اذا أردنا أن نحكم على أي أمر من الأمور بالحسن أو القبح
بالخير أو الشر ، بالمدح أو الذم ، لا بد من الرجوع الى كتاب
الله وسنة رسوله ، لأن الله يقول فَإِنْ تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ
إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ إِنْ كُنتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ . والرد
الى الله والرسول أي الرجوع الى كتاب الله وسنة رسوله ، وبالتالي
نحكم على هذا الأمر بأنه حسن أو قبيح ، خير أو شر ، ممدوح
أو مذموم ، وهكذا ..... فعلى سبيل المثال اذا أردنا أن نحكم على
تسلم محمد مرسي رئاسة الجمهورية المصرية بأنه خير للمسلمين
أو أنه شر مستطير لا نحكم عليه بالخير لمجرد أن أحد المسلمين
مثل الشيخ رائد صلاح بارك هذا الأمر أو هنأ محمد مرسي بتسلمه
الرئاسة ، فقد بارك أوباما لمحمد مرسي وهنأه كذلك على تسلمه
الرئاسة ، فكيف نحكم بالخير أو بالشر !؟؟ إن أوباما رئيس الولايات
المتحدة ، تلك الدولة الاستعمارية الأولى في العالم ، والتي تقتل
المسلمين في العراق وأفغانستان والشيشان وكشمير وفي كل مكان
وتزود دولة يهود بأحدث الأسلحة لتمعن في قتل المسلمين في
فلسطين ، وتوفر لها كافة أشكال الدعم لتبقى دولة يهود هي المسيطرة
في المنطقة ، كما أنها أي أميركا تستعمر البلاد الاسلامية لنهب خيراتها
ومقدراتها ولا تبقي لأهل تلك البلاد الا الفتات ، فقد بلغ الجوع في
البلاد الاسلامية مبلغا عظيما نتيجة الإستعمار الأميركي .....
فهل يا ترى رئيس هذه الدولة الاستعمارية عدوة الاسلام والمسلمين
بهذه السذاجة حتى يهنئ شخص تسلم الحكم لو علم أن فيه ذرة خير
للمسلمين ؟!! ..
لذلك من الخطأ أن نستبشر خيرا لمجرد أن الشيخ رائد صلاح هنأ
محمد مرسي ، خاصة ونحن نعلم حال مشايخنا في هذه الأيام ،
والسذاجة الفكرية والسياسية التي تعتريهم ..
فالشيخ رائد صلاح مع احترامي لشخصه لا يختلف عن عوام الناس
البسطاء في تفكيره ، لذلك فهو عندما يعلق على حدث سياسي يعلق
عليه من خلال مشاعره الصرفة ، فهو يرى وصول أحد أفراد حركة
الاخوان المسلمين الى الحكم يعني تطبيق الاسلام ، ومن هذا المنطلق
يستبشر خيرا بوصول محمد مرسي الى رئاسة مصر ، جاهلا حقيقة
برناج الحركة هذه ، بأنه برنامج لدولة علمانية تفصل الدين عن
الحياة وتستورد دستورها من الغرب ، أي أن هذه الدولة التي ترأسها
محمد مرسي لا ولن تطبق حكم الله ، بل ستطبق حكم الكفر مع بعض
القشور الاسلامية التي تظهر للعوام من الناس بانها دولة اسلامية !!!
وفي الحقيقة هي دولة كفر لا تختلف عن الدول التي تسمى اسلامية
وتحكم بالكفر مثل السعودية والسودان وباكستان ..