الحاكم بأمره عبّاس الخنّاس
د. إبراهيم حمّامي
30/03/2013
(1)
لم يفعلها أعتى الطغاة ولا أكثرهم إجراما…
عبّاس يسجن كل من يقترب من "المقامات العليا" و"القامات الرفيعة"…
سمعنا عن الذات الأميرية والذات الملكية، لكنها أول مرة تكون الذات العبّاسية!
للتذكير فإن تسعيرة السجن في عهد عبّاس الخنّاس وبحسب بورصة رام الله للإجرام كالتالي:
· 6 اشهر سجن على "اللايك" أي الاعجاب – كانت من نصيب المواطن انس اسماعيل من مدينة سلفيت على خلفية اعجابه بصفحة طالبت بإقالة وزير الإتصالات السابق مشهور أبو دقة.
· سنة سجن على "التاغ" – كانت من نصيب عدنان حمامرة
· وسنة وربما أكثر لنشر صورة – كانت من نصيب أنس عوّاد
عذراً لكني لا أرى إلا قمامات لا مقامات…
لا أرى إلا نفوس وضيعة لا رفيعة…
ولا أرى إلا مستويات في مستوى النعالِِِ لا العالي…
(2)
حتى شركاء عبّاس لم يسلموا منه
دحلان يندب حظه هذه الأيام...
فبعد أن شرده عبّاس وطرده شر طردة من حركة فتح...
وبعد أن رفع الحصانة البرلمانية عنه العام الماضي بدون أن يكون له صلاحية بذلك..
حاول اللجوء "للقانون" والمحكمة الدستورية العليا...
لا أدري كيف ذهبت الظنون بدحلان ووسوست له نفسه أن هناك قضاء عادل ونزيه في دولة عبّاس المخصية؟
ألم يكن هو جزءً لا يتجزأ من منظومة الأمن في السلطة الموقرة ولسنوات...
المهم يبدو أن "فرعنة" عبّاس وصلت ذروتها مع دحلان، فردت المحكمة طلبه وثبتت رفع الحصانة عنه، وفتحت الباب لمقاضاته على أي تهمة أو جريمة...
عبّاس هو الحاكم الأوحد بأمره ... ضد الفلسطينيين طبعاً أمام عند أسياده فهو تحت بساطيرهم كما صرّح بالصوت والصورة...
بقي أن نقول أن خلاف عبّاس مع دحلان لا يأتي من دافع وطني أو غيرة أو حمية على مصالح الشعب...
بل خلافاً شخصياً محضاً فصّل في أسبابه دحلان وأسهب...
وإذا خاصم الحاكم الأوحد فجر!
(3)
صحيفة الشرق الأوسط تقول وجمال محيسن عضو اللجنة المركزية لحركة "فتح" يؤكد لـ"قدس برس": ، محمود عباس يرفض حضور قمة عربية في القاهرة يحضرها رؤساء عرب بوجود ممثلين عن حركة "حماس"
وحماس ما زالت تحلم بالمصالحة...
رغم "الخوازيق" المتتالية والمتتابعة من قبل محمود عبّاس في كل مرة تنقذه حماس من ورطته ليدير لها الظهر من جديد بعد أن يحصل على مراده، وتنهال الأموال...
ورغم الاتهامات والشتائم والتشويه المتعمد ليل نهار من قبل ابواق سلطة العار وحركة "فضح"...
ورغم الفشل المتكرر لعملية أسموها المصالحة وباتت تثير الغثيان عند سماع أن هناك جولة جديدة منها...
إلا أن حماس تصر على "تجريب المجرب" كل مرة، وتصر على أن تلدغ من ذات الجحر مرات ومرات...
ومع ذلك تحملت حماس مسؤولية الفشل في كل مرة من خلال آلة إعلامية جهنمية تعمل دون كلل لقلب الحقائق...
آخر مظاهر التعالي للحاكم بأمره المجرم محمود عبّاس كانت رفضه للجلوس في أي قمة مصغرة أو مكبرة مع حماس...
على أساس أن ذلك يمس بوحدانية التمثيل الفلسطيني...
عبّاس يريد أن يجلس مع الزعماء العرب ويتفق، وبعدها يرسل مندوبيه لمجالسة حماس من باب تحصيل الحاصل...
بالعربي: هو لا يرى خالد مشعل نداً له ليجلس معه...
وقد سبق وأن عبر عن ذلك أكثر من مرة...
ألم تفهم حماس بعد نوعية ونفسية من تتعامل معه؟
ألم تستوعب أنه لا يتحدث عن المصالحة إلا وهو يجهز "خازوقاً" جديداً؟
ألم يحن الوقت لتتوقف مهزلة منح عبّاس الشرعية والغطاء لممارسة خيانته وجرائمه؟
ألم تدرك حماس أنها باتت في وضع شبيه بمن يشارك في الجريمة؟
(4)
جميعنا دون استثناء نستحق ذلك من المجرم الخائن عبّاس...
إنه اليوم الحاكم بأمره عبّاس الخنّاس...
الخنّاس لأن إبليس الوسواس الخنّاس ربما يتوارى خجلاً أمام أفعال عبّاس وجرائمه...
يساعده في ذلك ميليشيات من المرتزقة، وهيئات من المحاكم الفاسدة، وجيش من المطبلين ، يتعاملون بسياسات هز الكتف بحنية...
الحنية طبعاً للمحتل ومن يضل طريقه منهم...
أما على أبناء الشعب الفلسطيني يظنون أنهم أسود وليوث...
لكن ما تلبث أن تظهر حقيقتهم بأنهم جرذان تفر عند رؤية أول مجندة للاحتلال عند مدخل المدينة أو البلدة أو القرية...
حقيقة أنهم جبناء أمام قطعان الهمج من المستوطنين الذين يعيثون فساداً أمام أعينهم، فينظر الجبناء للجهة الأخرى وكأنهم لا يرون...
على رأي المثل: يا فرعون مين فرعنك!
نستحق وأكثر طالما صمت المثقفون والصحفيون على مهزلة الفيس بوك وحبس البشر من أجل "لايك" و"تاغ"...
نستاهل أكثر طالما بقيت حماس تغطي على جرائم عبّاس...
ونستحق طالما قبل الشعب أن يمثله مثل هذا المخلوق ويتحدث باسمه...
ونستاهل لأن المعركة الحقيقية هي معركة تمثيل الشعب الفلسطيني لا المحاصصة على منظمة باتت منظمة تخريب وتمرير...
ولا تستغربوا إن شعرتم بالعار، فاليوم يمثل أصاغر هذا الشعب الشعب، ويتصدر المشهد أشباه الرجال...
ويقرر العملاء والخونة مصير القضية...
ومع ذلك يجالسونهم ويحاورونهم ويتصالحون معهم، ليزيدوا في غيّهم وإجرمهم وعمالتهم وخيانتهم...
من يقبل بذلك فهنيئاً له فرداً كان أو فصيلا...
أما أنا فأكرر وأقول وأردد، أن الشعار الذي يجب أن نرفعه جميعاً:
لا مصالحة ولا لقاء مع الخونة والعملاء
ترى كم من أبناء الشعب الفلسطيني يقبل أن يمثله أصاغر البشر؟
وترى كم من أبناء الشعب الفلسطيني يوافق على هذا الشعار؟
لا نامت أعين الجبناء!