في أحد مساء ات الدمام الصيفية ،حيث تصل درجة الحرارة إلى 50 درجة ،والرطوبة إلى مئة بالمئة ،اصطحبت طفلتي البكر ،لأسجلها في المركز الصيفي ،وكنت أتأفف من الحر ورطوبة الدمام ، و كم كنت أتمنى لو سكنت مدينة الطائف ، في مدخل المركز، رأيت سيدة قد أثقلت بحملها ،وتحمل على كتفها طفلة و تمسك باليد الأخرى صغيرة ،و تلحقها صغيرتان ، تسرع الخطى ، لتضع صغيراتها في الحضانة ، أعجبت بهمة هذه المرأة ،واستحييت من تقاعسي وتذمري الدائم ، فليس عندي إلا طفلة واحدة فكيف بهذه الفاضلة ؟!!،ذهبت إلى مكتب المديرة ،فإذا بالمديرة هي هذه المرأة التي لم تكن إلا الأخت وفاء سعدالقروني .
سأذكر لكم بعض ما أعرفه من سيرتها ، ثم أدع الحكم لكم إن صدق العنوان عليها،
وفاء سعد القروني مدرسة قديرة ، في يوم الخميس صباحا، حين تفرح الموظفة بالاستيقاظ متأخرا ،يستيقظ بيت وفاء كله للذهاب إلى المركز الأسبوعي لحفظ القرآن الذي تديره ، وفي الصيف تتنفس الموظفات الصعداء ، بينما تدير وفاء القروني مركزا صيفا ، وفي آخر الصيف أصبح هناك نشاط ضخم، هو إدارة فعالية قافلة الخير النسائية ، وكما ترون المرأة مع زوجها الشيخ عادل محمد الحسين ، تعمل صيفا وشتاءً، وفي إجازة نهاية الأسبوع ، كما تقدم درسا أسبوعيا، وغير ذلك من الانشطة ، وكان هذا ديدنها لحوالي عشرين عاما، فكل البيت يعمل في خدمة القرآن فالبنات كن يساعدن أمهن ،كل حسب سنها، حتى الصغيرة كانت تحمل أوراقا وترسل بين المكاتب.
وإدارة هذه الأنشطة ليست بالأمر السهل ،فهي تتعامل مع أعداد ضخمة ،حيث يوجد عدد لا بأس به من هذه الأعداد خلفياتهم الاجتماعية والاقتصادية والفكرية متواضعة ،وكان هناك دائما تحد من محدودية الامكانات المادية ،ومن الرغبة في تجديد البرامج وتطويرها ، ومن الالتزام بالقوانين الإدارية ،ومن كيفية تنظيم هذه الأنشطة ،وكنت حين أزورها في مكتبها ،كنت ألمس عظم هذه الأمور من أول دقيقة ،وكنت أردد أعانك الله ، لو كنت مكانك لنفذت بجلدي!! ، إلا أن وفاء رغم كل هذه الأعباء كانت تتميز بخلق رفيع ، فمهما استعظمت المهام عليها إلا أنها كانت تستقبل الجميع ببشاشة وابتسامة مشرقة ، تذكرك بخلق رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم ( وقد كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- هاشاً باشاً لا تلقاه إلا مبتسماً).وهذا هو الرسول – عليه الصلاة والسلام- على عظم مسؤوليته , وضخامة همه , وثقل حمل الرسالة على كاهله وجده من حوله هاشاً باشاً مبتسماً لا فاحشاً و لا متفحشاً .) منقول
كانت تستقبل بنياتنا بحنان أم ، وتفرح بتخرجهن ،وتحزن في الوقت نفسه لفراقهن .
لم تكن وفاء وحدها ، بل توجد من أمثالها الكثيرات في بلدي ومنهن شقيقتها الداعية هيفاء سعد القروني وزوجها الشيخ طارق صالح القروني، وغيرهن الكثيرات اللواتي يعملن بصمت ، وددت لو ذكرت اسم كل واحدة منهن، فهن يستحققن التكريم ، تلك الأخوات لو بذلن لمشروعهن الخاص هذه الجهود الكبيرة التي يبذلنها لتحفيظ كتاب الله ، لربما أصبحن مليونيرات، ولكنهن نساء قد سخرهن الله لخدمة كتابه في ظل ظروف صعبة لا يصمد فيها الكثيرات.
للأسف هؤلاء الأخوات محرومات من التغطية الإعلامية الرسمية لأنشطتهن الجبارة إلا ما ندر.
بينما نجد فعاليات حضورها متواضع ويتسابق الإعلام لتغطيتها .
لكن حسب هؤلاء الأخوات التغطية الإلهية العادلة والكريمة لرب البشر فهو وحده القادر على الوفاء بوعده للمؤمنين وللمؤمنات
اللهم إني أشهدك أن وفاء القروني وبيتها قد خدم كتابك ،وكذلك يشهد معي الكثير من أهل الدمام، ونحن شهداء الله في أرضه ،اللهم احفظها واحفظ بيتها ،وأدم عليها الصحة والعافية، اللهم وفقها وذريتها ، ويسر لها ،واجزها عنا وعن بنياتنا أفضل الجزاء، إنك على كل شيء قدير.
د بشرى عبدالله اللهو ....
سأذكر لكم بعض ما أعرفه من سيرتها ، ثم أدع الحكم لكم إن صدق العنوان عليها،
وفاء سعد القروني مدرسة قديرة ، في يوم الخميس صباحا، حين تفرح الموظفة بالاستيقاظ متأخرا ،يستيقظ بيت وفاء كله للذهاب إلى المركز الأسبوعي لحفظ القرآن الذي تديره ، وفي الصيف تتنفس الموظفات الصعداء ، بينما تدير وفاء القروني مركزا صيفا ، وفي آخر الصيف أصبح هناك نشاط ضخم، هو إدارة فعالية قافلة الخير النسائية ، وكما ترون المرأة مع زوجها الشيخ عادل محمد الحسين ، تعمل صيفا وشتاءً، وفي إجازة نهاية الأسبوع ، كما تقدم درسا أسبوعيا، وغير ذلك من الانشطة ، وكان هذا ديدنها لحوالي عشرين عاما، فكل البيت يعمل في خدمة القرآن فالبنات كن يساعدن أمهن ،كل حسب سنها، حتى الصغيرة كانت تحمل أوراقا وترسل بين المكاتب.
وإدارة هذه الأنشطة ليست بالأمر السهل ،فهي تتعامل مع أعداد ضخمة ،حيث يوجد عدد لا بأس به من هذه الأعداد خلفياتهم الاجتماعية والاقتصادية والفكرية متواضعة ،وكان هناك دائما تحد من محدودية الامكانات المادية ،ومن الرغبة في تجديد البرامج وتطويرها ، ومن الالتزام بالقوانين الإدارية ،ومن كيفية تنظيم هذه الأنشطة ،وكنت حين أزورها في مكتبها ،كنت ألمس عظم هذه الأمور من أول دقيقة ،وكنت أردد أعانك الله ، لو كنت مكانك لنفذت بجلدي!! ، إلا أن وفاء رغم كل هذه الأعباء كانت تتميز بخلق رفيع ، فمهما استعظمت المهام عليها إلا أنها كانت تستقبل الجميع ببشاشة وابتسامة مشرقة ، تذكرك بخلق رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم ( وقد كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- هاشاً باشاً لا تلقاه إلا مبتسماً).وهذا هو الرسول – عليه الصلاة والسلام- على عظم مسؤوليته , وضخامة همه , وثقل حمل الرسالة على كاهله وجده من حوله هاشاً باشاً مبتسماً لا فاحشاً و لا متفحشاً .) منقول
كانت تستقبل بنياتنا بحنان أم ، وتفرح بتخرجهن ،وتحزن في الوقت نفسه لفراقهن .
لم تكن وفاء وحدها ، بل توجد من أمثالها الكثيرات في بلدي ومنهن شقيقتها الداعية هيفاء سعد القروني وزوجها الشيخ طارق صالح القروني، وغيرهن الكثيرات اللواتي يعملن بصمت ، وددت لو ذكرت اسم كل واحدة منهن، فهن يستحققن التكريم ، تلك الأخوات لو بذلن لمشروعهن الخاص هذه الجهود الكبيرة التي يبذلنها لتحفيظ كتاب الله ، لربما أصبحن مليونيرات، ولكنهن نساء قد سخرهن الله لخدمة كتابه في ظل ظروف صعبة لا يصمد فيها الكثيرات.
للأسف هؤلاء الأخوات محرومات من التغطية الإعلامية الرسمية لأنشطتهن الجبارة إلا ما ندر.
بينما نجد فعاليات حضورها متواضع ويتسابق الإعلام لتغطيتها .
لكن حسب هؤلاء الأخوات التغطية الإلهية العادلة والكريمة لرب البشر فهو وحده القادر على الوفاء بوعده للمؤمنين وللمؤمنات
اللهم إني أشهدك أن وفاء القروني وبيتها قد خدم كتابك ،وكذلك يشهد معي الكثير من أهل الدمام، ونحن شهداء الله في أرضه ،اللهم احفظها واحفظ بيتها ،وأدم عليها الصحة والعافية، اللهم وفقها وذريتها ، ويسر لها ،واجزها عنا وعن بنياتنا أفضل الجزاء، إنك على كل شيء قدير.
د بشرى عبدالله اللهو ....