رسالة صريحة .. وواضحة كالشمس الساطعة .. إلى الأقليات في الشام !!!
اعلموا يا هؤلاء !!!
إنكم ترعرعتم .. ونشأتم على أرضنا الطيبة .. الطاهرة !!!
تغذيتم .. وشبعتم من خيرات أرضنا المباركة .. وتفيأتم ظلالها الوافرة !!!
وشربتم من مياهها العذبة .. الصافية !!!
وجمعتم الأموال الطائلة من تجارتها الرابحة !!!
ونهلتم من علوم مدارسها الراقية .. الفاخرة !!!
وعشتم في أمان وسلام في أكنافها الآمنة !!!
وتبوأتم أرقى المناصب العالية .. في دوائرها المفتوحة .. الواسعة !!!
عاملناكم بكل محبة .. ومودة .. وعطف .. وحنان .. وبالعدل .. والمساواة .. والإنصاف مع أنفسنا .. وأهلنا !!!
فتحنا لكم بيوتنا .. وقلوبنا .. وصدورنا لتنهلوا .. وتأخذوا منها ما تشاؤون دون حساب !!!
رحبنا بالمهاجرين منكم .. الهاربين من الإستبداد والطغيان .. وآويناكم في بيوتنا .. وآمناكم في أرضنا .. وأسكناكم في أحضاننا .. ومسحنا دموعكم الحزينة .. بمناديلنا الغالية .. الثمينة .. وجبرنا كسركم !!!
وقلنا لكم :
هذه أرضكم .. اعملوا بها ما تشاؤون .. افلحوها .. ازرعوها .. واحصدوا ثمارها .. ونتاجها لكم !!!
هكذا كنا معكم .. وهكذا سنبقى على العهد .. والوفاء لعقيدتنا .. والإلتزام بمبادئنا .. وأخلاقنا السامية .. الرفيعة !!!
وحينما ثرنا على الظلم .. والطغيان الأسدي الذي أصابنا منه الشرر الكثير !!!
فأحرق بيوتنا .. ولوع أكبادنا .. وفتك برجالنا .. ورمَل نساءنا .. ويتم أطفالنا .. وسرق أموالنا .. ونهب خيراتنا !!!
وكذلك أصابكم .. ما أصابنا .. إذ لم يكن يفرق ذلك الوغد .. اللئيم .. بيننا وبينكم في العذاب .. والإستعباد .. والجبروت .. والطغيان !!!
قلنا لكم :
أنتم من أهلنا .. وأبنائنا .. وإخواننا !!!
أنتم قطعة منا .. عشنا معاً مئات السنين في تآلف .. ووئام .. وفي تناغم .. وانسجام .. وفي تراحم .. وحب .. وعطف .. وحنان !!!
عشنا السنين الخوالي متحابين .. متصافين .. متعاونين .. متكاتفين .. نفطر معاً .. ونتغدى معاً .. وأحياناً كثيرة نتعشى معاً !!!
نتلاقى في الحقل .. والمصنع .. والمدرسة .. والمكتب .. لقاء الأحباب .. والأصدقاء ..والأهل .. والخلان .. والأقرباء .. نتضاحك معاً .. ونشرب الشاي والقهوة معاً على ضفاف العاصي .. وبردى .. والفرات .. ولا يعرف بعضنا بعضناً .. إن كان هذا من الأكثرية .. أو الأقلية !!!
عشنا معاً الأيام الخوالي بحلوها .. ومرها .. متحابين .. متآلفين !!!
وتجرعنا معاً كؤوس العذاب .. والهوان .. والسجون .. والمعتقلات على أيدي جلاوزة مخلوقات بدائية .. همجية .. ذات قلوب قاسية .. وعقول جامدة .. وأفكار متحجرة .. وعواطف ومشاعر ميتة !!!
قلنا لكم :
تعالوا إلينا نتشارك في الثورة معاً .. نتظاهر معاً .. نطالب معاً بحريتنا .. وحقوقنا جميعاً .. ندافع عن بعضنا بعضاً .. نحمل أعباء الثورة على كواهلنا جميعاً .. نضحي بأموالنا .. وأرواحنا جميعاً .. نضع أيدينا مع بعض .. ونقف صفاً واحداً أمام هذا الطاغوت .. المفترس .. المتوحش !!!
وقلنا لكم :
أن مصيرنا واحد .. وهدفنا واحد !!!
ونادينا .. وهتفنا بأعلى أصواتنا :
واحد .. واحد .. الشعب السوري واحد !!!
كنا مخلصين .. صادقين مع أنفسنا ومعكم .. حينما عبرنا أن :
شعبنا كله شعب واحد .. وهمومنا وغاياتنا واحدة .. ولا فرقة .. ولا اختلاف بيننا !!!
وسمينا جمعاً عديدة .. بالأسماء المحببة إليكم .. لنثبت لكم حسن نوايانا معكم .. وتلاحمنا .. وتضامننا معكم !!!
وقلنا :
لا أقلية .. ولا أكثرية بعد اليوم !!!
فالجميع على صعيد واحد .. وعلى أرض صلبة واحدة !!!
فاستجاب بضعة نفر منكم .. لا يتجاوز 1 % من أعدادكم !!!
بينما أكثر من 99 % نكثوا أيمانهم وعهودهم .. وطعنوا في ديننا .. وتنكروا لعشرتنا !!!
ووقفوا إلى جانب الجزار .. السفاح .. داعمين .. مؤيدين .. ومهللين .. ومباركين لقتلنا .. وذبحنا .. يتشفون بنا .. ويستمتعون بعذاباتنا .. ويتلذذون بمرأى أشلائنا .. ودمائنا .. وأوصالنا !!!
والذي لا يزال فيه شيء من الناموس .. وذرة من الوفاء .. ومثقال قطمير من الضمير .. عاش حياته العادية غير عابىء بما يحدث .. وغير مكثرث بما يجري .. وكأنه في عالم آخر !!!
ولكن الأنكى من هذا وذاك :
ظهور :
صنفين قبيحين .. في منتهى السوء .. والدمامة .. والبشاعة .. والشناعة !!!
الصنف الأول :
تداعيه إلى تشكيل مجموعات مسلحة لقتل الأكثرية .. إلى جانب الكتائب الأسدية !!!
الصنف الثاني :
تداعيه بكل صلافة .. وجأرا .. ووقاحة .. وصفاقة إلى تبني أفكار سياسيةً للدولة القادمة .. يتعارض مع دين الأكثرية .. وقيمها .. وأخلاقها .. والدعوة بحماسة منقطعة النظير لتطبيقها .. مستهيناً .. ومستخفاً بالأكثرية !!!
وهنا يجدر بنا أن نقول لكم :
لا يغرنكم حلمنا عليكم .. وصبرنا على أذاكم .. ولا يخدعنكم تلاطفنا معكم .. وحسن جوارنا لكم !!!
اعلموا يا هؤلاء :
أننا لن ننس خذلانكم لنا .. ونكوصكم على أدباركم .. وخيانتكم لعهودكم .. ومواثيقكم !!!
تذكروا يا هؤلاء :
أننا طردنا اليهود من المدينة المنورة .. ومن الجزيرة العربية كلها .. حينما خانوا عهودنا .. وتحالفوا مع أعدائنا .. وقتلناها شر قتلة .. جزاءً وفاقاً .. لنقضهم أيمانهم !!!
ونحن لا نزال على العهد .. قادرون على أن نفعل بكم .. ما فعلنا سابقاً مع اليهود !!!
إياكم .. ثم إياكم .. أن تراهنوا على حماية الأسد الصغير لكم .. فهو أعجز عن أن يحمي نفسه !!!
لا يزال في العمر بقية .. ولا يزال في الوقت متسع .. لتصلحوا أخطاءكم .. وتستغفروا من ذنوبكم !!!
وستجدوننا نحن الكرماء .. ونحن المحسنون .. الذين يغفرون .. ويصفحون عن المسيئين .. إذا اعتذروا .. واعترفوا بذنوبهم .. بصدق .. وإخلاص !!!!!
الأربعاء 22 صفر 1435
25 كانون الأول 2013
د/ موفق مصطفى السباعي