بسم الله الرحمن الرحيم
حديث الصباح اسعد الله صباحكم بكل خير وبالنصر والنصرة والعز والتمكين
لا يستقيم وصف الايمان بالله مع وصف الوهن والاستكانة ..!!
إن الوهن داء عضالٌ، إذا تمكن من الأفراد و الأمم كان العار و الذل والخزي من نصيبهم، وكانوا عرضة لسطوة أعدائهم وتسلطهم عليهم، بحيث يعيشون في هذه الحياة مسلوبي الإرادة، مهزومي النفوس، مشلولي التفكير. ولو نظرت في قصص الماضين في التاريخ لوجدت مصداق ذلك، فما استُذلت أمة إلا بتسلل هذا الوهن الى نفوس ابناءها . والوهن هو حالة من الشعور بضعف القوى والاحساس بانكسار النفس وتحطم معاني الانفة والاباء فيها، فيتولد عنه الذلة والهوان وذهاب معاني العزة والاباء والنخوة ...
نعم لا يستقيم ولا ينبغي للمؤمن بالله العزيز الحميد ذي القوة المتين ان يتصف بالوهن والضعف الذي هو من صفات الذلة والضعف والشعور بالدونية والانحطاط..!! فلله العزة جميعا ثم لرسوله لارتباطه به سبحانه ثم للمؤمنين اتباع العزيز الحميد وعبيدة.. فعزة العبد ومكانته من عزة مولاه وسيده !! فالمؤمن يجب ان يحقق لنفسه مكانة العزة بين الامم ويحرم عليه الوهن القائد للمذلة والهوان والضعف والانكسار...!! وهذا حال المؤمنين حقا من أتباع الرسل والانبياء الذين جاهدوا معهم فأصابوا وأصيبوا، فلم يَفُتَّ في عضدهم ما أصابهم في سبيل الله وما لحقهم وَهَنٌ، ولا ضعف ولا استكانة، وهكذا ينبغي أن يكون شأن المؤمنين في كل زمان ومكان: (وَكَأَيِّنْ مِنْ نَبِيٍّ قَاتَلَ مَعَهُ رِبِّيُّونَ كَثِيرٌ فَمَا وَهَنُوا لِمَا أَصَابَهُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَمَا ضَعُفُوا وَمَا اسْتَكَانُوا وَاللَّهُ يُحِبُّ الصَّابِرِينَ) (آل عمران:146) ..
وقد نهانا الله تعالى عن الوهن والضعف امام الاعداء، وحرم علينا الاستسلام لهم وحرم علينا الشعور بالضعف والنقص والدونية ، فقال سبحانه:- {فَلَا تَهِنُوا وَتَدْعُوا إِلَى السَّلْمِ وَأَنتُمُ الْأَعْلَوْنَ وَاللَّهُ مَعَكُمْ وَلَن يَتِرَكُمْ أَعْمَالَكُمْ }﴿٣٥ محمد﴾ .. وقد جعل الله تعالى الوهن صفة لا تنبغي للمؤمنين ولا يتصف بها المؤمن المتيقن بان الله تعالى معه والعامل بمعية الله وبامره وطاعته ..
{وَلَا تَهِنُوا وَلَا تَحْزَنُوا وَأَنتُمُ الْأَعْلَوْنَ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ} ﴿١٣٩ آل عمران﴾
فطبيعة الايمان مناف للشعور بالهوان والضعف مولد للشعور بالعلو في الهمة ، والسمو في المكانة ...
وقد حرم الله علينا اوهن والضعف الموصل الى التوقف عن مقاتلة الاعداء نتيجة ما اصابنا من الم واذى الحقه بنا الاعداء ،، {وَلَا تَهِنُوا فِي ابْتِغَاءِ الْقَوْمِ ۖ إِن تَكُونُوا تَأْلَمُونَ فَإِنَّهُمْ يَأْلَمُونَ كَمَا تَأْلَمُونَ ۖ وَتَرْجُونَ مِنَ اللَّهِ مَا لَا يَرْجُونَ ۗ وَكَانَ اللَّهُ عَلِيمًا حَكِيمًا }﴿١٠٤ النساء﴾..فالاصل فيما يلحقه الاعداء بنا او فيما يفعلونه من فظائع وجرائم في حقنا ان يكون دافعا اخر في ردهم والنهوض لردعهم وتأديبهم عن مس كرامة طفل من اطفال امتنا !! فالمؤمنون وإن أصيبوا في موقعة استرجعوا وأخذوا الأهبة لغيرها: (الَّذِينَ قَالَ لَهُمُ النَّاسُ إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُوا لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ فَزَادَهُمْ إِيمَاناً وَقَالُوا حَسْبُنَا اللَّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ * فَانْقَلَبُوا بِنِعْمَةٍ مِنَ اللَّهِ وَفَضْلٍ لَمْ يَمْسَسْهُمْ سُوءٌ وَاتَّبَعُوا رِضْوَانَ اللَّهِ وَاللَّهُ ذُو فَضْلٍ عَظِيمٍ) [آل عمران:173، 174].
فالعجب العجاب أن يتسلل الضعف والوهن إلى أمة وَعَدَها ربَُها بالنصر على الأعداء والتمكين لها في الأرض إن هي عملت بكتاب ربها وسنة نبيها وجاهدت في سبيل الله، وفوق ذلك تكفل الله تعالى بجعل كيد أعدائها واهنًا بفضله وكرمه: (ذَلِكُمْ وَأَنَّ اللَّهَ مُوهِنُ كَيْدِ الْكَافِرِينَ) [الأنفال:18]....
إن مظاهر الوهن المؤلمة أن يلغي المرء عقله، وأن يساير الناس بالتبعية لهم في مواقفه وقراراته، وإن أخطأوا واختاروا طريق السلامة بالمهانة على طريق العز والاباء!!، وهذا الذي سماه النبي صلى الله عليه وسلم الإمعة: "لا تَكُونُوا إِمّعةً تَقُولُونَ إِن أَحْسَنَ النّاسُ أَحْسَنّا، وإِنْ ظَلَمُوا ظَلَمْنَا، وَلَكِنْ وَطّنُوا أَنْفُسَكُمْ، إِنْ أَحْسَنَ النّاسُ أَنْ تُحْسِنُوا، وإِنْ اسَاءُوا فَلاَ تَظْلمُوا". رواه الترمذي..
إن الإسلام يزرع في قلوب أبنائه الاعتزاز بنعمة الإيمان، والاستهانة بالدنيا وحبَّ التضحية في سبيل الله، بالنفس والمال والنفيس، لكن إذا تبدلت هذه الأخلاق وسيطر الوهن على النفوس زالت الهيبة والمهابة الرادعة للاعداء، وتجرأ على الأمة الأراذل كما هو حاصل الآن ، وصدق رسولنا الكريم اذ يقول : "يُوشِكُ الأُمَمُ أنْ تُدَاعِيَ عَليْكُم كَمَا تُدَاعِيَ الأكَلَةُ إلَى قَصْعَتِهَا، فقالَ قَائِلٌ: وَمِنْ قِلّةٍ نَحْنُ يَوْمَئِذٍ؟ قالَ: بَلْ أنْتُمْ يَوْمَئِذٍ كَثُيرٌ، وَلَكِنّكُم غُنَاءُ كَغُنَاءِ السّيْلِ، وَلَيَنْزِ عَنّ الله مِنْ صُدُورِ عَدُوكُمْ المَهَابَةَ مِنْكُمْ، وَلَيَقْذِفَنّ الله في قُلُوبِكُم الَوَهْنَ، فقالَ قَائِلٌ: يَا رَسُولَ الله وَمَا الْوَهْنُ؟ قالَ: حُبّ الدّنْيَا وَكَرَاهِيَةُ المَوْتِ". [صحيح الجامع]...
اللهم احفظنا واحفظ امتنا من الوهن والمذلة والصغار والانكسار .. وهب لنا العزة يا عزيز واكتب لامتنا النصر يا قوي يا متين يا ناصر المستضعفين ..
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته ........
حديث الصباح اسعد الله صباحكم بكل خير وبالنصر والنصرة والعز والتمكين
لا يستقيم وصف الايمان بالله مع وصف الوهن والاستكانة ..!!
إن الوهن داء عضالٌ، إذا تمكن من الأفراد و الأمم كان العار و الذل والخزي من نصيبهم، وكانوا عرضة لسطوة أعدائهم وتسلطهم عليهم، بحيث يعيشون في هذه الحياة مسلوبي الإرادة، مهزومي النفوس، مشلولي التفكير. ولو نظرت في قصص الماضين في التاريخ لوجدت مصداق ذلك، فما استُذلت أمة إلا بتسلل هذا الوهن الى نفوس ابناءها . والوهن هو حالة من الشعور بضعف القوى والاحساس بانكسار النفس وتحطم معاني الانفة والاباء فيها، فيتولد عنه الذلة والهوان وذهاب معاني العزة والاباء والنخوة ...
نعم لا يستقيم ولا ينبغي للمؤمن بالله العزيز الحميد ذي القوة المتين ان يتصف بالوهن والضعف الذي هو من صفات الذلة والضعف والشعور بالدونية والانحطاط..!! فلله العزة جميعا ثم لرسوله لارتباطه به سبحانه ثم للمؤمنين اتباع العزيز الحميد وعبيدة.. فعزة العبد ومكانته من عزة مولاه وسيده !! فالمؤمن يجب ان يحقق لنفسه مكانة العزة بين الامم ويحرم عليه الوهن القائد للمذلة والهوان والضعف والانكسار...!! وهذا حال المؤمنين حقا من أتباع الرسل والانبياء الذين جاهدوا معهم فأصابوا وأصيبوا، فلم يَفُتَّ في عضدهم ما أصابهم في سبيل الله وما لحقهم وَهَنٌ، ولا ضعف ولا استكانة، وهكذا ينبغي أن يكون شأن المؤمنين في كل زمان ومكان: (وَكَأَيِّنْ مِنْ نَبِيٍّ قَاتَلَ مَعَهُ رِبِّيُّونَ كَثِيرٌ فَمَا وَهَنُوا لِمَا أَصَابَهُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَمَا ضَعُفُوا وَمَا اسْتَكَانُوا وَاللَّهُ يُحِبُّ الصَّابِرِينَ) (آل عمران:146) ..
وقد نهانا الله تعالى عن الوهن والضعف امام الاعداء، وحرم علينا الاستسلام لهم وحرم علينا الشعور بالضعف والنقص والدونية ، فقال سبحانه:- {فَلَا تَهِنُوا وَتَدْعُوا إِلَى السَّلْمِ وَأَنتُمُ الْأَعْلَوْنَ وَاللَّهُ مَعَكُمْ وَلَن يَتِرَكُمْ أَعْمَالَكُمْ }﴿٣٥ محمد﴾ .. وقد جعل الله تعالى الوهن صفة لا تنبغي للمؤمنين ولا يتصف بها المؤمن المتيقن بان الله تعالى معه والعامل بمعية الله وبامره وطاعته ..
{وَلَا تَهِنُوا وَلَا تَحْزَنُوا وَأَنتُمُ الْأَعْلَوْنَ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ} ﴿١٣٩ آل عمران﴾
فطبيعة الايمان مناف للشعور بالهوان والضعف مولد للشعور بالعلو في الهمة ، والسمو في المكانة ...
وقد حرم الله علينا اوهن والضعف الموصل الى التوقف عن مقاتلة الاعداء نتيجة ما اصابنا من الم واذى الحقه بنا الاعداء ،، {وَلَا تَهِنُوا فِي ابْتِغَاءِ الْقَوْمِ ۖ إِن تَكُونُوا تَأْلَمُونَ فَإِنَّهُمْ يَأْلَمُونَ كَمَا تَأْلَمُونَ ۖ وَتَرْجُونَ مِنَ اللَّهِ مَا لَا يَرْجُونَ ۗ وَكَانَ اللَّهُ عَلِيمًا حَكِيمًا }﴿١٠٤ النساء﴾..فالاصل فيما يلحقه الاعداء بنا او فيما يفعلونه من فظائع وجرائم في حقنا ان يكون دافعا اخر في ردهم والنهوض لردعهم وتأديبهم عن مس كرامة طفل من اطفال امتنا !! فالمؤمنون وإن أصيبوا في موقعة استرجعوا وأخذوا الأهبة لغيرها: (الَّذِينَ قَالَ لَهُمُ النَّاسُ إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُوا لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ فَزَادَهُمْ إِيمَاناً وَقَالُوا حَسْبُنَا اللَّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ * فَانْقَلَبُوا بِنِعْمَةٍ مِنَ اللَّهِ وَفَضْلٍ لَمْ يَمْسَسْهُمْ سُوءٌ وَاتَّبَعُوا رِضْوَانَ اللَّهِ وَاللَّهُ ذُو فَضْلٍ عَظِيمٍ) [آل عمران:173، 174].
فالعجب العجاب أن يتسلل الضعف والوهن إلى أمة وَعَدَها ربَُها بالنصر على الأعداء والتمكين لها في الأرض إن هي عملت بكتاب ربها وسنة نبيها وجاهدت في سبيل الله، وفوق ذلك تكفل الله تعالى بجعل كيد أعدائها واهنًا بفضله وكرمه: (ذَلِكُمْ وَأَنَّ اللَّهَ مُوهِنُ كَيْدِ الْكَافِرِينَ) [الأنفال:18]....
إن مظاهر الوهن المؤلمة أن يلغي المرء عقله، وأن يساير الناس بالتبعية لهم في مواقفه وقراراته، وإن أخطأوا واختاروا طريق السلامة بالمهانة على طريق العز والاباء!!، وهذا الذي سماه النبي صلى الله عليه وسلم الإمعة: "لا تَكُونُوا إِمّعةً تَقُولُونَ إِن أَحْسَنَ النّاسُ أَحْسَنّا، وإِنْ ظَلَمُوا ظَلَمْنَا، وَلَكِنْ وَطّنُوا أَنْفُسَكُمْ، إِنْ أَحْسَنَ النّاسُ أَنْ تُحْسِنُوا، وإِنْ اسَاءُوا فَلاَ تَظْلمُوا". رواه الترمذي..
إن الإسلام يزرع في قلوب أبنائه الاعتزاز بنعمة الإيمان، والاستهانة بالدنيا وحبَّ التضحية في سبيل الله، بالنفس والمال والنفيس، لكن إذا تبدلت هذه الأخلاق وسيطر الوهن على النفوس زالت الهيبة والمهابة الرادعة للاعداء، وتجرأ على الأمة الأراذل كما هو حاصل الآن ، وصدق رسولنا الكريم اذ يقول : "يُوشِكُ الأُمَمُ أنْ تُدَاعِيَ عَليْكُم كَمَا تُدَاعِيَ الأكَلَةُ إلَى قَصْعَتِهَا، فقالَ قَائِلٌ: وَمِنْ قِلّةٍ نَحْنُ يَوْمَئِذٍ؟ قالَ: بَلْ أنْتُمْ يَوْمَئِذٍ كَثُيرٌ، وَلَكِنّكُم غُنَاءُ كَغُنَاءِ السّيْلِ، وَلَيَنْزِ عَنّ الله مِنْ صُدُورِ عَدُوكُمْ المَهَابَةَ مِنْكُمْ، وَلَيَقْذِفَنّ الله في قُلُوبِكُم الَوَهْنَ، فقالَ قَائِلٌ: يَا رَسُولَ الله وَمَا الْوَهْنُ؟ قالَ: حُبّ الدّنْيَا وَكَرَاهِيَةُ المَوْتِ". [صحيح الجامع]...
اللهم احفظنا واحفظ امتنا من الوهن والمذلة والصغار والانكسار .. وهب لنا العزة يا عزيز واكتب لامتنا النصر يا قوي يا متين يا ناصر المستضعفين ..
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته ........