ابشروا يا أبناء أمة محمد ﷺ ، ابشروا يا ابناء خير الامم ، ابشروا واستبشروا وبشروا : -
قال تعالى في سورة الروم: (وَمِنْ ءَايَٰتِهِۦٓ أَن يُرْسِلَ ٱلرِّيَاحَ مُبَشِّرَٰتٍۢ وَلِيُذِيقَكُم مِّن رَّحْمَتِهِۦ وَلِتَجْرِىَ ٱلْفُلْكُ بِأَمْرِهِۦ وَلِتَبْتَغُواْ مِن فَضْلِهِۦ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ(46 الروم) .
وقال في الأعراف : (وَهُوَ الَّذِي يُرْسِلُ الرِّيَاحَ بُشْرًا بَيْنَ يَدَيْ رَحْمَتِهِ ۖ حَتَّىٰ إِذَا أَقَلَّتْ سَحَابًا ثِقَالًا سُقْنَاهُ لِبَلَدٍ مَّيِّتٍ فَأَنزَلْنَا بِهِ الْمَاءَ فَأَخْرَجْنَا بِهِ مِن كُلِّ الثَّمَرَاتِ ۚ كَذَٰلِكَ نُخْرِجُ الْمَوْتَىٰ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ (57)الاعراف) .
فمن آيات الله سبحانه وتعالى أن يرسل الرياح (مُبَشِّرَٰتٍۢ) و ( بُشْرًا) بين يدي رحمته، أي ومن أعلام كمال قدرته وسننه سبحانه إرسال الرياح مبشرات ؛ أي بالمطر لأنها تتقدمه وتسبقه.
ومعلوم ان الرياح تقتلع احيانا الاشجار وتطير الخيام و تحطم البناء الهش وقد يتأذى منها وبها كثير من الخلق لما تسوقه من البرودة وما فيها من السرعة.. الا انها بمجرد نزول المطر تهدأ وتبدأ بالسكون ! ..
وقد امر الله تعالى المؤمنين بامور قبل ان يحقق لهم الفلاح والنجاح عليهم ان يفعلوها ليستحقوا ان يفلحوا ، فقال لهم :- ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اصْبِرُوا وَصَابِرُوا وَرَابِطُوا وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ (200)ال عمران). فحثهم على الصبر على مقارعة الاعداء والمصابرة على البلاء والابتلاء ودوام المرابطة في الثغور و في قوله سبحانه في سورة البقرة: (وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِنَ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِنَ الْأَمْوَالِ وَالْأَنْفُسِ وَالثَّمَرَاتِ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ(155)الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُم مُّصِيبَةٌ قَالُوا إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ (156) أُولَٰئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِّن رَّبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ ۖ وَأُولَٰئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ (157) {سورةالبقرة}، يبين الله في الآية الكريمة (155) أنواع البلاء الذي يصيب به المؤمنين، فيحصل ان يصابوا بالخوف وانعدام الامن من قبل الاعداء ، وان يصابوا بالجوع وربما نتيجة الحصار وتكالب قوى الشر وتعاضدها ضدهم كما هو واقع بغزة العزة اليوم،
ونقص الاموال ايضا بانعدام التجارة والمكاسب بسبب الحصار ، وكذلك نقص في الانفس بالقتل الذي يلحق بهم بالتدمير وغيره من وسائل القتل والابادة ، فان هم صبروا فبشرهم ببشارات تركها مفتوحة ،لانه لا يعلم عظمها الا الله تعالى ، فلذلك ختم الاية بقوله مبشرا :- (وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ ) ... ثم اتبع الاية الكريمة قوله تعالى واصفا لثباتهم على الحق واحتسابهم بما اصابهم فقال:- (الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُم مُّصِيبَةٌ قَالُوا إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ (156).. فحسب هؤلاء المرابطون المجاهدون الثابتون الصابرون المصابرون على اذى العدو و خذلان الصديق ان: (أُولَٰئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِّن رَّبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ ۖ وَأُولَٰئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ (157) .. وقد بشر الله تعالى الصابرين بثماني كرامات ذكرها ابن عجيبة في تفسيره وهي:-
(1- المحبة، قال تعالى: "والله يحب الصابرين"، 2-والنصروالنصرة : قال: "إن الله مع الصابرين"، 3- وغرفات الجنة، قال: "يجزون الغرفة بما صبروا"، 4- و الأجر الجزيل، قال: "إنما يوفى الصابرون أجرهم بغير حساب",5- والبشارة, قال: "وبشر الصابرين"، 6-والصلاة، 7- والرحمة، 8- والهداية, قال: "أولئك عليهم صلوات من ربهم ورحمة وأولئك هم المهتدون").
ومن احاديث اعجاز واعلام النبوة ما قاله عبد الله بن الإمام أحمد رحمهما الله قال : وجدت بخط أبي، ثم روى بسنده إلى أبي أمامة قال: قال صلى الله عليه وسلم: "لا تزال طائفة من أمتي على الدين ظاهرين، لعدوهم قاهرين، لا يضرهم من خالفهم إلا ما أصابهم من لأواء، حتى يأتيهم أمر الله. وهم كذلك"، قالوا: يا رسول الله وأين هم؟ قال: "ببيت المقدس وأكناف بيت المقدس" وأخرجه أيضا الطبراني . قال الهيثمي في المجمع ورجاله ثقات.
وان شاء الله هم الريح التي يرسلها الله بشرى بين يدي رحمته ... فها هم في شهرهم السادس على الدين ظاهرين و لعدوهم قاهرين وقد اجتمعت عليهم وتداعت وتكالبت امم الارض من اقطارها، ولم يضرهم مخالفة المختلفين معهم ولا خذلان المتخاذلين لهم،ولا تخلف الخوالف عنهم ...
وقد اخرج الامام احمد في مسنده والحاكم في مستدركه والبيهقي في شعب الايمان عن ابي ابن كعب رضي الله عنه ان النبي ﷺ قال: (بَشِّرْ هذه الأُمةَ بِالسَّناءِ ، و الدِّينِ ، و الرِّفعةِ و النَّصرِ ، و التَّمكينِ في الأرضِ ، فمَنْ عَمِلَ مِنهمْ عَمَلَ الآخرةِ للدُّنْيا ، لَمْ يَكُنْ له في الآخرةِ من نَصيبٍ) .
وفي الصحيحين عن النبي ﷺ قال : (المسلم أخو المسلم، لا يظلمه ولا يسلمه، ومن كان في حاجة أخيه كان الله في حاجته، ومن فرج عن مسلم كربة فرج الله عنه كربة من كربات يوم القيامة، ومن ستر مسلماً ستره الله يوم القيامة) .
وقال ﷺ :- ترى المؤمنين في تراحمهم وتوادهم وتعاطفهم كمثل الجسد إذا اشتكى عضواً تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى. متفق عليه.
و وروى الإمام أحمد وأبو داود عن جابر بن عبد الله وأبي طلحة بن سهل الأنصاري أنهما قالا: قال رسول الله ﷺ :- ما من امرئ يخذل امرءا مسلما في موضع تنتهك فيه حرمته وينتقص فيه من عرضه إلا خذله الله في موطن يحب فيه نصرته، وما من امرئ ينصر مسلما في موضع ينتقص فيه من عرضه وينتهك من حرمته إلا نصره الله في موطن يحب نصرته.
اللهم نسالك انجاز وعدك بايدينا وان تستخدمنا جندا لنصرة دينك ورايتك.. اللهم نسالك ان تجعلنا اهلا لنصرك الذي وعدت ، اللهم انصر اهل بيت المقدس واكنافه انك سميع مجيب قدير ...
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..
عدل سابقا من قبل محمد بن يوسف الزيادي في 2024-03-22, 9:30 pm عدل 1 مرات