بسم الله الرحمن الرحيم
وردني السؤال التالي:
اين الله مما يحدث للمسلمين من مجازر وانتهاكات في الشام وغير الشام ؟!
ويذكر ان دكتورة في احدى الجامعات وجهت هذا السؤال للطلاب .
والذي لا يجعلنا نستغرب هذا السؤال في مثل هذه الايام هو عدة امور :
1- حالة اليأس والقنوط التي تعيشها الامة ، حيث ان الامة تتلقى الضربات المتتالية منذ ان غاب عنها خلافة الاسلام ، التي كانت هي الراعي والقائد والرائد الذي لا يخون اهله .
واستطاع المستعمرون تفريق بلاد المسلمين عبر حدود مصطنعة ، وبالتالي قسموا جمعهم بتعديد ولاءاتهم لرايات مختلفة ، ورافق غزوهم العسكري غزوهم الفكري ، الذي كان من شأنه تعزيز الفرقة ، وتعديد الولاءات والانتماءات ، وجعل هذه الامة شيعا وفرقا واحزابا مشتتة الشمل ، حتى في البلد الواحد ، لتبقى في حالة صراع ذاتي دائم ، فيصبح صراع الامة بدل ان يكون مع اعداءها للخلاص منهم ومن سلطانهم صراعا بينيا ، يصارع ابناؤها بعضهم بعضا ، وتصادم قواها بعضها بعضا ، فيكون نتيجة تصادم القوى وتصارعها على الاعداء صفرا ، وينحسر تأثيرها على بعضها البعض .
واشد ما يكون من الخطر على وجود اي امة ، بل ونذير فناؤها وسقوطها ( ان يصبح بأسها بينها شديدا ) ، ومن هنا شدد الاسلام على وحدة الامة ، وعظم تحريم فرقتها ، لدرجة ان جعل الوحدة بين ابناء الامة امرا مقدسا ، لا يحل نقضه ، ولا يجوز تركه ، وجعل الدم الحرام الذي هو اعظم عند الله من الكعبة والسماوات ، يسفك في سبيل وحدة الامة وتوحيدها .
2- ركز اعداء الاسلام عبر وسائلهم المختلفة على تشويش مفاهيم العقيدة ، وتجهيل الناس بالفصل بين الفكر والمعتقد ، الذي الاصل فيه ان يكون قاعدة انطلاق عملية التفكير واساسها ، ومقياس صلاحية المفاهيم والقيم ، فاصبح الناس يفكرون بمعزل عن عقيدتهم ، ويقيمون الامور بمعزل عن احكام شريعتهم ، فما عاد الدين ضابطا لا للفكر ولا للسلوك .
3- ولما شوشت العقيدة ومفاهيمها ، استبدلت القيم واختلط الحابل بالنابل ، واضحت الافكار خليطا ممزوجا بكل حثالات اهل الارض ، فسهل امر التشكيك ، واصبحت ساحات المسلمين الفكرية مرمى لكل قاذف يقذف بقمامته من الجهالة والسطحية والسذاجة فيها ، وتوجت تلك الاعمال بمنح الشهادات المعتمدة ، وما يسمى درجات علمية معتبرة ، وظيفتها خدمة الغازي ، وترويج قمامته بين ابناء امتنا بابناء جلدتنا ، الذين ضبعوا بالغرب وافرازاته ، في حين جهلوا عقيدتهم التي هي الاصل الباني لفكرهم وثقافتهم وحضارتهم ، والمكون الاساس لهويتهم وشخصيتهم المميزة لهم عن غيرهم من الامم والشعوب .
لهذا كله لم نعد نستغرب مثل هذه الاسئلة وغيرها .
والجواب على السؤال بسيط : فاذا ادركنا عقيدتنا نجد :
1- ان هذه الحياة الدنيا ما هي الا دار ابتلاء ، وممر لا مقر، نخرج منه الى دار الخلود ، مرورا بيوم الحساب ويوم القصاص والعدالة .
2- ان الانسان اوجد في هذه الحياة لعبادة الله -اي- طاعته المطلقة الشاملة الكاملة ، لبناء حياة الحضارة الربانية -اي - اقامة جنة الله على ارضه ، ليؤهل لدخول جنة الله فوق سماواته ( التي وعد المتقون ).
3- الانسان مستخلف في الارض ، والاستخلاف لايكون الا بمنهج وتعليمات ، فان شذ عن المنهج ، خرج عن صلاحياته لاداء الوظيفة والقيام بها ، فيكون مصيره الهلاك والدمار .
4- ان مفاهيم عقيدتنا ان النصر رزق ، تماما كما ان الرزق من الله فالنصر من الله ( وَمَا النَّصْرُ إِلَّا مِنْ عِندِ اللَّهِ الْعَزِيزِ الْحَكِيمِ (126) ال عمران . وفي ميدان معركة الكفر والايمان وحرب الضلال مع الهدى فان الله لا ينصر الا من نصر دينه وهداه ، فالله لم يضمن النصر الا لمن نصره ( وَلَيَنصُرَنَّ اللَّهُ مَن يَنصُرُهُ ۗ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ (40) الحج . فالله عز وجل لا ينصر الخائنين ، ولا ينصر المرتزقه المتكسبين بالحروب ، والموالين لغيره ، المتاجرين بالولاءات مهما طالت لحاهم ، وقصرت ثيابهم ...الله لا ينصر الا من تقطعت بهم الاسباب من جميع اهل الدنيا ، ولم يبق لهم الا سبب مربوط مع الله تعالى .
واظن في هذا كفاية لمن طلب الدراية ، وجانب طرق الغواية .
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .
وردني السؤال التالي:
اين الله مما يحدث للمسلمين من مجازر وانتهاكات في الشام وغير الشام ؟!
ويذكر ان دكتورة في احدى الجامعات وجهت هذا السؤال للطلاب .
والذي لا يجعلنا نستغرب هذا السؤال في مثل هذه الايام هو عدة امور :
1- حالة اليأس والقنوط التي تعيشها الامة ، حيث ان الامة تتلقى الضربات المتتالية منذ ان غاب عنها خلافة الاسلام ، التي كانت هي الراعي والقائد والرائد الذي لا يخون اهله .
واستطاع المستعمرون تفريق بلاد المسلمين عبر حدود مصطنعة ، وبالتالي قسموا جمعهم بتعديد ولاءاتهم لرايات مختلفة ، ورافق غزوهم العسكري غزوهم الفكري ، الذي كان من شأنه تعزيز الفرقة ، وتعديد الولاءات والانتماءات ، وجعل هذه الامة شيعا وفرقا واحزابا مشتتة الشمل ، حتى في البلد الواحد ، لتبقى في حالة صراع ذاتي دائم ، فيصبح صراع الامة بدل ان يكون مع اعداءها للخلاص منهم ومن سلطانهم صراعا بينيا ، يصارع ابناؤها بعضهم بعضا ، وتصادم قواها بعضها بعضا ، فيكون نتيجة تصادم القوى وتصارعها على الاعداء صفرا ، وينحسر تأثيرها على بعضها البعض .
واشد ما يكون من الخطر على وجود اي امة ، بل ونذير فناؤها وسقوطها ( ان يصبح بأسها بينها شديدا ) ، ومن هنا شدد الاسلام على وحدة الامة ، وعظم تحريم فرقتها ، لدرجة ان جعل الوحدة بين ابناء الامة امرا مقدسا ، لا يحل نقضه ، ولا يجوز تركه ، وجعل الدم الحرام الذي هو اعظم عند الله من الكعبة والسماوات ، يسفك في سبيل وحدة الامة وتوحيدها .
2- ركز اعداء الاسلام عبر وسائلهم المختلفة على تشويش مفاهيم العقيدة ، وتجهيل الناس بالفصل بين الفكر والمعتقد ، الذي الاصل فيه ان يكون قاعدة انطلاق عملية التفكير واساسها ، ومقياس صلاحية المفاهيم والقيم ، فاصبح الناس يفكرون بمعزل عن عقيدتهم ، ويقيمون الامور بمعزل عن احكام شريعتهم ، فما عاد الدين ضابطا لا للفكر ولا للسلوك .
3- ولما شوشت العقيدة ومفاهيمها ، استبدلت القيم واختلط الحابل بالنابل ، واضحت الافكار خليطا ممزوجا بكل حثالات اهل الارض ، فسهل امر التشكيك ، واصبحت ساحات المسلمين الفكرية مرمى لكل قاذف يقذف بقمامته من الجهالة والسطحية والسذاجة فيها ، وتوجت تلك الاعمال بمنح الشهادات المعتمدة ، وما يسمى درجات علمية معتبرة ، وظيفتها خدمة الغازي ، وترويج قمامته بين ابناء امتنا بابناء جلدتنا ، الذين ضبعوا بالغرب وافرازاته ، في حين جهلوا عقيدتهم التي هي الاصل الباني لفكرهم وثقافتهم وحضارتهم ، والمكون الاساس لهويتهم وشخصيتهم المميزة لهم عن غيرهم من الامم والشعوب .
لهذا كله لم نعد نستغرب مثل هذه الاسئلة وغيرها .
والجواب على السؤال بسيط : فاذا ادركنا عقيدتنا نجد :
1- ان هذه الحياة الدنيا ما هي الا دار ابتلاء ، وممر لا مقر، نخرج منه الى دار الخلود ، مرورا بيوم الحساب ويوم القصاص والعدالة .
2- ان الانسان اوجد في هذه الحياة لعبادة الله -اي- طاعته المطلقة الشاملة الكاملة ، لبناء حياة الحضارة الربانية -اي - اقامة جنة الله على ارضه ، ليؤهل لدخول جنة الله فوق سماواته ( التي وعد المتقون ).
3- الانسان مستخلف في الارض ، والاستخلاف لايكون الا بمنهج وتعليمات ، فان شذ عن المنهج ، خرج عن صلاحياته لاداء الوظيفة والقيام بها ، فيكون مصيره الهلاك والدمار .
4- ان مفاهيم عقيدتنا ان النصر رزق ، تماما كما ان الرزق من الله فالنصر من الله ( وَمَا النَّصْرُ إِلَّا مِنْ عِندِ اللَّهِ الْعَزِيزِ الْحَكِيمِ (126) ال عمران . وفي ميدان معركة الكفر والايمان وحرب الضلال مع الهدى فان الله لا ينصر الا من نصر دينه وهداه ، فالله لم يضمن النصر الا لمن نصره ( وَلَيَنصُرَنَّ اللَّهُ مَن يَنصُرُهُ ۗ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ (40) الحج . فالله عز وجل لا ينصر الخائنين ، ولا ينصر المرتزقه المتكسبين بالحروب ، والموالين لغيره ، المتاجرين بالولاءات مهما طالت لحاهم ، وقصرت ثيابهم ...الله لا ينصر الا من تقطعت بهم الاسباب من جميع اهل الدنيا ، ولم يبق لهم الا سبب مربوط مع الله تعالى .
واظن في هذا كفاية لمن طلب الدراية ، وجانب طرق الغواية .
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .