بسم الله الرحمن الرحيم
" وجوب العلم قبل القول والعمل وحرمة القول والعمل بغير علم"
أن هذا التعلم ليس اختياراً يفعله من يشاء ويدعه من يشاء، وإنما هو واجب على كل مسلم مكلَّف (بالغ عاقل). ووجه الوجوب أنه يحرم على المسلم أن يُقدم على قولٍ أو فعلٍ حتى يعلم حكم الله تعالى فيه، فيُقدم على ما يريد على بصيرة وعلى علمٍ، فكان العلم واجباً قبل القول والعمل.قال تعالى (قُلْ إِنَّمَا حَرَّمَ رَبِّيَ الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ وَالإِثْمَ وَالْبَغْيَ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَأَن تُشْرِكُواْ بِاللّهِ مَا لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ سُلْطَاناً وَأَن تَقُولُواْ عَلَى اللّهِ مَا لاَ تَعْلَمُونَ) الأعراف: ٣٣.هذا نص صريح في تحريم القول على الله بغير علم .
وقال تعالى (وَلاَ تَتَّبِعُواْ خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُّبِينٌ، إِنَّمَا يَأْمُرُكُمْ بِالسُّوءِ وَالْفَحْشَاء وَأَن تَقُولُواْ عَلَى اللّهِ مَا لاَ تَعْلَمُونَ) البقرة: ١٦٨ - ١٦٩. ومثل هذه الآية قوله تعالى (وَمِنَ النَّاسِ مَن يُجَادِلُ فِي اللَّهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ وَيَتَّبِعُ كُلَّ شَيْطَانٍ مَّرِيدٍ، كُتِبَ عَلَيْهِ أَنَّهُ مَن تَوَلَّاهُ فَأَنَّهُ يُضِلُّهُ وَيَهْدِيهِ إِلَى عَذَابِ السَّعِيرِ) الحج: ٣ -٤. فدل على أن الجدال وهو أقوال - بغير علم من تزيين الشيطان، وبيَّن سوء عاقبة ذلك.
وقال الله تعالى (وَلاَ تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولـئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْؤُولاً) الإسراء: ٣٦.
ومعنى (وَلاَ تَقْفُ) أي لا تتبع ما ليس لك به علم. ذكر ابن كثير رحمه الله أقوال السلف في الآية ثم قال [ومضمون ما ذكروه أن الله تعالى نهى عن القول بلا علم بل بالظن والتوهم والخيال - إلى قوله – (كُلُّ أُولـئِكَ) أي هذه الصفات من السمع والبصر والفؤاد- (كَانَ عَنْهُ مَسْؤُولاً) أي سيُسأل العبد عنها يوم القيامة وتُسأل عنه وعما عمل فيها] .
وقال تعالى (هَاأَنتُمْ هَؤُلاء حَاجَجْتُمْ فِيمَا لَكُم بِهِ عِلمٌ فَلِمَ تُحَآجُّونَ فِيمَا لَيْسَ لَكُم بِهِ عِلْمٌ) آل عمران: ٦٦.
قال القرطبي رحمه الله [في الآية دليل على المنع من الجدال لمن لا علم له، والحظر على من لا تحقيق عنده - إلى قوله - وقد ورد الأمر بالجدال لمن عَلِم وأيقن فقال تعالى (وَجَادِلْهُم بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ) النحل: ١٢٥] .
وقال الله عز وجل (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تُقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيِ اللَّهِ وَرَسُولِهِ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ عَلِيمٌ) الحجرات:١.
قال القرطبي رحمه الله [أي لا تقدموا قولا ولا فعلا بين يدي الله وقول رسوله وفعله فيما سبيله أن تأخذوه عنه من أمر الدين والدنيا. ومن قدّم قوله أو فعله على الرسول صلى الله عليه وسلم فقد قدّمه على الله تعالى، لأن الرسول صلى الله عليه وسلم إنما يأمر عن أمر الله عز وجل] .
وفي الآية دلالة على حرمة الإقدام على قول أو عمل قبل معرفة حكم الله تعالى وحكم رسوله صلى الله عليه وسلم فيه.
وقال ابن القيم رحمه الله - في نفس الآية - [أي لا تقولوا حتى يقول، ولا تأمروا حتى يأمر، ولا تُفْتُوا حتى يفتي، ولا تقطعوا أمراً حتى يكون هو الذي يحكم فيه ويُمضِيه، روى علي بن أبي طلحة عن ابن عباس رضي الله عنهما: لا تقولوا خِلافَ الكتاب والسنة، وروى العوفي عنه قال: نُهُوا أن يتكلموا بين يدي كلامه.
والقول الجامع في معنى الآية لا تعجلوا بقول ولا فعل قبل أن يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم أو يفعل] .
وقد أثنى الله تعالى على الملائكة وامتدحهم من هذا الوجه، في قوله تعالى (بَلْ عِبَادٌ مُّكْرَمُونَ، لَا يَسْبِقُونَهُ بِالْقَوْلِ وَهُم بِأَمْرِهِ يَعْمَلُونَ) الأنبياء: ٢٦ - ٢٧. فهم لا يقدِّمون قولاً قبل قوله تعالى، ولا يعملون إلا بأمره تعالى. قال ابن كثير رحمه الله [وهم له في غاية الطاعة قولا وفعلا (لَا يَسْبِقُونَهُ بِالْقَوْلِ وَهُم بِأَمْرِهِ يَعْمَلُونَ) الأنبياء: ٢٧، أي لا يتقدمون بين يديه بأمر ولا يخالفونه فيما أمرهم به، بل يبادرون إلى فعله] .
اللهم نسالك ايمانا ثابتا صادقا ويقينا يباشر قلوبنا وعملا صالحا وقولا صادقا والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
" وجوب العلم قبل القول والعمل وحرمة القول والعمل بغير علم"
أن هذا التعلم ليس اختياراً يفعله من يشاء ويدعه من يشاء، وإنما هو واجب على كل مسلم مكلَّف (بالغ عاقل). ووجه الوجوب أنه يحرم على المسلم أن يُقدم على قولٍ أو فعلٍ حتى يعلم حكم الله تعالى فيه، فيُقدم على ما يريد على بصيرة وعلى علمٍ، فكان العلم واجباً قبل القول والعمل.قال تعالى (قُلْ إِنَّمَا حَرَّمَ رَبِّيَ الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ وَالإِثْمَ وَالْبَغْيَ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَأَن تُشْرِكُواْ بِاللّهِ مَا لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ سُلْطَاناً وَأَن تَقُولُواْ عَلَى اللّهِ مَا لاَ تَعْلَمُونَ) الأعراف: ٣٣.هذا نص صريح في تحريم القول على الله بغير علم .
وقال تعالى (وَلاَ تَتَّبِعُواْ خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُّبِينٌ، إِنَّمَا يَأْمُرُكُمْ بِالسُّوءِ وَالْفَحْشَاء وَأَن تَقُولُواْ عَلَى اللّهِ مَا لاَ تَعْلَمُونَ) البقرة: ١٦٨ - ١٦٩. ومثل هذه الآية قوله تعالى (وَمِنَ النَّاسِ مَن يُجَادِلُ فِي اللَّهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ وَيَتَّبِعُ كُلَّ شَيْطَانٍ مَّرِيدٍ، كُتِبَ عَلَيْهِ أَنَّهُ مَن تَوَلَّاهُ فَأَنَّهُ يُضِلُّهُ وَيَهْدِيهِ إِلَى عَذَابِ السَّعِيرِ) الحج: ٣ -٤. فدل على أن الجدال وهو أقوال - بغير علم من تزيين الشيطان، وبيَّن سوء عاقبة ذلك.
وقال الله تعالى (وَلاَ تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولـئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْؤُولاً) الإسراء: ٣٦.
ومعنى (وَلاَ تَقْفُ) أي لا تتبع ما ليس لك به علم. ذكر ابن كثير رحمه الله أقوال السلف في الآية ثم قال [ومضمون ما ذكروه أن الله تعالى نهى عن القول بلا علم بل بالظن والتوهم والخيال - إلى قوله – (كُلُّ أُولـئِكَ) أي هذه الصفات من السمع والبصر والفؤاد- (كَانَ عَنْهُ مَسْؤُولاً) أي سيُسأل العبد عنها يوم القيامة وتُسأل عنه وعما عمل فيها] .
وقال تعالى (هَاأَنتُمْ هَؤُلاء حَاجَجْتُمْ فِيمَا لَكُم بِهِ عِلمٌ فَلِمَ تُحَآجُّونَ فِيمَا لَيْسَ لَكُم بِهِ عِلْمٌ) آل عمران: ٦٦.
قال القرطبي رحمه الله [في الآية دليل على المنع من الجدال لمن لا علم له، والحظر على من لا تحقيق عنده - إلى قوله - وقد ورد الأمر بالجدال لمن عَلِم وأيقن فقال تعالى (وَجَادِلْهُم بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ) النحل: ١٢٥] .
وقال الله عز وجل (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تُقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيِ اللَّهِ وَرَسُولِهِ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ عَلِيمٌ) الحجرات:١.
قال القرطبي رحمه الله [أي لا تقدموا قولا ولا فعلا بين يدي الله وقول رسوله وفعله فيما سبيله أن تأخذوه عنه من أمر الدين والدنيا. ومن قدّم قوله أو فعله على الرسول صلى الله عليه وسلم فقد قدّمه على الله تعالى، لأن الرسول صلى الله عليه وسلم إنما يأمر عن أمر الله عز وجل] .
وفي الآية دلالة على حرمة الإقدام على قول أو عمل قبل معرفة حكم الله تعالى وحكم رسوله صلى الله عليه وسلم فيه.
وقال ابن القيم رحمه الله - في نفس الآية - [أي لا تقولوا حتى يقول، ولا تأمروا حتى يأمر، ولا تُفْتُوا حتى يفتي، ولا تقطعوا أمراً حتى يكون هو الذي يحكم فيه ويُمضِيه، روى علي بن أبي طلحة عن ابن عباس رضي الله عنهما: لا تقولوا خِلافَ الكتاب والسنة، وروى العوفي عنه قال: نُهُوا أن يتكلموا بين يدي كلامه.
والقول الجامع في معنى الآية لا تعجلوا بقول ولا فعل قبل أن يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم أو يفعل] .
وقد أثنى الله تعالى على الملائكة وامتدحهم من هذا الوجه، في قوله تعالى (بَلْ عِبَادٌ مُّكْرَمُونَ، لَا يَسْبِقُونَهُ بِالْقَوْلِ وَهُم بِأَمْرِهِ يَعْمَلُونَ) الأنبياء: ٢٦ - ٢٧. فهم لا يقدِّمون قولاً قبل قوله تعالى، ولا يعملون إلا بأمره تعالى. قال ابن كثير رحمه الله [وهم له في غاية الطاعة قولا وفعلا (لَا يَسْبِقُونَهُ بِالْقَوْلِ وَهُم بِأَمْرِهِ يَعْمَلُونَ) الأنبياء: ٢٧، أي لا يتقدمون بين يديه بأمر ولا يخالفونه فيما أمرهم به، بل يبادرون إلى فعله] .
اللهم نسالك ايمانا ثابتا صادقا ويقينا يباشر قلوبنا وعملا صالحا وقولا صادقا والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته