يا شبيه البدر
الشاعر الرقيق
رفعت زيتون
ســـلْ حبيبا إن تســلهُ .............. أو لعمـــري لا تســـــلْ
كيفَ ذاكَ الخــــدُّ يــنمو .............. فيـــــه وردٌ والخجــــلْ
نرجسٌ منْ تحتِ جفــنٍ ................ناديٌ منْ غـــــيرِ طــلْ
يا نقيّ الـــــوجهِ بــدراً ................ فيهِ قدْ طابَ الغــــــزلْ
حاجــــبٌ فيهِ اختــلافٌ ..............= بينَ أصحـــــابِ المللْ
قيلَ غيــــــمٌ فــوقَ وادٍ .................أو هلالُ الليـــــلِ هــلْ
قيلَ قوسٌ لســـتُ أدري ................ موجُ بحـــــرٍ كالجبـلْ
(هلْ شموساً ما أراها) ................ يا جمـــــيلاً أمْ مـُـقـلْ
لوْ بكتْ ســـالتْ دموعٌ .................. ذاتُ بـــــرقٍ مشتعـلْ
أينما تســــري تداعى................... كلُّ جـــــزءٍ بالــــعللْ
ثغــــركَ الفتـّان يسبي................... دونَ يأسٍ أو مــــــللْ
فيه شهـــدٌ ليسَ يهدى................... في عطــــاءٍ ما عـدلْ
يا شبيهَ الــبدرِ قلْ منْ .................. أيـــنَ تأتــي بالعسلْ؟
إنّ قلبي هامَ عشقـــــاً................... فيكَ حبـّاً ما العــملْ ؟
ويحَ هذا السّحر ويحي ...................قدْ سباني في عـــجلْ
مذْ رأيتُ النـّورَ يسعى.................... قلتُ بدري قــدْ وصلْ
مــــنذُ ذاك الحينِ ناري .................. في احتراقٍ لـم تزلْ
لوْ تراني كــــــيف حالي.................. في النـّوى لا يـُحتملْ
(قدْ سهرتُ الليلَ وحدي) ................ بينَ يأســـــي والأملْ
في انتظـــاري بتُّ ليلي .................. في عسى أو في لعلْ
لســـــتُ أدري أيّ فرقٍ .................. بيـنَ كلاّ أو أجـــــــلْ
يا عـــذولي لا تلمــــني ................... كفَّ لومي والعـــَذَلْ
إنَّ همّي فوقَ صـــدري................... من فراقٍ كالجــــبلْ
منْ وصالٍ ليسَ يرجــى .................. غابَ رشدي وارتحلْ
نامَ جلدي فوقَ عظــمي .................. إنّ جسمي قـــدْ نحلْ
أينَ قيسٌ من هيـــــامي .................. لو دنـا منـّي وجــــلْ
لوْ رآني في غــــــرامي .................. مثــــــــلَ نارٍ تشتعلْ
لانتهى عنْ حــــبِّ ليلى .................. في هواها ما انشغلْ
يا عذولي ما كـــــــفاني................... بتُّ في البــلوى مثلْ
كلَّ عقلي في هــــــــواه .................. لا أظنّ القلـــــبَ كلْ
ما كفـــــاني لـــوْ أتـاني .................. منهُ همسٌ أو قـُـبَـلْ
يا طبيباً ما جـــــرى لي.................... كيفَ هذا قدْ حصلْ؟
إنَّ دائي محـضُ حــــبٍّ ....................في ثنايا الروحِ حلْ
قدْ أضـــلَّ اللّحظُ لحظي ................... ثم قلــبي فيهِ ضـــلْ
هلْ بيومٍ منْ شـــــــفاءٍ ................... أوْ جراحٍ تندمــــــلْ
قــدْ دعــــــوتُ الله ربي ................... بعضَ مدٍّ في الأجلْ
كــــــــيْ أراهُ ألفَ عامٍ .....................أوْ مزيداً أوْ أقـــــلْ
راجــــــــــياً ربّـاً رحيماً ................... ليسَ لي عنهُ بـــدلْ
إنَّ منْ يرجــــــــو بيومٍ ................... غيرَ وجــــهِ اللهِ ذلْ
بقلم
رفعت زيتون