كيف طبقت العلمانية في بلاد الاسلام؟!
كتب/عابد النور سلمان
وقعت معظم البلاد الاسلامية _لاسيما العربية_ تحت الاستعمار العسكري؛ بعد هدم دولة الامة (الخلافة)، فأدرك المسلمون حجم الخديعة والهدف الذي لاجله جرى هدم الخلافة ، فهبوا في مختلف الاقطار لجهاد المستعمر وتحرير البلاد منه لاعادة تطبيق الاسلام و وحدة الامة. ورغم ضعف قوى المسلمين المادية امام جيوشه الجرارة وآلته العسكرية الفائقة الدمار ، خرج الكافر المستعمر بقواه العسكرية من الاقطار الاسلامية تجر اذيال الهزيمة والخزي والعار . فاستغل الكافر المستعمر قلة الوعي السياسي لدى شعوب الامة _واحترامها لكل من يعلن العداء لعدوها_ فعمل قبيل انسحاب جيوشه من كل قطر واعلان استقلاله عنه ، على تسخير آلته الاعلامية لتغييب المخلصين عن المشهد السياسي ، وتلميع ادواته وخدمه من اهل البلاد ، بتصويرهم مناضلين شرفاء وابطال تحرير وسياسيين افذاذ ، وزعامات ممثلة للناس والبلاد ، وصنع لهم القصص البطولية ومواقف الشجاعة والعداء له ... ليسوقهم للجماهير ويتفاوض معهم على مستقبل البلاد ويسلمهم الحكم . تماما كما هو اسلوبه المتبع حتى اليوم . وبنجاح خططه ، لتسلم ادواته حكم البلاد حينها ، سار في تسخيرهم لتطبيق نظمه العلمانية للإبقاء على نفوذه وسيطرته على البلاد واهلها وثرواتها . وقد سارت تلك الادوات الرخيصة بداية في تطبيق النظم العلمانية بوجهها وصورتها الإلحادية ، لكنها أخفقت وفشلت في تثبيتها امام مقاومة الامة لهذه النظم الكفرية ، فتراجعوا عن تطبيقها بوجهها الإلحادي السافر ، واكتفوا بفصل الاسلام عن السياسة _أي عن الدولة وعلاقات المجتمع_ وترُك المسلمون يعتنقون عقيدة الاسلام ويدينون باحكامه الروحية (الفردية)، وبهذا الاسلوب المخادع بالاضافة لتشجيع ادواته في الحكم على قمع الشعوب ، وحز الاعناق وقطع أرزاق المعارضين لفرض العلمانية على رقاب المسلمين . ورغم ذلك ظلت شعوب الامة تقاوم هذه الانظمة وما تطبقه ، وتكن لها العداء ، وتقدم التضحيات من اجل التغيير ، متحملة في سبيل اعادة حكم الاسلام الوان القمع والتعذيب والقتل داخل سجون الظالمين وخارجها . فتفتقت عبقرية رأس الكافر أمريكاوادواتها على فكرة شرعنة الافكار والنظم العلمانية، بالباسها ثوب الاسلام نفسه ، بصناعة جماعات وأحزاب ترفع شعارات الاسلام وتدعو لاحكامه الفردية، وتمارس السياسة على اساس الرأسمالية الديمقراطية، والروابط والهويات الوضعية _الاقليمية الوطنية والقومية ، والطائفية والمناطقية_ لتفريق المسلمين وتركيز واقع التجزئة ، زاعمة ان هذه الافكار والنظم والهويات والروابط الجاهلية ، من الاسلام او لا تخالف الاسلام ، بل وتلبسها ثوب الاسلام ، لصناعة اسلام جديد(معتدل) مطابقًا للتصور الذي تريده امريكا ، لاحتواء "الصحوة الاسلامية"التي شكلت مبعث قلق وهاجس يقض مضجعها واذنابها في المنطقة . وأخيراً ، فكر الكافر المستعمر _امريكا_ وقدر فقتل كيف قدر، ثم نظر فقرر استباق وعي جماهير الأمة لمبدئها الاسلامي ، بتنفيذ مخطط(الشرق الاوسط الكبير) فسار في استغلال تلك الأحزاب والجماعات للتضحية بالجهلة السذج في فوضى الربيع خدمة لاجندته الاستعمارية الرامية لتمزيق المنطقة ، واعادة انتاج النظم العلمانية الديمقراطية وتطبيقها ، بعد تصويرها حلاً ومخرجا وحيداً للصراعات والفتن التي اُلبست ثوب الاسلام زورا وبهتانا ، والاسلام منها ومن اَهلها براء . أيها المسلمون: يقول الحق عز وجل ان الذين كفروا ينفقون اموالهم ليصدوا عن سبيل الله ، فسينفقونها ثم تكون عليهم حسرة ثم يغلبون )، فثقوا بربكم وبنصره القريب، ولينصرنَّ الله من ينصره ، والله لا يخلف وعده.
كتب/عابد النور سلمان
وقعت معظم البلاد الاسلامية _لاسيما العربية_ تحت الاستعمار العسكري؛ بعد هدم دولة الامة (الخلافة)، فأدرك المسلمون حجم الخديعة والهدف الذي لاجله جرى هدم الخلافة ، فهبوا في مختلف الاقطار لجهاد المستعمر وتحرير البلاد منه لاعادة تطبيق الاسلام و وحدة الامة. ورغم ضعف قوى المسلمين المادية امام جيوشه الجرارة وآلته العسكرية الفائقة الدمار ، خرج الكافر المستعمر بقواه العسكرية من الاقطار الاسلامية تجر اذيال الهزيمة والخزي والعار . فاستغل الكافر المستعمر قلة الوعي السياسي لدى شعوب الامة _واحترامها لكل من يعلن العداء لعدوها_ فعمل قبيل انسحاب جيوشه من كل قطر واعلان استقلاله عنه ، على تسخير آلته الاعلامية لتغييب المخلصين عن المشهد السياسي ، وتلميع ادواته وخدمه من اهل البلاد ، بتصويرهم مناضلين شرفاء وابطال تحرير وسياسيين افذاذ ، وزعامات ممثلة للناس والبلاد ، وصنع لهم القصص البطولية ومواقف الشجاعة والعداء له ... ليسوقهم للجماهير ويتفاوض معهم على مستقبل البلاد ويسلمهم الحكم . تماما كما هو اسلوبه المتبع حتى اليوم . وبنجاح خططه ، لتسلم ادواته حكم البلاد حينها ، سار في تسخيرهم لتطبيق نظمه العلمانية للإبقاء على نفوذه وسيطرته على البلاد واهلها وثرواتها . وقد سارت تلك الادوات الرخيصة بداية في تطبيق النظم العلمانية بوجهها وصورتها الإلحادية ، لكنها أخفقت وفشلت في تثبيتها امام مقاومة الامة لهذه النظم الكفرية ، فتراجعوا عن تطبيقها بوجهها الإلحادي السافر ، واكتفوا بفصل الاسلام عن السياسة _أي عن الدولة وعلاقات المجتمع_ وترُك المسلمون يعتنقون عقيدة الاسلام ويدينون باحكامه الروحية (الفردية)، وبهذا الاسلوب المخادع بالاضافة لتشجيع ادواته في الحكم على قمع الشعوب ، وحز الاعناق وقطع أرزاق المعارضين لفرض العلمانية على رقاب المسلمين . ورغم ذلك ظلت شعوب الامة تقاوم هذه الانظمة وما تطبقه ، وتكن لها العداء ، وتقدم التضحيات من اجل التغيير ، متحملة في سبيل اعادة حكم الاسلام الوان القمع والتعذيب والقتل داخل سجون الظالمين وخارجها . فتفتقت عبقرية رأس الكافر أمريكاوادواتها على فكرة شرعنة الافكار والنظم العلمانية، بالباسها ثوب الاسلام نفسه ، بصناعة جماعات وأحزاب ترفع شعارات الاسلام وتدعو لاحكامه الفردية، وتمارس السياسة على اساس الرأسمالية الديمقراطية، والروابط والهويات الوضعية _الاقليمية الوطنية والقومية ، والطائفية والمناطقية_ لتفريق المسلمين وتركيز واقع التجزئة ، زاعمة ان هذه الافكار والنظم والهويات والروابط الجاهلية ، من الاسلام او لا تخالف الاسلام ، بل وتلبسها ثوب الاسلام ، لصناعة اسلام جديد(معتدل) مطابقًا للتصور الذي تريده امريكا ، لاحتواء "الصحوة الاسلامية"التي شكلت مبعث قلق وهاجس يقض مضجعها واذنابها في المنطقة . وأخيراً ، فكر الكافر المستعمر _امريكا_ وقدر فقتل كيف قدر، ثم نظر فقرر استباق وعي جماهير الأمة لمبدئها الاسلامي ، بتنفيذ مخطط(الشرق الاوسط الكبير) فسار في استغلال تلك الأحزاب والجماعات للتضحية بالجهلة السذج في فوضى الربيع خدمة لاجندته الاستعمارية الرامية لتمزيق المنطقة ، واعادة انتاج النظم العلمانية الديمقراطية وتطبيقها ، بعد تصويرها حلاً ومخرجا وحيداً للصراعات والفتن التي اُلبست ثوب الاسلام زورا وبهتانا ، والاسلام منها ومن اَهلها براء . أيها المسلمون: يقول الحق عز وجل ان الذين كفروا ينفقون اموالهم ليصدوا عن سبيل الله ، فسينفقونها ثم تكون عليهم حسرة ثم يغلبون )، فثقوا بربكم وبنصره القريب، ولينصرنَّ الله من ينصره ، والله لا يخلف وعده.