تحتفي تونس سنة 2010 بمئوية عدد من أعلامها من بينهم الشاعر والأديب التونسي الكبير مصطفى خريّف أصيل مدينة نفطة بمنطقة الجنوب التونسي حيث انطلق الاحتفال من شهر 10 (أكتوبر) 2010 إلى غاية شهر 3 ( مارس) 2011 ..مصطفى خريف شاعر لكنّه كتب القصة أيضا والمقال النقدي والزجل والأغنية. كما امتهن الصحافة وكان من نجوم الإذاعة.... فمن يكون يكونمصطفى خريف ؟
مصطفى خريف
صاحب ديوان "شوق وذوق" من أتراب الشابي سنا وموطنا وثقافة فقد ولد مصطفى خريف سنة 1909 في نفس السنة التي ولد فيها صاحب "أغاني الحياة" بنفطة في الجريد التونسي وسط عائلة تهتم بالأدب هواية وعن موهبة، فأختاه تنظمان الشعر في اللغة الدارجة وأخواه محمد الناصر والبشير خريف أولهما أديب والثاني قصاص.
أما والده فهو الشيخ المؤرخ إبراهيم خريف مؤلف كتاب طالمنهج السديد في تاريخ الجريد". تعلم خريف في الكتاب فحفظ القرآن. وفي سنة 1921 انتقل مع عائلته إلى تونس العاصمة حيث التحق باحدى المدارس الابتدائية "القرآنية" ثم التحق بجامع الزيتونة سنة 1926 وهناك التقلا بأصدقائه "الذين جمع بينه وبينهم حب الأدب والشعر من تلك الرفقة جلال الدين النقاش، ومحمود بورقيبة والهادي العبيدي"... واشتدت أواصر قرابته بالطاهر الحداد وأبي القاسم الشابي وقد تقوت العلاقة بين ثلاثتهم في مدارج الخلدونية ومن هذه المرحلة ظهرت كتاباته في الصحافة اتصل بالمرحوم علي الدوعاجي حيث فتحت له آفاق ومنعرجات في ذهنه... لم يتم مصطفى خريف تعلمه الزيتوني وأقبل على الحلقات الأدبية كحلقة جماعة تحت السور التي كان يلتقي فيها مع أترابه يعرض عليهم انتاجه الأدبي الباكر ويستمع إليهم. ولقد ولع منذ الصبا بشعر المتنبي والشعر الأندلسي ولوع والده بهما وشغف كذلك بمطالعة ما كان يرد من الشرق العربي من كتب ومجلات ومما كان يجده من مترجمات للآثار الأدبية التي كانت تزخر بها مكتبة النادي الأدبي لجمعية قدماء الصادقية.
وكان اهتمام الشاعر بالصحافة ايضا كبيرا فقد كتب في جريدة "الصواب" مقالات اجتماعية ونشر فصولا في "لسان الشعب" و"الوزير".
وعندما أنشأ زميله علي الدوعاجي جريدة "السرور" الأسبوعية شارك فيها خريف بنشر مقالات لاذعة ينقد فيها أخطاء الصحف المتنوعة ويمضيها باسم مستعار "قلفة صحافي".
ثم أنشأ بنفسه جريدة "الدستور" وهي جريدة سياسية على نسق أدبي تعبر عن اتجاه الحزب الدستوري التونسي الذي كان يؤيده كحركة وطنية ترمز إلى الخلاص والتحرر.
لم يرتبط مصطفى خريف بوظيف أو عمل مضبوط سوى اشتغاله - مدة - بكتابة الدولة للتربية القومية في ديوان التاليف والنشر بعد الاستقلال واشتغاله في الإذاعة التونسية هاويا لا موظفا.
توفي خريف في 11 مارس 1967 على الساعة العاشرة بمستشفى شارل نيكول بالجناح الذي توفي به علي الدوعاجي تاركا وراءه تراثا أدبيا فيما أهمه ديوان شعر "الشعاع" طبع مطبعة المنار تونس 1949 "وشوق وذوق" طبع الشركة التونسية لفنون الرسم تونس 1965.