بسم الله الحمن الرحيم
معالم النهضة من القران الكريم
لقد اوغل العقل الانساني والفكر البشري في الضلال والانحطاط ببعده عن فترات الوحي و هدي النبوات، وبالتالي الهبوط والانحدار في التفكير والسلوك ، وذلك بسبب ضلال المعتقد، الذي هو قاعدة الفكر ومقياسه ومنطلقه ، فكان الواقع مصدر تفكيرهم ، مما جعل الاطار المادي والصورة المادية تاسر عقولهم وتخضع تصوراتهم ، ومن هذا المنطلق كان قياسهم للغيب على الحاضر، فكانت لهم التصورات الخيالية والاوهام الضلالية، التي انتكست بالانسان فكرا وسلوكا، حتى اصبح اضل سبيلا من الانعام. وهذه سنة الله في خلقه، كلما انحطت عقولهم وفكرهم ولم يعودوا اهلا للاستخلاف في الارض، دمر الله عليهم واذاقهم باس بعض، وتكون الغابة ارقى منهم سبيلا .
فجاء الوحي بالنور من اللطيف الخبير بخلقه، لينقذهم ويعيدهم الى المستوى اللائق بانسانيتهم، ليعدلوا مسار سلوكهم وحياتهم، ويرتقي بهم ليكونوا اهلا لمهمة الاستخلاف، التي بها تتحقق غاية العبودية لله التي من اجلها خلقهم .
ولكي تنهض بالانسان فلا بد اولا من النهوض بفكره، ولا يتحقق ذلك الا ببناء عقله بناء صحيحا، ولا يبنى العقل البناء الصحيح الا بالعقيدة الصحيحة الراسخة اليقينية، المبنية على التصديق الجازم المتولد من الادلة العقلية المصدقة من الواقع، والادلة القطعية الدلالة والثبوت في النقليات، وبذلك تبنى القاعدة الفكرية الصحيحة للانسان، ليبني عليها فكره ويصاغ بها عقله،
ولان المعتقد هو البانى للفكر، وبالتالي الموجه للسلوك، والصانع للنفسية الانسانية بصياعته لمفاهيمها وقيمها، كان لزاما علاجه قبل كل شيء، وهذا ما اسسه القران الكريم، لان ثمرة المعتقد صحة انتاج الفكر وبناءه بناءا صحيحا ومؤثرا ودافعا للسلوك والعمل، ولنرى سويا معالجة الاسلام للمعتقد ، للنهوض والارتقاء بفكر الانسان من خلال سورة الاخلاص التي جاء في فضلها انها تعدل ثلث القران، وطلب منا الحبيب سلام الله عليه _وليس عبثا_ قرائتها دبر الصلوات، فقد نزلت هذه السورة الكريمة جوابا على سؤال نفر من المشركين للنبي عليه السلام ان ينسب لهم ربه، مضاهاة لاهل الكتاب وضلالهم ، ونفر اخر من المشركين سال عن ماهية الرب سبحانه، فقالوا يا محمد صف لنا ربك، امن ذهب ام من فضة ام من زبرجد هو؟! ونلاحظ مدى خضوع عقول القوم للواقع ومادية التفكير عندهم، وعدم قدرتهم على الخروج من اطر المادة واطر صورها واشكالها ، لاسيما وهم اهل التجسيم والتجسيد، مضاهاة للاغريق ومن ضل ضلالهم، فنزل الجواب لهم، ليرسم لهم الاطار التصوري الصحيح في مفهوم الالوهية، والتعامل مع حقيقة الذات المطلقة عن قيود المادة واطرها، وغير الخاضعة للتصورات لمغايرتها للواقع والمدركات المادية، فقال(قل هو الله احد)) قل يا داعي الله:-هو-- اي الموضوع الذي سألتم عنه جوابه:--الله-- اي الخالق المدبر الموجد من العدم وجودا ثم دبر امر هذا الوجود بما يلزم وجوده من سنن ونواميس وقوانين يستمر بها وجوده ويستقيم ليستمر في وجوده، هذا الاله--احد-- وهي صفة عدد تستعمل في لساننا عادة في مقام السلب، اي بعد النفي، فتقول مثلا ما مرني من احد وماشرب واكل احد، الا انها جائت هنا في مقام الاثبات لتفيد السلب، وتنفي الجنس والنوع عن الله تعالى، فهو متفرد في وجوده وليس كمثله شيء، لتقاربوا تصوره به، فلا ادراك للذات والوجود اثره القاطع بوجوب وجوده، فليس اذا من سبيل لاستيعاب الذات حسا او تصورا، فلزم معرفة الصفات، والعقل لايستطيع ان يتصور ولا ان يصور الا ماله في وجوده من الاجناس المشابهة والانواع المماثلة شبيه او مثيل , ولما امتنع الجنس والنوع امتنعت المماثلة، وامتنع التشبيه، وامتنع التصور بالصورة المؤدي للتجسيم او التجسيد، وطالما انه مغاير لكل الوجود الذي هو صنعه جاء القول ((الله الصمد )) اي ان الخالق المدبر الذي لا يعتريه التغيير و لا التبديل، فهو الازلي الاول و الاخر والظاهر باثاره الباطن بذاته، والباقي الدائم الوارث فلذلك ((لم يلد ولم يولد))كونه لا جنس ولا نوع له، وانتفاء الجنس والنوع انتفاء للتزاوج
المنجب للولد، وكون الولد وطلبه انما يكون للحفاظ على النوع وهو سبحانه منزه عنه، ولا ينبغي في حقه، ثم ختم بقوله ((ولم يكن له كفوا احد)) فمن كانت هذه صفاته، فقطعا لاكفؤ له، وكيف يتصور عاقل مكافأة المخلوق للخالق، الا من بعقله خلل، عصمنا الله واياكم بعقيدة الايمان وانار عقولنا وقلوبنا وطريقنا بهدي القران وسنة النبي الصادق الامين المبلغ عن رب العالمين .
و السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
معالم النهضة من القران الكريم
لقد اوغل العقل الانساني والفكر البشري في الضلال والانحطاط ببعده عن فترات الوحي و هدي النبوات، وبالتالي الهبوط والانحدار في التفكير والسلوك ، وذلك بسبب ضلال المعتقد، الذي هو قاعدة الفكر ومقياسه ومنطلقه ، فكان الواقع مصدر تفكيرهم ، مما جعل الاطار المادي والصورة المادية تاسر عقولهم وتخضع تصوراتهم ، ومن هذا المنطلق كان قياسهم للغيب على الحاضر، فكانت لهم التصورات الخيالية والاوهام الضلالية، التي انتكست بالانسان فكرا وسلوكا، حتى اصبح اضل سبيلا من الانعام. وهذه سنة الله في خلقه، كلما انحطت عقولهم وفكرهم ولم يعودوا اهلا للاستخلاف في الارض، دمر الله عليهم واذاقهم باس بعض، وتكون الغابة ارقى منهم سبيلا .
فجاء الوحي بالنور من اللطيف الخبير بخلقه، لينقذهم ويعيدهم الى المستوى اللائق بانسانيتهم، ليعدلوا مسار سلوكهم وحياتهم، ويرتقي بهم ليكونوا اهلا لمهمة الاستخلاف، التي بها تتحقق غاية العبودية لله التي من اجلها خلقهم .
ولكي تنهض بالانسان فلا بد اولا من النهوض بفكره، ولا يتحقق ذلك الا ببناء عقله بناء صحيحا، ولا يبنى العقل البناء الصحيح الا بالعقيدة الصحيحة الراسخة اليقينية، المبنية على التصديق الجازم المتولد من الادلة العقلية المصدقة من الواقع، والادلة القطعية الدلالة والثبوت في النقليات، وبذلك تبنى القاعدة الفكرية الصحيحة للانسان، ليبني عليها فكره ويصاغ بها عقله،
ولان المعتقد هو البانى للفكر، وبالتالي الموجه للسلوك، والصانع للنفسية الانسانية بصياعته لمفاهيمها وقيمها، كان لزاما علاجه قبل كل شيء، وهذا ما اسسه القران الكريم، لان ثمرة المعتقد صحة انتاج الفكر وبناءه بناءا صحيحا ومؤثرا ودافعا للسلوك والعمل، ولنرى سويا معالجة الاسلام للمعتقد ، للنهوض والارتقاء بفكر الانسان من خلال سورة الاخلاص التي جاء في فضلها انها تعدل ثلث القران، وطلب منا الحبيب سلام الله عليه _وليس عبثا_ قرائتها دبر الصلوات، فقد نزلت هذه السورة الكريمة جوابا على سؤال نفر من المشركين للنبي عليه السلام ان ينسب لهم ربه، مضاهاة لاهل الكتاب وضلالهم ، ونفر اخر من المشركين سال عن ماهية الرب سبحانه، فقالوا يا محمد صف لنا ربك، امن ذهب ام من فضة ام من زبرجد هو؟! ونلاحظ مدى خضوع عقول القوم للواقع ومادية التفكير عندهم، وعدم قدرتهم على الخروج من اطر المادة واطر صورها واشكالها ، لاسيما وهم اهل التجسيم والتجسيد، مضاهاة للاغريق ومن ضل ضلالهم، فنزل الجواب لهم، ليرسم لهم الاطار التصوري الصحيح في مفهوم الالوهية، والتعامل مع حقيقة الذات المطلقة عن قيود المادة واطرها، وغير الخاضعة للتصورات لمغايرتها للواقع والمدركات المادية، فقال(قل هو الله احد)) قل يا داعي الله:-هو-- اي الموضوع الذي سألتم عنه جوابه:--الله-- اي الخالق المدبر الموجد من العدم وجودا ثم دبر امر هذا الوجود بما يلزم وجوده من سنن ونواميس وقوانين يستمر بها وجوده ويستقيم ليستمر في وجوده، هذا الاله--احد-- وهي صفة عدد تستعمل في لساننا عادة في مقام السلب، اي بعد النفي، فتقول مثلا ما مرني من احد وماشرب واكل احد، الا انها جائت هنا في مقام الاثبات لتفيد السلب، وتنفي الجنس والنوع عن الله تعالى، فهو متفرد في وجوده وليس كمثله شيء، لتقاربوا تصوره به، فلا ادراك للذات والوجود اثره القاطع بوجوب وجوده، فليس اذا من سبيل لاستيعاب الذات حسا او تصورا، فلزم معرفة الصفات، والعقل لايستطيع ان يتصور ولا ان يصور الا ماله في وجوده من الاجناس المشابهة والانواع المماثلة شبيه او مثيل , ولما امتنع الجنس والنوع امتنعت المماثلة، وامتنع التشبيه، وامتنع التصور بالصورة المؤدي للتجسيم او التجسيد، وطالما انه مغاير لكل الوجود الذي هو صنعه جاء القول ((الله الصمد )) اي ان الخالق المدبر الذي لا يعتريه التغيير و لا التبديل، فهو الازلي الاول و الاخر والظاهر باثاره الباطن بذاته، والباقي الدائم الوارث فلذلك ((لم يلد ولم يولد))كونه لا جنس ولا نوع له، وانتفاء الجنس والنوع انتفاء للتزاوج
المنجب للولد، وكون الولد وطلبه انما يكون للحفاظ على النوع وهو سبحانه منزه عنه، ولا ينبغي في حقه، ثم ختم بقوله ((ولم يكن له كفوا احد)) فمن كانت هذه صفاته، فقطعا لاكفؤ له، وكيف يتصور عاقل مكافأة المخلوق للخالق، الا من بعقله خلل، عصمنا الله واياكم بعقيدة الايمان وانار عقولنا وقلوبنا وطريقنا بهدي القران وسنة النبي الصادق الامين المبلغ عن رب العالمين .
و السلام عليكم ورحمة الله وبركاته