22- حديث الصيام -22
بسم الله الرحمن الرحيم
حديث خطير في الصيام...انتبه...
حديث :- "رُبَّ صائم ليس له من صيامه إلا الجوع" وفي رواية "رُبَّ صائم حظه من صيامه الجوع والعطش".هذا الحديث حسن الإسناد، رواه الإمام ابن ماجه باللفظ الأول في سننه ، في كتاب الصيام، باب ما جاء في الغِيبة والرَّفَث للصائم، عن سيدنا أبي هريرة رضي الله عنه، وورد الحديث من نفس الطريق في مسند أحمد بلفظ: "كم من صائم ليس له من صيامه إلا الجوع" ورواه باللفظ الثاني: الطبراني في «المعجم الكبير» - عن ابن عمر، والإمام أحمد في المسند وابن خُزَيْمة والحاكم في «المستدرك» , عن أبي هريرة أيضاً.والحديث حَسَّنَ إسناده الحافظ الكبير العراقي في تخريجه لأحاديث الإحياء ، ومن المعاصرين الشيخ شعيب الأرناؤوط ورفاقه في تخريج أحاديث المسند .
فالعبادات لها صورة ولها روح..فالصلاة صورتها اطارها بحركاتها من وقوف وركوع وسجود، وروحها اقامة امر الله في حياتك ملبيا النداء الايماني العميق الذي يربطك على الدوام بامر خالقك جل وعلا، فلا يفتقدك حيث امرك سبحانه ولا يجدك حيث نهاك.. فتكون صلاتك امرتك وقربتك ونهتك وزجرتك..
وزكاتك صورتها بذل المال تطهيرا له بالحق المعلوم فيه للسائل والمحروم، وروحها ان تحس معتقدا انك تبذل ما خولك الله تعالى حيازته ومكنك من اقتناءه لمن جعله مستحفا له، وكأنك مؤتمن عليه فتؤدي امانة ربك بلا منة ولا خيلاء، متواضعا لربك الذي امرك واستعبدك بهذا المال،وامتحنك باقتناءه، واداء الامانة فيه ناسبا الفضل والمنة اليه اولا واخرا..
وصيامك ضورته ان تمسك عن مباحات الايام العادية من شهوتي البطن والفرج نهار الصيام، وحقيقته وروحه ان تمتنع عن مغاضيب الله تعالى من الافعال والاقوال والافكار ومعايش الحرام، وتمسك عنها على الفور والدوام، اعظاما لله واتقاءا لغضبه وطلبا لرضاه. الذي تطلبه بالامساك عن المباح، فمن باب اولى ان تتعلم الامساك عن ذاك..فيدفعك ذلك لترك المنكرات من الاعمال والاقوال وهجر كل قكر ضال ترفضه غقيدة الاسلام...والا ما معنى ان تمسح في وضوءك رأسك..الا يوحي لك ان تمسح منه كل ضلالة وكل فكرة جاهلية فتطهر منها ذاكرتك ومخزون معلوماتك؟ ليستنير فكرك ومخزونك الثقافي والفكري بهدى رب العزة؟ ولا غيره يخالطه من افكار الوثنية والضلالات الارضية النجسة فتتطهر قلبا وقالبا؟؟!!
وكذلك حجك وعمرتك..صورتها الوقوف بالمناسك والتنقل بينها، وروحها الهجرة دوما الى الله بالمال والنفس والوقت الذي هو العمر، والذي ستسال عنه.. وتذكر انك تبدأها بالتلبية.. وتذكر ان معنى لبيك ان لا يفتقدك من لبيته حيث امرك وطلبك وان لا يجدك حيث نهاك ومنعك...فاقلع من فورك واترك واهجر كل ما يغيضه ويخالف امره وتوجه على الفور لكل ما يرضيه منك وعنك باتباع شرعه وهديه لتنال رضاه. اللهم يسر ذلك لنا وللبشرية جمعاء وانعم عليها ان تسعد بالعيش في ظل راية دينك الحق الذي ارتضيت
واللهم ارزقنا ان نعبدك حق عبادتك والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته