بسم الله الرحمن الرحيم
الصعاب تصنع النجاح
عند الخامسة من بعد عصر يوم الثلاثاء الموافق الرابع من أغسطس عقد صالون نون الأدبي لقاءه الأول بعد إجازة العيد
افتتحت الأستاذة فتحية صرصور اللقاء بقولها: الحضور الكريم رواد صالون نون الأدبي أهلا وسهلا بكم في لقائنا الأول بعد شهر رمضان الكريم، وعيد الفطر السعيد، تقبل الله منا ومنكم صالح الأعمال، وأجزل لنا الحسنات
فكل عام وأنتم بخير، ودمتم انتم الخير لكل عام
وبعد: فإنني بالأصالة عن صالون نون الأدبي ونيابة عنكم أتقدم بالتهنئة والتبريكات للدكتور عبد الله تاية لإصداره الجديد، وقد أهدى عشرين نسخة منها لرواد صالون نون الأدبي، فألف شكر، ودوما في إبداع
بعدها قالت الأستاذة فتحية:
كم هو جميل أن تنجح، وكم هو رائع الشعور بنشوة النجاح والتألق، لكن الأروع والأجمل أن تبذل جهدا لتحقق نصرا فــــ: لا تحسبن المجد تمرا أنت آكله لن تبلغ المجد حتى تلعق الصبر
كما عودناكم دوما نبحث عن الإبداع، وقصص التحدي والنجاح، لنعرضها عليكم، ونشرككم في خطوات أوصلت للنجاح، لتكون درسا وعبرة للأجيال القادمة
قصة النجاح في لقائنا هذا صادفها الكثير من الصعاب، عاشت الأزمة تلو الأزمات، إلا أنها أصرت وتحدت حتى وصلت إلى ما وصلت إليه، وقد يكون الكثيرون لم يصلوا للنجاح وإن كانت سبلهم ممهدة له
شخصيتنا لهذا اليوم هي: السيدة رناد عبد الكريم إبراهيم الحلو، ألحقت اسمها بلقب زوجة شهيد
الأستاذة رناد من مواليد العام 1983م
حاصلة على ماجستير أصول تربية _كلية التربية _الجامعة الإسلامية _ 2014م
• عضو مجلس إدارة بجمعية الشموع المضيئة.
• عضو اتحاد المدربين الفلسطينيين.
حاصلة على العديد من الدورات التدريبية في الإعلام والبرمجة اللغوية والعلاقات العامة والتخطيط الاستراتيجي، فن الاتيكيت والبروتوكول، تقنيات التدريب الاحترافي، أحكام مبتدئة أحكام عليا، دورة إعداد مدربين ودورة الجودة
كما أنها تمتلك العديد من الخبرات العملية، فهي:
- مدربة تنمية بشرية معتمدة
- محاضِرة بكلية بوليتكنيك المستقبل - غزة
- مسئولة التعليم المستمر بكلية بوليتكنيك المستقبل
مشرفة على قسم الأبحاث العلمية - مركز التغلب على الأزمات .
قامت بتنفيذ العديد من الدورات، وهي ذات الدورات التي حصلت عليها وقامت بتدريبها، كما شاركت بمؤتمر الحقوق المالية والاجتماعية لزوجات الشهداء بالجامعة الإسلامية
تمتلك ضيفتنا العديد من المهارات منها: القدرة على التفاوض - القدرة على حل المشكلات
- القدرة على استيعاب الآخرين - تحمل ضغوط العمل
والقائمة في ذلك تطول لذا، سأترك لها فسحة لتتحدث عن نفسها ومن ثم نفتح مجالا لمداخلاتكم واستفساراتكم
بدأت الأستاذة رناد حديثها، مقدمة التحية، معربة عن شكرها لجماعة صالون نون الأدبي لإتاحة الفرصة لها لتكون في هذا الموقع، ثم بدأت بعرض لمسيرة حياتها عبر محاور فقالت: حقا إن الصعاب تصنع النجاح
لكن بداية الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف المرسلين سيدنا محمد اله وصحبه أجمعين أما بعد...
عندما نتحدث عن النجاح ٍوجب علينا أن نقف وقفة إجلال وشكر لله تعالى .
فهذا ليس بمجهود العبد ولكنه أخذ بالأسباب وسار إلى الأمام متكلأ على الله تعالى ...
وها أنا ارجع بذاكرتي التي لم تغادرني أفكارها أو ذكرياتها، بكل ما فيها وبكل مراحلها؛ صعوبتها، ألمها،مشاعرها.
إن بدأنا من الطفولة فهى طفولة ولا أروع، حملت الكثير من المقومات التي تجعل أي طفل يشعر بالسعادة، فهي كانت طفولة مرفهة للغاية، ترتيبي بين إخوتى أصغر واحدة، والأخت الوحيدة الموجودة بالبيت
الوالد لم يقصر أو يتوانى عن العطاء، الأم، ونعم الأم، والقدوة، فهي تحرص على ابنتها وتخاف عليها لدرجة كبيرة ومازالت إلى الآن.
وقد تزوجت من سن السابعة عشر قبل أن أتقدم للثانوية العامة، زوجي كان يعمل بالتجارة ومن الله عليه بفتح شركة خاصة، ورزقنا الله بثلاثة أطفال، هم شموع حياتي ، وكانت حياة هادئة كريمة مرفهة مميزة,
وبعد مضى ستة أعوام على زواجنا في يوم 28_2_2008, الساعة السابعة مساءا، تم اغتيال زوجي الشهيد "محمد مسعود الحلو "عند مستشفى الشفاء بشاحنته
وبدأت الرحلة، فوجئت بمجتمع لا أعرفه، واجهت الكثير من الصعاب، أول قرار اتخذته هو إكمال دراستي، وبالفعل حصلت على الثانوية العامة، ومن ثم التحقت بالجامعة تخصص دراسات إسلامية، بعد تخرجي من الجامعة لم يخطر ببالي أن أفكر في استكمال دراسة الماجستير، وذلك لما عانيته خلال دراستي، ولظني بأنني لا أمتلك قدرات تؤهلني لهذه الدرجة العلمية، لكن صديقة لي شجعتني، بل دفعتني للتسجيل ببرنامج الماجستير، فكان
واجهت الكثير من الأنماط البشرية؛ ما بين محبط ومشجع، المثبطين كان لهم دور ليس قليل، ولكن اتخذت منهم دافع للقوة والتحدي, كرهت الضعف، والحزن، أردت أن اثبت للجميع أن زوجة الشهيد ليس فقط عليها أن تضع دمعتها التي لا تزبل، وتقول أنا ضعيفة ساعدوني, أردت حياة كريمة لأطفالي، لا يشعروا فيها بالنقص، أو الأقلية، كان هناك صعوبة بتربيتهم ومازالت، ومن ثم أكملت دراسة الماجستير، تخصص "أصول تربية"وكانت رسالتي امتداد وجزء لا يتجزأ من معاناة زوجات الشهداء،شعرت إنني ممثلة عنهم، وكانت رسالتي بعنوان "تصور مقترح للتغلب على معوقات الفاعلية الاجتماعية لزوجات الشهداء في ضوء التوجيه التربوي الإسلامي" وتناولت الدراسة الكثير من المشكلات التي تواجه زوجات الشهداء .منها إجبارها على الزواج أحد أقربائها، تنقلها للعيش في بيت أهلها،تدخل أهل زوجها في شئونها وتربية أبنائها،
وبفضل الله في نوفمبر 2014م أنهيت دراسة الماجستير بتقدير جيد جدا
بعدها أحببت مجال التدريب وبدأت التصفح وأخذ دورات في مجال التنمية البشرية، إلى أن من الله علىَّ في يناير 2015م بأن أكون مدربة، فى وقت وجيز، وتعينت كمحاضرة ببولتكنك المستقبل التطبيقي، إضافة إلى كوني مسئولة التعليم المستمر بالبولتكنك، وأطمح بتكملة دراسة الدكتوراه إن شاء الله، وختاما أقول،كل إنسان به طاقات كامنة وعليه ألا يترك البيئة وتأثيراتها تأثر عليه سلبيا، بل يقوى عليها ولا يستسلم لها .
بعد أن أنهت الأستاذة رناد عرض تجربتها شكرتها الأستاذة فتحية وقالت فعلا:
وَما نَيلُ المَطالِبِ بِالتَمَنّي وَلَكِن تُؤخَذُ الدُنيا غِلابا
كان الدكتور جمال أبو نحل أول المداخلين فقال: بداية أشكر صالون نون لهذه الاستضافة الطيبة، ثم أرحب بالسيدة رناد على هذا السرد لسيرة عطرة مفعمة بالآهات والألم والأمل، فأرجو لها التوفيق
ثم قال: أنا على علم بما واجهته رناد من معاناة، لكنني أرى أن موضوع زواج زوجات الشهداء فذا شيء مباح، تماما كما يباح للرجل أن يتزوج، وكلنا يعرف قصة الصحابي الذي توفيت زوجته منتصف النهار، وتزوج ليلا، وعندما سألوه كيف يفعل ذلك؟ قال: لقد مكثت نصف يوم بنصف دين، فهو أمر مباح لكن ما يحكمه هو رغبة الزوجة نفسها
وعن برنامج الدكتوراة، قال: أعتقد أن الدكتور صبري صيدم وزير التربية والتعليم الجديد سيهتم بالأمر، وسيكون لدينا برامج مشتركة مع جامعات معتمدة.
الأديب عبد الرحمن شحادة قال: أنا سعيد وفخور بهذه الإنسانة، لكنني أقول إن ديننا هو من منح المرأة الحرية في زمن كانت أوروبا تغط في ظلام دامس، وكانت الثورة البيضاء في الأدب تقتبس منّا، واليوم للأسف نحن من يلهث على ما لديهم
رناد تفتخر بنضالها من أجل التعليم، لكن لا تغلقي الأبواب على نفسك، فالمرأة وطن
الشاب محمد صالح تحدث بحماس الشباب فقال: نحن نفتخر بأن يكون لدينا شخصية صامدة وقوية كالأستاذة رناد
وقال: أمي لم تكمل تعليمها، سأعود للبيت وأنقل ما سمعته هنا، وأسأل أمي لماذا لم تكمل تعليمها، سأحثها على ذلك
الشاعرة رحاب كنعان قالت: تحية واحترام لصالون نون الأدبي الذي يمتعنا بمثل هذه الجلسات القيمة، وقالت: نحن نعتز بزوجة الشهيد، فأنا زوجي شهيد، لكن رناد باستكمال تعليمها فعلت ما لم أستطع فعله وذلك بسبب انشغالي بأبنائي، ما فعلته رناد رسالة لشعبنا وللعالم أجمع بأن المرأة الفلسطينية وإن فقدت زوجها، فهي قادرة على الوقوف وصناعة المستقبل لها ولأولادها
ثم قالت: أتمنى أن تصدري كتيبا يحتوي نماذج وصور المعاناة التي تعرضت لها زوجات الشهداء وكانت ضمن دراستك أثناء إعداد رسالة الماجستير
السيدة يسرى شراب قالت: أرى قصتك تشبه قصتي، لكن كون أهلي بمصر زاد من معاناتي، لكني عدت للعمل كمدرسة، واستطعت الوقوف على قدمي رغم الوضع الاقتصادي الضعيف الذي نعاني منه لعدم وجود أولاد مما جعل ميراثه لأخوته وأهله
للأسف لم أتمكن من إكمال تعليمي فلا أحمل سوى شهادة الثانوية العامة، لكنني عملت بها، وبعد أن كنت مهمشة أثبت ذاتي وكونت لنفسي شخصية
الشاب شعبان عوض قال: ليس لدي سؤال لكن ما أردته هو تقديم شكري للأستاذة رناد على مجهودها الطيب ووصولها للنجاح، وكما قال المثل(حب ما تعمل، كي تعمل ما تحب)
الدكتورة مي نايف رحبت بالضيوف الكرام وهنأتهم بشهر رمضان الكريم وعيد الفطر، ثم قالت: جميل أن نبدأ جلساتنا بعد العيد باستضافة شخصية قوية كشخصية رناد، وتحدثت عن حماس رناد للعمل، وكيف رحبت بها لتعطي دورات في البوليتكنيك
ثم توجهت الدكتورة مي لأستاذة رناد بسؤالين:
أولا: حدثينا عن الفجوة بين الدين وأزمة استشهاد الزوج
ثانيا: ماذا بعد الماجستير، رناد إلى أين؟
الأستاذ ممتاز مرتجى كانت له مداخلة قال فيها: مثل هذه اللقاءات إثراء للحياة الثقافية التي نفتقدها في زحمة المناكفات والمشاحنات السياسية، فهي متنفس للفلسطيني ليعبر عن تطلعاته
وقال: لقد أخذت دورة مع الأستاذة رناد وهي متميزة، ثم قال: أنا قرأت رسالة الماجستير لأستاذة رناد عبر الانترنت فوجدت أفكار جديدة طرحتها من خلال تجربتها، ضمنتها أرقام دقيقة عن عدد زوجات الشهداء وقد بلغن ثلاثمائة
وكوني أسير سابق أقول إن زوجة الأسير تشعر بذات المعاناة التي تشعر بها زوجة الشهيد، لم أكن في العام 1989م متزوجا، لكن زميلا لي قال: إن الزوجة أكثر من يتألم ويتأثر بالسجين
ثم قال: أود أن أسأل رناد، لو لم يكن لديها أولاد هل كان هناك شيء آخر؟
وهل كونها زوجة شهيد هو ما دفعها لتغيير حياتها؟
اختتم السيد ممتاز بالقول: النجاح شيء في ذات الإنسان وكينونته، ونفسيته، فعندما تكون أربعة نساء فقط من زوجات الشهداء حاصلة على الماجستير، وتكون رناد خامستهن فهذا يدل على جهدها ونضالها
السيد هاني بركات قال: في التجمع الوطني لنساء فلسطين كنت على احتكاك بزوجات الشهداء، رناد حالة فريدة، لمست فيها التواضع وتقبل الآخر
لقد شاركتها فعالية شهر رمضان في معهد الأمل للأيتام، شعرت بشخصيتها القوية القيادية، وفي ذات الوقت عطوفة، فكانت أما لجميع الأيتام في المعهد، لذا أقول: إن قيادة المرأة للمجتمع مهمة جدا
الأستاذة منى العطار قالت سطرين أدبييا تمجيدا بزوجات الشهداء، وشكر لمن استشهد فصنع نجاحا
في الختام أجملت الأستاذة رناد ردودها فقالت: أنا لا أحرم حلالا، وأعرف أن زواج زوجة الشهيد أمر مباح ومقبول اجتماعيا، لكنني أخذت قراري عن قوة، ولم أرغب في أن أكون بموضع العطف، ولا أن أسمع كلمة مسكينة ويا حرام
أنا لم أغلق على نفسي الأبواب
وعن علاقة الدين قالت: لو لم أكن متسلحة بالوازع الديني لما استطعت الصمود، والإيمان بأن هذه المحنة منحة لأنها اختبار لصبري، وبذا قويت على جرحي، وقد رأيت زوجات شهداء لا يتسلحن بالوازع الديني فكانت معاناتهن كبيرة
وعن المستقبل قالت: سأكمل دراسة الدكتوراة بإذن الله، وقالت: إن كنت أطور نفسي، فهو لي ولأبنائي الذين أصبحوا فخورين بأمهم ويسعدون عندما يتابعون لقاءاتي في الفضائيات
أيضا أهتم بمستقبلهم فاشتريت لهم قطعة أرض تأميننا لمستقبلهم
وعن استضافتها للدكتورة مي في البوليتكنيك قالت أنا أؤمن بأن زكاة العلم نشره وليس ادخاره، لذا نرحب بك دكتورة مي في الكلية
انتهى اللقاء، ولم ينهي صالون نون الأدبي لقاءاته، فلازال العطاء مستمرا، والإبداع النسوي معين لا ينضب
@@@@@@@@@
الصعاب تصنع النجاح
عند الخامسة من بعد عصر يوم الثلاثاء الموافق الرابع من أغسطس عقد صالون نون الأدبي لقاءه الأول بعد إجازة العيد
افتتحت الأستاذة فتحية صرصور اللقاء بقولها: الحضور الكريم رواد صالون نون الأدبي أهلا وسهلا بكم في لقائنا الأول بعد شهر رمضان الكريم، وعيد الفطر السعيد، تقبل الله منا ومنكم صالح الأعمال، وأجزل لنا الحسنات
فكل عام وأنتم بخير، ودمتم انتم الخير لكل عام
وبعد: فإنني بالأصالة عن صالون نون الأدبي ونيابة عنكم أتقدم بالتهنئة والتبريكات للدكتور عبد الله تاية لإصداره الجديد، وقد أهدى عشرين نسخة منها لرواد صالون نون الأدبي، فألف شكر، ودوما في إبداع
بعدها قالت الأستاذة فتحية:
كم هو جميل أن تنجح، وكم هو رائع الشعور بنشوة النجاح والتألق، لكن الأروع والأجمل أن تبذل جهدا لتحقق نصرا فــــ: لا تحسبن المجد تمرا أنت آكله لن تبلغ المجد حتى تلعق الصبر
كما عودناكم دوما نبحث عن الإبداع، وقصص التحدي والنجاح، لنعرضها عليكم، ونشرككم في خطوات أوصلت للنجاح، لتكون درسا وعبرة للأجيال القادمة
قصة النجاح في لقائنا هذا صادفها الكثير من الصعاب، عاشت الأزمة تلو الأزمات، إلا أنها أصرت وتحدت حتى وصلت إلى ما وصلت إليه، وقد يكون الكثيرون لم يصلوا للنجاح وإن كانت سبلهم ممهدة له
شخصيتنا لهذا اليوم هي: السيدة رناد عبد الكريم إبراهيم الحلو، ألحقت اسمها بلقب زوجة شهيد
الأستاذة رناد من مواليد العام 1983م
حاصلة على ماجستير أصول تربية _كلية التربية _الجامعة الإسلامية _ 2014م
• عضو مجلس إدارة بجمعية الشموع المضيئة.
• عضو اتحاد المدربين الفلسطينيين.
حاصلة على العديد من الدورات التدريبية في الإعلام والبرمجة اللغوية والعلاقات العامة والتخطيط الاستراتيجي، فن الاتيكيت والبروتوكول، تقنيات التدريب الاحترافي، أحكام مبتدئة أحكام عليا، دورة إعداد مدربين ودورة الجودة
كما أنها تمتلك العديد من الخبرات العملية، فهي:
- مدربة تنمية بشرية معتمدة
- محاضِرة بكلية بوليتكنيك المستقبل - غزة
- مسئولة التعليم المستمر بكلية بوليتكنيك المستقبل
مشرفة على قسم الأبحاث العلمية - مركز التغلب على الأزمات .
قامت بتنفيذ العديد من الدورات، وهي ذات الدورات التي حصلت عليها وقامت بتدريبها، كما شاركت بمؤتمر الحقوق المالية والاجتماعية لزوجات الشهداء بالجامعة الإسلامية
تمتلك ضيفتنا العديد من المهارات منها: القدرة على التفاوض - القدرة على حل المشكلات
- القدرة على استيعاب الآخرين - تحمل ضغوط العمل
والقائمة في ذلك تطول لذا، سأترك لها فسحة لتتحدث عن نفسها ومن ثم نفتح مجالا لمداخلاتكم واستفساراتكم
بدأت الأستاذة رناد حديثها، مقدمة التحية، معربة عن شكرها لجماعة صالون نون الأدبي لإتاحة الفرصة لها لتكون في هذا الموقع، ثم بدأت بعرض لمسيرة حياتها عبر محاور فقالت: حقا إن الصعاب تصنع النجاح
لكن بداية الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف المرسلين سيدنا محمد اله وصحبه أجمعين أما بعد...
عندما نتحدث عن النجاح ٍوجب علينا أن نقف وقفة إجلال وشكر لله تعالى .
فهذا ليس بمجهود العبد ولكنه أخذ بالأسباب وسار إلى الأمام متكلأ على الله تعالى ...
وها أنا ارجع بذاكرتي التي لم تغادرني أفكارها أو ذكرياتها، بكل ما فيها وبكل مراحلها؛ صعوبتها، ألمها،مشاعرها.
إن بدأنا من الطفولة فهى طفولة ولا أروع، حملت الكثير من المقومات التي تجعل أي طفل يشعر بالسعادة، فهي كانت طفولة مرفهة للغاية، ترتيبي بين إخوتى أصغر واحدة، والأخت الوحيدة الموجودة بالبيت
الوالد لم يقصر أو يتوانى عن العطاء، الأم، ونعم الأم، والقدوة، فهي تحرص على ابنتها وتخاف عليها لدرجة كبيرة ومازالت إلى الآن.
وقد تزوجت من سن السابعة عشر قبل أن أتقدم للثانوية العامة، زوجي كان يعمل بالتجارة ومن الله عليه بفتح شركة خاصة، ورزقنا الله بثلاثة أطفال، هم شموع حياتي ، وكانت حياة هادئة كريمة مرفهة مميزة,
وبعد مضى ستة أعوام على زواجنا في يوم 28_2_2008, الساعة السابعة مساءا، تم اغتيال زوجي الشهيد "محمد مسعود الحلو "عند مستشفى الشفاء بشاحنته
وبدأت الرحلة، فوجئت بمجتمع لا أعرفه، واجهت الكثير من الصعاب، أول قرار اتخذته هو إكمال دراستي، وبالفعل حصلت على الثانوية العامة، ومن ثم التحقت بالجامعة تخصص دراسات إسلامية، بعد تخرجي من الجامعة لم يخطر ببالي أن أفكر في استكمال دراسة الماجستير، وذلك لما عانيته خلال دراستي، ولظني بأنني لا أمتلك قدرات تؤهلني لهذه الدرجة العلمية، لكن صديقة لي شجعتني، بل دفعتني للتسجيل ببرنامج الماجستير، فكان
واجهت الكثير من الأنماط البشرية؛ ما بين محبط ومشجع، المثبطين كان لهم دور ليس قليل، ولكن اتخذت منهم دافع للقوة والتحدي, كرهت الضعف، والحزن، أردت أن اثبت للجميع أن زوجة الشهيد ليس فقط عليها أن تضع دمعتها التي لا تزبل، وتقول أنا ضعيفة ساعدوني, أردت حياة كريمة لأطفالي، لا يشعروا فيها بالنقص، أو الأقلية، كان هناك صعوبة بتربيتهم ومازالت، ومن ثم أكملت دراسة الماجستير، تخصص "أصول تربية"وكانت رسالتي امتداد وجزء لا يتجزأ من معاناة زوجات الشهداء،شعرت إنني ممثلة عنهم، وكانت رسالتي بعنوان "تصور مقترح للتغلب على معوقات الفاعلية الاجتماعية لزوجات الشهداء في ضوء التوجيه التربوي الإسلامي" وتناولت الدراسة الكثير من المشكلات التي تواجه زوجات الشهداء .منها إجبارها على الزواج أحد أقربائها، تنقلها للعيش في بيت أهلها،تدخل أهل زوجها في شئونها وتربية أبنائها،
وبفضل الله في نوفمبر 2014م أنهيت دراسة الماجستير بتقدير جيد جدا
بعدها أحببت مجال التدريب وبدأت التصفح وأخذ دورات في مجال التنمية البشرية، إلى أن من الله علىَّ في يناير 2015م بأن أكون مدربة، فى وقت وجيز، وتعينت كمحاضرة ببولتكنك المستقبل التطبيقي، إضافة إلى كوني مسئولة التعليم المستمر بالبولتكنك، وأطمح بتكملة دراسة الدكتوراه إن شاء الله، وختاما أقول،كل إنسان به طاقات كامنة وعليه ألا يترك البيئة وتأثيراتها تأثر عليه سلبيا، بل يقوى عليها ولا يستسلم لها .
بعد أن أنهت الأستاذة رناد عرض تجربتها شكرتها الأستاذة فتحية وقالت فعلا:
وَما نَيلُ المَطالِبِ بِالتَمَنّي وَلَكِن تُؤخَذُ الدُنيا غِلابا
كان الدكتور جمال أبو نحل أول المداخلين فقال: بداية أشكر صالون نون لهذه الاستضافة الطيبة، ثم أرحب بالسيدة رناد على هذا السرد لسيرة عطرة مفعمة بالآهات والألم والأمل، فأرجو لها التوفيق
ثم قال: أنا على علم بما واجهته رناد من معاناة، لكنني أرى أن موضوع زواج زوجات الشهداء فذا شيء مباح، تماما كما يباح للرجل أن يتزوج، وكلنا يعرف قصة الصحابي الذي توفيت زوجته منتصف النهار، وتزوج ليلا، وعندما سألوه كيف يفعل ذلك؟ قال: لقد مكثت نصف يوم بنصف دين، فهو أمر مباح لكن ما يحكمه هو رغبة الزوجة نفسها
وعن برنامج الدكتوراة، قال: أعتقد أن الدكتور صبري صيدم وزير التربية والتعليم الجديد سيهتم بالأمر، وسيكون لدينا برامج مشتركة مع جامعات معتمدة.
الأديب عبد الرحمن شحادة قال: أنا سعيد وفخور بهذه الإنسانة، لكنني أقول إن ديننا هو من منح المرأة الحرية في زمن كانت أوروبا تغط في ظلام دامس، وكانت الثورة البيضاء في الأدب تقتبس منّا، واليوم للأسف نحن من يلهث على ما لديهم
رناد تفتخر بنضالها من أجل التعليم، لكن لا تغلقي الأبواب على نفسك، فالمرأة وطن
الشاب محمد صالح تحدث بحماس الشباب فقال: نحن نفتخر بأن يكون لدينا شخصية صامدة وقوية كالأستاذة رناد
وقال: أمي لم تكمل تعليمها، سأعود للبيت وأنقل ما سمعته هنا، وأسأل أمي لماذا لم تكمل تعليمها، سأحثها على ذلك
الشاعرة رحاب كنعان قالت: تحية واحترام لصالون نون الأدبي الذي يمتعنا بمثل هذه الجلسات القيمة، وقالت: نحن نعتز بزوجة الشهيد، فأنا زوجي شهيد، لكن رناد باستكمال تعليمها فعلت ما لم أستطع فعله وذلك بسبب انشغالي بأبنائي، ما فعلته رناد رسالة لشعبنا وللعالم أجمع بأن المرأة الفلسطينية وإن فقدت زوجها، فهي قادرة على الوقوف وصناعة المستقبل لها ولأولادها
ثم قالت: أتمنى أن تصدري كتيبا يحتوي نماذج وصور المعاناة التي تعرضت لها زوجات الشهداء وكانت ضمن دراستك أثناء إعداد رسالة الماجستير
السيدة يسرى شراب قالت: أرى قصتك تشبه قصتي، لكن كون أهلي بمصر زاد من معاناتي، لكني عدت للعمل كمدرسة، واستطعت الوقوف على قدمي رغم الوضع الاقتصادي الضعيف الذي نعاني منه لعدم وجود أولاد مما جعل ميراثه لأخوته وأهله
للأسف لم أتمكن من إكمال تعليمي فلا أحمل سوى شهادة الثانوية العامة، لكنني عملت بها، وبعد أن كنت مهمشة أثبت ذاتي وكونت لنفسي شخصية
الشاب شعبان عوض قال: ليس لدي سؤال لكن ما أردته هو تقديم شكري للأستاذة رناد على مجهودها الطيب ووصولها للنجاح، وكما قال المثل(حب ما تعمل، كي تعمل ما تحب)
الدكتورة مي نايف رحبت بالضيوف الكرام وهنأتهم بشهر رمضان الكريم وعيد الفطر، ثم قالت: جميل أن نبدأ جلساتنا بعد العيد باستضافة شخصية قوية كشخصية رناد، وتحدثت عن حماس رناد للعمل، وكيف رحبت بها لتعطي دورات في البوليتكنيك
ثم توجهت الدكتورة مي لأستاذة رناد بسؤالين:
أولا: حدثينا عن الفجوة بين الدين وأزمة استشهاد الزوج
ثانيا: ماذا بعد الماجستير، رناد إلى أين؟
الأستاذ ممتاز مرتجى كانت له مداخلة قال فيها: مثل هذه اللقاءات إثراء للحياة الثقافية التي نفتقدها في زحمة المناكفات والمشاحنات السياسية، فهي متنفس للفلسطيني ليعبر عن تطلعاته
وقال: لقد أخذت دورة مع الأستاذة رناد وهي متميزة، ثم قال: أنا قرأت رسالة الماجستير لأستاذة رناد عبر الانترنت فوجدت أفكار جديدة طرحتها من خلال تجربتها، ضمنتها أرقام دقيقة عن عدد زوجات الشهداء وقد بلغن ثلاثمائة
وكوني أسير سابق أقول إن زوجة الأسير تشعر بذات المعاناة التي تشعر بها زوجة الشهيد، لم أكن في العام 1989م متزوجا، لكن زميلا لي قال: إن الزوجة أكثر من يتألم ويتأثر بالسجين
ثم قال: أود أن أسأل رناد، لو لم يكن لديها أولاد هل كان هناك شيء آخر؟
وهل كونها زوجة شهيد هو ما دفعها لتغيير حياتها؟
اختتم السيد ممتاز بالقول: النجاح شيء في ذات الإنسان وكينونته، ونفسيته، فعندما تكون أربعة نساء فقط من زوجات الشهداء حاصلة على الماجستير، وتكون رناد خامستهن فهذا يدل على جهدها ونضالها
السيد هاني بركات قال: في التجمع الوطني لنساء فلسطين كنت على احتكاك بزوجات الشهداء، رناد حالة فريدة، لمست فيها التواضع وتقبل الآخر
لقد شاركتها فعالية شهر رمضان في معهد الأمل للأيتام، شعرت بشخصيتها القوية القيادية، وفي ذات الوقت عطوفة، فكانت أما لجميع الأيتام في المعهد، لذا أقول: إن قيادة المرأة للمجتمع مهمة جدا
الأستاذة منى العطار قالت سطرين أدبييا تمجيدا بزوجات الشهداء، وشكر لمن استشهد فصنع نجاحا
في الختام أجملت الأستاذة رناد ردودها فقالت: أنا لا أحرم حلالا، وأعرف أن زواج زوجة الشهيد أمر مباح ومقبول اجتماعيا، لكنني أخذت قراري عن قوة، ولم أرغب في أن أكون بموضع العطف، ولا أن أسمع كلمة مسكينة ويا حرام
أنا لم أغلق على نفسي الأبواب
وعن علاقة الدين قالت: لو لم أكن متسلحة بالوازع الديني لما استطعت الصمود، والإيمان بأن هذه المحنة منحة لأنها اختبار لصبري، وبذا قويت على جرحي، وقد رأيت زوجات شهداء لا يتسلحن بالوازع الديني فكانت معاناتهن كبيرة
وعن المستقبل قالت: سأكمل دراسة الدكتوراة بإذن الله، وقالت: إن كنت أطور نفسي، فهو لي ولأبنائي الذين أصبحوا فخورين بأمهم ويسعدون عندما يتابعون لقاءاتي في الفضائيات
أيضا أهتم بمستقبلهم فاشتريت لهم قطعة أرض تأميننا لمستقبلهم
وعن استضافتها للدكتورة مي في البوليتكنيك قالت أنا أؤمن بأن زكاة العلم نشره وليس ادخاره، لذا نرحب بك دكتورة مي في الكلية
انتهى اللقاء، ولم ينهي صالون نون الأدبي لقاءاته، فلازال العطاء مستمرا، والإبداع النسوي معين لا ينضب
@@@@@@@@@