كتب/عابد النور سلمان
30 /8 /2014م
يجد الواعي المتتبع للوقائع والاحداث والتصريحات السياسية على الصعيد الدولي والاقليمي، وسلوك تنظيم "داعش" تجاه المسلمين غير الوهابيين والأقليات من غير المسلمين ، أنه صناعة أمريكية بامتياز . وأن ما يجري من صراع القوى الاستعمارية الكبرى بقيادة امريكا مع هذا التنظيم _الذي يظم ألآفاً من جنسيات اوروبية وامريكية وغيرها_ عبارة عن سيناريو ومناورة هدفها تحضير سيناريوهات وخطط أمريكية مسبقة لكيفية مواجهة الخلافة الاسلامية حال نجاح الواعين المخلصين العاملين لنهضة الامة في اقامتها فعلا . كما من الملاحظ أن هناك عدة اهداف يراد تحقيقها حاليا خلال سيناريو الصراع المعلن مع "داعش البغدادي". ومن هذه الاهداف:
أولا: تشويه الاسلام وفكرة الحكم الاسلامي(الخلافة)، وبصويرها فكرة فارغة وليس فيها قابلية النجاح ، وكذا تشويه فكرة الجهاد ، لانتزاع هذه الافكار من اذهان المسلمين ، ودفعهم لعدم التجاوب مع الواعين المخلصين العاملين لاستئناف لنهضة الامة ووحدتها باقامة خلافة راشدة على منهاج النبوة .
ثانيا: استغلال تصريحات واعمال البغدادي وتنظيمه _وما شاكله من التنظيمات المسلحة_ في صناعة رأي عام في الامة ، يمكن الانظمة والحكام العملاء من تغيير عقلية وثقافة ومهمة جيوش المسلمين وزجها في حروب بالوكالة عن امريكا الكافرة المستعمرة ضد العاملين للاسلام ونهضة الامة وتحريرها من ربقة الكافر المستعمر وقيادته الفكرية والسياسة العلمانية .
ثالثا: استغلال ممارسات هذا التنظيم _كما استغلت القاعدة من قبل_ ضد الاقليات من غير المسلمين ، لتخويف غير المسلمين في العالم من الاسلام والخلافة ولبناء رأي عام عالمي وتحالف دولي بقيادة أمريكا لشن حرب عالمية ضد الامة ، حال قيام الخلافة فعلا ، وتجنيد كل الشعوب غير الاسلامية في هذه احرب العالمية .
رابعا: استخدام هذا التنظيم ودولته(المصنعة إعلاميا)في تقسيم العراق وسوريا على اسس طائفية مذهبية ، واتخاذه ذريعة لتبرير التدخل العسكري في المنطقة عموما ، ومنها سوريا للسيطرة الفعلية عليها ، وبناء القواعد العسكرية فيها ، وبالاخص في مرتفاعات الجولان .
هذه هي الاهداف التي يلاحظ سعي أمريكا لتحقيقها من وراء استخدم الجماعات الطائفية المذهبية المسلحة ، سواء منها التابع والممول خليجيا او التابعة والممولة ايرانيا) .
فمتى يعي المسلمون حقيقة ما يكاد للاسلام والامة ، ويدركوا الطريق الشرعي لتغيير واقعهم المنحط ، فيلتفوا حول اسلامهم وخوانهم الواعين المخلصين العاملين لاستئناف نهضة الامة ووحدتها واستعادة مجدها ، فينالوا العز والكرامة وسعادة الدنيا والاخرة .؟؟
قال تعالىإن الذين كفروا ينفقون اموالهم ليصدوا عن سبيل الله ، فسينفقونها ثم تكون عليهم حسرة ثم يغلبون....) صدق الله العظيم