذكر يوم كانت الأخت كفاح في زيارة عندي وعندما سألتها عن سبب اختيارها للسودان قالت: أنا فرحانة لأنني سأكون أبيض من السودانيين، واليوم أسألها: هل كان ذلك أم التقيت هناك بمن غير قناعاتك[/ltr]
[ltr]كما نود الاستماع منها عن:[/ltr]
[ltr]* تجربة الكتابة والمشاركة الأدبية في السودان، من مهرجانات، وتحكيم في المسابقات الشعرية[/ltr]
[ltr]* وعن المستوى الثقافي والإبداعي لديهم، خاصة أنها بعد عودتها قالت لي إنهم على مستوى عال من البلاغة، ويتفوقون عنا، فهل كان هذا الانطباع مفاجئا لك[/ltr]
[ltr]* أجريت دراستك على مقارنة بين فضائيتي فلسطين والأقصى، وأجريت دراسة ميدانية، فهل كانت هذه التجربة كافية لتعميمها على القنوات الأخرى؟[/ltr]
[ltr]* كانت العينة التي بنيت عليها استبانتك حوالي (500) خمسمائة فرد بطريقة العينة العمدية، هل كانت من عامة الشعب أم من الإعلاميين فقط؟[/ltr]
[ltr]ثم قالت: الآن نود من الدكتورة كفاح الحديث باختصار في المحاور السابقة لتطلع ضيوفنا على أجواء الحياة الاجتماعية والأكاديمية في السودان، والتعرف على النتائج التي توصلت إليها في بحثها، والتوصيات التي أوصت بها[/ltr]
[ltr]بدأت الدكتورة كفاح حديثها بكل غبطة وإعجاب عن السودان الشقيق وأهله الكرام، صحيح أنها كمكان؛ بسيطة وفقيرة، أما الأشخاص فهم غاية بالروعة، فجمال الأفراد أعظم من جمال الأمكنة، بما يتميزون به من تعاضد وتكافل، وحب الخير لبعض، لدرجة أن صاحب المحل يوجه المشتري لجاره لأنه لم يسترزق اليوم، وهبتهم في جمع التبرعات لمساعدة من أراد أن يبني جدارا أو يُصلح شيئا في بيته[/ltr]
[ltr]وتحدثت عن حبهم واحترامهم لكبار السن واستنكارهم لفكرة وضعهم في بيوت للمسنين، بل على العكس فالجدة وتُدعى (الحبوبة) هي التي يطلب الجميع رضاها، وتحدثت كثيرا عن عاداتهم وطقوسهم في الزواج والعزاء، مأكلهم، ملبسهم، وعن الأعمال للنساء، لقد تذوقت كفاح الحياة السودانية ونسجت علاقات مع أهل الحي، وأعلنت عن أن هذه الخبرات التي اكتسبتها ستفرز قريبا رواية[/ltr]
[ltr]وأضافت: (رغم المعاناة والجهد المبذول في الرسالة إلا أنها كانت تجربة رائعة في الأدب، تجربة كنت بحاجة لها، فعند وصولي تم استقبالي من وزارة الثقافة السودانية، استقبالا رسميا، وتم إفراد أمسية لي في بيت الشعر السوداني وتغطيتها من القناة الرسمية في التلفزيون السوداني، وتم منحي عضوية الشرف في بيت الشعر وهو فرع من بيت الشعر الأساس والموجود في الشارقة، وتعاملوا معي بشكل محترم)[/ltr]
[ltr]بعد استقبالهم لها بحفاوة، طلبوا منها أن تكون ضمن لجنة تحكيم في مواهب الشباب، وكانت تعتقد أن مستواهم كما عندنا، لكنها وجدت بلاغة فائقة، وتبحُّر في مفردات اللغة العربية القديمة، وهم مذهلين في صورهم وتراكيبهم[/ltr]
[ltr]كما أن معظمهم يجنح إلى قصيدة التفعلية، أو الشعر العمودي، وليس قصيدة النثر[/ltr]
[ltr]كما أن لديهم مقدرة على النظم دون ورقة وقلم، فقط يُعطون العنوان ويبدعون بالنظم شفاهة[/ltr]
[ltr]أما لماذا السودان بالذات فقد جاء الموضوع من رغبتي في زيارة ابني الذي يدرس الطب في السودان، ووجدتها فرصة لاستكمال دراستي، فتواصلت مع المشرف، لم يكن الأمر سهلا، لقد تعبت كثيرا في هذه الدراسة، وبذلت جهدا غير عادي، وكانت مطالب المشرف كثيرة، إذ طلب مني عمل المسح على عينة كبيرة، والتعرف على آراء مائة من الخبراء والمختصين في الشأن الإعلامي، على أن يكونوا مختلفي المشارب والانتماءات، والحصول على إجابات تفسيرية لنتائج تحليل الجداول بالدراسة[/ltr]
[ltr]وقالت: تنتمي دراستي إلى البحوث الوصفية واستخدمت بها منهج الدراسات المسحية، وأسلوب مسح أساليب الممارسة الذي تم في إطارهما توظيف أسلوب المقارنة المنهجية، وتم جمع بيانات الدراسة بواسطة استمارة الاستبانة والمقابلة المقننة، واخترت عينة الدراسة البالغة 500 خمسمائة فرد من جمهور محافظات قطاع غزة، واختيار الأشخاص للمقابلة بطريقة العينة العمدية.[/ltr]
[ltr]وكان من أهم نتائج الدراسة الميدانية:[/ltr]
[ltr]* تفوق فضائية الأقصى على فضائية فلسطين في حجم المشاهدة والتي بلغت 65% من جمهور محافظات قطاع غزة [/ltr]
[ltr]* وأن 59.6% يتابعون القنوات الفضائية الفلسطينية بشكل دائم[/ltr]
[ltr]* كما أكدّت الدراسة على أن الاحتلال الإسرائيلي هو العائق الأكبر لقيام فضائيتي فلسطين والأقصى بدورهما في ترسيخ الهوية الوطنية الفلسطينية، ومن ثم الوضع الاقتصادي الصعب[/ltr]
[ltr]* وبينت النتائج أن فضائية فلسطين تمارس عملها بحرية في المناطق التي تخضع للحكومتين في شقي الوطن[/ltr]
[ltr]* وأن فضائيتي فلسطين والأقصى لا تتمتعان بالحياد التام، بل يغلب عليهما الحزبية[/ltr]
[ltr]* كما أظهرت النتائج تفوق فضائية الأقصى في العمل بمهنية عالية، إذ بلغت نسبة المقتنعين بذلك 90%[/ltr]
[ltr]* وأن فضائية فلسطين تتميز بدعوتها بالالتزام بالزي التقليدي الفلسطيني مع ضعف اهتمامها بالبرامج التي تختص بالعادات والتقاليد والإيجابيات[/ltr]
[ltr]* وكشفت الدراسة تفوق فضائية الأقصى فيما يختص بالدعوة للإقامة في فلسطين، وعدم الهجرة منها وذلك بنسبة 89.2% [/ltr]
[ltr]* وأن فضائيتي الأقصى وفلسطين تقومان بنفس الدور الكبير للتعريف بتاريخ فلسطين وشهدائها ومناضليها ومنجزاتها[/ltr]
[ltr]* وأوضحت الدراسة أن فضائية الأقصى تعزز اللغة العربية كلغة رسمية، وأن هناك رضى بدرجة متوسطة عن تقديمها لبرامج الدعم للمواطنين لمواجهة التحديات التي تمر على الوطن وعليهم، وأنها أسهمت بكشف وجه العدو الإسرائيلي المجرم بصورة كبيرة بلغت 88.8%، إلا أنها لا تدعم إنهاء الانقسام والوحدة الوطنية ولديها نقص في الكوادر الإعلامية المختصة[/ltr]
[ltr]وعن التوصيات التي خلصت إليها فكان من أبرزها:[/ltr]
[ltr]* ضرورة استقلال المؤسسات الإعلامية وعدم تبعيتها للأحزاب والتنظيمات[/ltr]
[ltr]* ضرورة وجود إعلام محايد يعبر عن احتياجات المواطنين، وآمالهم وتطلعاتهم[/ltr]
[ltr]* وجوب تقديم برامج جادة لدعم إنهاء الانقسام ودعم الهوية الوطنية، [/ltr]
[ltr]* ضرورة تعريف الجمهور بالمنتجات الوطنية ودعم الاقتصاد الوطني، [/ltr]
[ltr]* وجوب القيام بنقل الأزمات والحروب بسرعة ومهنية[/ltr]
[ltr]* الاستعانة بكوادر مختصة في ترسيخ الهوية في الإعلام الفلسطيني [/ltr]
[ltr]* ضرورة التشارك بين الإعلام الفلسطيني ومؤسسات المجتمع المحلي ليكون هناك تأثير كبير في ترسيخ الهوية الوطنية الفلسطينية.[/ltr]
[ltr]وعن يوم المناقشة، قالت: تكونت اللجنة من كل من: البروفيسور منصور عثمان محمد زين مناقشا خارجيا، والدكتورة نهى حسب الرسول أحمد، مناقشا داخليا، وأستاذي ومشرفي الفاضل د. مجذوب بخيت محمد توم[/ltr]
[ltr]كان يوما عصيبا لكن نهايته سعيدا، في البدء أنا أقيم في منطقة رفاعة، والمناقشة في الخرطوم التي تبعد عنها ثلاث ساعات[/ltr]
[ltr]وصلنا للخرطوم بالليل، وما أن وصلنا حتى هاتفني المشرف مخبرا بأنه بفعل الثورة تقرر أن يكون مندوب للتعليم حاضرا للمناقشة، وعليه يجب العودة لرفاعة، فعدنا لنصل لرفاعة بالخامسة صباحا، والمناقشة بالثامنة[/ltr]
[ltr]جهزت الضيافة، فمن عاداتهم أن تكون الضيافة مكونة من تسالي وفواكه وعصائر، وكانوا يناقشونني بكل بطء، إلا أن النتيجة كانت مُشرفة، قال لي الدكتور نحن لم نمنح درجة الامتياز لأحد من قبلك، وأنت حصلت على امتياز مع مرتبة الشرف، كما أوصوا بنشر الدراسة وترجمتها لعدّة لغات.[/ltr]
[ltr]بعد أن استكملت الدكتورة كفاح حديثها كانت المداخلات من كل من الدكتور خالد صافي والمختار دياب زقوت، والأديب خلوصي عويضة، والسيد أبو حسام كلاب[/ltr]
[ltr]كان محور مداخلاتهم عن السودان وشعبها، مقدمين الشكر للدكتورة كفاح على الجهد المبذول في هذه الدراسة.[/ltr]
[ltr]في نهاية اللقاء ألقت الدكتورة كفاح قصيدتين أمتعت بهما الحضور.[/ltr]