=بسم الله الرحمن الرحيم
الحلقة 21 = وقفات مع الذكر=21=التسبيح
هل نحن نسبح الله تعالى فعلا..!!
لنرى حقيقة التسبيح ثم نسال انفسنا هذا السؤال..
التسبيح لغة البعد والابعاد عن السوء ،والنقص ، بمعنى التنزيه ، فالتسبيح معناه : تنزيه الله تعالى عن كل نقص وعيب وعما لايليق بجلاله وعظمته وكبريائه تعالى، فإذا قلت : سبحان الله ، فالمعنى : أنزهك يا رب ، وأنفي عنك كل نقص وعيب ، و أصل التسبيح من مادة سبح ، والسباحة والتسبيح مشتركان في أصل المادة ، فبينهما اشتراك في أصل المعنى ، والسباحة في الماء.. ينجو بها صاحبها من الغرق ، وكذلك المسبح لله والمنزه له ..ينجو من الشرك في العبادة والطاعة والمعتقد، ويحيا بالذكر والتمجيد لله تعالى . قال الله تعالى: ( تسبح له السماوات السبع والأرض ومن فيهن وإن من شيء إلا يسبح بحمده ولكن لا تفقهون تسبيحهم)الاسراء44 قال أبو إسحاق : قيل : إن كل ما خلق الله يسبح بحمده ، وإن صرير السقف ، وصرير الباب من التسبيح ، فيكون على هذا الخطاب للمشركين وحدهم : ولكن لا تفقهون تسبيحهم : وجائز أن يكون تسبيح هذه الأشياء بما الله به أعلم لا نفقه منه إلا ما علمناه ، قال : وقال قوم : وإن من شيء إلا يسبح بحمده ، أي ما من دابة إلا وفيه دليل أن الله ، عز وجل ، خالقه وأن خالقه حكيم مبرأ من الأسواء .
وقد اثبت وبين الله تعالى ان الكون وما فيه يسبح له تعالى ، ناطقا بالوهيته وربوبيته ووحدانيته ، وخضوعه واستسلامه لامره تعالى، وما فرض عليه من نظام واخضعه لسنن ونواميس استسلم لربه بها في عدة مواقع من القران الكريم ومنها:-
( يسبح له ما في السماوات والأرض وهو العزيز الحكيم ) [الحشر \ 24 ] ، وفي أول سورة " الجمعة " : ( يسبح لله ما في السماوات وما في الأرض الملك القدوس العزيز الحكيم ) [ الجمعة \ 1 ] ، وفي أول سورة التغابن : ( يسبح لله ما في السماوات وما في الأرض له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير [ التغابن \ 1 ] ، وهذه الصيغة المضارعة للفعل يسبح تدل على الدوام والاستمرار .
و جاء الأمر للانسان بالتسبيح : ( سبح اسم ربك الأعلى ) [ الأعلى\ 1 ] ، ( فسبح باسم ربك العظيم ) [ الواقعة\ 74 +96] . وذلك تنزيها لله ، وتعظيما بالقول والعمل ، مخلصا له الدين والطاعة والتعبد و..فبالقول بان لا تنسب لله ما فيه النقصان والسوء ، كالاشراك
وما فيه التهمة بالنقص كقول من قال دع ما لقيصر لقيصر وما لله لله.لان قيصر عبد لله ويجب ان يخضع له ، فلا ينصب شريكا له في الملك والحكم لانه ..( ان الحكم الا لله )..فمن اطاع قيصره فيما يغضب الله فما نزه الله وما سبحه..ومثله من قال بفصل الدين عن الحياة..فالدين عندنا هو الاسلام الذي لا يقبل الله تعالى من الخلائق غيره..فمن ابتغى غيره من شرائع البشر ووضعهم فما نزه الله وما سبححه لانه ضمنا اتهم دين الله تعالى ، الذي اتمه واكمله بالنقص وعدم الصلاحية..والله امرنا ان ناخذ ما اتانا به الرسول الكريم ، وان ننتهي عما نهانا عنه.. ( وما اتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا )..وامرنا بطاعته ورسوله واولي الامر منا ، اي من اهل عقيدتنا وملتنا طاعة لله ، لان الطاعة للمخلوق لا تكون في ما يغضب الله تعالى ولا في مخالفة امره سبحانه ، ولا في معصيته لقوله صلى الله عليه وسلم : (انما الطاعة في المعروف ) ولقوله سلام الله عليه ( لاطاعة لمخلوق في معصية الخالق ).. ان التسبيح تعظيم لله وتنزيه له عن كل ما لا يليق بعظمته وكبريائه وعلوه وقداسته ..فمن يقول سبحان الله وهو يعصي الله بارتكاب فعل المحرمات من فواحش الاثم والربا واكل اموال الناس بالباطل ...فهل هذا مسبح لله!!
ومن يقول بلسانه لاهجا سبحان الله ، وهو يقدم شرائع البشر على شريعة الله هل هذا مسبح!!..ومن يلقلق بلسانه سبحان الله ويقول لك دع عنا حكم الشرع جانبا..فهل هذا مسبح!!؟؟
ان تسبيح الله تعالى يقتضي منك ان تستسلم لعظمته وتخضع لكبريائه وتنحني مذعنا امام علوه كما استسلم الكون الذي انت تمر يوجدك فيه به عابرا ممر الحياة الى مستقر الموت ، اولى منازل الاخرة الابدية ، عندها تكون ممن سبح ربه الاعلى وممن سبح ربه العظيم اللهم اكتبنا من المسبحين .
ولكم احبتي في الله كل السلام والتحية والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .
الحلقة 21 = وقفات مع الذكر=21=التسبيح
هل نحن نسبح الله تعالى فعلا..!!
لنرى حقيقة التسبيح ثم نسال انفسنا هذا السؤال..
التسبيح لغة البعد والابعاد عن السوء ،والنقص ، بمعنى التنزيه ، فالتسبيح معناه : تنزيه الله تعالى عن كل نقص وعيب وعما لايليق بجلاله وعظمته وكبريائه تعالى، فإذا قلت : سبحان الله ، فالمعنى : أنزهك يا رب ، وأنفي عنك كل نقص وعيب ، و أصل التسبيح من مادة سبح ، والسباحة والتسبيح مشتركان في أصل المادة ، فبينهما اشتراك في أصل المعنى ، والسباحة في الماء.. ينجو بها صاحبها من الغرق ، وكذلك المسبح لله والمنزه له ..ينجو من الشرك في العبادة والطاعة والمعتقد، ويحيا بالذكر والتمجيد لله تعالى . قال الله تعالى: ( تسبح له السماوات السبع والأرض ومن فيهن وإن من شيء إلا يسبح بحمده ولكن لا تفقهون تسبيحهم)الاسراء44 قال أبو إسحاق : قيل : إن كل ما خلق الله يسبح بحمده ، وإن صرير السقف ، وصرير الباب من التسبيح ، فيكون على هذا الخطاب للمشركين وحدهم : ولكن لا تفقهون تسبيحهم : وجائز أن يكون تسبيح هذه الأشياء بما الله به أعلم لا نفقه منه إلا ما علمناه ، قال : وقال قوم : وإن من شيء إلا يسبح بحمده ، أي ما من دابة إلا وفيه دليل أن الله ، عز وجل ، خالقه وأن خالقه حكيم مبرأ من الأسواء .
وقد اثبت وبين الله تعالى ان الكون وما فيه يسبح له تعالى ، ناطقا بالوهيته وربوبيته ووحدانيته ، وخضوعه واستسلامه لامره تعالى، وما فرض عليه من نظام واخضعه لسنن ونواميس استسلم لربه بها في عدة مواقع من القران الكريم ومنها:-
( يسبح له ما في السماوات والأرض وهو العزيز الحكيم ) [الحشر \ 24 ] ، وفي أول سورة " الجمعة " : ( يسبح لله ما في السماوات وما في الأرض الملك القدوس العزيز الحكيم ) [ الجمعة \ 1 ] ، وفي أول سورة التغابن : ( يسبح لله ما في السماوات وما في الأرض له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير [ التغابن \ 1 ] ، وهذه الصيغة المضارعة للفعل يسبح تدل على الدوام والاستمرار .
و جاء الأمر للانسان بالتسبيح : ( سبح اسم ربك الأعلى ) [ الأعلى\ 1 ] ، ( فسبح باسم ربك العظيم ) [ الواقعة\ 74 +96] . وذلك تنزيها لله ، وتعظيما بالقول والعمل ، مخلصا له الدين والطاعة والتعبد و..فبالقول بان لا تنسب لله ما فيه النقصان والسوء ، كالاشراك
وما فيه التهمة بالنقص كقول من قال دع ما لقيصر لقيصر وما لله لله.لان قيصر عبد لله ويجب ان يخضع له ، فلا ينصب شريكا له في الملك والحكم لانه ..( ان الحكم الا لله )..فمن اطاع قيصره فيما يغضب الله فما نزه الله وما سبحه..ومثله من قال بفصل الدين عن الحياة..فالدين عندنا هو الاسلام الذي لا يقبل الله تعالى من الخلائق غيره..فمن ابتغى غيره من شرائع البشر ووضعهم فما نزه الله وما سبححه لانه ضمنا اتهم دين الله تعالى ، الذي اتمه واكمله بالنقص وعدم الصلاحية..والله امرنا ان ناخذ ما اتانا به الرسول الكريم ، وان ننتهي عما نهانا عنه.. ( وما اتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا )..وامرنا بطاعته ورسوله واولي الامر منا ، اي من اهل عقيدتنا وملتنا طاعة لله ، لان الطاعة للمخلوق لا تكون في ما يغضب الله تعالى ولا في مخالفة امره سبحانه ، ولا في معصيته لقوله صلى الله عليه وسلم : (انما الطاعة في المعروف ) ولقوله سلام الله عليه ( لاطاعة لمخلوق في معصية الخالق ).. ان التسبيح تعظيم لله وتنزيه له عن كل ما لا يليق بعظمته وكبريائه وعلوه وقداسته ..فمن يقول سبحان الله وهو يعصي الله بارتكاب فعل المحرمات من فواحش الاثم والربا واكل اموال الناس بالباطل ...فهل هذا مسبح لله!!
ومن يقول بلسانه لاهجا سبحان الله ، وهو يقدم شرائع البشر على شريعة الله هل هذا مسبح!!..ومن يلقلق بلسانه سبحان الله ويقول لك دع عنا حكم الشرع جانبا..فهل هذا مسبح!!؟؟
ان تسبيح الله تعالى يقتضي منك ان تستسلم لعظمته وتخضع لكبريائه وتنحني مذعنا امام علوه كما استسلم الكون الذي انت تمر يوجدك فيه به عابرا ممر الحياة الى مستقر الموت ، اولى منازل الاخرة الابدية ، عندها تكون ممن سبح ربه الاعلى وممن سبح ربه العظيم اللهم اكتبنا من المسبحين .
ولكم احبتي في الله كل السلام والتحية والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .