أهذا ا فطارنا فقط ؟!!!
سيناريو للأطفال
دلف ضاري إلى صالة المنزل مسرعا
- أمي .. أعلنوا أن غداً رمضان ، أرجوك ،أرجوك ،أريد افطارا محترما!!.
أرجوك ،شهر واحد توقفي عما كنت ترددينه طوال العام ،لا أريدأكلا صحيا ،ولا أريد ريجيم .
-_ ولدي الحبيب ألم تنسٍَ شيئا؟!!
_ وبدهشة بالغة :لا ،لم أنسَ شيئا.
- فكر مليا ؛وفكر بعمق: ماذا ؟!!، أنا متأكد ،لم أنسَ شيئا.
--_ لقد نسيت أن تقبل رأسي وتبارك لي بالشهر.
-_ يا الله كيف نسيت ؟!!، آسف يا أمي.
ويعترض حمد الأخ الأكبر:
ـ بالطبع فكل هم هذا الدب هو الأكل ،والأكل فقط
ضاري: اسمع، لن أرد عليك ،أتعرف لماذا ؟!لأن الشياطين تصفد في رمضان ،وأنت أكبر شيطان.
حمد: إذا كنت أنا شيطانا ،فمن عساك تكون ؟!لا بد أنك ملاك!!!!.
ويتجاهله ضاري ويعاوده حماسه الزائد
-ـ أمي أريد اللقيمات كل يوم
ويقاطعه حمد: لا ،أنا أريد جبنية.
الأم : هي من نفس الفصيلة ،اتفقوا على صنف ،حرام نعمل الاثنين
حمد: أنا الكبير ،وكلامي هو الذي يمشي.
ضاري :لا ، أنا الذي طلبت أولا.
الأم : لا تختلفوا ، يوم لقيمات ،ويوم جبنية
ضاري :اعملوا الأثنين ،ولا تقولي لي حرام ،سمعت الشيخ يقول لا يجوزأن تقولوا لشيء هذا حرام دون أن يكون. هناك دليل من الكتاب والسنة، يعني هل هناك قرآن أو حديث يحرم الجمع بين اللقيمات والجبنية ؟.
وقاطعه حمد بضحك هستيري :استغفر الله ،قام يبدع بالدين ،يا الله !! وأنا كنت أتساءل لماذا ضاري يحضر الدروس ؟! عرفت الآن ،فقط ليجمع أدلة شرعية.
-ـ بني لم أقصد التحريم بصفته العينية ،ولكن أقصد أن الإسراف لا يجوز في الطعام.
-ـلماذا يا أمي؟!
- ـلأنه إذا طبخنا أكثر من نوع فلن يؤكل كل الطعام وسيكون مصيره سلة الزبالة
-ـ لا ترميها ،نعطيها الفقراء
- ـ هذه الأطباق تصبح لا طعم لها إذا لم تقدم فورا وهي ساخنة
كما أن الفقير بدل أن تعطيه أكلا قديما ، أعطه ، نقودا ،أو مواد غذائية ،يطبخ ما يحب بنفسه ،ويأكله ساخنا طازجا.
-ـ إذا نوعي في الأطباق وقللي الكمية؛ ما رأيك؟!
- ـ أبشر
-ـ أمي، افطاركم غير متنوع ،والله خيمة إفطار الصائم في مسجدنا طعامهم منوع أكثر من مائدتكم.
حمد: إذا اذهب وافطر معهم، أمي قللي مقدار افطارنا إلى النصف ،ضاري الدب سيفطر مع الفقراء، ولكن انتظر ،حرام ، ستلتهم أكل الفقراء.
ضاري: والله ودي أفطر معهم ليس للأكل ،ولكن فقط لأفارق وجهك.
ثم ينقض عليه حماسه الزائد
- ـ أمي أريد على الاففطار شوربة وسمبوسة وسبرنق رول وأصابع الجبن وبيتزا وفطائر ومكرونة
و...رز بلحم كثير . رجاء لا تضعوا لحما قليلا ثم يتضايق إخوتي أنني أكلت اللحم عنهم ،ولا تضعوا ثريدا ،لا أحبه؛ هذا الطعام لكبار السن و من ليس عندهم أسنان.
ـ-تبارك الله ،ستأكل كل هذا.
ـ-نعم ،نعم ،ألم تسمعي أن رمضان هذا العام نهاره طويل جداً ، يجب أن آكل كي لا أجوع.
-ـ ولكنك يا بني لن تشعر بالجوع ،فأنت تستيقظ قبل آذان المغرب بساعة.
- ـ من أجل هذا يجب أن آكل كثيرا ،فكلما أكلت كثيرا ،كان نومي ثقيلا.
حمد: يا الله حتى الدببة أصبحت تطلق حكما
وتجاهله ضاري الذي واصل باهتمام شديد كأنه يناقش قضية الأقصى
-ـ أمي لا تضعي عصير برتقال على الإفطار ، أرجوك نريد أن نفطر مثل الناس نريد فيمتو ، تانك.
الأم:ولكن ....
-ـ الله يخليك يا أمي بدون ولكن.. ،أعدك أننا لن نصاب بالسرطان في شهر رمضان.
ويواصل ...
- وأرجوك يا أمي نريد حلى منوعا وليس مقتصرا فقط على الفريقين الأصفر والأحمر!!.
-ـ ما هما هذان الفريقان ؟ !!!
-ـ كريم كراميلاالأصفر والجلي الأحمر فهذان لكبار السن، أمي، أرجوك نوعي، ادخلي على مواقع الطبخ واشتري كتبا للطبخ.
-ـ والله يا بني لم أقصر ، افتح درج المطبخ، لترى بنفسك كتب الطبخ ،وملف الطبخ.
- ـ أمي ،أرجوك ،أرجوك ،لا تزعلي مني، أنا أفرح إن فطرت في بيت خالتي بدرية، يا حظهم !!أمهم لم تكمل المرحلة المتوسطة،وتطبخ لهم الكثير من الأشكال و الأنواع، وأنا من سوء حظي ،أمي جامعية ،وموظفة ،وتخصص مختبرات طبية ،وتحرمنا من الكثير من الأكل الذي نحبه
-ـ لكن ألم تلاحظ السمنة في خالتك وزوجها وأولادها ؟!!أتدري أن خالتك مصابة بالضغط والسكر ،وأن زوج خالتك عنده ارتفاع في الكولسترول ،وأنه من المحتمل أن تلحقهم ذريتهم بهذه الأمراض، هل ترضى لنا المرض؟!!
-ـ ولكن يا أمي فقط في رمضان ،اعملي لنا استثناء .
ـ أبشر
- ـ ولكن قل لي ما هي برامجك وخططك في رمضان ؟!أرجو أن تكون فكرت فيها بنفس الحماس
فقاطع حمد: لا .. هذا بالطبع آخر همه العبادة والتراويح.
وكأن ضاري تذكر شيئا مهما
-ـ نعم أمي بعد أن أرجع من التراويح ،أكون شديد الجوع، فرجاء لا تقولوا لنا كلوا ما بقي من الفطور ، أريد أن تصنعوا لنا مقليات حارة وطازجة.
حمد: ألم أقل لك ليس همه التراويح
ويتجاهله ضاري كي لا يطفأ حماسه
ـ -ثم السحور رجاء يا أمي ،أريد كبسة محترمة، وضعوا الكثير من الدجاج ،ربع دجاجة للشخص لا تكفي ،ينتظرنا يوم طويل من الصيام أريد نصف دجاجة ،وقولي لأبي لا أريد الدجاج الصغير الحجم أريد دجاجة محترمة .
-ـ أبشر يا بني سأحقق لك ما تريد ،ولكن تعلم أنني موظفة فهل توافق على أن تساعدني في إعداد الإفطار ؟.
-ـ ماذا ؟!! أساعدك ؟! لماذا؟!هل أنا بنت؟! لماذا لا تساعدك أخواتي الكسولات ؟!!
- ـ أخواتك يساعدنني ،ولا يشترطن في الأكل مثلك ،وطلباتك تحتاج إلى وقت وجهد إضافي
-ـ ولكن يا أمي ليس عندكم حجة ،فلديكم عاملة منزلية
-ـ وهذه العاملة هي مسلمة ،ومثلنا ترغب أن تستغل هذا الشهر في قراءة القرآن وفي صلاة التراويح ،فلماذا لا نكسب أجرها ؟! ونخفف عليها العمل بتقليل عدد الأطباق
وصدقني إن أكثرت في الإفطار فلن تتمكن من صلاة التراويح
- ـ أمي جربيني أول يوم ،صدقيني .
- أبشر
وجرت مفاوضات طويلة لتحديد فطور أول يوم وقامت الأم بتلبية رغبات ولدها
وقبل الفطور...
ضاري والحماس يفيض منه: والدي ما رأيك أن نضع فطورنا دفعة واحدة ؟!
-ـ وصلاة المغرب جماعة في المسجد.
- ـلا بأس نصلي جماعة في البيت ،مع أمي وأخواتي ،أليس ذلك جميلا ؟!
ـ -لماذا يا بني؟!
-ـ ليس بي صبر أن أوقف فطوري ؟ كي أذهب للصلاة ثم أعود ،لا يصلح طعام بالتقسيط ، هل أنت موافق؟!
- ـبالطبع لا ،و لا تصلح عبادة بالتقسيط ، ثم إن نهارك كله نائم ،ولا تصلي في المسجد
وقرب وقت الآذان ...
-ـأمي ساعتكم متأخرة ،حان وقت أذان المغرب
-ـ بني لا نتبع الساعة ، نفطر على صوت الآذان
ـ-وكيف نسمع صوت المؤذن في وسط ضجيج المكيف والتلفاز
- ـالأمر بسيط ،اخرج إلى حوش المنزل
-ـ صحيح ،كيف فاتني هذا الأمر؟!
وأذن المغرب ،وتناولت الأسرة الرطب و اللقيمات والشوربة.
توجه الأب مع الأبناء إلى مدخل البيت لصلاة المغرب إلا أن أحدهم قد غافلهم ،و تسرب إلى المطبخ ،ليأكل عينات من طعام الفطور ،ولكنه لم يهنأ بها....
حيث سمع صوت فتنة ،يكرهه طوال حياته
حمد: أبي ،ضاري لم يخرج للصلاة ،ذهب للمطبخ للأكل
الأب:الصلاة أولا يا ضاري ،الطعام لن يطير ، سينتظرك
وكان ضاري آخر من خرج للصلاة ،وأول الواصلين ،وانقض على مائدة الافطار حتى امتلأت معدته
ونطق :الحمد لله
ولكن تدخل دخيل
حمد : ضاري ، ماذا قلت؟!! الحمد لله ؟!!، هل انتهيت ؟!انظر للطعام المتبقي ،والذي طلبته، قم بأكله كله، لكي تتأدب مرة أخرى ،ولا تطلب الأكل الكثير.
-ـ لا ،لم أنته ،فقط أقول الحمد لله على نعمة الأكل.
ثم استمر في الأكل
ـ انتقلت الأسرة إلى صالة المنزل ،لشرب الشاي ومشاهدة التلفاز ،إلا أن ضاري تخلف عنهم
الام :أين ضاري؟!
حمد: ربما ما زال يأكل
وأقبل ضاري ويكسو وجهه الإعياء الشديد
-ـ سلامات يا بني
ـ- أمي بطني يؤلمني وأشعر بالغثيان
-ـ حمد أرجوك ابتعد عنا ،للتو انتهينا من فطورنا، فلا تثر غثياننا
ولم يتمكن ضاري من الرد، فلقد ركض مهرولا لدورة المياه
ثم اقتحم الصالة منبطحا ومتقلبا
-ـ أمي ، أبي، أنجدوني ،سأموت ،بطني يؤلمني
حمد :الله أكبر !!ستموت شهيدا،من مات مبطونا فهو شهيد. وفي رمضان، اللهم زد وبارك.
الأب: لا تخف يا بني ، مغص خفيف، سأعطيك حبوبا تذهب آلام بطنك ،وتوقف عن الأكل وارتح قليلا.
واستعدت كل الأسرة للخروج لصلاة التراويح
ضاري: أمي هل رفعت ريسيفر القنوات التلفزيونية ؟!
- ـ لا ، يا بني
حمد: ألم أقل لكم إنه يتمارض وليس مريضا حقاً، فقط ليتخلف عن صلاة التراويح ويتابع المسلسلات التلفزيونية، أنا من رفع ريسيفر القنوات ،ولن أخرجه حتى أعود من صلاة التراويح
ضاري: أمي كلمي حمد،ماذا سأفعل وأنا متمدد هنا؟!
الأم:قال لك والدك يجب أن ترتاح ،وحاول أن تنام ، وإذا لم تذهب آلامك سنذهب بك إلى الطبيب
حمد: نعم سيعملون لك غسيل معدة، أتعرف ما هو غسيل المعدة!! سيدخلون من فمك أنبوبا طوله 10 أمتار حتى يصل إلى معدتك ،ثم يقومون بتوصيله بصنبور ماء ثم يفتحونه فيخرج ماء قوي، يخرج كل الطعام من فمك،
ستقوم بغسيل معدة كل يوم في رمضان ،لأنك تأكل فوق ما يتحمل جسمك، هل فهمت الآن؟!!
ـ- لا ،لا أريد غسيل معدة ،توبة يا أمي ،غداً أريد فطورا صحيا وقليلا
توبة ، لقد تبت من أن أذبح نفسي بالطعام.
د بشرى عبدالله اللهو .....
سيناريو للأطفال
دلف ضاري إلى صالة المنزل مسرعا
- أمي .. أعلنوا أن غداً رمضان ، أرجوك ،أرجوك ،أريد افطارا محترما!!.
أرجوك ،شهر واحد توقفي عما كنت ترددينه طوال العام ،لا أريدأكلا صحيا ،ولا أريد ريجيم .
-_ ولدي الحبيب ألم تنسٍَ شيئا؟!!
_ وبدهشة بالغة :لا ،لم أنسَ شيئا.
- فكر مليا ؛وفكر بعمق: ماذا ؟!!، أنا متأكد ،لم أنسَ شيئا.
--_ لقد نسيت أن تقبل رأسي وتبارك لي بالشهر.
-_ يا الله كيف نسيت ؟!!، آسف يا أمي.
ويعترض حمد الأخ الأكبر:
ـ بالطبع فكل هم هذا الدب هو الأكل ،والأكل فقط
ضاري: اسمع، لن أرد عليك ،أتعرف لماذا ؟!لأن الشياطين تصفد في رمضان ،وأنت أكبر شيطان.
حمد: إذا كنت أنا شيطانا ،فمن عساك تكون ؟!لا بد أنك ملاك!!!!.
ويتجاهله ضاري ويعاوده حماسه الزائد
-ـ أمي أريد اللقيمات كل يوم
ويقاطعه حمد: لا ،أنا أريد جبنية.
الأم : هي من نفس الفصيلة ،اتفقوا على صنف ،حرام نعمل الاثنين
حمد: أنا الكبير ،وكلامي هو الذي يمشي.
ضاري :لا ، أنا الذي طلبت أولا.
الأم : لا تختلفوا ، يوم لقيمات ،ويوم جبنية
ضاري :اعملوا الأثنين ،ولا تقولي لي حرام ،سمعت الشيخ يقول لا يجوزأن تقولوا لشيء هذا حرام دون أن يكون. هناك دليل من الكتاب والسنة، يعني هل هناك قرآن أو حديث يحرم الجمع بين اللقيمات والجبنية ؟.
وقاطعه حمد بضحك هستيري :استغفر الله ،قام يبدع بالدين ،يا الله !! وأنا كنت أتساءل لماذا ضاري يحضر الدروس ؟! عرفت الآن ،فقط ليجمع أدلة شرعية.
-ـ بني لم أقصد التحريم بصفته العينية ،ولكن أقصد أن الإسراف لا يجوز في الطعام.
-ـلماذا يا أمي؟!
- ـلأنه إذا طبخنا أكثر من نوع فلن يؤكل كل الطعام وسيكون مصيره سلة الزبالة
-ـ لا ترميها ،نعطيها الفقراء
- ـ هذه الأطباق تصبح لا طعم لها إذا لم تقدم فورا وهي ساخنة
كما أن الفقير بدل أن تعطيه أكلا قديما ، أعطه ، نقودا ،أو مواد غذائية ،يطبخ ما يحب بنفسه ،ويأكله ساخنا طازجا.
-ـ إذا نوعي في الأطباق وقللي الكمية؛ ما رأيك؟!
- ـ أبشر
-ـ أمي، افطاركم غير متنوع ،والله خيمة إفطار الصائم في مسجدنا طعامهم منوع أكثر من مائدتكم.
حمد: إذا اذهب وافطر معهم، أمي قللي مقدار افطارنا إلى النصف ،ضاري الدب سيفطر مع الفقراء، ولكن انتظر ،حرام ، ستلتهم أكل الفقراء.
ضاري: والله ودي أفطر معهم ليس للأكل ،ولكن فقط لأفارق وجهك.
ثم ينقض عليه حماسه الزائد
- ـ أمي أريد على الاففطار شوربة وسمبوسة وسبرنق رول وأصابع الجبن وبيتزا وفطائر ومكرونة
و...رز بلحم كثير . رجاء لا تضعوا لحما قليلا ثم يتضايق إخوتي أنني أكلت اللحم عنهم ،ولا تضعوا ثريدا ،لا أحبه؛ هذا الطعام لكبار السن و من ليس عندهم أسنان.
ـ-تبارك الله ،ستأكل كل هذا.
ـ-نعم ،نعم ،ألم تسمعي أن رمضان هذا العام نهاره طويل جداً ، يجب أن آكل كي لا أجوع.
-ـ ولكنك يا بني لن تشعر بالجوع ،فأنت تستيقظ قبل آذان المغرب بساعة.
- ـ من أجل هذا يجب أن آكل كثيرا ،فكلما أكلت كثيرا ،كان نومي ثقيلا.
حمد: يا الله حتى الدببة أصبحت تطلق حكما
وتجاهله ضاري الذي واصل باهتمام شديد كأنه يناقش قضية الأقصى
-ـ أمي لا تضعي عصير برتقال على الإفطار ، أرجوك نريد أن نفطر مثل الناس نريد فيمتو ، تانك.
الأم:ولكن ....
-ـ الله يخليك يا أمي بدون ولكن.. ،أعدك أننا لن نصاب بالسرطان في شهر رمضان.
ويواصل ...
- وأرجوك يا أمي نريد حلى منوعا وليس مقتصرا فقط على الفريقين الأصفر والأحمر!!.
-ـ ما هما هذان الفريقان ؟ !!!
-ـ كريم كراميلاالأصفر والجلي الأحمر فهذان لكبار السن، أمي، أرجوك نوعي، ادخلي على مواقع الطبخ واشتري كتبا للطبخ.
-ـ والله يا بني لم أقصر ، افتح درج المطبخ، لترى بنفسك كتب الطبخ ،وملف الطبخ.
- ـ أمي ،أرجوك ،أرجوك ،لا تزعلي مني، أنا أفرح إن فطرت في بيت خالتي بدرية، يا حظهم !!أمهم لم تكمل المرحلة المتوسطة،وتطبخ لهم الكثير من الأشكال و الأنواع، وأنا من سوء حظي ،أمي جامعية ،وموظفة ،وتخصص مختبرات طبية ،وتحرمنا من الكثير من الأكل الذي نحبه
-ـ لكن ألم تلاحظ السمنة في خالتك وزوجها وأولادها ؟!!أتدري أن خالتك مصابة بالضغط والسكر ،وأن زوج خالتك عنده ارتفاع في الكولسترول ،وأنه من المحتمل أن تلحقهم ذريتهم بهذه الأمراض، هل ترضى لنا المرض؟!!
-ـ ولكن يا أمي فقط في رمضان ،اعملي لنا استثناء .
ـ أبشر
- ـ ولكن قل لي ما هي برامجك وخططك في رمضان ؟!أرجو أن تكون فكرت فيها بنفس الحماس
فقاطع حمد: لا .. هذا بالطبع آخر همه العبادة والتراويح.
وكأن ضاري تذكر شيئا مهما
-ـ نعم أمي بعد أن أرجع من التراويح ،أكون شديد الجوع، فرجاء لا تقولوا لنا كلوا ما بقي من الفطور ، أريد أن تصنعوا لنا مقليات حارة وطازجة.
حمد: ألم أقل لك ليس همه التراويح
ويتجاهله ضاري كي لا يطفأ حماسه
ـ -ثم السحور رجاء يا أمي ،أريد كبسة محترمة، وضعوا الكثير من الدجاج ،ربع دجاجة للشخص لا تكفي ،ينتظرنا يوم طويل من الصيام أريد نصف دجاجة ،وقولي لأبي لا أريد الدجاج الصغير الحجم أريد دجاجة محترمة .
-ـ أبشر يا بني سأحقق لك ما تريد ،ولكن تعلم أنني موظفة فهل توافق على أن تساعدني في إعداد الإفطار ؟.
-ـ ماذا ؟!! أساعدك ؟! لماذا؟!هل أنا بنت؟! لماذا لا تساعدك أخواتي الكسولات ؟!!
- ـ أخواتك يساعدنني ،ولا يشترطن في الأكل مثلك ،وطلباتك تحتاج إلى وقت وجهد إضافي
-ـ ولكن يا أمي ليس عندكم حجة ،فلديكم عاملة منزلية
-ـ وهذه العاملة هي مسلمة ،ومثلنا ترغب أن تستغل هذا الشهر في قراءة القرآن وفي صلاة التراويح ،فلماذا لا نكسب أجرها ؟! ونخفف عليها العمل بتقليل عدد الأطباق
وصدقني إن أكثرت في الإفطار فلن تتمكن من صلاة التراويح
- ـ أمي جربيني أول يوم ،صدقيني .
- أبشر
وجرت مفاوضات طويلة لتحديد فطور أول يوم وقامت الأم بتلبية رغبات ولدها
وقبل الفطور...
ضاري والحماس يفيض منه: والدي ما رأيك أن نضع فطورنا دفعة واحدة ؟!
-ـ وصلاة المغرب جماعة في المسجد.
- ـلا بأس نصلي جماعة في البيت ،مع أمي وأخواتي ،أليس ذلك جميلا ؟!
ـ -لماذا يا بني؟!
-ـ ليس بي صبر أن أوقف فطوري ؟ كي أذهب للصلاة ثم أعود ،لا يصلح طعام بالتقسيط ، هل أنت موافق؟!
- ـبالطبع لا ،و لا تصلح عبادة بالتقسيط ، ثم إن نهارك كله نائم ،ولا تصلي في المسجد
وقرب وقت الآذان ...
-ـأمي ساعتكم متأخرة ،حان وقت أذان المغرب
-ـ بني لا نتبع الساعة ، نفطر على صوت الآذان
ـ-وكيف نسمع صوت المؤذن في وسط ضجيج المكيف والتلفاز
- ـالأمر بسيط ،اخرج إلى حوش المنزل
-ـ صحيح ،كيف فاتني هذا الأمر؟!
وأذن المغرب ،وتناولت الأسرة الرطب و اللقيمات والشوربة.
توجه الأب مع الأبناء إلى مدخل البيت لصلاة المغرب إلا أن أحدهم قد غافلهم ،و تسرب إلى المطبخ ،ليأكل عينات من طعام الفطور ،ولكنه لم يهنأ بها....
حيث سمع صوت فتنة ،يكرهه طوال حياته
حمد: أبي ،ضاري لم يخرج للصلاة ،ذهب للمطبخ للأكل
الأب:الصلاة أولا يا ضاري ،الطعام لن يطير ، سينتظرك
وكان ضاري آخر من خرج للصلاة ،وأول الواصلين ،وانقض على مائدة الافطار حتى امتلأت معدته
ونطق :الحمد لله
ولكن تدخل دخيل
حمد : ضاري ، ماذا قلت؟!! الحمد لله ؟!!، هل انتهيت ؟!انظر للطعام المتبقي ،والذي طلبته، قم بأكله كله، لكي تتأدب مرة أخرى ،ولا تطلب الأكل الكثير.
-ـ لا ،لم أنته ،فقط أقول الحمد لله على نعمة الأكل.
ثم استمر في الأكل
ـ انتقلت الأسرة إلى صالة المنزل ،لشرب الشاي ومشاهدة التلفاز ،إلا أن ضاري تخلف عنهم
الام :أين ضاري؟!
حمد: ربما ما زال يأكل
وأقبل ضاري ويكسو وجهه الإعياء الشديد
-ـ سلامات يا بني
ـ- أمي بطني يؤلمني وأشعر بالغثيان
-ـ حمد أرجوك ابتعد عنا ،للتو انتهينا من فطورنا، فلا تثر غثياننا
ولم يتمكن ضاري من الرد، فلقد ركض مهرولا لدورة المياه
ثم اقتحم الصالة منبطحا ومتقلبا
-ـ أمي ، أبي، أنجدوني ،سأموت ،بطني يؤلمني
حمد :الله أكبر !!ستموت شهيدا،من مات مبطونا فهو شهيد. وفي رمضان، اللهم زد وبارك.
الأب: لا تخف يا بني ، مغص خفيف، سأعطيك حبوبا تذهب آلام بطنك ،وتوقف عن الأكل وارتح قليلا.
واستعدت كل الأسرة للخروج لصلاة التراويح
ضاري: أمي هل رفعت ريسيفر القنوات التلفزيونية ؟!
- ـ لا ، يا بني
حمد: ألم أقل لكم إنه يتمارض وليس مريضا حقاً، فقط ليتخلف عن صلاة التراويح ويتابع المسلسلات التلفزيونية، أنا من رفع ريسيفر القنوات ،ولن أخرجه حتى أعود من صلاة التراويح
ضاري: أمي كلمي حمد،ماذا سأفعل وأنا متمدد هنا؟!
الأم:قال لك والدك يجب أن ترتاح ،وحاول أن تنام ، وإذا لم تذهب آلامك سنذهب بك إلى الطبيب
حمد: نعم سيعملون لك غسيل معدة، أتعرف ما هو غسيل المعدة!! سيدخلون من فمك أنبوبا طوله 10 أمتار حتى يصل إلى معدتك ،ثم يقومون بتوصيله بصنبور ماء ثم يفتحونه فيخرج ماء قوي، يخرج كل الطعام من فمك،
ستقوم بغسيل معدة كل يوم في رمضان ،لأنك تأكل فوق ما يتحمل جسمك، هل فهمت الآن؟!!
ـ- لا ،لا أريد غسيل معدة ،توبة يا أمي ،غداً أريد فطورا صحيا وقليلا
توبة ، لقد تبت من أن أذبح نفسي بالطعام.
د بشرى عبدالله اللهو .....