تقول:
كان طفلي ذا ثلاث سنوات ونصف، وحان وقت مغادرة العاملة التي قضت عندنا ثلاث سنوات.
وبدأ طفلي يسمع تعليقات قلبت حياته رأسا على عقب، تعليقات فوق مستوى استيعاب طاقته العاطفية.
- أنت ولد هذه العاملة وستًذهب معها.
وفرحت العاملة بهذا التعليق.
وأخذت تردد: نعم أنت ولدي وسآخذك معي.
بدأ الطفل ببول لا إرادي، وأعرض عن الطعام، واصفر وجهه، وأصبح يستيقظ مرعوبا من نومه، ويصر على أن ينام بقربي، وأنا أرقب ذلك، والخوف يغلفني.
أتراه أصابه ما أصاب الأطفال من تعلق بالعاملة؟؟!!
هل ابتليت بما كنت أسخر منه؟؟!!
كيف ذلك وأنا من تركت وظيفتي لأتفرغ لتربية أبنائي؟؟!!
كيف تعلق بالخادمة، وهي لم تلمسه قط.
وكنت حريصة أشد الحرص على أن أقوم بخدمته.
وفي حال غيابي ترعاه أخته، وفي لحظة توصيلها للمطار، اختفى طفلي، بحثت عنه، ولكني وجدته مختبئا تحت السرير!.
قال لي سأبقى في البيت، ولكن الوقت متأخر، وإخوته قد ناموا، وأخاف أن أتركه لوحده.
وصلنا المطار، وأنزلنا حقائب العاملة، ثم اختفى الصغير مرة أخرى!.
وبحثنا عنه فوجدناه مختبئا في أرضية السيارة يرجف خوفا، حاولنا إقناعه بالنزول ورفض، فحملته بقوة، فإذا هو قد بلل نفسه، وأخذ يردد برعب كمن سينفذ به حكم الإعدام.
-أماه صدقيني أنا ابنك ولست ابنها، لا أريد السفر معها، أنت أمي وليس هي، ضممته إلي صدري، وهدأت من روعه وإذا بضربات قلبه كطبل يريد للعالم كله، أن يشهد له أنه ابني.
- بالطبع يا بني أنت ابني، ولن أدع أحداً في العالم يأخذك مني.
إلا أنه تعلق في رقبتي، ورفض أن يفترق عني، وصرخ فزعا حين اقتربت العاملة للسلام عليه، والتصق بي، ولم تهدأ نفسه، إلا عندما رأي بأم عينيه أن العاملة غادرت بمفردها مع حقيبتها، وأنه ما زال في حضن أمه، بات ليلته ملتصقا بي، وحين أصبح الصباح أقبل على طعامه، كجائع نجا من مجاعة، واسترد عافيته وصحته، بعد أن عاد له أمانه بأن أمه لا يمكن أن تتنازل عنه. أرجوكم لا تزعزعوا الأمن العاطفي لطفل فهذا هو أعز ما يملك.
د بشرى عبدالله اللهو ..
كان طفلي ذا ثلاث سنوات ونصف، وحان وقت مغادرة العاملة التي قضت عندنا ثلاث سنوات.
وبدأ طفلي يسمع تعليقات قلبت حياته رأسا على عقب، تعليقات فوق مستوى استيعاب طاقته العاطفية.
- أنت ولد هذه العاملة وستًذهب معها.
وفرحت العاملة بهذا التعليق.
وأخذت تردد: نعم أنت ولدي وسآخذك معي.
بدأ الطفل ببول لا إرادي، وأعرض عن الطعام، واصفر وجهه، وأصبح يستيقظ مرعوبا من نومه، ويصر على أن ينام بقربي، وأنا أرقب ذلك، والخوف يغلفني.
أتراه أصابه ما أصاب الأطفال من تعلق بالعاملة؟؟!!
هل ابتليت بما كنت أسخر منه؟؟!!
كيف ذلك وأنا من تركت وظيفتي لأتفرغ لتربية أبنائي؟؟!!
كيف تعلق بالخادمة، وهي لم تلمسه قط.
وكنت حريصة أشد الحرص على أن أقوم بخدمته.
وفي حال غيابي ترعاه أخته، وفي لحظة توصيلها للمطار، اختفى طفلي، بحثت عنه، ولكني وجدته مختبئا تحت السرير!.
قال لي سأبقى في البيت، ولكن الوقت متأخر، وإخوته قد ناموا، وأخاف أن أتركه لوحده.
وصلنا المطار، وأنزلنا حقائب العاملة، ثم اختفى الصغير مرة أخرى!.
وبحثنا عنه فوجدناه مختبئا في أرضية السيارة يرجف خوفا، حاولنا إقناعه بالنزول ورفض، فحملته بقوة، فإذا هو قد بلل نفسه، وأخذ يردد برعب كمن سينفذ به حكم الإعدام.
-أماه صدقيني أنا ابنك ولست ابنها، لا أريد السفر معها، أنت أمي وليس هي، ضممته إلي صدري، وهدأت من روعه وإذا بضربات قلبه كطبل يريد للعالم كله، أن يشهد له أنه ابني.
- بالطبع يا بني أنت ابني، ولن أدع أحداً في العالم يأخذك مني.
إلا أنه تعلق في رقبتي، ورفض أن يفترق عني، وصرخ فزعا حين اقتربت العاملة للسلام عليه، والتصق بي، ولم تهدأ نفسه، إلا عندما رأي بأم عينيه أن العاملة غادرت بمفردها مع حقيبتها، وأنه ما زال في حضن أمه، بات ليلته ملتصقا بي، وحين أصبح الصباح أقبل على طعامه، كجائع نجا من مجاعة، واسترد عافيته وصحته، بعد أن عاد له أمانه بأن أمه لا يمكن أن تتنازل عنه. أرجوكم لا تزعزعوا الأمن العاطفي لطفل فهذا هو أعز ما يملك.
د بشرى عبدالله اللهو ..