22=بسم الله الرحمن الرحيم
22=وقفات مع الذكر=22=مع التسابيح- الوقفة الثانية
عن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : من سبح الله في دبر كل صلاة ثلاثا وثلاثين ، وحمد الله ثلاثا وثلاثين ، وكبر الله ثلاثا وثلاثين ، فتلك تسعة وتسعون ، وقال : تمام المائة لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، له الملك وله الحمد ، وهو على كل شيء قدير غفرت خطاياه ، وإن كانت مثل زبد البحر رواه مسلم.
بينا في الحلقة السابقة معنى التسبيح اما اثره على سلوك المسلم ونفسيته فانه من الذكر المهذب للنفسية والدافع للانسان ليبقى على صلة بالله تعالى مستحضرا عظمته تعالى وعلوه وكبريائه ووجوب تنزيهه تعالى عن كل نقص مناف للكمال وهذا يوجب على الانسان حسن التصرف امامه ودوام حضوره في قلب الذاكر فيحجزه هذا الحضور عن المعاصي ويمنعه عن الاثام والتجاوزات وباستقامة سلوكك امام الرب تعالى الذي لا تاخذه سنة ولا نوم تسمو ويسمو سلوكك فتكون منزها حقا لربك وتقدره حق قدره جل وعلا . وتكرر التسبيح ثلاثا وثلاثين مرة عقب كل صلاة كما شرع وندب لك لتستقر مفاهيم التنزيه في ذهنك ونفسك وقلبك وتربأ بتصرفاتك عن كل ما يشينك امام من يعلم السر واخفى ويكشف خائنة الاعين وما تخفي الصدور فتلتزم ما يرضيه وما يقربك منه وتجتنب ما يسخطه وما يباعد بينك وبينه ويغضبه.
والتنزيه فيه معان يجب ان لا تغيب عن ذهنك فاولها تعظيم الرب بنفي كل صفات النقص عنه لقوله تعالى فسبح باسم ربك العظيم..ومن تنزيهه وعظمته انك لا تدرك منه الا اسمه ومسماه فاشبه هنا قوله اقرأ باسم ربك الذي خلق..حيث ان من مظاهر عظمته ان لا تدركه الابصار ولا تحيط بذاته الافهام فليس لك نصيب من ادراكه الا ادراك وجوب وجوده الذي ينطق به الكون بكل مفرداته فلا تحيط علما الا بانه واجب الوجود وموجد كل موجود فلذلك قال فسبح باسم ربك العظيم وثانيها اثبات العلو لاسمه تعالى وتعاليه عن صغار الصفات وذميمها لقوله تعالى سبح اسم ربك الاعلى وجائت الاعلى على صيغة افعل التفضيل لاثبات الزيادة في المعنى فكل ما بدا لك عليا فهو سبحانه اعلى وقاهر له ومسيطر عليه سبحانه .وثالثها التسبيح بحمده تعالى لقوله في سورة النصر فسبح بحمد ربك واستغفره.. والتسبيح بالحمد اي ذكره بمحامده وما يليق بجلاله من محامد لا تعد ولاتحصى وتنزيهه وتبرئته جل وعلا عن كل ما يسوء او يشين من قول او عمل او صفة مشينة او منقصة. و التسبيح هو تنزيه الله تعالى عما لا يليق بجلاله وكماله ، وإثبات ما يليق بجلاله وكماله ؛ لأن التسبيح- في اللغة - معناه : التبعيد من السوء ، وأصله في اصطلاح الشرع : المرُّ السريع في عبادة الله تعالى ؛ وهو من قولهم : سبَح في الكلام ، بالتخفيف ، إذا أكثر منه .. والتشديد فيه للمبالغة .
والحمد اسم جامع للمحامد كلها من مدح وثناء وشكر وامتنان وهو مستحق له تعالى بذاته وصفاته وفعاله فلذلك ناسب ان تحمده بعد ان تسبحه والحمد تسبيح له مستحق على العبد و(ال )في الحمد هنا استغراقية اي انها استغرقت كل انواع المحامد واصناف الحمد وصرفتها باللام لله المستحق لها..فلذلك كان من اسمائه الحسنى وصفاته العليا ..الحميد.. والحمد ضده الذم الذي هو منزه عنه سبحانه وقالوا انه على انواع منها حمد الله لنفسه سبحانه كقوله ..الحمد لله رب العالمين.. وهو منه واليه لانه حميد بذاته وصفة الحمد قائمة بذاته ملازمة له مستحق لها وجوبا ..ومنه حمد الخالق جل وعلا للمخلوق فهو اعلم بمن يحمد وفيم يحمد كقوله تعالى :وَوَهَبْنَا لِدَاوُدَ سُلَيْمَانَ نِعْمَ الْعَبْدُ إِنَّهُ أَوَّابٌ (30)ص. وحمد العبد لربه كقولنا الحمد لله و اللهم لك الحمد او كوصفنا له بالكرم او كثنائنا عليه بعطائه ومنه او كشكرنا له على تفضله واحسانه وهذا الحمد والشكر يجب ان يكون بالعمل كما هو باللسان لقوله تعالى: وَابْتَغِ فِيمَا آتَاكَ اللَّهُ الدَّارَ الآخِرَةَ وَلا تَنْسَ نَصِيبَكَ مِنَ الدُّنْيَا وَأَحْسِنْ كَمَا أَحْسَنَ اللَّهُ إِلَيْكَ وَلا تَبْغِ الْفَسَادَ فِي الأَرْضِ إِنَّ اللَّهَ لا يُحِبُّ الْمُفْسِدِينَ (77)القصص. ولقوله تعالى:﴿اعْمَلُوا آلَ دَاوُودَ شُكْرًا وَقَلِيلٌ مِّنْ عِبَادِيَ الشَّكُورُ﴾ 13سبأ.
وقد ذهب المفسرون إلى أن المعنى: اعملوا لله على وجه الشكر لنعمائه، وكونوا دائماً من الشاكرين، والتزموا بالشكر وداوموا عليه لله في أي عمل صالح تقومون به؛ فهو الذي قوّاكم على فعل الخيرات.والعمل الصالح هو العمل المشروع المتقن النافع الكامل.
ومن انواع الحمد حمد المخلوق للمخلوق فالاصل فيه ان يكون لله فتحمد فلانا لله وتشكر فلانا لله ومن لا يشكر الناس لا يشكر الله فلا تحمد ضالا ولا ضلالا ولا تشكر ظالما ولا ظلما ولا تحمد عاصيا ولا معصية لان في ذلك اعانة وتشجيعا لهم على ماهم فيه من غي وضلال ومعصية ورضى بحال الاصل فيه الانكار..وتحمد كل طاعة وكل طائع
وكل تقوى وكل تقي وكل نقاء وكل نقي وتزين للناس كل بر وهدى وتنفرهم عن كل ضلال وفساد سواء من اشخاص او افكار يحملونها فيحرم تزيين افكار الكفر والضلال كفكرة العلمانية والديمفراطية والاشتراكية والعنصرية والعصبية.ويجب بيان عوارها وفسادها...فان كنت كذلك فاعلم انك تحمد الله تعالى جعلني الله واياكم من اهل حمده والثناء عليه بما يليق بجلاله وسلطانه والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
22=وقفات مع الذكر=22=مع التسابيح- الوقفة الثانية
عن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : من سبح الله في دبر كل صلاة ثلاثا وثلاثين ، وحمد الله ثلاثا وثلاثين ، وكبر الله ثلاثا وثلاثين ، فتلك تسعة وتسعون ، وقال : تمام المائة لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، له الملك وله الحمد ، وهو على كل شيء قدير غفرت خطاياه ، وإن كانت مثل زبد البحر رواه مسلم.
بينا في الحلقة السابقة معنى التسبيح اما اثره على سلوك المسلم ونفسيته فانه من الذكر المهذب للنفسية والدافع للانسان ليبقى على صلة بالله تعالى مستحضرا عظمته تعالى وعلوه وكبريائه ووجوب تنزيهه تعالى عن كل نقص مناف للكمال وهذا يوجب على الانسان حسن التصرف امامه ودوام حضوره في قلب الذاكر فيحجزه هذا الحضور عن المعاصي ويمنعه عن الاثام والتجاوزات وباستقامة سلوكك امام الرب تعالى الذي لا تاخذه سنة ولا نوم تسمو ويسمو سلوكك فتكون منزها حقا لربك وتقدره حق قدره جل وعلا . وتكرر التسبيح ثلاثا وثلاثين مرة عقب كل صلاة كما شرع وندب لك لتستقر مفاهيم التنزيه في ذهنك ونفسك وقلبك وتربأ بتصرفاتك عن كل ما يشينك امام من يعلم السر واخفى ويكشف خائنة الاعين وما تخفي الصدور فتلتزم ما يرضيه وما يقربك منه وتجتنب ما يسخطه وما يباعد بينك وبينه ويغضبه.
والتنزيه فيه معان يجب ان لا تغيب عن ذهنك فاولها تعظيم الرب بنفي كل صفات النقص عنه لقوله تعالى فسبح باسم ربك العظيم..ومن تنزيهه وعظمته انك لا تدرك منه الا اسمه ومسماه فاشبه هنا قوله اقرأ باسم ربك الذي خلق..حيث ان من مظاهر عظمته ان لا تدركه الابصار ولا تحيط بذاته الافهام فليس لك نصيب من ادراكه الا ادراك وجوب وجوده الذي ينطق به الكون بكل مفرداته فلا تحيط علما الا بانه واجب الوجود وموجد كل موجود فلذلك قال فسبح باسم ربك العظيم وثانيها اثبات العلو لاسمه تعالى وتعاليه عن صغار الصفات وذميمها لقوله تعالى سبح اسم ربك الاعلى وجائت الاعلى على صيغة افعل التفضيل لاثبات الزيادة في المعنى فكل ما بدا لك عليا فهو سبحانه اعلى وقاهر له ومسيطر عليه سبحانه .وثالثها التسبيح بحمده تعالى لقوله في سورة النصر فسبح بحمد ربك واستغفره.. والتسبيح بالحمد اي ذكره بمحامده وما يليق بجلاله من محامد لا تعد ولاتحصى وتنزيهه وتبرئته جل وعلا عن كل ما يسوء او يشين من قول او عمل او صفة مشينة او منقصة. و التسبيح هو تنزيه الله تعالى عما لا يليق بجلاله وكماله ، وإثبات ما يليق بجلاله وكماله ؛ لأن التسبيح- في اللغة - معناه : التبعيد من السوء ، وأصله في اصطلاح الشرع : المرُّ السريع في عبادة الله تعالى ؛ وهو من قولهم : سبَح في الكلام ، بالتخفيف ، إذا أكثر منه .. والتشديد فيه للمبالغة .
والحمد اسم جامع للمحامد كلها من مدح وثناء وشكر وامتنان وهو مستحق له تعالى بذاته وصفاته وفعاله فلذلك ناسب ان تحمده بعد ان تسبحه والحمد تسبيح له مستحق على العبد و(ال )في الحمد هنا استغراقية اي انها استغرقت كل انواع المحامد واصناف الحمد وصرفتها باللام لله المستحق لها..فلذلك كان من اسمائه الحسنى وصفاته العليا ..الحميد.. والحمد ضده الذم الذي هو منزه عنه سبحانه وقالوا انه على انواع منها حمد الله لنفسه سبحانه كقوله ..الحمد لله رب العالمين.. وهو منه واليه لانه حميد بذاته وصفة الحمد قائمة بذاته ملازمة له مستحق لها وجوبا ..ومنه حمد الخالق جل وعلا للمخلوق فهو اعلم بمن يحمد وفيم يحمد كقوله تعالى :وَوَهَبْنَا لِدَاوُدَ سُلَيْمَانَ نِعْمَ الْعَبْدُ إِنَّهُ أَوَّابٌ (30)ص. وحمد العبد لربه كقولنا الحمد لله و اللهم لك الحمد او كوصفنا له بالكرم او كثنائنا عليه بعطائه ومنه او كشكرنا له على تفضله واحسانه وهذا الحمد والشكر يجب ان يكون بالعمل كما هو باللسان لقوله تعالى: وَابْتَغِ فِيمَا آتَاكَ اللَّهُ الدَّارَ الآخِرَةَ وَلا تَنْسَ نَصِيبَكَ مِنَ الدُّنْيَا وَأَحْسِنْ كَمَا أَحْسَنَ اللَّهُ إِلَيْكَ وَلا تَبْغِ الْفَسَادَ فِي الأَرْضِ إِنَّ اللَّهَ لا يُحِبُّ الْمُفْسِدِينَ (77)القصص. ولقوله تعالى:﴿اعْمَلُوا آلَ دَاوُودَ شُكْرًا وَقَلِيلٌ مِّنْ عِبَادِيَ الشَّكُورُ﴾ 13سبأ.
وقد ذهب المفسرون إلى أن المعنى: اعملوا لله على وجه الشكر لنعمائه، وكونوا دائماً من الشاكرين، والتزموا بالشكر وداوموا عليه لله في أي عمل صالح تقومون به؛ فهو الذي قوّاكم على فعل الخيرات.والعمل الصالح هو العمل المشروع المتقن النافع الكامل.
ومن انواع الحمد حمد المخلوق للمخلوق فالاصل فيه ان يكون لله فتحمد فلانا لله وتشكر فلانا لله ومن لا يشكر الناس لا يشكر الله فلا تحمد ضالا ولا ضلالا ولا تشكر ظالما ولا ظلما ولا تحمد عاصيا ولا معصية لان في ذلك اعانة وتشجيعا لهم على ماهم فيه من غي وضلال ومعصية ورضى بحال الاصل فيه الانكار..وتحمد كل طاعة وكل طائع
وكل تقوى وكل تقي وكل نقاء وكل نقي وتزين للناس كل بر وهدى وتنفرهم عن كل ضلال وفساد سواء من اشخاص او افكار يحملونها فيحرم تزيين افكار الكفر والضلال كفكرة العلمانية والديمفراطية والاشتراكية والعنصرية والعصبية.ويجب بيان عوارها وفسادها...فان كنت كذلك فاعلم انك تحمد الله تعالى جعلني الله واياكم من اهل حمده والثناء عليه بما يليق بجلاله وسلطانه والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.