بسم الله الرحمن الرحيم
عزة الامة
العزة ضد الذلة والمهانة ,
ولا عزة ولا مكانة ولا رفعة لامتنا الا اذا سمعت واطاعت امر ربنا عز وجل،
و لقد أراد ربنا عز وجل في القرآن المجيد أن يهدي المؤمنين إلى الطريق الذي يصون لهم العزة والكرامة والهوية، ويحصنهم ضد الرضا بالهوان أو السكوت على الضيم فأمرهم بالإعداد والاستعداد لحفظ الكرامة والذود عن العزة والمكانة والكرامة فقال عز وجل :
(إِنَّ شَرَّ الدَّوَابِّ عِندَ اللَّهِ الَّذِينَ كَفَرُوا فَهُمْ لَا يُؤْمِنُونَ (55) الَّذِينَ عَاهَدتَّ مِنْهُمْ ثُمَّ يَنقُضُونَ عَهْدَهُمْ فِي كُلِّ مَرَّةٍ وَهُمْ لَا يَتَّقُونَ (56) فَإِمَّا تَثْقَفَنَّهُمْ فِي الْحَرْبِ فَشَرِّدْ بِهِم مَّنْ خَلْفَهُمْ لَعَلَّهُمْ يَذَّكَّرُونَ (57) وَإِمَّا تَخَافَنَّ مِن قَوْمٍ خِيَانَةً فَانبِذْ إِلَيْهِمْ عَلَىٰ سَوَاءٍ ۚ إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْخَائِنِينَ (58) وَلَا يَحْسَبَنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا سَبَقُوا ۚ إِنَّهُمْ لَا يُعْجِزُونَ (59) وَأَعِدُّوا لَهُم مَّا اسْتَطَعْتُم مِّن قُوَّةٍ وَمِن رِّبَاطِ الْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدُوَّ اللَّهِ وَعَدُوَّكُمْ وَآخَرِينَ مِن دُونِهِمْ لَا تَعْلَمُونَهُمُ اللَّهُ يَعْلَمُهُمْ ۚ وَمَا تُنفِقُوا مِن شَيْءٍ فِي سَبِيلِ اللَّهِ يُوَفَّ إِلَيْكُمْ وَأَنتُمْ لَا تُظْلَمُونَ (60) الانفال
صدق الله العظيم
لأن القوة تجعل صاحبها في موطن الهيبة والاقتدار فلا يسهل الاعتداء عليه من الاعداء المتربصين الذين لا يألون فينا الا ولا ذمة .. واذا شاء الله يوماً أن يلتقي المؤمنون في معركةٍ مع الكافرين فالواجب حينئذ على كل مؤمن أن يظل عزيزاً قوياً وأن يثبت على مبدأه وعقيدته لا يخيفه عدد العدو ولا عتاده لا يثنيه الألم ولا التعب عن امر ربه، بل يبذل جهده وطاقته مستخدماً كل ما أعده قبل ذلك من سلاحٍ وعتادٍ واثقاً أنه مربوط الأسباب بالله القوي القادر العزيز الذي هو يهب العزة والنصر لعباده، وإذا شاء الله تعالى له لوناً من ألوان الاختبار والابتلاء تحمله راضياً صابراً محتفظاً بعزته وكرامته وشهامته موقناً بأن احتمال الألم خيرٌ ألف مرةٍ من التخاذل والاستسلام : " وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِنْ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِنْ الأَمْوَالِ وَالأَنفُسِ وَالثَّمَرَاتِ وَبَشِّرْ الصَّابِرِينَ (155) الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ قَالُوا إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ (156) أُوْلَئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُوْلَئِكَ هُمْ الْمُهْتَدُونَ "(البقرة).
بمثل هذا الايمان العظيم جاء موقف سعد بن معاذ رضي الله عنه مع النبي صلى الله عليه وسلم يوم الأحزاب: فلما اشتد على الناس البلاء يوم الأحزاب بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى عيينة بن حصن والحارث بن عوف المري وهما قائدا غطفان وأعطاهما ثلث ثمار المدينة على أن يرجعا بمن معهما عنه وعن أصحابه، فجرى بينه وبينهم الصلح حتى كتبوا الكتاب ولم تقع الشهادة ولا عزيمة الصلح إلا المراوضة ـ المجاذبة ـ ،فلما أراد الرسول صلى الله عليه وسلم أن يفعل ذلك بعث إلى السعدين فذكر لهما ذلك، واستشارهما فيه، فقالا : يا رسول الله أمراً تحبه فنصنعه أم شيئاً أمرك الله به لابد لنا من العمل به أم شيئاً تصنعه لنا ؟ فقال: لا بل شيءٌ أصنعه لكم، والله ما أصنع ذلك إلا لأني رأيت العرب رمتكم عن قوسٍ واحدٍ وكالبوكم من كل جانب، فأردت أن أكسر عنكم من شوكتهم إلى أمرٍ ما. فقال له سعد بن معاذ رضي الله عنه : يا رسول الله قد كنا وهؤلاء على الشرك بالله وعبادة الأوثان لا نعبد الله ولا نعرفه وهم لا يطمعون أن يأكلوا منها ثمرةً واحدةً إلا قرىً أو بيعاً، أفحين أكرمنا الله بالإسلام وهدانا له وأعزنا بك وبه، نعطيهم أموالنا ؟ ما لنا بهذا حاجة، والله لا نعطيهم إلا السيف حتى يحكم الله بيننا وبينهم، فقال النبي صلى الله عليه وسلم : أنت وذاك، فتناول سعد بن معاذ رضي الله عنه الصحيفة فمحا ما فيها من الكتاب، ثم قال رضي الله عنه : ليجهدوا علينا .
وروى اصحاب السير عن طارق بن شهاب قال : خرج عمر بن الخطاب رضي الله عنه إلى الشام ومعنا أبو عبيدة فأتوا على مخاضةٍ, وعمر على ناقته فنزل عنها وخلع خفيه فوضعهما على عاتقه وأخذ بزمام ناقته فخاض بها المخاضة . فقال أبو عبيدة رضي الله عنه : يا أمير المؤمنين أنت تفعل هذا ؟ تخلع خفيك وتضعهما على عاتقك وتأخذ بزمام ناقتك وتخوض بها المخاضة ما يسرني أن أهل البلد استشرفوك . فقال عمر رضي الله عنه : أوَّه ! لو قال ذا غيرك أبا عبيدة لجعلته نكالاً لأمة محمدٍ صلى الله عليه وسلم . إنّا كنّا أذل قومٍ فأعزنا الله بالإسلام فمهما نطلب العزة بغير ما أعزنا الله به أذلنا الله.
نعم لاعزة الا بالله ومن اعتز بغير الله ودينه ذل .
وختاما فان الله تعالى لا يرضى الا ان تكون العزة له فهو العزيز ولرسوله وللمؤمنين فلا ينبغي ان يهن المؤمن ولا ييأس ولا يذل وهو عابد للعزيز:
(.... وَلِلَّهِ الْعِزَّةُ وَلِرَسُولِهِ وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَلَٰكِنَّ الْمُنَافِقِينَ لَا يَعْلَمُونَ (8-المنافقون)
وقوله-تبارك وتعالى-: "وَلكِنَّ الْمُنافِقِينَ لا يَعْلَمُونَ"- استدراك قصد به تجهيل هؤلاء المنافقين، أى: ليست العزة إلا لله-تبارك وتعالى- ولرسوله وللمؤمنين، ولكن المنافقين لا يعلمون ذلك، ولا يعرفونه لاستيلاء الجهل والغباء عليهم، لأنهم لو كانت لهم عقول تعقل، لعلموا أن العزة لدعوة الحق، بدليل انتشارها في الآفاق يوما بعد يوم حتى في اشد حالات الضعف التي يمر بها المسلمون، ومن امثلة التاريخ ان ما من امة غزاها عدوها الا اثر فيها ،عدا هذه الامة التي اثرت في غزاتها ، خذ المغول مثلا ! فبعد غزوهم لبلاد الاسلام وارتكابهم للفظاعات عادوا لبلادهم بالاسلام ...
وخذ واقع اليوم حين رأى الكثير ما يحصل في غزة من دمار وابادة جماعية يصاب المسلم الغزي او المسلمة الغزية ويرفعون ايديهم فيقولون الحمد لله وحسبنا الله ونعم الوكيل ...يراهم الغرب على هذا الثبات يؤثرون الموت و لا يعطون الدنية - فيسلمون ويدخلون في هذا الدين العظيم الذي يصنع الامة العظيمة....
اللهم نسالك العزة والنصر والنصرة لدينك ولعبادك المؤمنين اللهم امين
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .
عزة الامة
العزة ضد الذلة والمهانة ,
ولا عزة ولا مكانة ولا رفعة لامتنا الا اذا سمعت واطاعت امر ربنا عز وجل،
و لقد أراد ربنا عز وجل في القرآن المجيد أن يهدي المؤمنين إلى الطريق الذي يصون لهم العزة والكرامة والهوية، ويحصنهم ضد الرضا بالهوان أو السكوت على الضيم فأمرهم بالإعداد والاستعداد لحفظ الكرامة والذود عن العزة والمكانة والكرامة فقال عز وجل :
(إِنَّ شَرَّ الدَّوَابِّ عِندَ اللَّهِ الَّذِينَ كَفَرُوا فَهُمْ لَا يُؤْمِنُونَ (55) الَّذِينَ عَاهَدتَّ مِنْهُمْ ثُمَّ يَنقُضُونَ عَهْدَهُمْ فِي كُلِّ مَرَّةٍ وَهُمْ لَا يَتَّقُونَ (56) فَإِمَّا تَثْقَفَنَّهُمْ فِي الْحَرْبِ فَشَرِّدْ بِهِم مَّنْ خَلْفَهُمْ لَعَلَّهُمْ يَذَّكَّرُونَ (57) وَإِمَّا تَخَافَنَّ مِن قَوْمٍ خِيَانَةً فَانبِذْ إِلَيْهِمْ عَلَىٰ سَوَاءٍ ۚ إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْخَائِنِينَ (58) وَلَا يَحْسَبَنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا سَبَقُوا ۚ إِنَّهُمْ لَا يُعْجِزُونَ (59) وَأَعِدُّوا لَهُم مَّا اسْتَطَعْتُم مِّن قُوَّةٍ وَمِن رِّبَاطِ الْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدُوَّ اللَّهِ وَعَدُوَّكُمْ وَآخَرِينَ مِن دُونِهِمْ لَا تَعْلَمُونَهُمُ اللَّهُ يَعْلَمُهُمْ ۚ وَمَا تُنفِقُوا مِن شَيْءٍ فِي سَبِيلِ اللَّهِ يُوَفَّ إِلَيْكُمْ وَأَنتُمْ لَا تُظْلَمُونَ (60) الانفال
صدق الله العظيم
لأن القوة تجعل صاحبها في موطن الهيبة والاقتدار فلا يسهل الاعتداء عليه من الاعداء المتربصين الذين لا يألون فينا الا ولا ذمة .. واذا شاء الله يوماً أن يلتقي المؤمنون في معركةٍ مع الكافرين فالواجب حينئذ على كل مؤمن أن يظل عزيزاً قوياً وأن يثبت على مبدأه وعقيدته لا يخيفه عدد العدو ولا عتاده لا يثنيه الألم ولا التعب عن امر ربه، بل يبذل جهده وطاقته مستخدماً كل ما أعده قبل ذلك من سلاحٍ وعتادٍ واثقاً أنه مربوط الأسباب بالله القوي القادر العزيز الذي هو يهب العزة والنصر لعباده، وإذا شاء الله تعالى له لوناً من ألوان الاختبار والابتلاء تحمله راضياً صابراً محتفظاً بعزته وكرامته وشهامته موقناً بأن احتمال الألم خيرٌ ألف مرةٍ من التخاذل والاستسلام : " وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِنْ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِنْ الأَمْوَالِ وَالأَنفُسِ وَالثَّمَرَاتِ وَبَشِّرْ الصَّابِرِينَ (155) الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ قَالُوا إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ (156) أُوْلَئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُوْلَئِكَ هُمْ الْمُهْتَدُونَ "(البقرة).
بمثل هذا الايمان العظيم جاء موقف سعد بن معاذ رضي الله عنه مع النبي صلى الله عليه وسلم يوم الأحزاب: فلما اشتد على الناس البلاء يوم الأحزاب بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى عيينة بن حصن والحارث بن عوف المري وهما قائدا غطفان وأعطاهما ثلث ثمار المدينة على أن يرجعا بمن معهما عنه وعن أصحابه، فجرى بينه وبينهم الصلح حتى كتبوا الكتاب ولم تقع الشهادة ولا عزيمة الصلح إلا المراوضة ـ المجاذبة ـ ،فلما أراد الرسول صلى الله عليه وسلم أن يفعل ذلك بعث إلى السعدين فذكر لهما ذلك، واستشارهما فيه، فقالا : يا رسول الله أمراً تحبه فنصنعه أم شيئاً أمرك الله به لابد لنا من العمل به أم شيئاً تصنعه لنا ؟ فقال: لا بل شيءٌ أصنعه لكم، والله ما أصنع ذلك إلا لأني رأيت العرب رمتكم عن قوسٍ واحدٍ وكالبوكم من كل جانب، فأردت أن أكسر عنكم من شوكتهم إلى أمرٍ ما. فقال له سعد بن معاذ رضي الله عنه : يا رسول الله قد كنا وهؤلاء على الشرك بالله وعبادة الأوثان لا نعبد الله ولا نعرفه وهم لا يطمعون أن يأكلوا منها ثمرةً واحدةً إلا قرىً أو بيعاً، أفحين أكرمنا الله بالإسلام وهدانا له وأعزنا بك وبه، نعطيهم أموالنا ؟ ما لنا بهذا حاجة، والله لا نعطيهم إلا السيف حتى يحكم الله بيننا وبينهم، فقال النبي صلى الله عليه وسلم : أنت وذاك، فتناول سعد بن معاذ رضي الله عنه الصحيفة فمحا ما فيها من الكتاب، ثم قال رضي الله عنه : ليجهدوا علينا .
وروى اصحاب السير عن طارق بن شهاب قال : خرج عمر بن الخطاب رضي الله عنه إلى الشام ومعنا أبو عبيدة فأتوا على مخاضةٍ, وعمر على ناقته فنزل عنها وخلع خفيه فوضعهما على عاتقه وأخذ بزمام ناقته فخاض بها المخاضة . فقال أبو عبيدة رضي الله عنه : يا أمير المؤمنين أنت تفعل هذا ؟ تخلع خفيك وتضعهما على عاتقك وتأخذ بزمام ناقتك وتخوض بها المخاضة ما يسرني أن أهل البلد استشرفوك . فقال عمر رضي الله عنه : أوَّه ! لو قال ذا غيرك أبا عبيدة لجعلته نكالاً لأمة محمدٍ صلى الله عليه وسلم . إنّا كنّا أذل قومٍ فأعزنا الله بالإسلام فمهما نطلب العزة بغير ما أعزنا الله به أذلنا الله.
نعم لاعزة الا بالله ومن اعتز بغير الله ودينه ذل .
وختاما فان الله تعالى لا يرضى الا ان تكون العزة له فهو العزيز ولرسوله وللمؤمنين فلا ينبغي ان يهن المؤمن ولا ييأس ولا يذل وهو عابد للعزيز:
(.... وَلِلَّهِ الْعِزَّةُ وَلِرَسُولِهِ وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَلَٰكِنَّ الْمُنَافِقِينَ لَا يَعْلَمُونَ (8-المنافقون)
وقوله-تبارك وتعالى-: "وَلكِنَّ الْمُنافِقِينَ لا يَعْلَمُونَ"- استدراك قصد به تجهيل هؤلاء المنافقين، أى: ليست العزة إلا لله-تبارك وتعالى- ولرسوله وللمؤمنين، ولكن المنافقين لا يعلمون ذلك، ولا يعرفونه لاستيلاء الجهل والغباء عليهم، لأنهم لو كانت لهم عقول تعقل، لعلموا أن العزة لدعوة الحق، بدليل انتشارها في الآفاق يوما بعد يوم حتى في اشد حالات الضعف التي يمر بها المسلمون، ومن امثلة التاريخ ان ما من امة غزاها عدوها الا اثر فيها ،عدا هذه الامة التي اثرت في غزاتها ، خذ المغول مثلا ! فبعد غزوهم لبلاد الاسلام وارتكابهم للفظاعات عادوا لبلادهم بالاسلام ...
وخذ واقع اليوم حين رأى الكثير ما يحصل في غزة من دمار وابادة جماعية يصاب المسلم الغزي او المسلمة الغزية ويرفعون ايديهم فيقولون الحمد لله وحسبنا الله ونعم الوكيل ...يراهم الغرب على هذا الثبات يؤثرون الموت و لا يعطون الدنية - فيسلمون ويدخلون في هذا الدين العظيم الذي يصنع الامة العظيمة....
اللهم نسالك العزة والنصر والنصرة لدينك ولعبادك المؤمنين اللهم امين
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .