طبقة وسطى ...أهلا .. أهلا..!!
حسان الرواد
صدق الشاعر إذ يقول:
كل فرد من الرعية عبد ....... ومن الحكومة كل فرد أمير
هذا واقع الحال, والحبل على الجرار, وبدون أدنى شك, وبعيدا عن الإعلام الرسمي الزائف, الناطق بلسان واحد, المعبر عن صوت الحكومة, والأصم عن نبضات الأغلبية الصامتة, نعم في بلدي بتنا طبقتين لا ثالث لهما: طبقة فوق القانون, وهي طبقة الأقلية الأرستقراطية الرأسمالية الإقطاعية المحتكرة للسلطة والمال, المتنفّذة المتحكمة بمصائرنا, المالكة للثروات والشركات والمؤسسات, المشرّعة للقرارات التي تخدمها بالدرجة الأولى, والمفصّلة للقوانين التي تزيدها نفوذا وتجبرا, وتزيدنا قهرنا وجوعا, وهي وريثة السلطة والمال والنفوذ, وهم السادة بكل شيء, وطبقة تحت
القانون, وهي الأغلبية الكادحة الصامتة المقهورة المكبوتة, من ظلم السادة الحيتان, وهم العمال والمزارعين والمعلمين والموظفين وأضف إليهم مدرسي الجامعات, وكل العاملين في سلك الدولة بدون استثناء, لتتسع الشريحة الكادحة, وتتفاقم الهوّة الساحقة بين الطبقتين.
وما بين تصريحات كاذبة وشعارات زائفة تمني النفس بحياة كريمة, وبين واقع مرير يزداد سوءا وقهرا وحرمانا, من خلال رفع كل شيء من محروقات وسلع ورسوم وتأمين وسن المزيد والمزيد من الضرائب, والتي تصب نتائجها في النهاية على رأس هذه الطبقة المسحوقة المستهلِكة والمستهلَكة, وتستفيد منها هذه الطبقة الكاسبة, وما الحديث عن الطبقة الوسطى صمام الأمان للمجتمع إلا أوهام في أوهام, نعم هذا هو واقع الحال.
مديونية في ازدياد, وعجز يتفاقم, وخزينة الدولة ابتليت بحنفيات كثيرة لا جلد فيها, ونزيفها مستمر, بيعت شركات كبرى ومؤسسات وطنية, وميناء واتصالات, ولم يبق ما تبيعه الحكومات إلا نحن !!! والحال لم يتغير إلا للأسوأ, فزاد العجز, وارتفعت المديونية, وزادت نسبة التضخم.
ومع ذلك ومنذ عشرات السنين, ويوم أن وعينا على الدنيا ونحن لا نسمع من الحكومات إلا الشكوى والتذمر, وسوء الحال, وفقر الموارد, والظروف الصعبة, التي لا تنتهي, والمرحلة الحرجة, والأوضاع الحساسة, ونختلق الأسباب ولو كانت وهمية لتبرير الارتفاع غير المبرر, وأتذكر ويتذكر الأردنيون أن أسعار المحروقات كانت ترتفع بحجة ارتفاع الأسعار العالمية في حين أن النفط كان يستورده الأردن من العراق بأسعار تفضيلية, بل كانت نصف احتياجاتنا من النفط تقدم مجانا والنصف الآخر بأسعار تفضيلية محددة بغض النظر عن السعر العالمي.
في أرض الأردن وباطنها الكثير من الثروات والمعادن, كالفوسفات وكمياته الضخمة في الجنوب والذي وصل سعر الطن فيه عالميا قبل عام ما يقارب (600 دولار) , كما هو حال النحاس والبوتاس والمنغنيز واليورانيوم والزيت الصخري والغاز الطبيعي وغيرها من الثروات التي لا نعلم عنها شيئا, كل ذلك ونشكوى قلة الحال, وفقر الموارد, والأهم من كل ذلك هو الإنسان الأردني المنتمي المحب المعطاء الوفي المخلص, الذي يستحق حياة أفضل بكثير من هذه الحياة, والذي لم ولن يبخل بروحه فداء للوطن والقائد إذا ما ناداه الواجب لذلك.
ومع إطلالة الذكرى الحادية والعشرين لهبة نيسان المجيدة, التي انطلقت شرارتها من معان عام( 1989 ) مصنع الرجال, وامتدت لتصل أكثر المدن والقرى الأردنية, مع هذه الإطلالة نستذكر أرواح الشهداء (بإذن الله) الذين ضحوا بحياتهم لتشرق مرحلة جديدة على الأردن, ولتعيد لنا الذاكرة انتفاضة الخبز والجوع والكرامة. لنقول: ما أشبه الليلة بالبارحة.
حسان الرواد
صدق الشاعر إذ يقول:
كل فرد من الرعية عبد ....... ومن الحكومة كل فرد أمير
هذا واقع الحال, والحبل على الجرار, وبدون أدنى شك, وبعيدا عن الإعلام الرسمي الزائف, الناطق بلسان واحد, المعبر عن صوت الحكومة, والأصم عن نبضات الأغلبية الصامتة, نعم في بلدي بتنا طبقتين لا ثالث لهما: طبقة فوق القانون, وهي طبقة الأقلية الأرستقراطية الرأسمالية الإقطاعية المحتكرة للسلطة والمال, المتنفّذة المتحكمة بمصائرنا, المالكة للثروات والشركات والمؤسسات, المشرّعة للقرارات التي تخدمها بالدرجة الأولى, والمفصّلة للقوانين التي تزيدها نفوذا وتجبرا, وتزيدنا قهرنا وجوعا, وهي وريثة السلطة والمال والنفوذ, وهم السادة بكل شيء, وطبقة تحت
القانون, وهي الأغلبية الكادحة الصامتة المقهورة المكبوتة, من ظلم السادة الحيتان, وهم العمال والمزارعين والمعلمين والموظفين وأضف إليهم مدرسي الجامعات, وكل العاملين في سلك الدولة بدون استثناء, لتتسع الشريحة الكادحة, وتتفاقم الهوّة الساحقة بين الطبقتين.
وما بين تصريحات كاذبة وشعارات زائفة تمني النفس بحياة كريمة, وبين واقع مرير يزداد سوءا وقهرا وحرمانا, من خلال رفع كل شيء من محروقات وسلع ورسوم وتأمين وسن المزيد والمزيد من الضرائب, والتي تصب نتائجها في النهاية على رأس هذه الطبقة المسحوقة المستهلِكة والمستهلَكة, وتستفيد منها هذه الطبقة الكاسبة, وما الحديث عن الطبقة الوسطى صمام الأمان للمجتمع إلا أوهام في أوهام, نعم هذا هو واقع الحال.
مديونية في ازدياد, وعجز يتفاقم, وخزينة الدولة ابتليت بحنفيات كثيرة لا جلد فيها, ونزيفها مستمر, بيعت شركات كبرى ومؤسسات وطنية, وميناء واتصالات, ولم يبق ما تبيعه الحكومات إلا نحن !!! والحال لم يتغير إلا للأسوأ, فزاد العجز, وارتفعت المديونية, وزادت نسبة التضخم.
ومع ذلك ومنذ عشرات السنين, ويوم أن وعينا على الدنيا ونحن لا نسمع من الحكومات إلا الشكوى والتذمر, وسوء الحال, وفقر الموارد, والظروف الصعبة, التي لا تنتهي, والمرحلة الحرجة, والأوضاع الحساسة, ونختلق الأسباب ولو كانت وهمية لتبرير الارتفاع غير المبرر, وأتذكر ويتذكر الأردنيون أن أسعار المحروقات كانت ترتفع بحجة ارتفاع الأسعار العالمية في حين أن النفط كان يستورده الأردن من العراق بأسعار تفضيلية, بل كانت نصف احتياجاتنا من النفط تقدم مجانا والنصف الآخر بأسعار تفضيلية محددة بغض النظر عن السعر العالمي.
في أرض الأردن وباطنها الكثير من الثروات والمعادن, كالفوسفات وكمياته الضخمة في الجنوب والذي وصل سعر الطن فيه عالميا قبل عام ما يقارب (600 دولار) , كما هو حال النحاس والبوتاس والمنغنيز واليورانيوم والزيت الصخري والغاز الطبيعي وغيرها من الثروات التي لا نعلم عنها شيئا, كل ذلك ونشكوى قلة الحال, وفقر الموارد, والأهم من كل ذلك هو الإنسان الأردني المنتمي المحب المعطاء الوفي المخلص, الذي يستحق حياة أفضل بكثير من هذه الحياة, والذي لم ولن يبخل بروحه فداء للوطن والقائد إذا ما ناداه الواجب لذلك.
ومع إطلالة الذكرى الحادية والعشرين لهبة نيسان المجيدة, التي انطلقت شرارتها من معان عام( 1989 ) مصنع الرجال, وامتدت لتصل أكثر المدن والقرى الأردنية, مع هذه الإطلالة نستذكر أرواح الشهداء (بإذن الله) الذين ضحوا بحياتهم لتشرق مرحلة جديدة على الأردن, ولتعيد لنا الذاكرة انتفاضة الخبز والجوع والكرامة. لنقول: ما أشبه الليلة بالبارحة.