ما للديار تســــــــــحّ الدمع يا قـــــمرُ
بين الركام وغــــــــيث البين ينـــــهمرُ
خلفي الرياح على الشطآن ترسمني
أوصـــــــــــاب ناصية بالجـــرح تستترُ
مـــن لوعتي احترقت أنفاسُ راحلتي
والخطــــــو ترسفهُ غصاتُ من عبروا
هذا الـــــربيع ذوتْ أوراقــــــــه وجلا
ما كنــــــــت أحسبه كالحــلم ينتحرُ
عد بي أيا شجني للأمـــس ســنبلةً
حباتــــــها انفلقتْ ما صـــدّها الحجرُ
كالطـــــــود شامخةٌ معراجُ أزمـنةٍ
لا القيظُ أذبلها لا الحزن لا الســهرُ
ما ذنبها اغتربتْ بيــــارتي وجــــــعا
بالليل موغــــلةً مذ خانها البــــشرُ
لا الصبرٌ هـــــدهدها عينا ملوعـةً
والـدمع رقــرقه من وجدها السفرُ
ما إن غفتْ دولا ورداتُــــها احترقتْ
جمرا تؤجــــــجه أصداءُ من طُمروا
من لي بأمـــنية عمريي يوسدُها
والقلب يعــــــــزفها بالنبض يا وترُ
أحياؤنا امــــــــــتلأت أقداح نكبتها
والشمس غربها من حضننا الحذرُ
والصحْبُ كفـنهم قصفٌ يحاصرني
والليل يجلدني والروح تســـــتعرُ
ما ضرّني وجعي إن صحتُ يا وطنا
من ذاك يعـــذرني والقلب منكسرُ
من ذاك ينثـــــرني بالأفْق ساريةً
تروي لظــــى مدنٍ قد دكها القفَرُ
يا عــــــابرا ودمي بالأرض ساقيةٌ
فالعيدُ ودعـــــــنا والطير والشجرُ
خانت هناك على الخلجان أشرعتي
من كان يرســـمنا زيفٌ هي الصورُ
لا الجرحَ يتــــــــــــقنه موالُ أغنية
تلهــــــــو بها عبثا ناياتُ من أُمروا
لا النـــــار تطفـِــئها بالــربع فرقتُنا
لا المــــجد تصنعه الألواحُ والدسرُ
قد جئت يا وطـــــني للباب أطرقه
والرجع يعبث بي أين الصبا النضرُ
أين التي نسجت وجه الربى ألقا
أغفو براحـــــتها قد خانني القدرُ
ردي أيا أمــــــــــلا أهفو لبسمته
أماه إني هـــــــــنا بالنعشِ أنتظرُ
عد بي إلى سفني يا بحر أجمعها
أبني بها وطنا كالمسك ينتـــــشرُ
لاالعصف يكسرني إن عدت مورقةً
للأرض أنتـــــشل أحلام من قُبروا
مضــــي لأنشرها وُرقا محـــــررة
جذلى يوضئها من عهــدها المطرُ
عل الصفاء هنا يصــــــــحو ليجمعنا
يا عرْبُ جار الردى من جمره استعروا