=بسم الله الرحمن الرحيم
الوقفة 20=من وقفات مع الذكر=20= الوقفة الرابعة مع المعوذتين -مع سورة الناس
بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
( قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ ﴿1﴾ مَلِكِ النَّاسِ ﴿2﴾ إِلَهِ النَّاسِ ﴿3﴾ مِن شَرِّ الْوَسْوَاسِ الْخَنَّاسِ ﴿4﴾ الَّذِي يُوَسْوِسُ فِي صُدُورِ النَّاسِ ﴿5﴾ مِنَ الْجِنَّةِ وَ النَّاسِ ﴿6﴾ ).
لاحظنا في السورة السابقة ان الامر بالاستعاذة جاء من اربعة شرور بعضها اعم من بعض و الاخر اخص..والمستعاذ به له صفة واحدة وهي صفة الربوبية للخلق والاصباح والحياة..قل اعوذ برب الفلق..فالمستعاذ به واحد وذكر بصفة واحدة وهي ربوبيته للفلق.. اما هنا فنلاحظ ان ان المستعاذ به تعددت صفاته.. رب الناس..والرب هو السيد المالك صاحب العناية والرعاية..ملك الناس..الذي يملكهم فنفسهم بيده وشربهم للماء وانتفاع اجسادهم بالطعام بيده..ومحياهم ومماتهم بامره..فهو بالتالي قطعا مالكهم وامرهم ومردهم اليه فلذلك كان الملك المالك صاحب الحكم النافذ الذي لا راد لقضاءه..اله الناس ..كونه الموجد لهم من العدم والمدبر لامر وجودهم واستمرارهم فيه والمنعم عليهم بما لايعد من النعم فوحده تعالى القادر على تامين سلامتهم من النقم وشرور الفتن ومن اعظم الفتن الشيطان الذي خلق يوسس في صدور الناس ليثير جوانب الشرور في النفس ليضل الانسان وينأى به عن الصراط المستقيم الذي توعد ان يقعده للانسان كي يضله الا عباد الله المخلصين الصادقين في ايمانهم والواعين على حقيقة الوجود وان الشيطان كيده ضعيفا فلا يسيطر الا على الانفس المريضة والخاوية من العزيمة لخلوها من الايمان..اما اهل الايمان والاخلاص فلا سلطان له عليهم لانهم احتموا ولجاوا فقط الى ركن شديد فاستعاذوا بربهم من شره ووشر وسوسته فيخنس حين سماعه ذكر الله من الانسان ويتضاءل هذا الموسس في صدور الناس باثارته لشهواتهم او غرائزهم يريد ان يجعل منهم بهائم او اضل سبيلا ان اتبعوا غوايته قال الحسن البصري: هما شيطانان؛ أما شيطان الجن فيوسوس في صدور الناس، وأما شيطان الإنس فيأتي علانية.
وقد ورد أن أبا ذر - رضي الله عنه – قال له النبي - صلى الله عليه وسلم -: (يا أبا ذر تعوذ بالله من شياطين الإنس والجن) قال فقلت: يا رسول الله وللإنس شياطين؟ قال: (نعم). رواه الإمام أحمد والنسائي وابن حبان مطولاً. وما اكثرهم في هذا الزمن الذين وظفوا انفسهم ضالين مضلين يزينون الباطل وافكار الكفر والزندقة لابناء امة الاسلام وللبشر ويضلون عن سبيل الله تعالى ويبغونها عوجا..
اتضح بهذا أن المعنى: أننا – معشر الإنس- نستعيذ بالله تعالى من شر شياطين الإنس والجن؛ لأنهم يوسوسون في الصدور جميعاً... قال الشوكاني - رحمه الله -: (أما شيطان الجن فيوسوس في صدور الناس، وأما شيطان الإنس فوسوسته في صدور الناس أنه يرى نفسه كالناصح المشفق فيوقع في الصدور من كلامه الذي أخرجه مخرج النصيحة ما يوقع الشيطان فيه بوسوسته). واما الشيطان ووسوسته فنقطع عليه الطريق ونخنسه ونخرسه بالاستعاذة بربنا المتفضل علينا دوما وملكنا ومالكنا والاهنا .. قال – تعالى-: ((فإذا قرأت القرآن فاستعذ بالله من الشيطان الرجيم)) وقال: ((وقل رب أعوذ بك من همزات الشياطين)).(من الجنة والناس) أي أن الذي يوسوس هو من شياطين الإنس ومن شياطين الجن؛ وذلك أن للإنس شياطين كما هي للجن.. وشياطين الانس تقطع وسوستهم بالوعي والحذر والتنبه الدائم للاعداء وعملائهم الذين هم دائمي المكر لهذا الدين وباهله فخطرهم دائم والتنبه له واجب على الدوام،
ولهذا قال الله - تعالى-:{شَيَاطِينَ الإِنسِ وَالْجِنِّ يُوحِي بَعْضُهُمْ إِلَى بَعْضٍ زُخْرُفَ الْقَوْلِ غُرُورًا وَلَوْ شَاء رَبُّكَ مَا فَعَلُوهُ فَذَرْهُمْ وَمَا يَفْتَرُونَ } (112) سورة الأنعام. ومن اشهر ما يلمسه الناس اليوم تلك المؤامرات والكيد الخفي التي تحيكه دوائر الاستعمار بالمسلمين في كل مكان وبقعة من الارض، فالاستعاذة بالله عبادة مما ظهر لنا ومما بطن وخفي عنا يقول الله تعالى:﴿ وَإِمَّا يَنْزَغَنَّكَ مِنَ الشَّيْطَانِ نَزْغٌ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ (36)فصلت﴾.والاستعاذة لا ينبغي التوجه بها الا لله تعالى، وتذكر انك في فاتحة الكتاب قطعت عهدا على نفسك مع ربك ، يوم قلت له اياك نعبد واياك نستعين..فقلتها بلسان الجماعة، فلذلك ختم القران بالاستعانة وامرك وكل فرد من ملتك ان يقول ويطلب من الاخرين القول لتبقى الجماعة حاملة لامر القول جماعة وافرادا.. اللهم إنا نعوذ بك من شياطين الإنس والجن يا رب العالمين.. وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم..والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
الوقفة 20=من وقفات مع الذكر=20= الوقفة الرابعة مع المعوذتين -مع سورة الناس
بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
( قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ ﴿1﴾ مَلِكِ النَّاسِ ﴿2﴾ إِلَهِ النَّاسِ ﴿3﴾ مِن شَرِّ الْوَسْوَاسِ الْخَنَّاسِ ﴿4﴾ الَّذِي يُوَسْوِسُ فِي صُدُورِ النَّاسِ ﴿5﴾ مِنَ الْجِنَّةِ وَ النَّاسِ ﴿6﴾ ).
لاحظنا في السورة السابقة ان الامر بالاستعاذة جاء من اربعة شرور بعضها اعم من بعض و الاخر اخص..والمستعاذ به له صفة واحدة وهي صفة الربوبية للخلق والاصباح والحياة..قل اعوذ برب الفلق..فالمستعاذ به واحد وذكر بصفة واحدة وهي ربوبيته للفلق.. اما هنا فنلاحظ ان ان المستعاذ به تعددت صفاته.. رب الناس..والرب هو السيد المالك صاحب العناية والرعاية..ملك الناس..الذي يملكهم فنفسهم بيده وشربهم للماء وانتفاع اجسادهم بالطعام بيده..ومحياهم ومماتهم بامره..فهو بالتالي قطعا مالكهم وامرهم ومردهم اليه فلذلك كان الملك المالك صاحب الحكم النافذ الذي لا راد لقضاءه..اله الناس ..كونه الموجد لهم من العدم والمدبر لامر وجودهم واستمرارهم فيه والمنعم عليهم بما لايعد من النعم فوحده تعالى القادر على تامين سلامتهم من النقم وشرور الفتن ومن اعظم الفتن الشيطان الذي خلق يوسس في صدور الناس ليثير جوانب الشرور في النفس ليضل الانسان وينأى به عن الصراط المستقيم الذي توعد ان يقعده للانسان كي يضله الا عباد الله المخلصين الصادقين في ايمانهم والواعين على حقيقة الوجود وان الشيطان كيده ضعيفا فلا يسيطر الا على الانفس المريضة والخاوية من العزيمة لخلوها من الايمان..اما اهل الايمان والاخلاص فلا سلطان له عليهم لانهم احتموا ولجاوا فقط الى ركن شديد فاستعاذوا بربهم من شره ووشر وسوسته فيخنس حين سماعه ذكر الله من الانسان ويتضاءل هذا الموسس في صدور الناس باثارته لشهواتهم او غرائزهم يريد ان يجعل منهم بهائم او اضل سبيلا ان اتبعوا غوايته قال الحسن البصري: هما شيطانان؛ أما شيطان الجن فيوسوس في صدور الناس، وأما شيطان الإنس فيأتي علانية.
وقد ورد أن أبا ذر - رضي الله عنه – قال له النبي - صلى الله عليه وسلم -: (يا أبا ذر تعوذ بالله من شياطين الإنس والجن) قال فقلت: يا رسول الله وللإنس شياطين؟ قال: (نعم). رواه الإمام أحمد والنسائي وابن حبان مطولاً. وما اكثرهم في هذا الزمن الذين وظفوا انفسهم ضالين مضلين يزينون الباطل وافكار الكفر والزندقة لابناء امة الاسلام وللبشر ويضلون عن سبيل الله تعالى ويبغونها عوجا..
اتضح بهذا أن المعنى: أننا – معشر الإنس- نستعيذ بالله تعالى من شر شياطين الإنس والجن؛ لأنهم يوسوسون في الصدور جميعاً... قال الشوكاني - رحمه الله -: (أما شيطان الجن فيوسوس في صدور الناس، وأما شيطان الإنس فوسوسته في صدور الناس أنه يرى نفسه كالناصح المشفق فيوقع في الصدور من كلامه الذي أخرجه مخرج النصيحة ما يوقع الشيطان فيه بوسوسته). واما الشيطان ووسوسته فنقطع عليه الطريق ونخنسه ونخرسه بالاستعاذة بربنا المتفضل علينا دوما وملكنا ومالكنا والاهنا .. قال – تعالى-: ((فإذا قرأت القرآن فاستعذ بالله من الشيطان الرجيم)) وقال: ((وقل رب أعوذ بك من همزات الشياطين)).(من الجنة والناس) أي أن الذي يوسوس هو من شياطين الإنس ومن شياطين الجن؛ وذلك أن للإنس شياطين كما هي للجن.. وشياطين الانس تقطع وسوستهم بالوعي والحذر والتنبه الدائم للاعداء وعملائهم الذين هم دائمي المكر لهذا الدين وباهله فخطرهم دائم والتنبه له واجب على الدوام،
ولهذا قال الله - تعالى-:{شَيَاطِينَ الإِنسِ وَالْجِنِّ يُوحِي بَعْضُهُمْ إِلَى بَعْضٍ زُخْرُفَ الْقَوْلِ غُرُورًا وَلَوْ شَاء رَبُّكَ مَا فَعَلُوهُ فَذَرْهُمْ وَمَا يَفْتَرُونَ } (112) سورة الأنعام. ومن اشهر ما يلمسه الناس اليوم تلك المؤامرات والكيد الخفي التي تحيكه دوائر الاستعمار بالمسلمين في كل مكان وبقعة من الارض، فالاستعاذة بالله عبادة مما ظهر لنا ومما بطن وخفي عنا يقول الله تعالى:﴿ وَإِمَّا يَنْزَغَنَّكَ مِنَ الشَّيْطَانِ نَزْغٌ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ (36)فصلت﴾.والاستعاذة لا ينبغي التوجه بها الا لله تعالى، وتذكر انك في فاتحة الكتاب قطعت عهدا على نفسك مع ربك ، يوم قلت له اياك نعبد واياك نستعين..فقلتها بلسان الجماعة، فلذلك ختم القران بالاستعانة وامرك وكل فرد من ملتك ان يقول ويطلب من الاخرين القول لتبقى الجماعة حاملة لامر القول جماعة وافرادا.. اللهم إنا نعوذ بك من شياطين الإنس والجن يا رب العالمين.. وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم..والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.