صَـرخَ الـفـــــؤاد
********
.
صَــرَخَ الفــؤادُ بريشتي وحُــدائي
..........أنْ سَطـِّري الأشعــارَ فهْي دَوائـي
.
فــدَواخــلي يا مُهْـجــتي لمُـمَـــزَّقٌ
..........والــنـَّارُ تحْـرقــني بهــا أحْشـــائي
.
فلتسْطري مِنـِّي المَشاعــرَ سَـلسَــلا
..........فـبـسـطــرهــا بــردٌ على أعْضــائي
.
بل وثـِّـقـي بالـشـِّعـــر كــلَّ وقــائــعٍ
..........لا تـتـركـي الـتـَّاريــخَ للــغـَــوغـــاءِ
.
ضُـمِّي الـقــوافــي وانسُجيـهـا مَحْمَلا
..........حتـَّى يُــبـلــــــغ للجـمـيـــــع نِـــدائـي
.
ولتنصـــري حقــًا تـَـغافـلــه الــــورى
..........فالشـِّـعـــرُ سَيـــفٌ في يـــدِ البُـلغـَـــاءِ
.
إنَّ الفـــــؤادَ مُخَـضَّـــبٌ بمَــواجــعــي
..........كـيــف المَــواجـــعُ تـُتـَّـقـى بخـَـفـــــاءِ
.
مُقـــلُ العيـــونِ وقد تحَجَّــرَ دمْعُـهـــا
..........مِن ثـُـقـْـــل حُـــزنٍ هــدَّ كــلَّ بنــائـي
.
أوما رأيتـــمْ أبْحـــــرًا فاضـــت دِمَــا
..........أوما رأيتــــمْ صَـــرْخـــة الثـَّـكـْــــلاءِ
.
أو ما رأيتــــمْ طِفــــلـةً ونـحـيـبـهــــا
..........أنْ يا عَــــوالــمُ لمْـلمُــــوا أشــــلائـي
.
أومـا رأيــتـــمْ هَــــدْمَ بلـــــدانٍ ومـــا
..........هُــــدمَ الــبــنـــاءُ عــلى يــدِ الأعـــداءِ
.
بــل إنَّ ذاكَ الـهَـــدْمَ مِــن حُـكـَّـامـنـــا
.........وكـــأنَّ ذاكَ صِيــــانــــة الأمَنـَــــــــاءِ
.
قــلبــــوا مَـــوازيـــنَ السِّيــــادة إنـَّـهـم
..........خَـــدَمُ الشـُّعـــوبِ فكيـف بالعُظمـاءِ ؟!!
.
وُضِعــــوا على أكتافــنــا بعُـــروشِهـم
..........واسـتــأثـــروا خَـــيراتـنــا بــدَهـــــاءِ
.
نـَـحَّــوا لــنـا الــدِّيـن العظيــم بجهْـلهـم
..........حتـَّى المَســاجـــد حُــوربـــت بغبـــاءِ
.
وشعائــرٌ في الـدِّيــن شـُـوِّهَ سَمْـتـهـــا
..........فهـي الــرِّيـــاءُ وشِـيـمَــة الــوَقـْصـاءِ
.
وتراثـنــا قــد شكـَّـكـــوا فيـــه الــدَّنـا
..........حتـَّى الكـتـاب مُفـَـنـَّـــدُ الجـهـــــــلاءِ
.
فتـبـــدَّلــت خَـــيرُ البَــريــة غــثـَّـهــا
..........أهــدافـهـــمْ حَـقـُـــرت مِن الأهْـــــواءِ
.
ومقـدَّســـاتُ المُسلمــــين تدنـَّـســـــت
..........عـبـثـت بهــا أيــدي العِـــدا الجُبـنـــاءِ
.
وتجـــرَّأ السُّـــفـَّــالُ آلــوا ذبْحَــــنــــا
..........في كــلِّ قـطـــرٍ سِـيــــــق مِـن أرْزاءِ
.
أوما رأيـتــــم ذاكــــمُ الحَبْـــلَ الــــذي
..........شنــــقَ الصَّغــــيرَ وأمَّـــهُ كـــــــــدِلاءِ
.
أو ما رأيـتـــم كيـــف رُصَّ هُداتـــنـــا
..........والــنـَّـار تــنـهَــشُ لحْـمَـهــــم كشِــواءِ
.
أرأيتــــمُ تـــلك الجَـمَــاجـــم فجَّــــرت
..........بين الأيـــادي صُــــورت بــقِــــبـــــاءِ
.
أوما رأيـتـــم حُــــــرَّةً يـنـْحَـــرْنـــهـــا
..........كتـَّـفـْـنــهـــا جــــرْداءَ فـــوق وُكــــــاءِ
.
والطـِّســـتُ تحـــت مَسيــلها متفجِّــــرًا
..........يجنــين مِن طُــهْــــر الـــدِّمَا كسِقــــــاءِ
.
مـا بـــالُ أمَّــتـنــا الهَــــوانُ يــلـــفـُّــهـا
..........كالـــــدَّاءِ أزْمَـــنَ مَن لـــــهُ بــــــــدواءِ
.
يا خيــــلَ جيــــــشٍ غــابــــرٍ أزمانـُــهُ
..........أين النـَّـقــيــــعُ وصَيـــحَـــة الأكـْـفــــاءِ
.
أين الصَّهيــــلُ تصـدَّرتــــه رمـاحُكـــمْ
..........والسَّـاعــــدُ المفــتـــولُ في الهَيْــجــــاءِ
.
أين الـــذي لفـَـظ التـُّمُـــــورَ لِــمَــا رأى
..........هَــــفَّ النـَّـســيــــم بجنـــــةِ العَـلــيــــاءِ
.
قد قــــال مَرحَـــى للجنـــان ريـــاحـهـا
..........تالله أشـْـتـَــــــــمُّ النـَّـســــيـــــــم إزائــي
.
أين الــــذيــن تعاهَــــدوا بيـــعَ الـــدُّنــا
..........لنسيــــج ثـــــوب العِـــــزِّ للأبــنـــــــاءِ
.
قـــد بُـــدلــــوا بـغـثـــاء قـــومٍ همَّهـــمْ
..........ولـــدٌ ومـــالٌ وارتضــــــاءُ نِســـــــــاءِ
.
شتـَّـــان بـــين القــــوم بُوعــدَ عصْرهمْ
..........قـــومُ الشَّجــاعـــة بُـدِّلـــــوا بـغــثـــــاءِ
.
حَــــرُّ الـــدِّمــــاءِ تحـــوَّلـــت لـــبرودةٍ
..........حالـــت ثلوجــــًا بـــاردَ الفـَـيْـــفــــــــاءِ
.
فتلجَّمـــت كـــلُّ العَـــــوالــــم نــصْــرةً
..........للــظـُّـلــــــم لكــنـِّـي أزيــــعُ نِــــدائــــي
.
إنـِّي هُـــنـــا وأقـــــولُ مُـسـلـمـــةٌ أنــــا
..........أدْعـــــو بنهـــــجٍ شِـيمَــــةَ الخُـلصــــاءِ
.
إنــــسٌ كــمـــا كـــلِّ العَـــوالــم سِـــيرةً
..........رُبَمــا أصِـــيبُ كـــذا تـــرى أخطــائــي
.
كيـــف اسْتســـاغــت عينكــم حَـرْقي ولا
..........تسْـتصرخـــونَ وتنصُــــرونَ رَجـــائي
.
أكـــرهـتـــمُ أنـِّي صِــــراط دَعْــــوتــي
..........وعــدالـــتــي أشـهَــــرْتـُــهـــا بإزائــــي
.
فــتـمــايـــلـــت إذنٌ بهـــامٍ نـُـكـِّســــــت
..........وأردتـــمُ تصْـــديـــــقَ كــــلَّ غِــــوائــي
.
ورفـعـتــــمُ رايـــاتــكــــم لعــــــدوكـــــمْ
..........بــيــضـــــاءَ يا ويــــحَ الخَـــنــا الخــوَّاءِ
.
وجَـــريـــتــمُ خــلـْـفَ الذي أجْـرى دَمــي
..........ورفــعـتــمــــوهُ مُـــعَــظـَّــــمَ الأرْجـــــاءِ
.
تـبَّــــًا لقــــومٍ لا يثــيــــرهــــمُ الــــدِّمـــا
..........مِن إخــــوةٍ في الـــدِّين بالكـُـرَمـــــــــاءِ
.
تبَّـــــَا لقـــــومِ يـستــســيـغـــــون الـــدِّمــا
..........ويعَـظـِّمـــــــون مُــســيِّـلــــــيــنَ دِمـــائـي
.
بركــــانُ نــــارٍ في حشـــــاي توقـَّــــــدت
..........مَن يُطـــفـــئ النـِّـــــيران في أجــــــزائـي
.
مَن يــــنــزعُ الصُّـورَ التي شهـــدت بهـــا
..........عيــنــي وكيــــف مَصـــارعُ الشـُّـــهــــداءِ
.
أنْ يا عـيـــــوني سَـيِّــــلي دمْــعـي الــــذي
..........جَـــرَيـــانــــــه رَوحٌ بــــه أنـْــــــــــدائـــي
.
فالــظـُّــلــــــمُ نـــــــاءَ الـكــــلُّ مِـن أوزارهِ
..........تالله أشـــعـــــــــــاري لهــــــــم برثـــــــاء
.
أنـْـعِــــــــي لسيــــــفٍ سُــــلَّ مِن غِمـدٍ بـه
..........أنـْـضـــى أخوَّتــنــــا بمَكـْــــــر مُــــرائــي
.
بلســـــــان جَهْــــــــلٍ ســـاقَ كلَّ حِجاجــه
..........حِجــــجُ الجَهـــالـــة تسْــــتــدرُّ حـــيـــائـي
.
مــــوجٌ من الجَــهْــــل المُخـــبـــأ فيـهـــــمُ
..........كـَـشـَـفَ الغِطـــــاءَ وعــــاث في الـبَــيـداءِ
.
والحِـــقـــــدُ أعْــــمى مَن لــه عِـلـْـم الـــدُّنا
..........كـُرْه القــلــــوبِ يحـــــــــيدُ عن نـَعْـمـــائي
.
تالله عــلــــــــــمٌ ليــــــس فيــــــه كرامــــةٌ
..........من ذمَّ حّـقـــــــــــًا واستـبـــــــــاح دِمــــائي
.
كيــف العليـــــــــمُ فيرتضي هَـدْر الــــدِّما
..........صــــــــاغٍ بسمـــــــعٍ دون بحــــــثٍ راءِ
.
إنْ ذاك جَهْــــــــــلٌ أو لـــــذاك جَهـالـــــةٌ
..........نقــــــــصٌ لعقــــــــلٍ جالـــــــبِ الضَّــراءِ
.
ويْـــــــــــحَ المُفــــــنـَّـد لا يؤمَّـلُ هَــدْيـــهُ
..........كيــــــــــف العَــــطــا مِن مُـعــــدمٍ خـَــوَّاءِ
.
كيــــــــــف الظـَّلـــومُ فنرتجي منه الرِّضا
..........لن أرتـــجي مِن مُـفــــــســدٍ سَــــــرَّائـــي
.
آهٍ من الشـُّـــــــــــؤم الذي هـــــــو جاثــــمٌ
..........يأسًا يُـشيــــــعُ ومُـــــــــبْرزُ الضَّــــــــراءِ
.
يا عــــــين فلتســـترجــعــي ولــتــأمـــلـي
..........تــــلك البَـشـــائــــرَ مِن رســـــول سـمـــاءِ
.
قــال العَــــــدالةَ ســـوف يُنـــشــرُ نـورهــا
..........وعْـــــدُ الإلــــه مُـقــــــــــررٌ بـجَــــــــــلاءِ
.
إنْ حَـــجَّــــبَ الظـُّـلــــمُ البغيـــضُ عَــدالــةً
..........فــلســــوفَ يُـقـــشـــعُ أمــــرُهُ بـقــضــــــاءِ
.
فـقــضـــــاءُ ربِّي إنْ تــأخـَّـــرَ وصْـــــلــــهُ
..........يــومـــــًا يـكــــــــــونُ وذاك دونَ مِـــــــراءِ
.
.
شعر \\ راجية الرضا \\ منال محمد سالم
28 \ 8 \ 2015
**********************
عدل سابقا من قبل منال محمد سالم في 2015-09-03, 1:26 am عدل 3 مرات