العلمانيون ووهم الحرية؟؟! كتب/ عابد النور سلمان
______________
الحُرُّ ، في لغة العرب : غيرُ العبد(الرقيق) . واما الحرية _كمصطلح علماني_ فمعناها الانفلات من القيد . فاذا وضع للإنسان ولو قيداً واحد أكان قيداً مادياً أومعنوي ، فانه يكون عبداً مسلوب الإرادة و لا يكون حراً . لأن الحرية في واقعها ومفهومها العلماني "انفلات من القيود" . و وجود الحكم والقانون أمرٌ مُنافٍ للحرية ، لانهما يسلبان الانسان ارادته و اختياره، فهما _أي السلطة والقانون_ قيود على حُرية الانسان . فوجود الحرية يحتم انعدام السلطة والقانون ، و وجود السلطة والقانون يلغي الحرية و ينفيها تماماً . فهما نقيضان لايجتمعان معاً، ويستحيل وجود انسانٍ حر مع وجود سلطة وقانون لانهما قيود على إرادة الانسان واختياراته وسلوكه . و لما كان تركُ الانسانِ حراً يقتضي عدم وجود سلطة وقانون وذلك يجعل الحياة فوضى. قام مفكروا الغرب العلمانيون بالالتفاف على فكرة الحرية بالإبقاء على المصطلح (الحرية) شكلاً وإفراغه من مضمونه _من اجل إقامة سلطة وقانون يضبط علاقات المجتمع_ باختراع فكرة "العقد الاجتماعي" التي بنيت على اساس تنازل مجموع الأفراد عن حرياتهم طوعاً لصالح قيام سلطة تمنحهم ما تراه من الحرية ، وبهذا انتفى وجود الحرية وجوهرها تماماً ولم يبق الا اللفظ فارغٌ من المضمون . ومع ذلك ، فقد ظل الغرب يمارس اساليب الخداع وسحر الاعلام وتضليله لايهام الجمهور الساذج المستعبد بأنهم احرار فيبيعهم لفظة"الحرية"ومشتقاتها ليعيشوا وَهْمَ الحريةِ وليسوا أحراراً حقيقة . لأن الحرَ هو وحده من يقرر لنفسه ما يجب وما لايجب ولا يقرر له ذلك غيره . والواقع ان الحكام ومشرعوا القانون في النظم الوضعية(العلمانية)هم من يفرضون على الإنسان (الفرد/المجموع)ما يجب وما لايجب ، والمسموح والممنوع من الافكار والأقوال والسلوك والمواقف ولا قيمة لرأيه وقناعته . وهذا وحده دليل قاطع على انتفاء وجود الحرية والتحرر في المجتمعات العلمانية . ايضا ، يصنف علمانيوا الغرب ومنظروه الحرية الى اربع حريات أساسية ، هي: حرية الرأي ، وحرية الفكر والمعتقد ، وحرية الاقتصاد ، والحريّة الشخصية . وقطعاً ليس لهذه الحريات وجود في الواقع المادي . فالغرب مثلاً ، ينادي بحق الانسان في حرية الفكر والمعتقد ، ولكن ، هل يقبل في مجتمعه انساناً يعلن كفره بعقيدة العلمانية ونظامها الديمقراطي الرأسمالي ؟؟! الجواب قطعا لا ، بل يُصنف مباشرة متطرفٌ ارهابي ، وخطرٌ على الأمن القومي !!! وهكذا يعطى الأفراد حرية اعتناق العلمانية والكفر بما يناقضها من العقائد ، لكنه يُجرَّمُ إن كفرَ بالعلمانية ونظمها ، وبهذا تصبح حرية الفكر والمعتقد مجرد لفظ وشعار فارغ من المضمون . ينادي الغرب العلماني كذلك بحق الانسان في القول وابداء رأيه بارادته وقناعته . ولكن هل يقبل ابداء الانسان رأيه وتوجيهه النقد للفكر العلماني نفسه وتعرية فساد نظمه ، وسعيه لاقناع المجتمع بفساد هذه الفكرة ونظمها الديمقراطية الرأسمالية ، ودعوة الناس لتطبيق نظام أخر كنظام الاسلام مثلاً اوحتى النظام الاشتراكي الماركسي ؟؟؟! والجواب قطعا بالنفي، بل ويعد السجون والمعتقلات واقبية المخابرات لصاحب الرأي ، بتهمة التطرّف والارهاب ، وتهديد الأمن القومي!!! وهكذا فإن حرية الرأي عند العلمانيين هي ان يقولوا رأيهم ، ولك حرية ان تقول رأيهم فقط لا رأيك وقناعتك . يعطي الغرب العلماني لرجال المال والنفوذ وشركاتهم حرية السيطرة على الثروة العامة في البلاد ، و نصب اموال الجمهور باساليب الربا والغش والاحتيال وووو ، لكن هل يقبل أن يعطي للفقراء الذين لايجدون قوت يومهم ولا ما يؤويهم حرية التكتل واستخدام ما يناسبهم من أساليب لاسترداد ما سرقه النصابون بالقانون من الثروات العامة والخاصة ، او العمل لاعادة بناء السلطة وتطبيق نظام يحقق التوزيع العادل للثروة ؟؟؟!،والجواب قطعا لا ، بل مصير هؤلاء السحل في الشوارع والمعتقلات . وهكذا فحرية الاقتصاد حق الاقوياء من رجال المال والنفوذ فقط ، اما البسطاء فهم احرار في ان يعملوا سخرة بالفتات لدى قوى المال والنفوذ لا مشاركتهم الغنى . هذه هي حقيقة الحريات العلمانية ، فجميعها مجرد الفاظ سحرية وشعارات براقة فارغة المضمون يخدع بها الجهلة والسذج ، باستثناء الحرية الشخصية أي حق الانسان(المرأة/الرجل)في التصرف بجسمه . مع ملاحظة ان المسلم(رجل/مرأة)يحرم في كثير من دول الغرب العلمانية من بعض بنود الحرية الشخصية ومنها اللباس . ايها العقلاء ، الحرية معانٍ لا مجرد الفاظٍ فارغة من مضمونها .
______________
الحُرُّ ، في لغة العرب : غيرُ العبد(الرقيق) . واما الحرية _كمصطلح علماني_ فمعناها الانفلات من القيد . فاذا وضع للإنسان ولو قيداً واحد أكان قيداً مادياً أومعنوي ، فانه يكون عبداً مسلوب الإرادة و لا يكون حراً . لأن الحرية في واقعها ومفهومها العلماني "انفلات من القيود" . و وجود الحكم والقانون أمرٌ مُنافٍ للحرية ، لانهما يسلبان الانسان ارادته و اختياره، فهما _أي السلطة والقانون_ قيود على حُرية الانسان . فوجود الحرية يحتم انعدام السلطة والقانون ، و وجود السلطة والقانون يلغي الحرية و ينفيها تماماً . فهما نقيضان لايجتمعان معاً، ويستحيل وجود انسانٍ حر مع وجود سلطة وقانون لانهما قيود على إرادة الانسان واختياراته وسلوكه . و لما كان تركُ الانسانِ حراً يقتضي عدم وجود سلطة وقانون وذلك يجعل الحياة فوضى. قام مفكروا الغرب العلمانيون بالالتفاف على فكرة الحرية بالإبقاء على المصطلح (الحرية) شكلاً وإفراغه من مضمونه _من اجل إقامة سلطة وقانون يضبط علاقات المجتمع_ باختراع فكرة "العقد الاجتماعي" التي بنيت على اساس تنازل مجموع الأفراد عن حرياتهم طوعاً لصالح قيام سلطة تمنحهم ما تراه من الحرية ، وبهذا انتفى وجود الحرية وجوهرها تماماً ولم يبق الا اللفظ فارغٌ من المضمون . ومع ذلك ، فقد ظل الغرب يمارس اساليب الخداع وسحر الاعلام وتضليله لايهام الجمهور الساذج المستعبد بأنهم احرار فيبيعهم لفظة"الحرية"ومشتقاتها ليعيشوا وَهْمَ الحريةِ وليسوا أحراراً حقيقة . لأن الحرَ هو وحده من يقرر لنفسه ما يجب وما لايجب ولا يقرر له ذلك غيره . والواقع ان الحكام ومشرعوا القانون في النظم الوضعية(العلمانية)هم من يفرضون على الإنسان (الفرد/المجموع)ما يجب وما لايجب ، والمسموح والممنوع من الافكار والأقوال والسلوك والمواقف ولا قيمة لرأيه وقناعته . وهذا وحده دليل قاطع على انتفاء وجود الحرية والتحرر في المجتمعات العلمانية . ايضا ، يصنف علمانيوا الغرب ومنظروه الحرية الى اربع حريات أساسية ، هي: حرية الرأي ، وحرية الفكر والمعتقد ، وحرية الاقتصاد ، والحريّة الشخصية . وقطعاً ليس لهذه الحريات وجود في الواقع المادي . فالغرب مثلاً ، ينادي بحق الانسان في حرية الفكر والمعتقد ، ولكن ، هل يقبل في مجتمعه انساناً يعلن كفره بعقيدة العلمانية ونظامها الديمقراطي الرأسمالي ؟؟! الجواب قطعا لا ، بل يُصنف مباشرة متطرفٌ ارهابي ، وخطرٌ على الأمن القومي !!! وهكذا يعطى الأفراد حرية اعتناق العلمانية والكفر بما يناقضها من العقائد ، لكنه يُجرَّمُ إن كفرَ بالعلمانية ونظمها ، وبهذا تصبح حرية الفكر والمعتقد مجرد لفظ وشعار فارغ من المضمون . ينادي الغرب العلماني كذلك بحق الانسان في القول وابداء رأيه بارادته وقناعته . ولكن هل يقبل ابداء الانسان رأيه وتوجيهه النقد للفكر العلماني نفسه وتعرية فساد نظمه ، وسعيه لاقناع المجتمع بفساد هذه الفكرة ونظمها الديمقراطية الرأسمالية ، ودعوة الناس لتطبيق نظام أخر كنظام الاسلام مثلاً اوحتى النظام الاشتراكي الماركسي ؟؟؟! والجواب قطعا بالنفي، بل ويعد السجون والمعتقلات واقبية المخابرات لصاحب الرأي ، بتهمة التطرّف والارهاب ، وتهديد الأمن القومي!!! وهكذا فإن حرية الرأي عند العلمانيين هي ان يقولوا رأيهم ، ولك حرية ان تقول رأيهم فقط لا رأيك وقناعتك . يعطي الغرب العلماني لرجال المال والنفوذ وشركاتهم حرية السيطرة على الثروة العامة في البلاد ، و نصب اموال الجمهور باساليب الربا والغش والاحتيال وووو ، لكن هل يقبل أن يعطي للفقراء الذين لايجدون قوت يومهم ولا ما يؤويهم حرية التكتل واستخدام ما يناسبهم من أساليب لاسترداد ما سرقه النصابون بالقانون من الثروات العامة والخاصة ، او العمل لاعادة بناء السلطة وتطبيق نظام يحقق التوزيع العادل للثروة ؟؟؟!،والجواب قطعا لا ، بل مصير هؤلاء السحل في الشوارع والمعتقلات . وهكذا فحرية الاقتصاد حق الاقوياء من رجال المال والنفوذ فقط ، اما البسطاء فهم احرار في ان يعملوا سخرة بالفتات لدى قوى المال والنفوذ لا مشاركتهم الغنى . هذه هي حقيقة الحريات العلمانية ، فجميعها مجرد الفاظ سحرية وشعارات براقة فارغة المضمون يخدع بها الجهلة والسذج ، باستثناء الحرية الشخصية أي حق الانسان(المرأة/الرجل)في التصرف بجسمه . مع ملاحظة ان المسلم(رجل/مرأة)يحرم في كثير من دول الغرب العلمانية من بعض بنود الحرية الشخصية ومنها اللباس . ايها العقلاء ، الحرية معانٍ لا مجرد الفاظٍ فارغة من مضمونها .