أروى بنت عبد المطلب (*)
ابن هاشم ، عمة النبي صلى الله عليه وآله ، كانت فصيحة اللسان بليغة الكلام شاعرة ، وهي صحابية جليلة ، دافعت عن النبي صلى الله عليه وآله ، وكانت تشجع ولدها على اتباع النبي صلى الله عليه وآله .
قال ابن سعد في الطبقات الكبرى : اُمها فاطمة بنت عمرو بن عائذ بن عمران بن مخزوم .
وفي الاستيعاب : اختلف في اُم اروى بنت عبد المطلب ، فقيل : اُمها فاطمة بنت عمرو بن عائذ بن مخزوم ، فلو صح هذا كانت شقيقة عبد الله والزبير وأبي طالب وعبد الكعبة واُم حكيم واميمة وبرة .
وقيل اُمها صفية بنت جندب بن حجير بن رئاب بن حبيب بن سوأة بن عامر بن صعصعة . فلو صح هذا كانت شقيقة الحارث بن عبد المطلب . وأهل النسب لا يعرفون لعبد المطلب بنتاً إلا من المخزومية ، إلا صفية وحدها فإنها من الزهرية .
وفي الطبقات : تزوجها في الجاهلية عمير بن وهب بن عبد مناف بن
____________
(*) انظري ترجمتها في : اُسد الغابة 5 : 227 ، أعلام النساء 1 : 32 ، أعيان الشيعة 3 : 245 ، أعيان النساء : 28 ، الاستيعاب ( المطبوع بهامش الإصابة ) 4 : 224 ، الاصابة 4 : 22 ، الطبقات الكبرى 8 : 42 ، المستدرك على الصحيحين للحاكم النيسابوري 4 : 52 ، رياحين الشريعة 3 : 331 ، سيرة ابن هشام 1 : 113 و 114 و 179 .
--------------------------------------------------------------------------------
( 44 )
قصي ، فولدت له طليباً ، ثم خلف عليها أرطأة بن شرحبيل بن هاشم بن عبد مناف بن عبد الدار بن قصي ، فولدت له فاطمة . ثم أسلمت أروى بمكة وهاجرت إلى المدينة .
وروى ابن سعد أيضاً : أن طليب بن عمير أسلم في دار الأرقم بن ابي الأرقم المخزومي ، ثم خرج فدخل على اُمه أروى ، فقال : تبعت محمداً وأسلمت لله .
فقالت له : إن حق من وازرت وعضدت ابن خالك ، والله لو كنا نقدر على ما يقدر عليه الرجال لتبعناه وذببنا عنه .
قال : فما يمنعك يا اُمي من أن تسلمي وتتبعيه ، فقد أسلم أخوك حمزة .
فقالت : انظر ما تصنع أخواتي ثم أكون إحداهن .
قال : فاني أسألك بالله إلا أتيتيه فسلمت عليه وصدقتيه وشهدت أن لا إله إلا الله ، وأن محمداً رسول الله .
وكانت أروى شاعرة كأخواتها ، ومن شعرها ما رثت به أباها عبد المطلب في حياته ، وذلك أنه جمع بناته في مرضه وهن : أروى ، واُم حكيم البيضاء ، وأميمة ، وبرة ، وصفية ، وعاتكة . وأمرهن بأن يقلن في حياته ما يردن أن يرثينه بعد وفاته ليسمع ما تريد أن تقول كل واحدة منهن ، فأنشأت كل واحدة منهن في رثائه ، فقالت أروى تبكي أباها :
بكــت عيني وحق لها البكاء * على سمح سجيتـه الحيـــاء
علـــى سهل الخليقة أبطحي * كريم الخيم نيتـه العــــلاء
على الفياض شيبة ذي المعالي * أبوه الخير ليس لـه كفـــاء
طويل الباع أملس شيظمي (1) * أغر كأن غرتـه ضيــــاء
____________
(1) الشيظمي : الفتى الجسيم . الصحاح 5 : 1960 « شظم » .
--------------------------------------------------------------------------------
( 45 )
أقب (1) الكشح أروع ذي فضول * له المجــد المقــدم والسنــاء
أبـــي الضيم أبلج هبرزي (2) * قديـم المجــد ليــس له خفـاء
ومعقــل مالك وربيع فهـــر * وفاصلها اذا التمــس القضــاء
وكان هو الفتى كرماً وجـــوداً * وبأساً حيــن تنسكــب الدمـاء
إذا هاب الكماة الموت حـــتى * كأن قلوب أكثـرهــم هــواء
مضــى قدماً بذي ربدٍ خشيب * عليه حيـن تبصــره البهــاء
وقالت ترثي النبي صلى الله عليه وآله :
ألا يـا رســول الله كنت رجاً لنا * وكنت بنا براً ولم تـك جافيــاً
كأن عـلــى قلبــي لذكر محمدٍ * وما خفت من بعد النبي المكاويـا
ابن هاشم ، عمة النبي صلى الله عليه وآله ، كانت فصيحة اللسان بليغة الكلام شاعرة ، وهي صحابية جليلة ، دافعت عن النبي صلى الله عليه وآله ، وكانت تشجع ولدها على اتباع النبي صلى الله عليه وآله .
قال ابن سعد في الطبقات الكبرى : اُمها فاطمة بنت عمرو بن عائذ بن عمران بن مخزوم .
وفي الاستيعاب : اختلف في اُم اروى بنت عبد المطلب ، فقيل : اُمها فاطمة بنت عمرو بن عائذ بن مخزوم ، فلو صح هذا كانت شقيقة عبد الله والزبير وأبي طالب وعبد الكعبة واُم حكيم واميمة وبرة .
وقيل اُمها صفية بنت جندب بن حجير بن رئاب بن حبيب بن سوأة بن عامر بن صعصعة . فلو صح هذا كانت شقيقة الحارث بن عبد المطلب . وأهل النسب لا يعرفون لعبد المطلب بنتاً إلا من المخزومية ، إلا صفية وحدها فإنها من الزهرية .
وفي الطبقات : تزوجها في الجاهلية عمير بن وهب بن عبد مناف بن
____________
(*) انظري ترجمتها في : اُسد الغابة 5 : 227 ، أعلام النساء 1 : 32 ، أعيان الشيعة 3 : 245 ، أعيان النساء : 28 ، الاستيعاب ( المطبوع بهامش الإصابة ) 4 : 224 ، الاصابة 4 : 22 ، الطبقات الكبرى 8 : 42 ، المستدرك على الصحيحين للحاكم النيسابوري 4 : 52 ، رياحين الشريعة 3 : 331 ، سيرة ابن هشام 1 : 113 و 114 و 179 .
--------------------------------------------------------------------------------
( 44 )
قصي ، فولدت له طليباً ، ثم خلف عليها أرطأة بن شرحبيل بن هاشم بن عبد مناف بن عبد الدار بن قصي ، فولدت له فاطمة . ثم أسلمت أروى بمكة وهاجرت إلى المدينة .
وروى ابن سعد أيضاً : أن طليب بن عمير أسلم في دار الأرقم بن ابي الأرقم المخزومي ، ثم خرج فدخل على اُمه أروى ، فقال : تبعت محمداً وأسلمت لله .
فقالت له : إن حق من وازرت وعضدت ابن خالك ، والله لو كنا نقدر على ما يقدر عليه الرجال لتبعناه وذببنا عنه .
قال : فما يمنعك يا اُمي من أن تسلمي وتتبعيه ، فقد أسلم أخوك حمزة .
فقالت : انظر ما تصنع أخواتي ثم أكون إحداهن .
قال : فاني أسألك بالله إلا أتيتيه فسلمت عليه وصدقتيه وشهدت أن لا إله إلا الله ، وأن محمداً رسول الله .
وكانت أروى شاعرة كأخواتها ، ومن شعرها ما رثت به أباها عبد المطلب في حياته ، وذلك أنه جمع بناته في مرضه وهن : أروى ، واُم حكيم البيضاء ، وأميمة ، وبرة ، وصفية ، وعاتكة . وأمرهن بأن يقلن في حياته ما يردن أن يرثينه بعد وفاته ليسمع ما تريد أن تقول كل واحدة منهن ، فأنشأت كل واحدة منهن في رثائه ، فقالت أروى تبكي أباها :
بكــت عيني وحق لها البكاء * على سمح سجيتـه الحيـــاء
علـــى سهل الخليقة أبطحي * كريم الخيم نيتـه العــــلاء
على الفياض شيبة ذي المعالي * أبوه الخير ليس لـه كفـــاء
طويل الباع أملس شيظمي (1) * أغر كأن غرتـه ضيــــاء
____________
(1) الشيظمي : الفتى الجسيم . الصحاح 5 : 1960 « شظم » .
--------------------------------------------------------------------------------
( 45 )
أقب (1) الكشح أروع ذي فضول * له المجــد المقــدم والسنــاء
أبـــي الضيم أبلج هبرزي (2) * قديـم المجــد ليــس له خفـاء
ومعقــل مالك وربيع فهـــر * وفاصلها اذا التمــس القضــاء
وكان هو الفتى كرماً وجـــوداً * وبأساً حيــن تنسكــب الدمـاء
إذا هاب الكماة الموت حـــتى * كأن قلوب أكثـرهــم هــواء
مضــى قدماً بذي ربدٍ خشيب * عليه حيـن تبصــره البهــاء
وقالت ترثي النبي صلى الله عليه وآله :
ألا يـا رســول الله كنت رجاً لنا * وكنت بنا براً ولم تـك جافيــاً
كأن عـلــى قلبــي لذكر محمدٍ * وما خفت من بعد النبي المكاويـا