يقول الخبر إن الرئيس الإيراني حسن روحاني، قال في مقابلة مع قناة تلفزيونية أمريكية يوم الأربعاء الماضي ، أن حكومته لن تسعى أبدا إلى امتلاك أسلحة نووية "تحت أية ظروف".
وعلى ضوء ذلك لم تستبعد مصادر أمريكية عقد لقاء بين الرئيسين الأمريكي والإيراني على هامش عمل الجمعية العامة في نيويورك الأسبوع القادم. وإن صدقت النوايا، ويبدو أنها ستصدق، فلن يكون لبلادنا عدو جدي، فماذا سنفعل في سنوات القحط القادمة، خصوصاً وأن أياً من الدول العربية "لم تتأهل"، ولن تتأهل في المستقبل المنظور، لأن تحتل مكانة إيران في العداوة لإسرائيل؟
وأنا أتساءل: من أين جاءنا روحاني هذا؟
لقد نعمت حكومات بلادنا المتعابقة، بزعمائها السياسيين وعسكرييها المتهافتين على السلطة، على مدار سنوات طويلة، بوجود حكام إيرانيين يصرون على "حقهم في امتلاك السلاح النووي"، من خلال الغمز واللمز إلى اعتبار إسرائيل دولة عدوة.. الأمر الذي زود حكومات بلادنا بالأهداف الثلاثة التي يريدونها، وهي (1) وجود عدو دائم تقريباً يتطلب تسليح إسرائيل بدون مقابل، باعتبارها حليفا استراتيجيا للولايات المتحدة. و(2) حافز فعال على تحويل إسرائيل، من بلد يماطل في دخول أي محادثات سلام جدية مع الفلسطينيين، إلى بلد مهدد من قبل إيران. و(3) حافز فعال لجذب المزيد من أموال التبرعات، من كل يهود العالم، لإنقاذها من الخطر الإيراني الداهم..
فمن أين نأتي بـ"عدو" يدر على بلادنا هذا القدر من المصالح، ويحقق الأهداف "الوطنية" من دون عناء؟ هذا أولاً، وثانياً، من أين يعوض حكام بلادنا "سقوط" هذا العدو؟ ومَن هو المرشح القادم ليملأ فراغ العدو الإيراني الذي اعتاد زعماء إسرائيل التلويح به لتبرير ضربات الحكومة الاقتصادية التي تنعكس في تقليص حقوق العاملين وتقليص الضمانات الاجتماعية، وتصعيد فرض الضرائب على المواد الاستهلاكية مثل البنزين والسجلير، من أجل الصرف على الأحزاب الصغيرة وإقناعها بدخول الإتلافات الحكومية؟..