وبغيــر قلبي .. لا أرى
.............
وسـألـتُ : أين المُبـتَــدَى ؟ قـالــوا : طـريـقٌ
أوّلٌ ، لا يـنـتِـهِــــي خَـطــــــوٌ إلـيـْــــــــــــــهْ
فـمَـشِـيـــتُ لا أَرنــو وَرَائِـــــــي لـفْـتَـــــــــة ً
لـو تَـنـتَـمِـــي قَـــدَمُ الـرجُــوعِ لعَـوْدتـيــْـــــهْ
أَصِــلُ الطـريــــقَ بـوَصْلِــهِ واللـيْــــــلُ مِــن
أُفُـــقِ البَعِـيـــــدِ أَحَـاطـنِــي في حَيْـرَتـيْــــــهْ
وَحْــــدِي ، ولا أَلْـــوِي علـى عَـــــوْدٍ ولــــو
كـان التّـعَـلّـلُ قَـيْـــدَ خَـطـــوِي خُطــوَتـيـْــــهْ
أَطــوِي علـى ظَـمَـــأِ المَسَـافـــــةِ أَضْلـعِـــي
فأجَـاءنِــي طـيْــفٌ سَـقـانِــي رَشْفـتَـيْــــــــهْ
خَمْـــرٌ ، ولا خَمْــرٌ ، وَسُكْـــرٌ من فُـيُــوُضِ
الوَجْــــدِ سَـالَـتْ مِـن أصَـابــــعِ كَفْـتـيْـــــــهْ
لمّـا سَكِــرْتُ بكـأسِـــــهِ ، أَوْمَــــــا إلـــــــيّ
ببَـسْـمَــةٍ : أَنْ ظَـــلّ مُعْـتَـكِـفَـــــــاً عـليْــــهْ
وأَشَــارَ نحْـوَ البَـابِ : فـادْخــلْ هَــاهُـنَــــــا
بعـضُ الحـقـيـقــةِ طُـلْسِمَــتْ في رُقْـيَـتَيْـــهْ
وأَسَــــــــرَّ لِـــي أَلّا أُمَـــــــارِي سِــــــــــرَّهُ
إلّا مِــــــرَاءً ظـاهِـــــراً مِـنْ سُتـرَتَـيْـــــــــهْ
وأخَـذتُ عَهْــــــدِي والْتَـفَــــتُّ فـلــمْ أجــــدْ
شيْخِــي سِـوَى طيْــفٍ يُـنَـاغِــمُ سَكْـتـتـيْــهْ
وذهـبـتُ أَتْـبَـــعُ نـورَهُ ، وبغـيْــرِ قـلـبـــي
لا أرَى ، فـبَصِيـــرَتِـــي وَقْـــفٌ لَـدَيْـــــــهْ
وسَجَــدْتُ ، يَغـمُــرُنِـي الضيــاءُ كأنّـنِـــي
جَسَــدِي يَذوبُ كمَـا البَخُــورِ بـسَجْـدَتَـيْـهْ
واهْـتــزّ من طَـــرَبٍ كِيَــانِــي ، إنْ بَــــدَا
وإذا اخـتَـفَـــى ؛ آيُ الكَـمَــالِ بـآيَـتَـيْــــهْ
هُـوَ دَلّـنِـي ، فدخلـتُ من بـابِ السّمَـــاح
مُيَـمِّـنَــاً ، ورأيْـتُ مَــا أخَـفَــى لديْــــــهْ
فـرَقـصْـتُ بيْـنَ أحِبّـتِــي ؛ هـذا ابـتـــدَاءٌ
في الغـــرَامِ ، إذا المقــــامُ صَبَــا إليْــــهْ
وسمِعـتُ وَقْــعَ خُطـاهـمُ حِيـن ارتفعْــتُ
لنـورِهِ ، ولمَسْـتُ – مِسْكَـاً – راحَتـيْــهْ
فسَكِـرْتُ أُخــرَى إذ وَصَلْـتُ وقـد أَفَـقْـتُ
ولـمْ أَبُــحْ ، أوْ أُرْوَ من شَـغَـفِـي عـليْــهْ
رَدّدتُ رَجْــعَ صَـدَاهُ : حَـيَّ على الحَيـَــا
والعَــوْدُ مَرهُــوُنُ الحَظـوظِ بـرَجْعَـتيْـــهْ
أوَ كـان حُـلْمَـــاً ، إذ رَأَيْـتُ كَمَـالَـــهُ !؟
يا لـيْـتـنِــي قَـبّـلْـتُ في الـرّؤيــا يَـدَيْـــهْ
***
فتوح قهوة
.............
وسـألـتُ : أين المُبـتَــدَى ؟ قـالــوا : طـريـقٌ
أوّلٌ ، لا يـنـتِـهِــــي خَـطــــــوٌ إلـيـْــــــــــــــهْ
فـمَـشِـيـــتُ لا أَرنــو وَرَائِـــــــي لـفْـتَـــــــــة ً
لـو تَـنـتَـمِـــي قَـــدَمُ الـرجُــوعِ لعَـوْدتـيــْـــــهْ
أَصِــلُ الطـريــــقَ بـوَصْلِــهِ واللـيْــــــلُ مِــن
أُفُـــقِ البَعِـيـــــدِ أَحَـاطـنِــي في حَيْـرَتـيْــــــهْ
وَحْــــدِي ، ولا أَلْـــوِي علـى عَـــــوْدٍ ولــــو
كـان التّـعَـلّـلُ قَـيْـــدَ خَـطـــوِي خُطــوَتـيـْــــهْ
أَطــوِي علـى ظَـمَـــأِ المَسَـافـــــةِ أَضْلـعِـــي
فأجَـاءنِــي طـيْــفٌ سَـقـانِــي رَشْفـتَـيْــــــــهْ
خَمْـــرٌ ، ولا خَمْــرٌ ، وَسُكْـــرٌ من فُـيُــوُضِ
الوَجْــــدِ سَـالَـتْ مِـن أصَـابــــعِ كَفْـتـيْـــــــهْ
لمّـا سَكِــرْتُ بكـأسِـــــهِ ، أَوْمَــــــا إلـــــــيّ
ببَـسْـمَــةٍ : أَنْ ظَـــلّ مُعْـتَـكِـفَـــــــاً عـليْــــهْ
وأَشَــارَ نحْـوَ البَـابِ : فـادْخــلْ هَــاهُـنَــــــا
بعـضُ الحـقـيـقــةِ طُـلْسِمَــتْ في رُقْـيَـتَيْـــهْ
وأَسَــــــــرَّ لِـــي أَلّا أُمَـــــــارِي سِــــــــــرَّهُ
إلّا مِــــــرَاءً ظـاهِـــــراً مِـنْ سُتـرَتَـيْـــــــــهْ
وأخَـذتُ عَهْــــــدِي والْتَـفَــــتُّ فـلــمْ أجــــدْ
شيْخِــي سِـوَى طيْــفٍ يُـنَـاغِــمُ سَكْـتـتـيْــهْ
وذهـبـتُ أَتْـبَـــعُ نـورَهُ ، وبغـيْــرِ قـلـبـــي
لا أرَى ، فـبَصِيـــرَتِـــي وَقْـــفٌ لَـدَيْـــــــهْ
وسَجَــدْتُ ، يَغـمُــرُنِـي الضيــاءُ كأنّـنِـــي
جَسَــدِي يَذوبُ كمَـا البَخُــورِ بـسَجْـدَتَـيْـهْ
واهْـتــزّ من طَـــرَبٍ كِيَــانِــي ، إنْ بَــــدَا
وإذا اخـتَـفَـــى ؛ آيُ الكَـمَــالِ بـآيَـتَـيْــــهْ
هُـوَ دَلّـنِـي ، فدخلـتُ من بـابِ السّمَـــاح
مُيَـمِّـنَــاً ، ورأيْـتُ مَــا أخَـفَــى لديْــــــهْ
فـرَقـصْـتُ بيْـنَ أحِبّـتِــي ؛ هـذا ابـتـــدَاءٌ
في الغـــرَامِ ، إذا المقــــامُ صَبَــا إليْــــهْ
وسمِعـتُ وَقْــعَ خُطـاهـمُ حِيـن ارتفعْــتُ
لنـورِهِ ، ولمَسْـتُ – مِسْكَـاً – راحَتـيْــهْ
فسَكِـرْتُ أُخــرَى إذ وَصَلْـتُ وقـد أَفَـقْـتُ
ولـمْ أَبُــحْ ، أوْ أُرْوَ من شَـغَـفِـي عـليْــهْ
رَدّدتُ رَجْــعَ صَـدَاهُ : حَـيَّ على الحَيـَــا
والعَــوْدُ مَرهُــوُنُ الحَظـوظِ بـرَجْعَـتيْـــهْ
أوَ كـان حُـلْمَـــاً ، إذ رَأَيْـتُ كَمَـالَـــهُ !؟
يا لـيْـتـنِــي قَـبّـلْـتُ في الـرّؤيــا يَـدَيْـــهْ
***
فتوح قهوة