ولكن لا بد من توضيح بعض الأمور:
١-لا يوجد في العراق دولة اسلامية لها كيان وسلطان, هذا الأسم ليس إلا تعبيرا عن تنظيم عسكري.
٢-الاعلان الأخير المشار إليه يعني أن جبهة النصرة هي إمتداد لهذا التنظيم الموجود في العراق ولا توجد إشكالية في أن تكون التنظيمات الاسلامية عابرة للحدود والوطنيات الاستعمارية, بل هذا هو الأصل والواجب شرعا.
٣-لا يتوهم البعض أن هناك دولة إسلامية قائمة في العراق وأصبح لها إمتداد في المناطق المحررة في الشام, بل هو مجرد تنظيم وليس سلطة ولا إمارة عامة, بل هو يمثل إطار وهيكلية تنظيمية لمجموعة معينة والامارة فيها خاصة وليست عامة وهي ليست ملزمة لمن لم يكن جزءا منها شرعا.
٤-الأفضل أن يختار الأخوة في هذا التنظيم إسما أوضح فلا يوجد عند الناس إلتباس في المعنى ولا خلط بين مفهوم الدولة ومفهوم التنظيم والجماعة.
٥- الصراع مازال محتدم في الشام ولم نصل الى مرحلة الحسم بعد ولا بد من تركيز الجهود على ناحيتين في إطار العمل لإقامة الخلافة الاسلامية وهما: أولاً العمل الفكري الذي يجمع الناس على المشروع الاسلامي وتركيزه وبلورته وجعله مطلبا ورأيا عاما جارفا يستند الى فهم ووعي عام. وثانيا العمل على توحيد الجهود العسكرية في إطار إستراتيجية عسكرية واحدة تحقق النصر على العدو بعد التوكل على الله.
لا بد لكل الجماعات الاسلامية التي تعمل في سوريا أن تتعاون مع بعضها وتكثف التنسيق في عملها الفكري والعسكري خدمة للمشروع الاسلامي وتحقيقا للنصر على النظام المجرم وعلى المشروع العلماني الذي ترعاه أميركا عبر إئتلاف العمالة وغيره, ولا يجوز لأي جهة إسلامية أن تمارس الاقصاء ولا أن تتعامل بمنطق الغلبة ولا يجوز أن تظن أنها قادرة لوحدها دون مشاركة الآخرين والتنسيق معهم على حسم الأمور...أي منطق إقصائي هو منطق إنعزالي ويؤدي الى الانكشاف وهو إنتحار سياسي لا يجوز أن يتكرر في سوريا بعد أن ثبت فشله في أكثر من بلد.
لا يجوز أن نقزم المشروع الاسلامي المتمثل بقيام خلافة راشدة على أرض الشام المباركة تكون دولة لكل المسلمين الى إقامة إمارة لا تحمل أي مقومة من مقومات الدولة ما يُمَكن العدو من القضاء على المشروع قبل أن تكتمل عناصر نجاحه وقيامه. من طلب شيء قبل أوانه عوقب بحرمانه والمؤمن لا يكرر نفس الأخطاء.
إن الخطر على المشروع الاسلامي في الشام لا يكمن فقط بآلة الدمار التي يملكها النظام, ولا بمشروع الغرب العلماني عبر الإئتلاف, ولكن يمكن أن يكون الخطر في تعجل البعض من أبناء المشروع الاسلامي وحساباتهم الخاطئة أو في منطق الاقصاء أو نظرة التعالي الى إخوانهم, أو في عدم مبدأية بعضهم كما هو الحال في مصر وتونس والتوائهم وأنتهازيتهم وضعف دينهم.
(وتعاونوا على البر والتقوى ولا تعاونوا على الاثم والعدوان)
منذر عبدالله