اوكرانيا النازية ! البديل الغربي لإشعال فتيل الحرب العالمية…
سليمان يوحنا
2014.02.24
الكتابة في المواضيع المصيرية الخارجة عن نطاق سيطرة القدرات الذاتية للفرد، وما تتضمنه من ضخامة الاحداث والاهوال ، وتحدي البديهيات السائدة واختلاط الاوراق والحرب الاعلامية والتلفيق السياسي، تجعلك لا ترتكن في صياغتك للخبر او التحليل المستقبلي الا على مدى ادراكك للاحداث التاريخية الموازية، والالمام بنهج وايدولوجية الاقطاب العالمية المؤثرة والمسيّرة للاحداث.. يقينا، الكتابة عن موضوع إفتراضي او مجرد إحتمال ” اندلاع حرب عالمية حديثة” ، لمهيب ويهزّ الاوصال… ولكن، عندما تكون انت وعائلتك والبشرية مهددون بخطر حقيقي، حينها، الواجب الاخلاقي، يفرض نفسه أن تكون كالصوت الصارخ وبجنون ، من دون كلل، ووجل ، وقافية الكلمات، وطبقا ، السير ضد التيارالسائد… لا يهم إن كنت على الخطأ في تهويلك وصراخك وقلّة المصادر والحيلة… حيث لا قياس لمفهوم الربح والخسارة في محاولة منع وقع المحظور، حتى وإن ثبت لاحقا انك لم تكن مصيبا في تحليلك، او سبب إزعاج للمسامع المروّضة …لأنه ولعلك ستثير الانتباه، ضاربا وترا انسانيا حساسا في موضع غير متوقع ومنظور، ضمن المبدأ المعروف في العمليات ” الاستباقية” عن طريق حثّ الجهد الانساني النبيل بالنهوض، وتدارك الامور قبل استفحالها .
الحقيقة هي، إننا أمام منظومة أسلحة تكنولوجية تعتد الاكثر تدميرا في تاريخ البشرية اطلاقا، حرب إن اندلعت ستكون الاولى والاخيرة في التاريخ ” نووية – حرارية THERMO _ NUCLEAR” ، لا أحد يعلم بالضبط مدى نطاقها التدميري، وهل سينجوا أحد تبعاتها!.. بعد حلول شتاء نووي يغطي كوكبنا لفترة قد تمتد لعشر سنوات، بدرجة حرارة 30 مئوية او اكثر دون الصفر، لذا اتمنى ان يكون هذا المقال مجرد صراخ هذيان، تكهنات أو خيال خصب للكاتب ..ولكن لمن يدرك الايديولوجية التي ترتكز عليها المؤسسة البريطانية المهيمنة على الانظمة السياسية في الغرب عبر مؤسساتها المالية ، كما ثبت من التدمير المتعمد لاقتصاد تلك الدول في الاعوام السابقة على حساب شعوبها وكيف ان الازمة المالية والاقتصادية للدول الغربية اصبحت في وضع ميؤس منه وعلى وشك الانهيار الكلي في الاشهر القادمة بالرغم من محاولات الانعاش التي استمرت منذ عام 2008 من ضخ الاوكسجين ” السيولة النقدية” بصورة غير مسبوقة! لذا ما يجري اليوم في اوكرانيا، ليس بأمر جديد في اللجوء نحو الحدود القصوى للشر، هذا ما تتسم به كل الامبراطوريات في التاريخ، عدم الرضوخ للهزيمة بل الاندفاع الجنوني نحو التدمير الذاتي إن تطلب الامر، هذا ما رأيناه مع الوضع السوري في شهر اغسطس الماضي من محاولة إشعال فتيل الحرب لولا حذاقة الدبلوماسية الروسية، بينما اليوم… النخبة المالية العالمية المتمركزة في لندن وربيبتها ” وول ستريت” تدرك جيدا بان نظامهم المالي وصل للرمق الاخير وحتمية الانهيار … من هنا اليأس الغربي المتهور في دعم الاحزاب النازية الجديدة في اوكرانيا واعادتها للواجهه كما فعلوا في عام 1933 بتمويل الحزب النازي من قبل المصرف المركزي البريطاني بشخص “مونتغيو نورمن” والمصرف الامريكي ” هاريمان برذرز” بشخص ” بريسكت بوش” جد الرئيس الامريكي جورج بوش … في حال نجاح المشروع الغربي في اوكرانيا، حينها سيكون خطر اندلاع حرب عالمية، وارد جدا!.
ما تم نشره عن اوكرانيا في الصحافة الغربية وعما يجري ويخطط له ينافي الحقيقة كليا، …. بالضبط كما فعلوا مع سوريا ومصر وليبيا وقبلها العراق، حرب اعلامية ونفسية وتهديد اقتصادي وتلفيق سياسي واستخباراتي وشحن الانفس وشيطنة الذين يدافعون عن سيادة اوطانهم ، في خطوة تسبق التحرك والحرب الفعلية، هذا ما رأيناه في المشروع الغربي منذ عام 2001 ، وما يجري على خاصرة روسيا اليوم، هو الاكثر خطورة لأن المخطط الغربي هو استهداف آسيا عن طريق تحويط روسيا واستفزازها وجرّ روسيا للتدخل بموجب المفهوم اللاتيني ” CASUS BELLI ” … السبب المصيري والمحتوم لأي أمة ان تذهب للحرب دفاعا عن وجودها وسيادتها، ما فعله الغرب في سوريا وليبيا ومصر من دعم الجهاديين والقاعدة والنصرة والمتطرفين والاخوان ، يجري الاعداد لبعث النازية ضمن مخطط مسبق منذ اكثر من سنتين ومحاولات حثيثة ودعم مالي وتسليح للجماعات النازية والمتطرفة التي كانت بمثابة المحرك الرئيسي لما جرى مؤخرا في اوكرانيا بالرغم ان الهدف الغير المعلن من هذا التطور هو لاستهداف المصالح الروسية والدفع نحو حرب اهلية بين المواطنين الاوكرانيين وذوي الاصل الروسي وبالذات في شبه جزيرة ” القرم” كرا ميا “CRIMEA ” المتمتعة بوضع خاص” حكم ذاتي”.. التي منحها ” خروتشوف” لاوكرانيا من اجل انضمامها للاتحاد السوفيتي عام 1954 والتي تحتضن الميناء الوحيد SEVASTOPOL” لاسطول البحر الاسود الروسي ومنفذه الوحيد نحو البحر المتوسط،، ادناه مختصر لما نعرفه خلافا لبوق الاعلام الغربي المخادع.
ماذا يجري في اوكرانيا:
الامر ليس مجرد معارضة انتفضت ضد الحكومة الاوكرانية لعدم توقيعها الاتفاقية الاقتصادية مع الاتحاد الاوربي او صراع سياسي بين الاحزاب، بل مشروع غربي في خلق الفوضى والانقلاب على حكومة منتخبة من قبل مجموعات نازية مثل حزب ” SVOBODA” التي تعود جذوره للثلاثينيات من القرن الماضي وتعاونه مع الجيوش النازية لاحتلال البلد ، يمتلك حاليا 12 الف عنصر مسلح ودعم غربي مالي بمقدار 20 مليون دولار اسبوعيا .. هل ستقبل روسيا التي فقدت 30 مليون ضحية دفاعا عن نفسها ضد الغزو النازي لاراضيها في الحرب العالمية الثانية بحكومة نازية على حدودها؟ وهل ستقبل روسيا بالتمادي الغربي في تحويطها مثلما الحال في توسيع ” الناتو” ليشمل دول الاتحاد السوفيتي السابقة ونصب المنظومة المثيرة للجدل في شرق اوربا ” نظام الدرع الصاروخي الاوربي” ANTI – BALLISTIC MISSILE – ABM ” الذي هدفه ليس دفاعي كما يدعي الغرب بل الاحاطة بروسيا والصين وشل قدرتيهما في الرد ، مما يعتبر اخلال لمبدأ التوازن الاستراتيجي في حال اندلاع اي صراع نووي ، القيادة الروسية مدركة للمشروع الغربي بعد كشف زيف الادعاءات الغربية في ليبيا، مصر وسوريا، من هنا هدوء القيادة الروسية وعدم اتخاذ اي خطوة نحو التصعيد لحد الان… الخوف هو التصعيد من الجانبين المؤيد للروس والمعارض في جزيرة القرم والتصعيد نحو الفوضى… حينها لن تقف موسكو مكتوفة الايدي امام سيناريو سوري آخر على حدودها!…. ابرز الجنرالات الروس صرحوا بأن الحرب قد بدأت في جانبها السايكولوجي والاعلامي، للاطلاع على التحذير الشديد للجنرال ليونيد ايفاشوف في المقابلة يوم 10 فبراير النقر على الرابط ادناه، علما ان الجيش الروسي في غرب البلاد وضع في حالة التأهب والانذار وإجراء مناورات عسكرية تمهيدا للتدخل ان تطلب الامر، اما وزير الدفاع الامريكي السابق ” روبرت غيت” فقد أجرى ستة مقابلات تلفزيزنية خلال اسبوع واحد وتحذيره من الانجرار نحو الصدام مع روسيا.
السؤال الذي يفرض نفسه، هل ستقبل الولايات المتحدة قيام حكومة نازية مدعومة من قبل قوة نووية كروسيا في المكسيك او كندا؟ السيناريو الغربي من وراء دعم الانقلاب في اوكرانيا ليس إلا مخطط استراتيجي مسبق وخطير لاستفزاز روسيا!.. ماذا ستفعل روسيا لو تم استهداف المواطنين الروس في شبه جزيرة القرم من قبل المليشيات النازية او محاولة منع الاسطول الروسي من استخدام ميناء سيفاستوبل ، لهذه الاسباب تم تفعيل واستهداف القنبلة الموقوتة “اوكرانيا ” بعد التلكؤ في الملف السوري والايراني لاطلاق شرارة حرب عالمية..أهمية اوكرانيا للروس هي كأهمية المكسيك او كندا لامريكا، الولايات المتحدة تهيأت فعليا لحرب نووية في خضم أزمة الصواريخ الكوبية في عام 1962 لمجرد إحتمال نصب صواريخ روسية على اراضيها.
لم تفلح كل الجهود والتنازلات من قبل الرئيس الاوكراني في حل الازمة المفتعلة، لا بل ان الغرب عامل المجموعات النازية كممثل شرعي للشعب الاوكراني واعتبار الانقلاب على حكومة منتخبة خطوة ديمقراطية !.. مثلما الحال مع الجهاديين والمرتزقة في ليبيا وسوريا…. رأينا قبل اسابيع داعية الحرب وبوق ” المحافظين الجدد ” السناتور المختل ” جون مكين” يزور ساحة الميدان… ينفث سموم الموت واقفا وسط الحشد النازي الذي نفذ اغلب عمليات القتل للمدنيين والشرطة والالتقاء مع قادتهم ، بالضبط كما فعل عندما تسلل عبر الحدود الى سوريا ولقائه مع قادة جبهة النصرة.
الرئيس الاوكراني اعطى الموافقة لتوقيع الاتفاقية الاقتصادية مع اوربا المفلسة ، ولكن الاتحاد الاوربي اشترط عليه ان يتفادى توقيع اتفاقية مشابهة مع روسيا بالرغم منحها قرض بمبلغ 15 مليار دولارللنهوض بالاقتصاد الاوكراني، حينها، سحب الموافقة لأنه ادرك ان النية الغربية ليست لمساعدة بلده المفلسة ايضا بل خلق العداء لجارته التي ترتبط معها باواصر ثقافية وتاريخية واستراتيجية مشتركة، مما حدا بالغرب لاتهام روسيا بالتدخل في الشأن الداخلي لاوكرانيا، بينما كبار المسؤولين الغربيين يلتقون علنا بقادة المجموعات النازية !، ولكن كما يبدوا وحتى بعد الانقلاب على الرئيس المنتخب المتواري عن الانظار، إزدادت وتيرة التصعيد وإستهداف كل معارض والملاحقات للرموز السابقة .. لكن الاخطرسيكون عند اطلاق العنان للمليشيا النازية لاستهداف المواطنين الروس مما سيدفع بروسيا للتدخل، وهذا ما ينتظره الغرب كمبرر لتدخل ” الناتو” عسكريا ومن ثم البدء ومن دون اي تحذير بعملية تبادل إطلاق الالاف من الصواريخ العابرة للقارات في مدة لا تتجاوز التسعون دقيقة !
البديل للبقاء
هناك جهود دبلوماسية وسياسية وأمنية جبارة تبذل عالميا لإفشال مخطط التصعيد وكشف الحقائق الخافية لما جرى على المسرح الاوكراني ، إضافة لمعارضة شديدة لزج امريكا في اي مغامرة عسكرية تفضي الى المواجهة مع روسيا وبالاخص من قبل المؤسسة العسكرية الامريكية بشخص رئيس هيئة الاركان المشتركة الجنرال ” مارتن ديمبسي” ، مما يعني ان الحرب ليست حتمية، ولكن الاحتمال وارد جدا في حال لم يتم عزل او تحيّيد الرئيس الامريكي… بحسب التحذير الذي اطلقه قبل سنتين الاقتصادي الامريكي” ليندون لاروش ” بأن السبيل االوحيد لمنع المؤسسة البريطانية في التسبب بحرب عالمية اخرى، هو تحييد او عزل أداتها ” اوباما” … هناك جهود يقودها بعض الاعضاء من كلا الحزبين في الكونغرس الامريكي وشخصيات ضمن المؤسسة العسكرية والامنية للاسراع والبدء بهذه الخطوة، الارضية الدستورية متوفرة لعزل ومحاكمة اوباما بتهمة خرق الدستور وتجاوز صلاحياته في اكثر من مناسبة. ..نأمل أن يتم هذا التحرك بسرعة وإيجابية وقبل فوات الآوان ، لأن بريطانيا لا تملك المقدرة على شن حرب عالمية من دون القدرة الامريكية.
أما الحلول المالية والاقتصادية فأنها متوفرة ولمن يوّد الاطلاع عليها يرجى النقر على الرابط ادناه. لمن يرغب بالمراسلة والاستفسار، يرجى مراسلتي على البريد الالكتروني، ادناه بعض الروابط الالكترونية لمن يرغب المزيد عن خلفية الموضوع.
وتقبلوا مني كل المحبة والاحترام.
سليمان يوحنا
سليمان يوحنا
2014.02.24
الكتابة في المواضيع المصيرية الخارجة عن نطاق سيطرة القدرات الذاتية للفرد، وما تتضمنه من ضخامة الاحداث والاهوال ، وتحدي البديهيات السائدة واختلاط الاوراق والحرب الاعلامية والتلفيق السياسي، تجعلك لا ترتكن في صياغتك للخبر او التحليل المستقبلي الا على مدى ادراكك للاحداث التاريخية الموازية، والالمام بنهج وايدولوجية الاقطاب العالمية المؤثرة والمسيّرة للاحداث.. يقينا، الكتابة عن موضوع إفتراضي او مجرد إحتمال ” اندلاع حرب عالمية حديثة” ، لمهيب ويهزّ الاوصال… ولكن، عندما تكون انت وعائلتك والبشرية مهددون بخطر حقيقي، حينها، الواجب الاخلاقي، يفرض نفسه أن تكون كالصوت الصارخ وبجنون ، من دون كلل، ووجل ، وقافية الكلمات، وطبقا ، السير ضد التيارالسائد… لا يهم إن كنت على الخطأ في تهويلك وصراخك وقلّة المصادر والحيلة… حيث لا قياس لمفهوم الربح والخسارة في محاولة منع وقع المحظور، حتى وإن ثبت لاحقا انك لم تكن مصيبا في تحليلك، او سبب إزعاج للمسامع المروّضة …لأنه ولعلك ستثير الانتباه، ضاربا وترا انسانيا حساسا في موضع غير متوقع ومنظور، ضمن المبدأ المعروف في العمليات ” الاستباقية” عن طريق حثّ الجهد الانساني النبيل بالنهوض، وتدارك الامور قبل استفحالها .
الحقيقة هي، إننا أمام منظومة أسلحة تكنولوجية تعتد الاكثر تدميرا في تاريخ البشرية اطلاقا، حرب إن اندلعت ستكون الاولى والاخيرة في التاريخ ” نووية – حرارية THERMO _ NUCLEAR” ، لا أحد يعلم بالضبط مدى نطاقها التدميري، وهل سينجوا أحد تبعاتها!.. بعد حلول شتاء نووي يغطي كوكبنا لفترة قد تمتد لعشر سنوات، بدرجة حرارة 30 مئوية او اكثر دون الصفر، لذا اتمنى ان يكون هذا المقال مجرد صراخ هذيان، تكهنات أو خيال خصب للكاتب ..ولكن لمن يدرك الايديولوجية التي ترتكز عليها المؤسسة البريطانية المهيمنة على الانظمة السياسية في الغرب عبر مؤسساتها المالية ، كما ثبت من التدمير المتعمد لاقتصاد تلك الدول في الاعوام السابقة على حساب شعوبها وكيف ان الازمة المالية والاقتصادية للدول الغربية اصبحت في وضع ميؤس منه وعلى وشك الانهيار الكلي في الاشهر القادمة بالرغم من محاولات الانعاش التي استمرت منذ عام 2008 من ضخ الاوكسجين ” السيولة النقدية” بصورة غير مسبوقة! لذا ما يجري اليوم في اوكرانيا، ليس بأمر جديد في اللجوء نحو الحدود القصوى للشر، هذا ما تتسم به كل الامبراطوريات في التاريخ، عدم الرضوخ للهزيمة بل الاندفاع الجنوني نحو التدمير الذاتي إن تطلب الامر، هذا ما رأيناه مع الوضع السوري في شهر اغسطس الماضي من محاولة إشعال فتيل الحرب لولا حذاقة الدبلوماسية الروسية، بينما اليوم… النخبة المالية العالمية المتمركزة في لندن وربيبتها ” وول ستريت” تدرك جيدا بان نظامهم المالي وصل للرمق الاخير وحتمية الانهيار … من هنا اليأس الغربي المتهور في دعم الاحزاب النازية الجديدة في اوكرانيا واعادتها للواجهه كما فعلوا في عام 1933 بتمويل الحزب النازي من قبل المصرف المركزي البريطاني بشخص “مونتغيو نورمن” والمصرف الامريكي ” هاريمان برذرز” بشخص ” بريسكت بوش” جد الرئيس الامريكي جورج بوش … في حال نجاح المشروع الغربي في اوكرانيا، حينها سيكون خطر اندلاع حرب عالمية، وارد جدا!.
ما تم نشره عن اوكرانيا في الصحافة الغربية وعما يجري ويخطط له ينافي الحقيقة كليا، …. بالضبط كما فعلوا مع سوريا ومصر وليبيا وقبلها العراق، حرب اعلامية ونفسية وتهديد اقتصادي وتلفيق سياسي واستخباراتي وشحن الانفس وشيطنة الذين يدافعون عن سيادة اوطانهم ، في خطوة تسبق التحرك والحرب الفعلية، هذا ما رأيناه في المشروع الغربي منذ عام 2001 ، وما يجري على خاصرة روسيا اليوم، هو الاكثر خطورة لأن المخطط الغربي هو استهداف آسيا عن طريق تحويط روسيا واستفزازها وجرّ روسيا للتدخل بموجب المفهوم اللاتيني ” CASUS BELLI ” … السبب المصيري والمحتوم لأي أمة ان تذهب للحرب دفاعا عن وجودها وسيادتها، ما فعله الغرب في سوريا وليبيا ومصر من دعم الجهاديين والقاعدة والنصرة والمتطرفين والاخوان ، يجري الاعداد لبعث النازية ضمن مخطط مسبق منذ اكثر من سنتين ومحاولات حثيثة ودعم مالي وتسليح للجماعات النازية والمتطرفة التي كانت بمثابة المحرك الرئيسي لما جرى مؤخرا في اوكرانيا بالرغم ان الهدف الغير المعلن من هذا التطور هو لاستهداف المصالح الروسية والدفع نحو حرب اهلية بين المواطنين الاوكرانيين وذوي الاصل الروسي وبالذات في شبه جزيرة ” القرم” كرا ميا “CRIMEA ” المتمتعة بوضع خاص” حكم ذاتي”.. التي منحها ” خروتشوف” لاوكرانيا من اجل انضمامها للاتحاد السوفيتي عام 1954 والتي تحتضن الميناء الوحيد SEVASTOPOL” لاسطول البحر الاسود الروسي ومنفذه الوحيد نحو البحر المتوسط،، ادناه مختصر لما نعرفه خلافا لبوق الاعلام الغربي المخادع.
ماذا يجري في اوكرانيا:
الامر ليس مجرد معارضة انتفضت ضد الحكومة الاوكرانية لعدم توقيعها الاتفاقية الاقتصادية مع الاتحاد الاوربي او صراع سياسي بين الاحزاب، بل مشروع غربي في خلق الفوضى والانقلاب على حكومة منتخبة من قبل مجموعات نازية مثل حزب ” SVOBODA” التي تعود جذوره للثلاثينيات من القرن الماضي وتعاونه مع الجيوش النازية لاحتلال البلد ، يمتلك حاليا 12 الف عنصر مسلح ودعم غربي مالي بمقدار 20 مليون دولار اسبوعيا .. هل ستقبل روسيا التي فقدت 30 مليون ضحية دفاعا عن نفسها ضد الغزو النازي لاراضيها في الحرب العالمية الثانية بحكومة نازية على حدودها؟ وهل ستقبل روسيا بالتمادي الغربي في تحويطها مثلما الحال في توسيع ” الناتو” ليشمل دول الاتحاد السوفيتي السابقة ونصب المنظومة المثيرة للجدل في شرق اوربا ” نظام الدرع الصاروخي الاوربي” ANTI – BALLISTIC MISSILE – ABM ” الذي هدفه ليس دفاعي كما يدعي الغرب بل الاحاطة بروسيا والصين وشل قدرتيهما في الرد ، مما يعتبر اخلال لمبدأ التوازن الاستراتيجي في حال اندلاع اي صراع نووي ، القيادة الروسية مدركة للمشروع الغربي بعد كشف زيف الادعاءات الغربية في ليبيا، مصر وسوريا، من هنا هدوء القيادة الروسية وعدم اتخاذ اي خطوة نحو التصعيد لحد الان… الخوف هو التصعيد من الجانبين المؤيد للروس والمعارض في جزيرة القرم والتصعيد نحو الفوضى… حينها لن تقف موسكو مكتوفة الايدي امام سيناريو سوري آخر على حدودها!…. ابرز الجنرالات الروس صرحوا بأن الحرب قد بدأت في جانبها السايكولوجي والاعلامي، للاطلاع على التحذير الشديد للجنرال ليونيد ايفاشوف في المقابلة يوم 10 فبراير النقر على الرابط ادناه، علما ان الجيش الروسي في غرب البلاد وضع في حالة التأهب والانذار وإجراء مناورات عسكرية تمهيدا للتدخل ان تطلب الامر، اما وزير الدفاع الامريكي السابق ” روبرت غيت” فقد أجرى ستة مقابلات تلفزيزنية خلال اسبوع واحد وتحذيره من الانجرار نحو الصدام مع روسيا.
السؤال الذي يفرض نفسه، هل ستقبل الولايات المتحدة قيام حكومة نازية مدعومة من قبل قوة نووية كروسيا في المكسيك او كندا؟ السيناريو الغربي من وراء دعم الانقلاب في اوكرانيا ليس إلا مخطط استراتيجي مسبق وخطير لاستفزاز روسيا!.. ماذا ستفعل روسيا لو تم استهداف المواطنين الروس في شبه جزيرة القرم من قبل المليشيات النازية او محاولة منع الاسطول الروسي من استخدام ميناء سيفاستوبل ، لهذه الاسباب تم تفعيل واستهداف القنبلة الموقوتة “اوكرانيا ” بعد التلكؤ في الملف السوري والايراني لاطلاق شرارة حرب عالمية..أهمية اوكرانيا للروس هي كأهمية المكسيك او كندا لامريكا، الولايات المتحدة تهيأت فعليا لحرب نووية في خضم أزمة الصواريخ الكوبية في عام 1962 لمجرد إحتمال نصب صواريخ روسية على اراضيها.
لم تفلح كل الجهود والتنازلات من قبل الرئيس الاوكراني في حل الازمة المفتعلة، لا بل ان الغرب عامل المجموعات النازية كممثل شرعي للشعب الاوكراني واعتبار الانقلاب على حكومة منتخبة خطوة ديمقراطية !.. مثلما الحال مع الجهاديين والمرتزقة في ليبيا وسوريا…. رأينا قبل اسابيع داعية الحرب وبوق ” المحافظين الجدد ” السناتور المختل ” جون مكين” يزور ساحة الميدان… ينفث سموم الموت واقفا وسط الحشد النازي الذي نفذ اغلب عمليات القتل للمدنيين والشرطة والالتقاء مع قادتهم ، بالضبط كما فعل عندما تسلل عبر الحدود الى سوريا ولقائه مع قادة جبهة النصرة.
الرئيس الاوكراني اعطى الموافقة لتوقيع الاتفاقية الاقتصادية مع اوربا المفلسة ، ولكن الاتحاد الاوربي اشترط عليه ان يتفادى توقيع اتفاقية مشابهة مع روسيا بالرغم منحها قرض بمبلغ 15 مليار دولارللنهوض بالاقتصاد الاوكراني، حينها، سحب الموافقة لأنه ادرك ان النية الغربية ليست لمساعدة بلده المفلسة ايضا بل خلق العداء لجارته التي ترتبط معها باواصر ثقافية وتاريخية واستراتيجية مشتركة، مما حدا بالغرب لاتهام روسيا بالتدخل في الشأن الداخلي لاوكرانيا، بينما كبار المسؤولين الغربيين يلتقون علنا بقادة المجموعات النازية !، ولكن كما يبدوا وحتى بعد الانقلاب على الرئيس المنتخب المتواري عن الانظار، إزدادت وتيرة التصعيد وإستهداف كل معارض والملاحقات للرموز السابقة .. لكن الاخطرسيكون عند اطلاق العنان للمليشيا النازية لاستهداف المواطنين الروس مما سيدفع بروسيا للتدخل، وهذا ما ينتظره الغرب كمبرر لتدخل ” الناتو” عسكريا ومن ثم البدء ومن دون اي تحذير بعملية تبادل إطلاق الالاف من الصواريخ العابرة للقارات في مدة لا تتجاوز التسعون دقيقة !
البديل للبقاء
هناك جهود دبلوماسية وسياسية وأمنية جبارة تبذل عالميا لإفشال مخطط التصعيد وكشف الحقائق الخافية لما جرى على المسرح الاوكراني ، إضافة لمعارضة شديدة لزج امريكا في اي مغامرة عسكرية تفضي الى المواجهة مع روسيا وبالاخص من قبل المؤسسة العسكرية الامريكية بشخص رئيس هيئة الاركان المشتركة الجنرال ” مارتن ديمبسي” ، مما يعني ان الحرب ليست حتمية، ولكن الاحتمال وارد جدا في حال لم يتم عزل او تحيّيد الرئيس الامريكي… بحسب التحذير الذي اطلقه قبل سنتين الاقتصادي الامريكي” ليندون لاروش ” بأن السبيل االوحيد لمنع المؤسسة البريطانية في التسبب بحرب عالمية اخرى، هو تحييد او عزل أداتها ” اوباما” … هناك جهود يقودها بعض الاعضاء من كلا الحزبين في الكونغرس الامريكي وشخصيات ضمن المؤسسة العسكرية والامنية للاسراع والبدء بهذه الخطوة، الارضية الدستورية متوفرة لعزل ومحاكمة اوباما بتهمة خرق الدستور وتجاوز صلاحياته في اكثر من مناسبة. ..نأمل أن يتم هذا التحرك بسرعة وإيجابية وقبل فوات الآوان ، لأن بريطانيا لا تملك المقدرة على شن حرب عالمية من دون القدرة الامريكية.
أما الحلول المالية والاقتصادية فأنها متوفرة ولمن يوّد الاطلاع عليها يرجى النقر على الرابط ادناه. لمن يرغب بالمراسلة والاستفسار، يرجى مراسلتي على البريد الالكتروني، ادناه بعض الروابط الالكترونية لمن يرغب المزيد عن خلفية الموضوع.
وتقبلوا مني كل المحبة والاحترام.
سليمان يوحنا