ذاكرة عالقة  -  معمر حبار  Hitskin_logo Hitskin.com

هذه مُجرَّد مُعاينة لتصميم تم اختياره من موقع Hitskin.com
تنصيب التصميم في منتداكالرجوع الى صفحة بيانات التصميم

نبيل - القدس
الا ان مجرد القراءة والمتعة الفكرية لن يكون له اي تاثير في من يتابع هذه المواضيع الا اذا تم التفكر والتدبر بها وفهم واقعها بدقة

انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

نبيل - القدس
الا ان مجرد القراءة والمتعة الفكرية لن يكون له اي تاثير في من يتابع هذه المواضيع الا اذا تم التفكر والتدبر بها وفهم واقعها بدقة
نبيل - القدس
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

المواضيع الأخيرة
» 77- من دروس القران التوعوية-الدوران حول النفس خلق مذموم!!
ذاكرة عالقة  -  معمر حبار  I_icon_minitimeاليوم في 1:42 am من طرف محمد بن يوسف الزيادي

» أفضل شركة تصميم تطبيقات في مصر – تك سوفت للحلول الذكية – Tec Soft for SMART solutions
ذاكرة عالقة  -  معمر حبار  I_icon_minitimeأمس في 2:05 pm من طرف سها ياسر

» 76- من دروس القران التوعوية- حُسن الجوار
ذاكرة عالقة  -  معمر حبار  I_icon_minitime2024-11-13, 10:33 am من طرف محمد بن يوسف الزيادي

» 75- من دروس القران التوعوية - وجوب اخذ زمام المبادة للامة والجماعات والافراد
ذاكرة عالقة  -  معمر حبار  I_icon_minitime2024-11-12, 9:29 pm من طرف محمد بن يوسف الزيادي

» 74-من دروس القران التوعوية- الحقوق !!!
ذاكرة عالقة  -  معمر حبار  I_icon_minitime2024-11-11, 9:37 pm من طرف محمد بن يوسف الزيادي

» 34- حديث الاثنين في مباحث الايمان والعقيدة - التزكية والتعليم
ذاكرة عالقة  -  معمر حبار  I_icon_minitime2024-11-10, 11:47 pm من طرف محمد بن يوسف الزيادي

» 73-من دروس القران التوعوية - التوكل والتواكل
ذاكرة عالقة  -  معمر حبار  I_icon_minitime2024-11-08, 10:09 pm من طرف محمد بن يوسف الزيادي

» 17- من ذاكرة الايام - من مواقف شهامة الرجال
ذاكرة عالقة  -  معمر حبار  I_icon_minitime2024-11-07, 8:33 am من طرف محمد بن يوسف الزيادي

» 72- من دروس القران التوعوية- المال ...
ذاكرة عالقة  -  معمر حبار  I_icon_minitime2024-11-07, 6:55 am من طرف محمد بن يوسف الزيادي

» 71-من دروس القران التوعوية-معالجات الاسلام للفقر والعوز
ذاكرة عالقة  -  معمر حبار  I_icon_minitime2024-11-06, 8:20 pm من طرف محمد بن يوسف الزيادي

» 70- من دروس القران التوعوية -العمل لكسب الرزق والمعاش
ذاكرة عالقة  -  معمر حبار  I_icon_minitime2024-11-05, 7:44 pm من طرف محمد بن يوسف الزيادي

» 69- من دروس القران التوعوية-حرب الاسلام على الفقر واسبابه
ذاكرة عالقة  -  معمر حبار  I_icon_minitime2024-11-05, 8:17 am من طرف محمد بن يوسف الزيادي

» 68-من دروس القران التوعوية -الاسلام وحده المحقق للعبودية والاستخلاف
ذاكرة عالقة  -  معمر حبار  I_icon_minitime2024-11-05, 1:35 am من طرف محمد بن يوسف الزيادي

» 33-حديث الاثنين في مباحث الايمان والعقيدة - مفهوم التزكية
ذاكرة عالقة  -  معمر حبار  I_icon_minitime2024-11-04, 12:43 am من طرف محمد بن يوسف الزيادي

» 67- من دروس القران التوعية- الالتقاء على كلمة سواء
ذاكرة عالقة  -  معمر حبار  I_icon_minitime2024-11-02, 8:30 pm من طرف محمد بن يوسف الزيادي

» 66- من دروس القران التوعوية -تحقيق العدل في اوساط البشرية مهمة جمعية
ذاكرة عالقة  -  معمر حبار  I_icon_minitime2024-11-02, 11:32 am من طرف محمد بن يوسف الزيادي

» حديث الجمعة -الى متى ننتظر ؟؟!!
ذاكرة عالقة  -  معمر حبار  I_icon_minitime2024-11-01, 1:08 am من طرف محمد بن يوسف الزيادي

» الطائفة الناجية!!!
ذاكرة عالقة  -  معمر حبار  I_icon_minitime2024-11-01, 1:01 am من طرف محمد بن يوسف الزيادي

» 65- من دروس القران التوعوية - كُونُوا رَبَّانِيِّينَ !!
ذاكرة عالقة  -  معمر حبار  I_icon_minitime2024-10-31, 12:46 pm من طرف محمد بن يوسف الزيادي

» 64- من دروس القران التوعوية - وقاية النفس من الشح
ذاكرة عالقة  -  معمر حبار  I_icon_minitime2024-10-30, 2:59 am من طرف محمد بن يوسف الزيادي

» شركات تصميم تطبيقات الجوال في مصر – تك سوفت للحلول الذكية
ذاكرة عالقة  -  معمر حبار  I_icon_minitime2024-10-29, 11:10 am من طرف سها ياسر

» 32-حديث الاثنين في مباحث الايمان والعقيدة - العقيدة العملية
ذاكرة عالقة  -  معمر حبار  I_icon_minitime2024-10-29, 1:04 am من طرف محمد بن يوسف الزيادي

» 63- من دروس القران التوعوية- العدل والعدالة في القران
ذاكرة عالقة  -  معمر حبار  I_icon_minitime2024-10-28, 8:03 am من طرف محمد بن يوسف الزيادي

» 62-من دروس القران التوعوية :الشورى
ذاكرة عالقة  -  معمر حبار  I_icon_minitime2024-10-27, 6:04 am من طرف محمد بن يوسف الزيادي

» 61- من دروس القران التوعوية-الحذر من مؤسسات الضرار حتى لو لبست لباس شرعي
ذاكرة عالقة  -  معمر حبار  I_icon_minitime2024-10-25, 9:51 pm من طرف محمد بن يوسف الزيادي

» 60- من دروس القران التوعوية - اسباب النفاق
ذاكرة عالقة  -  معمر حبار  I_icon_minitime2024-10-25, 5:18 pm من طرف محمد بن يوسف الزيادي

» 59- من دروس القران التوعوية -العداء المستحكم في النفوس !!
ذاكرة عالقة  -  معمر حبار  I_icon_minitime2024-10-24, 7:17 am من طرف محمد بن يوسف الزيادي

» 58- من دروس القران التوعوية - التكاليف الشرعية جاءت ضمن قدرات الانسان
ذاكرة عالقة  -  معمر حبار  I_icon_minitime2024-10-23, 8:08 am من طرف محمد بن يوسف الزيادي

» 57- من دروس القران التوعوية - ادب الدعاة
ذاكرة عالقة  -  معمر حبار  I_icon_minitime2024-10-22, 6:10 am من طرف محمد بن يوسف الزيادي

» شركة تصميم تطبيقات في مصر – تك سوفت للحلول الذكية
ذاكرة عالقة  -  معمر حبار  I_icon_minitime2024-10-21, 10:03 am من طرف سها ياسر

عداد للزوار جديد
المتواجدون الآن ؟
ككل هناك 706 عُضو متصل حالياً :: 0 عضو مُسجل, 0 عُضو مُختفي و 706 زائر :: 1 روبوت الفهرسة في محركات البحث

لا أحد

[ مُعاينة اللائحة بأكملها ]


أكبر عدد للأعضاء المتواجدين في هذا المنتدى في نفس الوقت كان 752 بتاريخ 2024-09-20, 4:22 am
تصويت
أفضل 10 أعضاء في هذا المنتدى
نبيل القدس ابو اسماعيل - 38802
ذاكرة عالقة  -  معمر حبار  I_vote_rcapذاكرة عالقة  -  معمر حبار  I_voting_barذاكرة عالقة  -  معمر حبار  I_vote_lcap 
زهرة اللوتس المقدسية - 15399
ذاكرة عالقة  -  معمر حبار  I_vote_rcapذاكرة عالقة  -  معمر حبار  I_voting_barذاكرة عالقة  -  معمر حبار  I_vote_lcap 
معتصم - 12434
ذاكرة عالقة  -  معمر حبار  I_vote_rcapذاكرة عالقة  -  معمر حبار  I_voting_barذاكرة عالقة  -  معمر حبار  I_vote_lcap 
محمد بن يوسف الزيادي - 4333
ذاكرة عالقة  -  معمر حبار  I_vote_rcapذاكرة عالقة  -  معمر حبار  I_voting_barذاكرة عالقة  -  معمر حبار  I_vote_lcap 
sa3idiman - 3588
ذاكرة عالقة  -  معمر حبار  I_vote_rcapذاكرة عالقة  -  معمر حبار  I_voting_barذاكرة عالقة  -  معمر حبار  I_vote_lcap 
لينا محمود - 2667
ذاكرة عالقة  -  معمر حبار  I_vote_rcapذاكرة عالقة  -  معمر حبار  I_voting_barذاكرة عالقة  -  معمر حبار  I_vote_lcap 
هيام الاعور - 2145
ذاكرة عالقة  -  معمر حبار  I_vote_rcapذاكرة عالقة  -  معمر حبار  I_voting_barذاكرة عالقة  -  معمر حبار  I_vote_lcap 
بسام السيوري - 1763
ذاكرة عالقة  -  معمر حبار  I_vote_rcapذاكرة عالقة  -  معمر حبار  I_voting_barذاكرة عالقة  -  معمر حبار  I_vote_lcap 
محمد القدس - 1219
ذاكرة عالقة  -  معمر حبار  I_vote_rcapذاكرة عالقة  -  معمر حبار  I_voting_barذاكرة عالقة  -  معمر حبار  I_vote_lcap 
العرين - 1193
ذاكرة عالقة  -  معمر حبار  I_vote_rcapذاكرة عالقة  -  معمر حبار  I_voting_barذاكرة عالقة  -  معمر حبار  I_vote_lcap 

احصائيات
هذا المنتدى يتوفر على 1031 عُضو.
آخر عُضو مُسجل هو Mohammed mghyem فمرحباً به.

أعضاؤنا قدموا 66425 مساهمة في هذا المنتدى في 20324 موضوع
مواضيع مماثلة
عداد زوار المنتدى
free counterAmazingCounters.com


أهلا وسهلا بك زائرنا الكريم, أنت لم تقم بتسجيل الدخول بعد! يشرفنا أن تقوم بالدخول أو التسجيل إذا رغبت بالمشاركة في المنتدى

ذاكرة عالقة - معمر حبار

2 مشترك

اذهب الى الأسفل  رسالة [صفحة 1 من اصل 1]

معمر حبار



الأحد .. 24 ذو الحجة 1435هجري، الموافق لـ 19 أكتوبر 2014

sunny

معمر حبار
econo.pers@gmail.com

مقدمة .. هذه خيوط علقت بالذاكرة، فأحب صاحبها أن يطوف بها عبر ضفاف حبره، ويستأنس بها عبر مساحات أسطره.. لعلّ القارئ يشاركه تلك الأيام، بالتصحيح والتصويب. وفي انتظار أن تفتح نافذة الأيام من جديد، يهديكم صاحب الأسطر.. هذه الأيام التي أبت إلا الرسوخ والثبات..

الدراسة الابتدائية: كانت الدراسة الابتدائية في ابتدائية حي بن سونة المجاورة للبيت، ابتداء من سنة 1972 .. من بين الأساتذة الذي تأثر بهم في المرحلة الابتدائية:

الهاشمي.. تأثر كثيرا بالمعلم الهاشمي، الذي درس عند السنة الخامسة ابتدائي، لأنه كان يشجعه على قراءة النصوص، بصوت مرتفع،  فيعجب المعلم بصوته، وطريقة الأداء. ومازال يتذكر لحد الساعة، الأبيات الشعرية التي قالها أمام المعلم، والدموع تنهمر..
نثر الخريف على الثرى أوراقه .. فتناثرت كتناثر العبارات

الحاج شريف .. تعلم على المعلم حاج الشريف، أمد الله في عمره، اللغة العربية، والاعتماد على النفس، والانضباط، وكره الغش والاحتيال.

المعلم يوسف .. علّمه طريقة الإلقاء، وكيفية الأداء، وحب كل ماهو عربي أصيل، فكتب عنه مقالة بعنوان: "حديث حول محادثة المعلم يوسف"، إكراما له، ووفاء التلميذ لمعلمه.

المرحلة المتوسطة الأولى: السنة الأولى والثانية متوسط، كانت بالونشريسي سنة 1978، التي كانت تضم لأول مرة متوسطة، بالإضافة إلى الثانوية. ماميّز المرحلة المتوسطة:

الأستاذ سعد محمد محمود .. وهو أستاذ من مصر ، ومازال التلميذ يحفظ عنه عبارته المشهورة: "أسمعنا ياحبار"، فقد كان معجب بصوت التلميذ، وبطريقة الإلقاء. وبمجرد مايدخل الأستاذ القسم، إلا ويطلب من تلميذه أن يبدأ بالقراءة، ثم يعقب عليها بالإعجاب، ويطلب من زملاءه أن يقلدوه في الطريقة والإلقاء.

الأستاذ آيت حمودة أستاذ العلوم الطبيعية: منذ قليل، وأنا قادم إلى البيت. توقفت عند أحد الدكاكين لاقتناء أكياس من الحليب، فأبصرت أستاذي في مادة العلوم الطبيعية، للسنة الثانية متوسط 1978.
هرولت إليه مسرعا لأسلّّم عليه، فقام من كرسيه ليحيي تلميذه، ورغم إصرار التلميذ على أن يبقى أستاذه جالسا، إلا أن الأستاذ أبى إلا أن يحيي تلميذه واقفا.
قال الحضور.. يبدو أنه أستاذك. أجاب التلميذ بفخر .. نعم، وأنا الآن أب لأربعة 4 أولاد.
دعا الأستاذ لتلميذه، وافتخر به بين جلساءه. وأهدى التلميذ لأستاذه هدية متوسطة، لم يعدّ نفسه لها، فقبلها الأستاذ قبولا حسنا.
راح التلميذ يسرد لأبناءه وأهله، فضائل أستاذه، وطريقته البسيطة والسّهلة في تقديم المعلومة العلمية الدقيقة، المرفوقة بحسن إختيار الألفاظ، والدعابة التي أبدع فيها الأستاذ، ومازال التلميذ يحنّ إليها من حين لآخر، ويستعيد ذكرياتها مع الأبناء.
الأستاذ آيت حمودة .. الطويل القامة، الأحمر اللون، الأشقر الشعر، كان يومها من ساكني حي شانيو .. متوسطة المعهد، كانت يومها ضمن ثانوية المعهد المقابلة لمتوسطة طريق وهران. ونحن الدفعة الأولى، التي درست النظام العادي، بعدما ألغي التعليم الديني، وحول المعهد إلى ثانوية ومتوسطة عادية، كغيرها من الثانويات والمتوسطات.

الأستاذة الروسية برايغن: اتسمت الأستاذة بالصرامة والقوة واحترام الوقت، ضف لها التواضع الجام في الملبس. وهذه الصورة بقيت مع التلميذ تراوده في كل حين.

المرحلة المتوسطة الثانية: انتقل التلميذ إلى متوسطة طريق وهران المقابلة للونشريسي، ليتابع السنة الثالثة متوسط، لما اشتهر عن الونشريسي من ضعف وتهاون.
لكن تشاء الأقدار، أن لايكمل شهرين من الدراسة، إذ بزلزال 10 أكتوبر 1980، يضرب الأصنام سابقا، والشلف حاليا، بقوة 7.5 ريشتر، فتتعطل الدراسة، ويتوقف كل شيء. حينها تم توزيع تلاميذ المتوسطات والثانويات عبر أرجاء الوطن، وكانت عملية صعبة وشاقة.
وكان من حظنا أنه تم نقلنا إلى متوسطة الكيفان  بتلمسان. ولأول مرة يرى التلميذ تلمسان، فيعجب بآثارها وجمالها، ويعجب الأساتذة بصوته وإلقاءه، فيقدمونه في الصلاة، ويفضلونه في الدروس، ويعاملونه معاملة الكبير، فاقتدى التلاميذ بأخلاقه، وجعلوه إمامهم في الدين والدنيا.

المرحلة المتوسطة الثالثة: تمت السنة الثالثة بتلمسان، وتم الانتقال نهائيا إلى الأصنام سابقا، لإتمام السنة الرابعة متوسطة.
لم تكن المنطقة قد تعافت من الزلزال، فتمت الدراسة تحت المباني الجاهزة، حيث الأمطار والطين وصعوبة التنقل.

المرحلة الثانوية: كانت المرحلة الثانوية من أخصب المراحل التي أثرت وتأثر بها التلميذ، لغاية كتابة هذه الأسطر. ومازال يردد لحد الساعة، أن ماتعلمه وتلقاه في الثانوية، يفوق ماتعلمه في المرحلة الجامعية .. ومن الاساتذة الذي تركوا أثرا بالغا في مساره ..

الأستاذ دومي: هو أستاذ الفلسفة، كان واسع المطالعة، ثري في ثقافته، أحب التلميذ، وأحب فيه صوته وقرائته وثقافته، فكان يقدمه لتلاوة آيات بينات في المناسبات التي تقيمها الثانوية، ويفتخر به أمام الأساتذة والتلاميذ. ودارت بينهما مناقشات في مواضيع مختلفة، وأعجب بها الأستاذ وشجعه على ذلك. وكان في عدة مرات يعرض عليه الكتب التي اقتناها، والموجودة في بيته، فزاد حب الكتب واقتناءها والمحافظة عليها لدى التلميذ.
الأستاذ زبيدة: كان الاستاذ زبيدة يومها، مقبل على التقاعد، فكان حظنا أننا كنا تلاميذ لهذه التجربة الغنية الثرية. وتأثر التلميذ بأستاذه زبيدة، لاحد له ولا وصف.
وقد كتب عنه مقالا بعنوان: " خريطة أستاذي زبيدة"، يبين فيها براعة الأستاذ في استعمال الخريطة وتوظيفها، والاعتماد على الجديد من المعلومات، فأحب التلميذ التاريخ والجغرافيا، واعتمد على طريقة الأستاذ في فهم القضايا والمواضيع التي لها علاقة بالتاريخ والجغرافيا، فهو إلى الساعة يعتمد على طريقة أستاذه زبيدة في الفهم والاستنباط.

الاستاذ عبورة: كان الأستاذ عبورة يقول له دوما .. إني متيقن أنك ستنجح في شهادة البكالوريا، لكني أخشى عليك سوء الخط.
إتسم الأستاذ عبورة بالأناقة والنظافة واحترام الوقت والمواعيد، واستعمال الخرائط، والصرامة مع التلاميذ. وفي العام الماضي 2012، التقى بالأستاذ بمناسبة توزيع الجوائز على الناجحين في شهادة البكالوريا، فلم تتغير صورة الأستاذ، رغم مرور مايقارب 04 عقود، وكانت فرصة لاسترجاع مامضى من الذكريات الطيبة.

الأستاذ حاجي: بمجرد مايدخل الأستاذ حاجي، رحمة الله عليه، يطلب من التلميذ أن يشرع في قراءة نص اللغة العربية، وبمجرد ماينتهي التلميذ من القراءة، يهتف الأستاذ بإعجاب شديد قائلا .. هذه القراءة التي تسمى قراءة، وهذه القراءة التي أريدها. ثم يلتفت إلى التلاميذ، ناصحا إياهم، أن يتعلموا القراءة وحسن الأداء مثل زميلهم .. معمر..
وكان الاستاذ حاجي، معجب أشد الإعجاب بمقالات التلميذ، وتدخلاته التي يفضلها على الجميع، وكان كثيرا مايستشهد بعبارات التلميذ والشواهد التي يحفظها ويعتمد عليها .. رحمة الله عليك ياأستاذي الفاضل حاجي.

المرحلة الجامعية: من النعم التي مازال يفتخر بها، أن الله وفقه للدخول لمعهد العلوم السياسية والعلاقات الدولية، بالجزائر العاصمة، سنوات 1986- 1990، فقد كان المعهد الوحيد يومها على مستوى الوطن، وميزة ذلك، أن الطلبة كانوا من دول إفريقية وعربية وروسيا، حتّى أنه، يخيل لك أنك في مقر الأمم المتحدة، من تنوع الدول، وهو ماتفتقر إليه المعاهد حاليا، التي أمست شبه معاهد أحياء، يدخل ابن الحي، باعتبار أن معاهد العلوم السياسية أمست في كل ولايات الوطن.
من ميزات العلوم السياسية، أنها تعلم المرء التحليل والتدقيق، والمطالعة لمختلف الكتاب، والتوجهات المتضاربة، فيغدو الطالب متحررا من كل القيود، ولا ينصاع لفكر هذا، ومكانة ذاك. فإن كان القدماء قالوا .. الفلسفة أم العلوم، فإن التجربة تدعو إلى القول أن .. العلوم السياسية أم العلوم. ومن بين الأساتذة الذين تركوا أثرا في التلميذ إلى اليوم ..

أستاذي وليد عبد الحي: لتبيان أثر الاستاذ وليد عبد الحي على تلميذه معمر، يكفي أن ابنه الأول والأكبر، سماه وليد .. فالأستاذ كان قدوة في المعلومات الغزيرة ، والتحليل الدقيق، والرؤية الثاقبة، وطريقة الالقاء المميزة .. وكتب عنه مقالا ، بعنوان .. أستاذي وليد عبد الحي

أستاذي الجيلالي اليابس: امتاز بالأناقة، وتحكمه المطلق في اللغة الفرنسية، وبحوثه الدقيقة، وجهوده المبذولة في استعمال اللغة العربية، وتمكنها فيها، إلى حد الإبداع والتألق، قتل غدرا أثناء محنة التسعينات من القرن الماضي، رحمة الله عليه. كتب عنه مقالا بعنوان .. أستاذي .. الجيلالي اليابس .

حب المطالعة من الإيمان: مازال يتذكر، أن أوقات السفر، كانت أوقاتا للقراءة .. فهو يقرأ في الحافلة، والقطار، والطاكسي .. والطابور، حتى أن الطابور كان يفرحه أكثر، لأنه فرصة لقراءة كتاب.
وفي السنوات الأخيرة، عندما يعلم أن الجهة التي يتجه إليها، ستأخذ منه وقتا طويلا من الطابور، يتجه قبلها لشراء كتاب بسيط القراءة، سهل الفهم، ليقرأ في الطابور الكتاب الذي اقتناه، وهو ماتم فعله في عدة مرات، وفي عدة مناسبات ..
ومن الأفعال التي يفتخر بها، أن راتبه الشهري، يذهب جزء منه، لشراء الكتب والمجلات، له ولأبناءه حاليا.
ومن العادات الحسنة التي تعلّمها، أن يرافق أبناءه معه لقضاء حوائج لهم، فيضع في جدول مرافقته، زيارة المكتبة، واقتناء بعض من الكتب للأبناء، فأمست لديهم مكتبة خاصة بهم، عسى أن تنفعهم، ويستفيدون منها، ومن اقتناءها، وقراءتها في الكبر، حين يكونوا آباء.

كتب التراث: كلّما امتد الزمن، إلا وأدرك أن قراءة كتب الأولين عظيمة الفائدة، عميقة الأثر، وأن الأخير توصل إلى قمة العطاء، بفضل ماأخذه من الأول، فعطاء الأولين ممتد إلى يوم الدين، فقراءة الأولين، وشراء كتبهم، أمست من الضروريات، ومن اليوميات، لما لها من أثر بالغ على حسن اللسان، ورفعة البيان.

التجربة الصحفية: كان أول مقال نشر بيومية "السلام"، حول ملاحظات عن الانتخابات يومها ..
ثم العمل مع أسبوعية "الصح – ’فة"، بإشراف مدير الجريدة يومها، صاحب الحبر الذهبي، الأستاذ: حبيب راشدين، والأديب عمار يزلي، الذي أعجب بالشاب يومها أيما إعجاب، وكان يقول له، إني أنشر لك، ولا أنشر للقدامى، لميزة أسلوبك، وثراء معلوماتك، وضعف أسلوبهم، وهزال إنتجاهم. وقدم له نصائح في مجال عرض الكتب، ونصحه بالتقليل من الحجم، لأن عرض الكتاب معناه، أن هناك كتاب، عليك أيها القارئ أن تقتنيه وتقرأه. ونصحه في الكتابة عن الأحداث، وقال له: اكتب على قاعدة، الإنسان عض كلبا، وليس كلبا عض الإنسان. ونصحه بالصدق في الكتابة، والتحري في المعلومات المستقاة، حين هدده البعض، عن الكتابة في بعض المواضيع، قائلا له، إنهم يدركون جيدا، أنك صادق في الكتابة، أمين في التحري والنقل، وينتظرون أن تقع في الخطأ، ثم طمأنه وطالب منه أن يستمر في الكتابة. وكانت بحق هذه النصائح الغالية، دفعة قوية له للاستمرار في الكتابة والنقد، إلى غاية كتابة هذه الأسطر، فالشكر موصول للأستاذ عمار يزلي، وصاحب الحبر الذهبي ..
ثم الكتابة في جريدة " جزائر اليوم"، التي وضعت له عمود يومي، وعمود كل خميس، وقال له مدير النشر يومها، الأستاذ حناشي: لم أرى في حياتي، أحدا يكتب مثلك بهذا الحجم، وهذه النوعية المميزة، بل إن المتفرغين للكتابة، لم يصلوا إلى ماوصلت إليه، وزاده ذلك ثباتا وإصرارا على القراءة والكتابة..
ثم صحيفة "صوت الأحرار"، التي وضعت له عمودا أسبوعيا، وخصصت له عمودا يوميا كل شهر رمضان، وطلبت منه أن يكتب بما يناسب شهر رمضان، فكان لها ذلك ..
ثم أسبوعية "البصائر"، التابعة لجمعية العلماء الجزائريين، لكنها هذا العام توقفت عن نشر مقالاتي، طالبت مني أن أخصها بالنشر وحدها دون غيرها من المواقع، فرفض هذا الإجحاف في حقه، وفضل عدم النشر، على الشرط القاسي، واعتبر ذلك محاولة لإبعاده، لأن لقائمين على الأسبوعية، رأوا أن خط الافتتاحية لايتناسب وخطه، فأبعدوه بغير هدوء ..
ثم أسبوعية "الحياة"، التي يشرف عليها حناشي، والتي ترجاه وطلب منه أن يشاركه الكتابة، وطلب منه الموافقة خطيا، وبعد أن وافق، واستمر في الكتابة ، ووضعت له الجريدة عمودا مستقلا، إذ فجأة يتخلى الأستاذ عن إلتزاماته، ودون أن يعلمه مسبقا بذلك، رغم أنه هو الذي طلب منه العمل معه، وألح على ذلك مرارا. وكان هذا سوء أدب منه، لايليق بالوعد الذي قطعه، والجهد الذي بذله صاحب الأسطر للجريدة. .

المواقع العنكبوتية العربية المختلفة ..  فقد نشر له كل موقع، بما يناسب خط الموقع. وقد عاملوه بما يعامل به الكبار، ونشروا له في الافتتاحية، ودون حذف أو زيادة، فشكرا للمواقع العربية بمختلف جنسياتها وانتماءاتها المختلفة المتضاربة، على دعمهم ونشرهم، ويرجو صاحب الأسطر أن يكون عند حسن الظن، وفي مستوى الثقة التي منحت له. وينصح الجميع في مواصلة الكتابة، ولا يلتفت لرفض هذا، أو ذاك، فإن الشمس تشرق بعد طول ليل.

العائلة الممتدة: أنا أخ لـ 04 ذكور، و04 إناث، فيعرف جيدا فضل العائلة الممتدة ومزاياها. ولعل من النعم التي يحمد الله عليها، آناء الليل وأطراف النهار، أنه الأصغر من بين أخوته الذكور، فنال شرف البقاء مع الأم الغالية وخدمتها، ويرجو من ربه، أن يثبته على ذلك، وينال رضا الوالدين، ويرضي والديه بما استطاع. فالأسرة الممتدة، تعلم الابن البذل والعطاء، والتعاون والتنازل عن الأنانية، وكبح جماح النفس، لأن هناك من له حق في مجلس أو مأكل أو مشرب، وخدمة الغير مقدمة على تلبية حوائج النفس التي لاتنقطع.

تأثير الأب: كان الأب رحمة الله عليه، يحبه حبا جما، لأنه الوحيد من بين الأخوة الذي تحصل على شهادة جامعية، فتعلم منه الدقة في العمل، والتفاني فيه. وتعلم منه مطالعة الجرائد وهو في المرحلة الابتدائية، فمنه تعلم اللغة الفرنسية، لأن الأب كان يتقنها ويحسن النطق بها، وكان الابن معجب بطريقة النطق. فنمى لديه حب مطالعة الجرائد والمجلات، بمختلف تخصصاتها واتجاهاتها إلى اليوم، وفضل الكتابة يرجع لأيام الصبا، التي أخذها عن الوالد، رحمة الله عليه.

تأثير الفرنسيين والروس: امتاز الأساتذة الفرنسيين، وعلى رأسهم الأستاذ لوديك le Duck.. والأستاذة le Duck، والأستاذة الروسية BRAIGANE، الذين تتلمذ على أيديهم في المرحلة المتوسطة والثانوية، باحترام المواعيد، والتواضع في الملبس، والصدق في العطاء، والتفاني في تقديم أقصى مالديه، ودفاعهم عن كل مايخدم العلم والوطن، وعدم تدخلهم في خصوصيات المجتمع.، فطيلة سنوات الدراسة، لم ينتهكوا حرمة رمضان، ولم ير أحد منهم بفطر أمام العيان، بل كانوا يطالبوننا ونحن صغار، أن نقتصد في الجهد، لنتمكن من إكمال الصوم بسلامة وأمان، وكان الأساتذة الفيتناميين في الجامعة، يصومون كغيرهم من الجزائريين، وحين يسألون عن ذلك ، يجيبون أننا نشارككم الصيام، ونرد لكم الجميل، لصنيع الجزائر، تجاه الثورة الفيتنامية.

نبيل القدس ابو اسماعيل

نبيل القدس ابو اسماعيل
المدير العام
المدير العام

معمر حبار كتب:الأحد .. 24 ذو الحجة 1435هجري، الموافق لـ 19 أكتوبر 2014

sunny

معمر حبار
econo.pers@gmail.com

مقدمة .. هذه خيوط علقت بالذاكرة، فأحب صاحبها أن يطوف بها عبر ضفاف حبره، ويستأنس بها عبر مساحات أسطره.. لعلّ القارئ يشاركه تلك الأيام، بالتصحيح والتصويب. وفي انتظار أن تفتح نافذة الأيام من جديد، يهديكم صاحب الأسطر.. هذه الأيام التي أبت إلا الرسوخ والثبات..

الدراسة الابتدائية: كانت الدراسة الابتدائية في ابتدائية حي بن سونة المجاورة للبيت، ابتداء من سنة 1972 .. من بين الأساتذة الذي تأثر بهم في المرحلة الابتدائية:

الهاشمي.. تأثر كثيرا بالمعلم الهاشمي، الذي درس عند السنة الخامسة ابتدائي، لأنه كان يشجعه على قراءة النصوص، بصوت مرتفع،  فيعجب المعلم بصوته، وطريقة الأداء. ومازال يتذكر لحد الساعة، الأبيات الشعرية التي قالها أمام المعلم، والدموع تنهمر..
نثر الخريف على الثرى أوراقه .. فتناثرت كتناثر العبارات

الحاج شريف .. تعلم على المعلم حاج الشريف، أمد الله في عمره، اللغة العربية، والاعتماد على النفس، والانضباط، وكره الغش والاحتيال.

المعلم يوسف .. علّمه طريقة الإلقاء، وكيفية الأداء، وحب كل ماهو عربي أصيل، فكتب عنه مقالة بعنوان: "حديث حول محادثة المعلم يوسف"، إكراما له، ووفاء التلميذ لمعلمه.

المرحلة المتوسطة الأولى: السنة الأولى والثانية متوسط، كانت بالونشريسي سنة 1978، التي كانت تضم لأول مرة متوسطة، بالإضافة إلى الثانوية. ماميّز المرحلة المتوسطة:

الأستاذ سعد محمد محمود .. وهو أستاذ من مصر ، ومازال التلميذ يحفظ عنه عبارته المشهورة: "أسمعنا ياحبار"، فقد كان معجب بصوت التلميذ، وبطريقة الإلقاء. وبمجرد مايدخل الأستاذ القسم، إلا ويطلب من تلميذه أن يبدأ بالقراءة، ثم يعقب عليها بالإعجاب، ويطلب من زملاءه أن يقلدوه في الطريقة والإلقاء.

الأستاذ آيت حمودة أستاذ العلوم الطبيعية: منذ قليل، وأنا قادم إلى البيت. توقفت عند أحد الدكاكين لاقتناء أكياس من الحليب، فأبصرت أستاذي في مادة العلوم الطبيعية، للسنة الثانية متوسط 1978.
هرولت إليه مسرعا لأسلّّم عليه، فقام من كرسيه ليحيي تلميذه، ورغم إصرار التلميذ على أن يبقى أستاذه جالسا، إلا أن الأستاذ أبى إلا أن يحيي تلميذه واقفا.
قال الحضور.. يبدو أنه أستاذك. أجاب التلميذ بفخر .. نعم، وأنا الآن أب لأربعة 4 أولاد.
دعا الأستاذ لتلميذه، وافتخر به بين جلساءه. وأهدى التلميذ لأستاذه هدية متوسطة، لم يعدّ نفسه لها، فقبلها الأستاذ قبولا حسنا.
راح التلميذ يسرد لأبناءه وأهله، فضائل أستاذه، وطريقته البسيطة والسّهلة في تقديم المعلومة العلمية الدقيقة، المرفوقة بحسن إختيار الألفاظ، والدعابة التي أبدع فيها الأستاذ، ومازال التلميذ يحنّ إليها من حين لآخر، ويستعيد ذكرياتها مع الأبناء.
الأستاذ آيت حمودة .. الطويل القامة، الأحمر اللون، الأشقر الشعر، كان يومها من ساكني حي شانيو .. متوسطة المعهد، كانت يومها ضمن ثانوية المعهد المقابلة لمتوسطة طريق وهران. ونحن الدفعة الأولى، التي درست النظام العادي، بعدما ألغي التعليم الديني، وحول المعهد إلى ثانوية ومتوسطة عادية، كغيرها من الثانويات والمتوسطات.

الأستاذة الروسية برايغن: اتسمت الأستاذة بالصرامة والقوة واحترام الوقت، ضف لها التواضع الجام في الملبس. وهذه الصورة بقيت مع التلميذ تراوده في كل حين.

المرحلة المتوسطة الثانية: انتقل التلميذ إلى متوسطة طريق وهران المقابلة للونشريسي، ليتابع السنة الثالثة متوسط، لما اشتهر عن الونشريسي من ضعف وتهاون.
لكن تشاء الأقدار، أن لايكمل شهرين من الدراسة، إذ بزلزال 10 أكتوبر 1980، يضرب الأصنام سابقا، والشلف حاليا، بقوة 7.5 ريشتر، فتتعطل الدراسة، ويتوقف كل شيء. حينها تم توزيع تلاميذ المتوسطات والثانويات عبر أرجاء الوطن، وكانت عملية صعبة وشاقة.
وكان من حظنا أنه تم نقلنا إلى متوسطة الكيفان  بتلمسان. ولأول مرة يرى التلميذ تلمسان، فيعجب بآثارها وجمالها، ويعجب الأساتذة بصوته وإلقاءه، فيقدمونه في الصلاة، ويفضلونه في الدروس، ويعاملونه معاملة الكبير، فاقتدى التلاميذ بأخلاقه، وجعلوه إمامهم في الدين والدنيا.

المرحلة المتوسطة الثالثة: تمت السنة الثالثة بتلمسان، وتم الانتقال نهائيا إلى الأصنام سابقا، لإتمام السنة الرابعة متوسطة.
لم تكن المنطقة قد تعافت من الزلزال، فتمت الدراسة تحت المباني الجاهزة، حيث الأمطار والطين وصعوبة التنقل.

المرحلة الثانوية: كانت المرحلة الثانوية من أخصب المراحل التي أثرت وتأثر بها التلميذ، لغاية كتابة هذه الأسطر. ومازال يردد لحد الساعة، أن ماتعلمه وتلقاه في الثانوية، يفوق ماتعلمه في المرحلة الجامعية .. ومن الاساتذة الذي تركوا أثرا بالغا في مساره ..

الأستاذ دومي: هو أستاذ الفلسفة، كان واسع المطالعة، ثري في ثقافته، أحب التلميذ، وأحب فيه صوته وقرائته وثقافته، فكان يقدمه لتلاوة آيات بينات في المناسبات التي تقيمها الثانوية، ويفتخر به أمام الأساتذة والتلاميذ. ودارت بينهما مناقشات في مواضيع مختلفة، وأعجب بها الأستاذ وشجعه على ذلك. وكان في عدة مرات يعرض عليه الكتب التي اقتناها، والموجودة في بيته، فزاد حب الكتب واقتناءها والمحافظة عليها لدى التلميذ.
الأستاذ زبيدة: كان الاستاذ زبيدة يومها، مقبل على التقاعد، فكان حظنا أننا كنا تلاميذ لهذه التجربة الغنية الثرية. وتأثر التلميذ بأستاذه زبيدة، لاحد له ولا وصف.
وقد كتب عنه مقالا بعنوان: " خريطة أستاذي زبيدة"، يبين فيها براعة الأستاذ في استعمال الخريطة وتوظيفها، والاعتماد على الجديد من المعلومات، فأحب التلميذ التاريخ والجغرافيا، واعتمد على طريقة الأستاذ في فهم القضايا والمواضيع التي لها علاقة بالتاريخ والجغرافيا، فهو إلى الساعة يعتمد على طريقة أستاذه زبيدة في الفهم والاستنباط.

الاستاذ عبورة: كان الأستاذ عبورة يقول له دوما .. إني متيقن أنك ستنجح في شهادة البكالوريا، لكني أخشى عليك سوء الخط.
إتسم الأستاذ عبورة بالأناقة والنظافة واحترام الوقت والمواعيد، واستعمال الخرائط، والصرامة مع التلاميذ. وفي العام الماضي 2012، التقى بالأستاذ بمناسبة توزيع الجوائز على الناجحين في شهادة البكالوريا، فلم تتغير صورة الأستاذ، رغم مرور مايقارب 04 عقود، وكانت فرصة لاسترجاع مامضى من الذكريات الطيبة.

الأستاذ حاجي: بمجرد مايدخل الأستاذ حاجي، رحمة الله عليه، يطلب من التلميذ أن يشرع في قراءة نص اللغة العربية، وبمجرد ماينتهي التلميذ من القراءة، يهتف الأستاذ بإعجاب شديد قائلا .. هذه القراءة التي تسمى قراءة، وهذه القراءة التي أريدها. ثم يلتفت إلى التلاميذ، ناصحا إياهم، أن يتعلموا القراءة وحسن الأداء مثل زميلهم .. معمر..
وكان الاستاذ حاجي، معجب أشد الإعجاب بمقالات التلميذ، وتدخلاته التي يفضلها على الجميع، وكان كثيرا مايستشهد بعبارات التلميذ والشواهد التي يحفظها ويعتمد عليها .. رحمة الله عليك ياأستاذي الفاضل حاجي.

المرحلة الجامعية: من النعم التي مازال يفتخر بها، أن الله وفقه للدخول لمعهد العلوم السياسية والعلاقات الدولية، بالجزائر العاصمة، سنوات 1986- 1990، فقد كان المعهد الوحيد يومها على مستوى الوطن، وميزة ذلك، أن الطلبة كانوا من دول إفريقية وعربية وروسيا، حتّى أنه، يخيل لك أنك في مقر الأمم المتحدة، من تنوع الدول، وهو ماتفتقر إليه المعاهد حاليا، التي أمست شبه معاهد أحياء، يدخل ابن الحي، باعتبار أن معاهد العلوم السياسية أمست في كل ولايات الوطن.
من ميزات العلوم السياسية، أنها تعلم المرء التحليل والتدقيق، والمطالعة لمختلف الكتاب، والتوجهات المتضاربة، فيغدو الطالب متحررا من كل القيود، ولا ينصاع لفكر هذا، ومكانة ذاك. فإن كان القدماء قالوا .. الفلسفة أم العلوم، فإن التجربة تدعو إلى القول أن .. العلوم السياسية أم العلوم. ومن بين الأساتذة الذين تركوا أثرا في التلميذ إلى اليوم ..

أستاذي وليد عبد الحي: لتبيان أثر الاستاذ وليد عبد الحي على تلميذه معمر، يكفي أن ابنه الأول والأكبر، سماه وليد .. فالأستاذ كان قدوة في المعلومات الغزيرة ، والتحليل الدقيق، والرؤية الثاقبة، وطريقة الالقاء المميزة .. وكتب عنه مقالا ، بعنوان .. أستاذي وليد عبد الحي

أستاذي الجيلالي اليابس: امتاز بالأناقة، وتحكمه المطلق في اللغة الفرنسية، وبحوثه الدقيقة، وجهوده المبذولة في استعمال اللغة العربية، وتمكنها فيها، إلى حد الإبداع والتألق، قتل غدرا أثناء محنة التسعينات من القرن الماضي، رحمة الله عليه. كتب عنه مقالا بعنوان .. أستاذي .. الجيلالي اليابس .

حب المطالعة من الإيمان: مازال يتذكر، أن أوقات السفر، كانت أوقاتا للقراءة .. فهو يقرأ في الحافلة، والقطار، والطاكسي .. والطابور، حتى أن الطابور كان يفرحه أكثر، لأنه فرصة لقراءة كتاب.
وفي السنوات الأخيرة، عندما يعلم أن الجهة التي يتجه إليها، ستأخذ منه وقتا طويلا من الطابور، يتجه قبلها لشراء كتاب بسيط القراءة، سهل الفهم، ليقرأ في الطابور الكتاب الذي اقتناه، وهو ماتم فعله في عدة مرات، وفي عدة مناسبات ..
ومن الأفعال التي يفتخر بها، أن راتبه الشهري، يذهب جزء منه، لشراء الكتب والمجلات، له ولأبناءه حاليا.
ومن العادات الحسنة التي تعلّمها، أن يرافق أبناءه معه لقضاء حوائج لهم، فيضع في جدول مرافقته، زيارة المكتبة، واقتناء بعض من الكتب للأبناء، فأمست لديهم مكتبة خاصة بهم، عسى أن تنفعهم، ويستفيدون منها، ومن اقتناءها، وقراءتها في الكبر، حين يكونوا آباء.

كتب التراث: كلّما امتد الزمن، إلا وأدرك أن قراءة كتب الأولين عظيمة الفائدة، عميقة الأثر، وأن الأخير توصل إلى قمة العطاء، بفضل ماأخذه من الأول، فعطاء الأولين ممتد إلى يوم الدين، فقراءة الأولين، وشراء كتبهم، أمست من الضروريات، ومن اليوميات، لما لها من أثر بالغ على حسن اللسان، ورفعة البيان.

التجربة الصحفية: كان أول مقال نشر بيومية "السلام"، حول ملاحظات عن الانتخابات يومها ..
ثم العمل مع أسبوعية "الصح – ’فة"، بإشراف مدير الجريدة يومها، صاحب الحبر الذهبي، الأستاذ: حبيب راشدين، والأديب عمار يزلي، الذي أعجب بالشاب يومها أيما إعجاب، وكان يقول له، إني أنشر لك، ولا أنشر للقدامى، لميزة أسلوبك، وثراء معلوماتك، وضعف أسلوبهم، وهزال إنتجاهم. وقدم له نصائح في مجال عرض الكتب، ونصحه بالتقليل من الحجم، لأن عرض الكتاب معناه، أن هناك كتاب، عليك أيها القارئ أن تقتنيه وتقرأه. ونصحه في الكتابة عن الأحداث، وقال له: اكتب على قاعدة، الإنسان عض كلبا، وليس كلبا عض الإنسان. ونصحه بالصدق في الكتابة، والتحري في المعلومات المستقاة، حين هدده البعض، عن الكتابة في بعض المواضيع، قائلا له، إنهم يدركون جيدا، أنك صادق في الكتابة، أمين في التحري والنقل، وينتظرون أن تقع في الخطأ، ثم طمأنه وطالب منه أن يستمر في الكتابة. وكانت بحق هذه النصائح الغالية، دفعة قوية له للاستمرار في الكتابة والنقد، إلى غاية كتابة هذه الأسطر، فالشكر موصول للأستاذ عمار يزلي، وصاحب الحبر الذهبي ..
ثم الكتابة في جريدة " جزائر اليوم"، التي وضعت له عمود يومي، وعمود كل خميس، وقال له مدير النشر يومها، الأستاذ حناشي: لم أرى في حياتي، أحدا يكتب مثلك بهذا الحجم، وهذه النوعية المميزة، بل إن المتفرغين للكتابة، لم يصلوا إلى ماوصلت إليه، وزاده ذلك ثباتا وإصرارا على القراءة والكتابة..
ثم صحيفة "صوت الأحرار"، التي وضعت له عمودا أسبوعيا، وخصصت له عمودا يوميا كل شهر رمضان، وطلبت منه أن يكتب بما يناسب شهر رمضان، فكان لها ذلك ..
ثم أسبوعية "البصائر"، التابعة لجمعية العلماء الجزائريين، لكنها هذا العام توقفت عن نشر مقالاتي، طالبت مني أن أخصها بالنشر وحدها دون غيرها من المواقع، فرفض هذا الإجحاف في حقه، وفضل عدم النشر، على الشرط القاسي، واعتبر ذلك محاولة لإبعاده، لأن لقائمين على الأسبوعية، رأوا أن خط الافتتاحية لايتناسب وخطه، فأبعدوه بغير هدوء ..
ثم أسبوعية "الحياة"، التي يشرف عليها حناشي، والتي ترجاه وطلب منه أن يشاركه الكتابة، وطلب منه الموافقة خطيا، وبعد أن وافق، واستمر في الكتابة ، ووضعت له الجريدة عمودا مستقلا، إذ فجأة يتخلى الأستاذ عن إلتزاماته، ودون أن يعلمه مسبقا بذلك، رغم أنه هو الذي طلب منه العمل معه، وألح على ذلك مرارا. وكان هذا سوء أدب منه، لايليق بالوعد الذي قطعه، والجهد الذي بذله صاحب الأسطر للجريدة. .

المواقع العنكبوتية العربية المختلفة ..  فقد نشر له كل موقع، بما يناسب خط الموقع. وقد عاملوه بما يعامل به الكبار، ونشروا له في الافتتاحية، ودون حذف أو زيادة، فشكرا للمواقع العربية بمختلف جنسياتها وانتماءاتها المختلفة المتضاربة، على دعمهم ونشرهم، ويرجو صاحب الأسطر أن يكون عند حسن الظن، وفي مستوى الثقة التي منحت له. وينصح الجميع في مواصلة الكتابة، ولا يلتفت لرفض هذا، أو ذاك، فإن الشمس تشرق بعد طول ليل.

العائلة الممتدة: أنا أخ لـ 04 ذكور، و04 إناث، فيعرف جيدا فضل العائلة الممتدة ومزاياها. ولعل من النعم التي يحمد الله عليها، آناء الليل وأطراف النهار، أنه الأصغر من بين أخوته الذكور، فنال شرف البقاء مع الأم الغالية وخدمتها، ويرجو من ربه، أن يثبته على ذلك، وينال رضا الوالدين، ويرضي والديه بما استطاع. فالأسرة الممتدة، تعلم الابن البذل والعطاء، والتعاون والتنازل عن الأنانية، وكبح جماح النفس، لأن هناك من له حق في مجلس أو مأكل أو مشرب، وخدمة الغير مقدمة على تلبية حوائج النفس التي لاتنقطع.

تأثير الأب: كان الأب رحمة الله عليه، يحبه حبا جما، لأنه الوحيد من بين الأخوة الذي تحصل على شهادة جامعية، فتعلم منه الدقة في العمل، والتفاني فيه. وتعلم منه مطالعة الجرائد وهو في المرحلة الابتدائية، فمنه تعلم اللغة الفرنسية، لأن الأب كان يتقنها ويحسن النطق بها، وكان الابن معجب بطريقة النطق. فنمى لديه حب مطالعة الجرائد والمجلات، بمختلف تخصصاتها واتجاهاتها إلى اليوم، وفضل الكتابة يرجع لأيام الصبا، التي أخذها عن الوالد، رحمة الله عليه.

تأثير الفرنسيين والروس: امتاز الأساتذة الفرنسيين، وعلى رأسهم الأستاذ لوديك le Duck.. والأستاذة le Duck، والأستاذة الروسية BRAIGANE، الذين تتلمذ على أيديهم في المرحلة المتوسطة والثانوية، باحترام المواعيد، والتواضع في الملبس، والصدق في العطاء، والتفاني في تقديم أقصى مالديه، ودفاعهم عن كل مايخدم العلم والوطن، وعدم تدخلهم في خصوصيات المجتمع.، فطيلة سنوات الدراسة، لم ينتهكوا حرمة رمضان، ولم ير أحد منهم بفطر أمام العيان، بل كانوا يطالبوننا ونحن صغار، أن نقتصد في الجهد، لنتمكن من إكمال الصوم بسلامة وأمان، وكان الأساتذة الفيتناميين في الجامعة، يصومون كغيرهم من الجزائريين، وحين يسألون عن ذلك ، يجيبون أننا نشارككم الصيام، ونرد لكم الجميل، لصنيع الجزائر، تجاه الثورة الفيتنامية.

https://alhoob-alsdagh.yoo7.com

الرجوع الى أعلى الصفحة  رسالة [صفحة 1 من اصل 1]

صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى