حديث الصيام
الرزق...{وَفِي السَّمَاءِ رِزْقُكُمْ وَمَا تُوعَدُونَ * فَوَرَبِّ السَّمَاءِ وَاْلأَرْضِ إِنَّهُ لَحَقٌّ مِثْلَ مَا أَنَّكُمْ تَنطِقُونَ}.
ﺑﻌﺾ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻳﺴﺘﻌﺠﻠﻮﻥ ﻓﻲ ﻗﻀﻴﺔ ﺍﻟﺮﺯﻕ؛ ﻓﻬﻢ ﻳﺮﻳﺪﻭﻥ ﺍﻟﺤﺼﻮﻝ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﺎﻝ ﻣﻦ ﺃﻱ ﺟﻬﺔ، ﻭﺑﺄﻱ ﻃﺮﻳﻖ ﺣﺘﻰ ﻟﻮ ﻛﺎﻥ ﻣﻦ ﺣﺮﺍﻡ، ﻓﺎﻟﻤﻜﺴﺐ ﺍﻟﺴﺮﻳﻊ ﻋﻨﺪﻫﻢ ﻫﻮ ﺍﻟﻐﺎﻳﺔ المرجوة ﻭﺍﻟﻬﺪﻑ ﺍﻟﻤﻨﺸﻮﺩ، ﻭﻗﺪ يتأخر ﺍﻟﺮﺯﻕ ﻋﻦ ﺑﻌﺾ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻟﺤﻜﻤﺔ ﻳﻌﻠﻤﻬﺎ مقدِّر الأﺭﺯﺍﻕ ﻭﻣﻘﺴﻤﻬﺎ؛ ﻓﻴﺤﻤﻠﻪ ﺍﺳﺘﺒﻄﺎﺀ ﺍﻟﺮﺯﻕ ﻋﻠﻰ ﺃﻥ ﻳﻄﻠﺒﻪ ﺑﻤﻌﺼﻴﺔ ﺍﻟﻠﻪ. فيحصله حراما...
ﺑﻞ ﺇﻥ ﺑﻌﺾ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻟﻄﻤﻌﻪ ﻭجشعه يفتري ﻋﻠﻰ ﺭﺑﻪ عز وجل ﻓﻴﺠﻌﻞ ﺍﻟﺤﺮﺍﻡ ﺣﻼلاً ﻭﺍﻟﺤﻼﻝ حرامًا ومنهم من لا يحرم الا ما لاتطوله يداه ويحل كل ما طالته يده، ﻗﺎﻝ ﺗﻌﺎﻟﻰ: ﴿ قُلْ أَرَأَيْتُمْ مَا أَنْزَلَ اللَّهُ لَكُمْ مِنْ رِزْقٍ فَجَعَلْتُمْ مِنْهُ حَرَامًا وَحَلَالًا قُلْ آللَّهُ أَذِنَ لَكُمْ أَمْ عَلَى اللَّهِ تَفْتَرُون ﴾ [يونس: 59]. فاتقوا الله في مكاسبكم ايها الناس وتوكلوا متيقنين على الرزاق الكريم الذي اقسم لكم واكد القسم فقال جل من قائل :- {وَفِي السَّمَاءِ رِزْقُكُمْ وَمَا تُوعَدُونَ * فَوَرَبِّ السَّمَاءِ وَاْلأَرْضِ إِنَّهُ لَحَقٌّ مِثْلَ مَا أَنَّكُمْ تَنطِقُونَ} الذاريات.
روي عن أبي الفضل العباس بن فرج الرياشي قال: سمعتُ الأصمعي يقول: أقبلتُ ذات يوم من مسجد الجامع بالبصرة. فبينا أنا في بعض سككها، إذ طلع أعرابي جلف جاف، على قعودٍ له، متقلّد سيفه، وبيده قوس، فدنا وسلَّم، وقال لي: ممَّن الرجل؟ قلت: من بني الأصمع، قال: أنت الأصمعي؟ قلت: نعم.
قال: ومن أين أقبلتَ؟ قلت: من موضع يتلى فيه كلام الرحمن. قال: وللرحمن كلامٌ يتلوه الآدميون؟! قلت: نعم.
قال: اتلُ عليَّ شيئا منه. فقلتُ له: أنزل عن قَعودك. فنزل؛ وابتدأتُ بسورة الذاريات.
فلمّا انتهيتُ إلى قوله -تعالى-: {وَفِي السَّمَاءِ رِزْقُكُمْ وَمَا تُوعَدُونَ}[الذاريات:22]، قال: يا أصمعي! هذا كلام الرحمن؟ قلت: إي والذي بعثك بالحق إنه لكلامه، أنزله على نبيه محمد -صلى الله عليه وسلم-، فقال لي: حسبك.. ثم ولَّى مدبرا نحو البادية وهو يقول: {وَفِي السَّمَاءِ رِزْقُكُمْ وَمَا تُوعَدُونَ}.
فأقبلتُ على نفسي باللوم، وقلت: لم تنتبه إلى ما انتبه له الأعرابي.
فلمّا حججتُ مع الرشيد دخلتُ مكة، فبينا أنا أطوف بالكعبة، إذ هتف بي هاتفٌ بصوتٍ دقيق. فالتفتُ فإذا أنا بالأعرابي، فسلَّم عليَّ، وأخذ بيدي، وأجلسني من وراء المقام، وقال لي: اتلُ كلام الرحمن؛ فأخذتُ في سورة الذاريات. فلمّا انتهيت إلى قوله -تعالى-: {وفي السماء رزقكم وما توعدون}، صاح الأعرابي: وجدنا ما وعدنا ربُّنا حقًا.
ثم قال: وهل غير هذا؟ قلت: نعم، يقول الله -عز وجل- : {فَوَرَبِّ السَّمَاءِ وَاْلأَرْضِ إِنَّهُ لَحَقٌّ مِثْلَ مَا أَنَّكُمْ تَنطِقُونَ} فصاح الأعرابي، وقال: سبحان الله، مَن الذي أغضب الجليل حتى حلف؟! ألم يصدِّقوه حتى ألجؤوه إلى اليمين؟! قالها ثلاثًا، وخرجت روحه.
اللهم ارزقنا ايمانا صادقا ويقينا قاطعا واجعل صومنا مقبولا امرا ناهيا يارب العالمين مورثا للتقوى في قلوبنا والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
الرزق...{وَفِي السَّمَاءِ رِزْقُكُمْ وَمَا تُوعَدُونَ * فَوَرَبِّ السَّمَاءِ وَاْلأَرْضِ إِنَّهُ لَحَقٌّ مِثْلَ مَا أَنَّكُمْ تَنطِقُونَ}.
ﺑﻌﺾ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻳﺴﺘﻌﺠﻠﻮﻥ ﻓﻲ ﻗﻀﻴﺔ ﺍﻟﺮﺯﻕ؛ ﻓﻬﻢ ﻳﺮﻳﺪﻭﻥ ﺍﻟﺤﺼﻮﻝ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﺎﻝ ﻣﻦ ﺃﻱ ﺟﻬﺔ، ﻭﺑﺄﻱ ﻃﺮﻳﻖ ﺣﺘﻰ ﻟﻮ ﻛﺎﻥ ﻣﻦ ﺣﺮﺍﻡ، ﻓﺎﻟﻤﻜﺴﺐ ﺍﻟﺴﺮﻳﻊ ﻋﻨﺪﻫﻢ ﻫﻮ ﺍﻟﻐﺎﻳﺔ المرجوة ﻭﺍﻟﻬﺪﻑ ﺍﻟﻤﻨﺸﻮﺩ، ﻭﻗﺪ يتأخر ﺍﻟﺮﺯﻕ ﻋﻦ ﺑﻌﺾ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻟﺤﻜﻤﺔ ﻳﻌﻠﻤﻬﺎ مقدِّر الأﺭﺯﺍﻕ ﻭﻣﻘﺴﻤﻬﺎ؛ ﻓﻴﺤﻤﻠﻪ ﺍﺳﺘﺒﻄﺎﺀ ﺍﻟﺮﺯﻕ ﻋﻠﻰ ﺃﻥ ﻳﻄﻠﺒﻪ ﺑﻤﻌﺼﻴﺔ ﺍﻟﻠﻪ. فيحصله حراما...
ﺑﻞ ﺇﻥ ﺑﻌﺾ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻟﻄﻤﻌﻪ ﻭجشعه يفتري ﻋﻠﻰ ﺭﺑﻪ عز وجل ﻓﻴﺠﻌﻞ ﺍﻟﺤﺮﺍﻡ ﺣﻼلاً ﻭﺍﻟﺤﻼﻝ حرامًا ومنهم من لا يحرم الا ما لاتطوله يداه ويحل كل ما طالته يده، ﻗﺎﻝ ﺗﻌﺎﻟﻰ: ﴿ قُلْ أَرَأَيْتُمْ مَا أَنْزَلَ اللَّهُ لَكُمْ مِنْ رِزْقٍ فَجَعَلْتُمْ مِنْهُ حَرَامًا وَحَلَالًا قُلْ آللَّهُ أَذِنَ لَكُمْ أَمْ عَلَى اللَّهِ تَفْتَرُون ﴾ [يونس: 59]. فاتقوا الله في مكاسبكم ايها الناس وتوكلوا متيقنين على الرزاق الكريم الذي اقسم لكم واكد القسم فقال جل من قائل :- {وَفِي السَّمَاءِ رِزْقُكُمْ وَمَا تُوعَدُونَ * فَوَرَبِّ السَّمَاءِ وَاْلأَرْضِ إِنَّهُ لَحَقٌّ مِثْلَ مَا أَنَّكُمْ تَنطِقُونَ} الذاريات.
روي عن أبي الفضل العباس بن فرج الرياشي قال: سمعتُ الأصمعي يقول: أقبلتُ ذات يوم من مسجد الجامع بالبصرة. فبينا أنا في بعض سككها، إذ طلع أعرابي جلف جاف، على قعودٍ له، متقلّد سيفه، وبيده قوس، فدنا وسلَّم، وقال لي: ممَّن الرجل؟ قلت: من بني الأصمع، قال: أنت الأصمعي؟ قلت: نعم.
قال: ومن أين أقبلتَ؟ قلت: من موضع يتلى فيه كلام الرحمن. قال: وللرحمن كلامٌ يتلوه الآدميون؟! قلت: نعم.
قال: اتلُ عليَّ شيئا منه. فقلتُ له: أنزل عن قَعودك. فنزل؛ وابتدأتُ بسورة الذاريات.
فلمّا انتهيتُ إلى قوله -تعالى-: {وَفِي السَّمَاءِ رِزْقُكُمْ وَمَا تُوعَدُونَ}[الذاريات:22]، قال: يا أصمعي! هذا كلام الرحمن؟ قلت: إي والذي بعثك بالحق إنه لكلامه، أنزله على نبيه محمد -صلى الله عليه وسلم-، فقال لي: حسبك.. ثم ولَّى مدبرا نحو البادية وهو يقول: {وَفِي السَّمَاءِ رِزْقُكُمْ وَمَا تُوعَدُونَ}.
فأقبلتُ على نفسي باللوم، وقلت: لم تنتبه إلى ما انتبه له الأعرابي.
فلمّا حججتُ مع الرشيد دخلتُ مكة، فبينا أنا أطوف بالكعبة، إذ هتف بي هاتفٌ بصوتٍ دقيق. فالتفتُ فإذا أنا بالأعرابي، فسلَّم عليَّ، وأخذ بيدي، وأجلسني من وراء المقام، وقال لي: اتلُ كلام الرحمن؛ فأخذتُ في سورة الذاريات. فلمّا انتهيت إلى قوله -تعالى-: {وفي السماء رزقكم وما توعدون}، صاح الأعرابي: وجدنا ما وعدنا ربُّنا حقًا.
ثم قال: وهل غير هذا؟ قلت: نعم، يقول الله -عز وجل- : {فَوَرَبِّ السَّمَاءِ وَاْلأَرْضِ إِنَّهُ لَحَقٌّ مِثْلَ مَا أَنَّكُمْ تَنطِقُونَ} فصاح الأعرابي، وقال: سبحان الله، مَن الذي أغضب الجليل حتى حلف؟! ألم يصدِّقوه حتى ألجؤوه إلى اليمين؟! قالها ثلاثًا، وخرجت روحه.
اللهم ارزقنا ايمانا صادقا ويقينا قاطعا واجعل صومنا مقبولا امرا ناهيا يارب العالمين مورثا للتقوى في قلوبنا والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.