تداعيات الشريط المسيئ للرسول :الادانة للفعل أو لرد الفعل
بقلم الناصر خشيني
هذا المقال كتبته بناء على طلب من الموقع الامريكي مغاربية وطلب مني تعديله فرفضت لذلك امتنعوا عن نشره لمهاجمته الشديدة للسياسة الامريكية ورابط الموقع هو
http://www.magharebia.com/cocoon/awi/xhtml1/ar/homepage/
هل تعكس الهجمات التي تعرضت لها القنصليات الامريكية في البلدان العربية تزايد المشاعر المناهضة للسياسة الامريكية تجاه العالم الاسلامي ام انها فقط ردة فعل عفوية تجاه الفيلم المسيء للرسول؟
أبدا لم تكن الهجمات التي تعرضت لها المواقع الديبلوماسية الأمريكية في البلدان العربية وحتى خارج نطاق الوطن العربي والعالم الاسلامي مجرد ردة فعل عفوية تجاه الفيلم المسيئ للرسول اذ هذا الفيلم او اللقطات ذات الثلاثة عشر دقيقة والتي أتيخ لنا مشاهدتها من خلال اليوتوب هابط جدا فنيا وموضوعا ويؤكد مدى الحقد الصهيو صليبي للمجتمعات الغربية ضد كل رموز ومقدسات العالم الاسلامي والعرب والمسلمين .
ثم ان الجماهير التي خرجت واحتجت ووصل بها الأمر الى حد قتل السفير الأمريكي في ليبيا وسحله بطريقة فظيعة فان كل ذلك كان نتيجة لتراكمات في العقل الجمعي العربي من جراء الجرائم الأمريكية المرتكبة في خق الانسان العربي والمسلم انطلاقا من مساعدة الكيان الصهيوني على مواصلة احتلال فلسطين واجزاء من سوريا ولبنان ودعم الكيان الصهيوني سياسيا واعلاميا واقتصاديا وعسكريا مما جعل كيان الصهاينة له التفوق العسكري على كل البلدان العربية الى حد فرض معاهدات استسلام حقيقة للوجود الصهيوني على الأرض العربية .
اضافة الى ذلك اختزن هذا الوعي الجماهيري كل المآسي والدمار الشامل الذي سببته الولايات المتخدة الأمريكية بقوتها العسكرية الطاغية في العراق وافغانستان وليبيا والآن الدور على سوريا وقبلها في اليمن والتآمر على تقسيم السودان بحيث أدى كل ذلك الى جرائم يندى لها جبين البشرية في هذين البلدين اضافة الى ما شهدته سجون أبو غريب وباغرام وغوانتانامو من صنوف الاهانة والاذلال المتناهي في اللاانسانية
وبناء عليه فان الجماهير العربية والمسلمة عندما تنتفض فانها تعبر عن حال من الغضب تجاه السياسة الأمريكية التي تريد اضافة الى ما سبق ذكره التفرد بحكم العالم وفرض الهيمنة على العالم وامتصاص خيرات الشعوب من نفط وغاز اضافة الى استخواذ على عائدات النفط من دول الخليج بطريقة أو بأخرى فلماذا لا تشجع الولايات المتخدة التخركات الشعبية في هذه البلدان وهي في أمس الحاجة الى تغيير جذري عميق وذلك أن خكام هذه الدول يضمنون المصالخ الأمريكية بامتياز.
ونتساءل هل يمكن ان تؤثر في مستقبل العلاقات بين الولايات المتحدة والعالم الاسلامي؟
نقول ان العلاقات متوترة أصلا ونتذكر قولة بوش بكونها حربا صليبة بعد احداث 11 سبتمبر المشكوك فيها أصلا نسبتها الى تنظيم القاعدة حيث سمعت وقتها أسامة بن لادن يقسم أن لا دخل له فيها ثم يختفي ذلك التصريح نهائيا ويرتب العالم على أساس الخرب على الارهاب وهي في الحقيقة حرب على الاسلام ويساهم فيها للأسف كثير من الأطراف العربية التي تدعي الدفاع عن الاسلام حيث هناك مئات القنوات العربية التي تقدم ثقافة الميوعة والانحلال وهي معروفة بالاسم والمضمون وهناك قنوات أخرى تقدم مضمونا رديئا عن الاسلام بخيث يسطح الاسلام في فتاوى التداوي ببول البعير والنصف السفل والطاعة المطلقة لأولي الأمر الذي من شأنه تغليب الثقافة الغربية وتداعياتها في مواجهة فكر اسلامي عقلاني ومستنير .
ولذا فان الجماهير العربية المنتفضة ليس لها من قوة سوى صدورها العارية وحناجرها في التعبير عن هذا الغضب من السياسة الأمريكية التي كان بالامكان أن لا تورط نفسها في خروب مع العالم الاسلامي خسرتها كلها في العراق وافغانستان بخيث لم تعرف هذه المناطق سوى الدمار فاذا كانت هذه الديمقراطية فاننا لا نحتاجها من أمريكا وبلادنا العربية شهدت عبر تاريخها وعلى ضفاف دجلة والفرات والنيل أعرق الخضارات التي علمت البشرية الكتابة والقوانين والمدنية وفي بلداننا ظهرت رسالات السماء بتعاليمها السمحة وبتخريرها للانسان من كل العبوديات لما سوى الله سبحانه وتعالى .
ان فظاعة جريمة الفيلم الاخيرة ليست سوى تواصل لثقافة عنصرية حكمت علاقة الغرب الاستعمارى بباقى العالم على امتداد قرون طويلة ولنتذكر الفظائع التي خصلت في الأندلس فالعرب عندما فتحوا الاندلس عمروها وجعلوا منها اول قبلة سياحية في العالم في حين ان الغرب لما فتح دمر وقتل وخرب بشكل منهجي مبيت فانظروا الى العراق او ليبيا كيف كانتا قبل التدخل الغربي وكيف اصبحت الان انها فعلا سياسة كنا نتصور انها انقرضت وزالت مع انتشار افكار المساواة وحقوق الانسان التى يملأون بها العالم ضجيجا في اعلامهم المرئي والمسموع والمكتوب كل يوم .وهى ليست مجرد ثقافة وافكار ، بل هى مصحوبة باعتداءات عسكرية استعمارية لا تتوقف ، على سيادة الأمم والشعوب وكرامتها الوطنية ومقدساتها الدينية .
وحين نواجه هذا العدوان والعنصرية بالرفض والغضب ، يشنون علينا حملات تشويه باننا لسنا متحضرين واننا متطرفين ومتشددين . فرغم اننا و كافة التيارات السياسية بكل رموزها رفضت وادانت ، فى الازمة الاخيرة ، وعن حق وبصدق ، كل مظاهر العنف والقتل والايذاء والحرق التى تخللت المظاهرات السلمية الى خد قتل السفير الأمريكي الذي ظهرت له صورة الى جاني جثة القذافي عندما قتل من جراء الغارات الأمريكية على ليبيا اذ لم ينسى المواطن العربي مظاهر الشماتة في تلك الصورة ، الا اننا فوجئنا ان المنابر الاعلامية الامريكية والغربية بل وكثير من العربية المحسوبة على الجانب الغربي ، غيرت اهدافها و بوصلتها من التركيز على ادانة الفعل المسىء والجارح لكبريائنا الوطنى والدينى الى التركيز على ادانة ردود الفعل الغاضبة . فتركوا الفعل الاصلى وركزوا على رد الفعل ، على غرار ما كان يحدث معنا على الدوام ، مع كل احتلال او عدوان جديد فى مصر او فلسطين او لبنان او العراق او غيرها ، لنصبح نحن فى النهاية المعتدون المتخلفون الارهابيون …الخ .
بحيث نصل في النهاية الى قناعة تامة برفضنا لكل الردود المتشنجة وادانتنا لها ورفضنا للعنف مهما كان مبرره وذلك ان الاسلام دين السلام والسماحة والعفو عند المقدرة وليس من شانه التقتيل والتنكيل وهذا معلوم بالضرورة في ثقافتنا ومن يحاول تصوير غير ذلك فانه مجانب لحقيقة في مستواها النظري عبر نصوص القرآن او من خلال الممارسة العملية لمن يمثل هذا الدين أصدق تمثيل .
ولكن لا ننسى الفعل الأصلي الذي أدى لكل هذا الاحتقان والتشنج فلنعش في عالم يسوده الاحترام المتبادل بين الشعوب دون اعتداء اخدها على الآخر سواء في معيشته كخيرات بلاده أو مقدساته بشكل متساو ووقتها وليس قبلها سينتهي ما يسمى بالارهاب وتنصرف الشعوب الى الانتاج والعمل بديلا عن الصراع الدموي الذي يسببه الجشع الغربي الراسمالي بكل تداعياته .
–
الناصر خشيني نابل تونس
بقلم الناصر خشيني
هذا المقال كتبته بناء على طلب من الموقع الامريكي مغاربية وطلب مني تعديله فرفضت لذلك امتنعوا عن نشره لمهاجمته الشديدة للسياسة الامريكية ورابط الموقع هو
http://www.magharebia.com/cocoon/awi/xhtml1/ar/homepage/
هل تعكس الهجمات التي تعرضت لها القنصليات الامريكية في البلدان العربية تزايد المشاعر المناهضة للسياسة الامريكية تجاه العالم الاسلامي ام انها فقط ردة فعل عفوية تجاه الفيلم المسيء للرسول؟
أبدا لم تكن الهجمات التي تعرضت لها المواقع الديبلوماسية الأمريكية في البلدان العربية وحتى خارج نطاق الوطن العربي والعالم الاسلامي مجرد ردة فعل عفوية تجاه الفيلم المسيئ للرسول اذ هذا الفيلم او اللقطات ذات الثلاثة عشر دقيقة والتي أتيخ لنا مشاهدتها من خلال اليوتوب هابط جدا فنيا وموضوعا ويؤكد مدى الحقد الصهيو صليبي للمجتمعات الغربية ضد كل رموز ومقدسات العالم الاسلامي والعرب والمسلمين .
ثم ان الجماهير التي خرجت واحتجت ووصل بها الأمر الى حد قتل السفير الأمريكي في ليبيا وسحله بطريقة فظيعة فان كل ذلك كان نتيجة لتراكمات في العقل الجمعي العربي من جراء الجرائم الأمريكية المرتكبة في خق الانسان العربي والمسلم انطلاقا من مساعدة الكيان الصهيوني على مواصلة احتلال فلسطين واجزاء من سوريا ولبنان ودعم الكيان الصهيوني سياسيا واعلاميا واقتصاديا وعسكريا مما جعل كيان الصهاينة له التفوق العسكري على كل البلدان العربية الى حد فرض معاهدات استسلام حقيقة للوجود الصهيوني على الأرض العربية .
اضافة الى ذلك اختزن هذا الوعي الجماهيري كل المآسي والدمار الشامل الذي سببته الولايات المتخدة الأمريكية بقوتها العسكرية الطاغية في العراق وافغانستان وليبيا والآن الدور على سوريا وقبلها في اليمن والتآمر على تقسيم السودان بحيث أدى كل ذلك الى جرائم يندى لها جبين البشرية في هذين البلدين اضافة الى ما شهدته سجون أبو غريب وباغرام وغوانتانامو من صنوف الاهانة والاذلال المتناهي في اللاانسانية
وبناء عليه فان الجماهير العربية والمسلمة عندما تنتفض فانها تعبر عن حال من الغضب تجاه السياسة الأمريكية التي تريد اضافة الى ما سبق ذكره التفرد بحكم العالم وفرض الهيمنة على العالم وامتصاص خيرات الشعوب من نفط وغاز اضافة الى استخواذ على عائدات النفط من دول الخليج بطريقة أو بأخرى فلماذا لا تشجع الولايات المتخدة التخركات الشعبية في هذه البلدان وهي في أمس الحاجة الى تغيير جذري عميق وذلك أن خكام هذه الدول يضمنون المصالخ الأمريكية بامتياز.
ونتساءل هل يمكن ان تؤثر في مستقبل العلاقات بين الولايات المتحدة والعالم الاسلامي؟
نقول ان العلاقات متوترة أصلا ونتذكر قولة بوش بكونها حربا صليبة بعد احداث 11 سبتمبر المشكوك فيها أصلا نسبتها الى تنظيم القاعدة حيث سمعت وقتها أسامة بن لادن يقسم أن لا دخل له فيها ثم يختفي ذلك التصريح نهائيا ويرتب العالم على أساس الخرب على الارهاب وهي في الحقيقة حرب على الاسلام ويساهم فيها للأسف كثير من الأطراف العربية التي تدعي الدفاع عن الاسلام حيث هناك مئات القنوات العربية التي تقدم ثقافة الميوعة والانحلال وهي معروفة بالاسم والمضمون وهناك قنوات أخرى تقدم مضمونا رديئا عن الاسلام بخيث يسطح الاسلام في فتاوى التداوي ببول البعير والنصف السفل والطاعة المطلقة لأولي الأمر الذي من شأنه تغليب الثقافة الغربية وتداعياتها في مواجهة فكر اسلامي عقلاني ومستنير .
ولذا فان الجماهير العربية المنتفضة ليس لها من قوة سوى صدورها العارية وحناجرها في التعبير عن هذا الغضب من السياسة الأمريكية التي كان بالامكان أن لا تورط نفسها في خروب مع العالم الاسلامي خسرتها كلها في العراق وافغانستان بخيث لم تعرف هذه المناطق سوى الدمار فاذا كانت هذه الديمقراطية فاننا لا نحتاجها من أمريكا وبلادنا العربية شهدت عبر تاريخها وعلى ضفاف دجلة والفرات والنيل أعرق الخضارات التي علمت البشرية الكتابة والقوانين والمدنية وفي بلداننا ظهرت رسالات السماء بتعاليمها السمحة وبتخريرها للانسان من كل العبوديات لما سوى الله سبحانه وتعالى .
ان فظاعة جريمة الفيلم الاخيرة ليست سوى تواصل لثقافة عنصرية حكمت علاقة الغرب الاستعمارى بباقى العالم على امتداد قرون طويلة ولنتذكر الفظائع التي خصلت في الأندلس فالعرب عندما فتحوا الاندلس عمروها وجعلوا منها اول قبلة سياحية في العالم في حين ان الغرب لما فتح دمر وقتل وخرب بشكل منهجي مبيت فانظروا الى العراق او ليبيا كيف كانتا قبل التدخل الغربي وكيف اصبحت الان انها فعلا سياسة كنا نتصور انها انقرضت وزالت مع انتشار افكار المساواة وحقوق الانسان التى يملأون بها العالم ضجيجا في اعلامهم المرئي والمسموع والمكتوب كل يوم .وهى ليست مجرد ثقافة وافكار ، بل هى مصحوبة باعتداءات عسكرية استعمارية لا تتوقف ، على سيادة الأمم والشعوب وكرامتها الوطنية ومقدساتها الدينية .
وحين نواجه هذا العدوان والعنصرية بالرفض والغضب ، يشنون علينا حملات تشويه باننا لسنا متحضرين واننا متطرفين ومتشددين . فرغم اننا و كافة التيارات السياسية بكل رموزها رفضت وادانت ، فى الازمة الاخيرة ، وعن حق وبصدق ، كل مظاهر العنف والقتل والايذاء والحرق التى تخللت المظاهرات السلمية الى خد قتل السفير الأمريكي الذي ظهرت له صورة الى جاني جثة القذافي عندما قتل من جراء الغارات الأمريكية على ليبيا اذ لم ينسى المواطن العربي مظاهر الشماتة في تلك الصورة ، الا اننا فوجئنا ان المنابر الاعلامية الامريكية والغربية بل وكثير من العربية المحسوبة على الجانب الغربي ، غيرت اهدافها و بوصلتها من التركيز على ادانة الفعل المسىء والجارح لكبريائنا الوطنى والدينى الى التركيز على ادانة ردود الفعل الغاضبة . فتركوا الفعل الاصلى وركزوا على رد الفعل ، على غرار ما كان يحدث معنا على الدوام ، مع كل احتلال او عدوان جديد فى مصر او فلسطين او لبنان او العراق او غيرها ، لنصبح نحن فى النهاية المعتدون المتخلفون الارهابيون …الخ .
بحيث نصل في النهاية الى قناعة تامة برفضنا لكل الردود المتشنجة وادانتنا لها ورفضنا للعنف مهما كان مبرره وذلك ان الاسلام دين السلام والسماحة والعفو عند المقدرة وليس من شانه التقتيل والتنكيل وهذا معلوم بالضرورة في ثقافتنا ومن يحاول تصوير غير ذلك فانه مجانب لحقيقة في مستواها النظري عبر نصوص القرآن او من خلال الممارسة العملية لمن يمثل هذا الدين أصدق تمثيل .
ولكن لا ننسى الفعل الأصلي الذي أدى لكل هذا الاحتقان والتشنج فلنعش في عالم يسوده الاحترام المتبادل بين الشعوب دون اعتداء اخدها على الآخر سواء في معيشته كخيرات بلاده أو مقدساته بشكل متساو ووقتها وليس قبلها سينتهي ما يسمى بالارهاب وتنصرف الشعوب الى الانتاج والعمل بديلا عن الصراع الدموي الذي يسببه الجشع الغربي الراسمالي بكل تداعياته .
–
الناصر خشيني نابل تونس