الأحد 08 جمادى الأول 1438، الموافق لـ 05 فيفري 2017
كسر ساق و كسر أمة
معمر حبار
أكتب هذه الأسطر وأنا على فراش بسبب كسر أصاب رجلي للمرة الثانية منذ 8 سنوات، وفي نفس المكان الذي سقطت فيه أول مرة ونفس الرجل اليسرى، وفي نفس التوقيت وأنا خارج من المسجد بعد صلاة المغرب. وهذا الكسر الطفيف دفع صاحبه أن يتحدث عن الكسور التي تعاني منها الأمة، وهي..
شاركت دول عديدة في الكسور التي تعاني منها الأمة وما زالت إلى يومنا هذا.. إبتداء من هيمنة الروم والفرس ومرورا بذل هولاكو ونهب الاستدمار الفرنسي والبريطاني ، وانتهاء بالروس والأمريكان. ولا يبدو في الأفق أن عدد الدول سيتقلص ويتوقف.
الكسور قديمة قدم أمتنا العزيزة، وعبر مراحل زمنية ضاربة في العمق، وتزداد تعفنا عبر الزمن.
لو كانت كسور الأمة ككسر صاحب الأسطر خفيفا لهان الخطب، لكنها كسور متعددة الألوان ومختلفة الأشكال، مسّت جوانب الحياة كلها، من دينية وثقافية، وعلمية، وتاريخية، وهندسية، ورياضية، وطبية. ولا يوجد ميدان من ميادين الحياة إلا ويعاني كسرا.
وعوض أن تهتم الأمة بالتخفيف من حدة الكسور التي تعاني منها منذ أزمنة غابرة بالدواء المناسب لكل نوع، راحت تنفق الملايين على مظهرها الخارجي، فلا هي ظهرت بمظهر حسن ولا هي تعافت من كسورها.
وبدلا أن تأخذ الأمة قسطا من الراحة ليتعافى الكسر العميق، أرهقته حين دخلت في حروب ونزاعات مع أبنائها وجيرانها، فزاد الكسرعمقا وخطورة، وأضافت للكسور السابقة كسورا لاحقة، فكانت القاضية.
راحت الأمة تختار دواء للكسور لا يناسب حجم ونوع الكسر، فزاد تعفنا وابتعد أكثر عن الشفاء، ومن يومها وهي تجرب حلولا مستوردة غير مناسبة لكسور في جسمها، فلم ينفع دواء وما زالت ترفض دواء خبرائها وأطبائها.
من أسوء ما تعيشه الأمة أنها تفاخرالأمم بالكسور التي تعرضت لها وكأنه مما يستوجب الافتخار بين الأمم، فزاد العفن وهجر الشفاء الجسد.
والفرد الفاعل يتألم للكسور التي أصابت أمته، ويسعى ليرفع عنها الغبن ولتقف صامدة بين الأمم بعلياء وشموخ. فليس عيب أن تصاب أمتنا بكسر في مرحلة من مراحل حياتها فإن ذلك شأن جميع الأمم. والكسور تعالج بسواعد أبنائها فهم أدرى بالألم وأعلم بمواطن الوجع. وبقدر الألم الحاد يكون العلاج المر الحاد، ومن قبل مرارة الدواء ذاق حلاوة الشفاء. ولتتعلم الأمة النهوض بعد السقوط، وتعرف الأمم العظمى بقدر سرعة النهوض. والكسر يرفع الهمم لكي لا تتكرر الأخطاء الداعية للكسر. وبما أن لكسور الأمة أسباب عديدة، فلتقف على تلك الأسباب ولتشرع في أخف الأسباب وأقلها ضررا فإن ذلك بداية لعلاج الكسور الكبيرة المؤلمة جدا. وأمتنا أقوى من أن يوقفها كسر، فقد سبق أن تعرضت لما هو أخطرعبر حياتها وتاريخها، وظلت كالطود العظيم تواجه أعتى المصائب والمحن.
كسر ساق و كسر أمة
معمر حبار
أكتب هذه الأسطر وأنا على فراش بسبب كسر أصاب رجلي للمرة الثانية منذ 8 سنوات، وفي نفس المكان الذي سقطت فيه أول مرة ونفس الرجل اليسرى، وفي نفس التوقيت وأنا خارج من المسجد بعد صلاة المغرب. وهذا الكسر الطفيف دفع صاحبه أن يتحدث عن الكسور التي تعاني منها الأمة، وهي..
شاركت دول عديدة في الكسور التي تعاني منها الأمة وما زالت إلى يومنا هذا.. إبتداء من هيمنة الروم والفرس ومرورا بذل هولاكو ونهب الاستدمار الفرنسي والبريطاني ، وانتهاء بالروس والأمريكان. ولا يبدو في الأفق أن عدد الدول سيتقلص ويتوقف.
الكسور قديمة قدم أمتنا العزيزة، وعبر مراحل زمنية ضاربة في العمق، وتزداد تعفنا عبر الزمن.
لو كانت كسور الأمة ككسر صاحب الأسطر خفيفا لهان الخطب، لكنها كسور متعددة الألوان ومختلفة الأشكال، مسّت جوانب الحياة كلها، من دينية وثقافية، وعلمية، وتاريخية، وهندسية، ورياضية، وطبية. ولا يوجد ميدان من ميادين الحياة إلا ويعاني كسرا.
وعوض أن تهتم الأمة بالتخفيف من حدة الكسور التي تعاني منها منذ أزمنة غابرة بالدواء المناسب لكل نوع، راحت تنفق الملايين على مظهرها الخارجي، فلا هي ظهرت بمظهر حسن ولا هي تعافت من كسورها.
وبدلا أن تأخذ الأمة قسطا من الراحة ليتعافى الكسر العميق، أرهقته حين دخلت في حروب ونزاعات مع أبنائها وجيرانها، فزاد الكسرعمقا وخطورة، وأضافت للكسور السابقة كسورا لاحقة، فكانت القاضية.
راحت الأمة تختار دواء للكسور لا يناسب حجم ونوع الكسر، فزاد تعفنا وابتعد أكثر عن الشفاء، ومن يومها وهي تجرب حلولا مستوردة غير مناسبة لكسور في جسمها، فلم ينفع دواء وما زالت ترفض دواء خبرائها وأطبائها.
من أسوء ما تعيشه الأمة أنها تفاخرالأمم بالكسور التي تعرضت لها وكأنه مما يستوجب الافتخار بين الأمم، فزاد العفن وهجر الشفاء الجسد.
والفرد الفاعل يتألم للكسور التي أصابت أمته، ويسعى ليرفع عنها الغبن ولتقف صامدة بين الأمم بعلياء وشموخ. فليس عيب أن تصاب أمتنا بكسر في مرحلة من مراحل حياتها فإن ذلك شأن جميع الأمم. والكسور تعالج بسواعد أبنائها فهم أدرى بالألم وأعلم بمواطن الوجع. وبقدر الألم الحاد يكون العلاج المر الحاد، ومن قبل مرارة الدواء ذاق حلاوة الشفاء. ولتتعلم الأمة النهوض بعد السقوط، وتعرف الأمم العظمى بقدر سرعة النهوض. والكسر يرفع الهمم لكي لا تتكرر الأخطاء الداعية للكسر. وبما أن لكسور الأمة أسباب عديدة، فلتقف على تلك الأسباب ولتشرع في أخف الأسباب وأقلها ضررا فإن ذلك بداية لعلاج الكسور الكبيرة المؤلمة جدا. وأمتنا أقوى من أن يوقفها كسر، فقد سبق أن تعرضت لما هو أخطرعبر حياتها وتاريخها، وظلت كالطود العظيم تواجه أعتى المصائب والمحن.