بسم الله الرحمن الرحيم
وقفة مع اية كريمة
قال الله تعالى:-(وَابْتَغِ فِيمَا آتَاكَ اللَّهُ الدَّارَ الْآخِرَةَ ۖ وَلَا تَنسَ نَصِيبَكَ مِنَ الدُّنْيَا ۖ وَأَحْسِن كَمَا أَحْسَنَ اللَّهُ إِلَيْكَ ۖ وَلَا تَبْغِ الْفَسَادَ فِي الْأَرْضِ ۖ إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْمُفْسِدِينَ (77)القصص.
الاعراب
(وَابْتَغِ) الواو حرف عطف وأمر مبني على حذف حرف العلة والفاعل مستتر (فِيما) متعلقان بالفعل والجملة معطوفة على جملة لا تفرح (آتاكَ) ماض ومفعوله (اللَّهُ) لفظ الجلالة فاعل والجملة صلة ما (الدَّارَ) مفعول ابتغ (الْآخِرَةَ) صفة الدار (وَلا) الواو حرف عطف ولا ناهية (تَنْسَ) مضارع مجزوم بلا الناهية والفاعل مستتر (نَصِيبَكَ) مفعول به (مِنَ الدُّنْيا) متعلقان بالفعل والجملة معطوفة على ما قبلها (وَأَحْسِنْ) أمر فاعله مستتر والجملة معطوفة على ما قبلها (كَما) الكاف حرف تشبيه وجر وما: مصدرية (أَحْسِنْ) ماض مبني على الفتح (اللَّهُ) لفظ الجلالة فاعل (إِلَيْكَ) متعلقان بالفعل والمصدر المؤول من ما والفعل في محل جر بالكاف والجار والمجرور متعلقان بمحذوف صفة مفعول مطلق محذوف (وَلا) الواو حرف عطف ولا ناهية (تَبْغِ) مضارع مجزوم بلا الناهية والفاعل مستتر (الْفَسادَ) مفعول به (فِي الْأَرْضِ) متعلقان بالفعل والجملة معطوفة على ما قبلها.
(إِنَّ) حرف مشبه بالفعل (اللَّهُ) لفظ الجلالة اسمه (لا) نافية (يُحِبُّ) مضارع فاعله مستتر (الْمُفْسِدِينَ) مفعول به والجملة الفعلية خبر إن، والجملة الاسمية تعليل لا محل لها.
البيان
قال ابن عاشور رحمه الله في التحير والتنوير:- ((وَابْتَغِ فِيمَا آَتَاكَ اللَّهُ الدَّارَ الْآَخِرَةَ وَلَا تَنْسَ نَصِيبَكَ مِنَ الدُّنْيَا وَأَحْسِنْ كَمَا أَحْسَنَ اللَّهُ إِلَيْكَ وَلَا تَبْغِ الْفَسَادَ فِي الْأَرْضِ إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْمُفْسِدِينَ (77)
وقال قتادة : نصيب الدنيا هو الحلال كلّه . وبذلك تكون هذه الآية مثالاً لاستعمال صيغة النهي لمعنى الإباحة . و { من } للتبعيض . والمراد بالدنيا نعيمها . فالمعنى : نصيبك الذي هو بعض نعيم الدنيا .
{ مِنَ الدنيا وَأَحْسِن كَمَآ أَحْسَنَ الله إِلَيْكَ وَلاَ تَبْغِ الفساد فِى الارض إِنَّ الله لاَ } .
الإحسان داخل في عموم ابتغاء الدار الآخرة ولكنه ذكر هنا ليبنى عليه الاحتجاج بقوله { كما أحسن الله إليك } .
والكاف للتشبيه ، و ( ما ) مصدرية ، أي كإحسان الله إليك ، والمشبه هو الإحسان المأخوذ من { أحسن } أي إحساناً شبيهاً بإحسان الله إليك . ومعنى الشبه : أن يكون الشكر على كل نعمة من جنسها . وقد شاع بين النحاة تسمية هذه الكاف كاف التعليل ، ومثلها قوله تعالى { واذكروه كما هداكم } [ البقرة : 198 ] . والتحقيق أن التعليل حاصل من معنى التشبيه وليس معنى مستقلاً من معاني الكاف .
وحذف متعلق الإحسان لتعميم ما يُحسن إليه فيشمل نفسه وقومه ودوابه ومخلوقات الله الداخلة في دائرة التمكن من الإحسان إليها . وفي الحديث : « إن الله كتب الإحسان على كل شيء » فالإحسان في كل شيء بحسبه ، والإحسان لكل شيء بما يناسبه حتى الأذى المأذون فيه فبقدره ويكون بحسن القول وطلاقة الوجه وحسن اللقاء .
وعطف { لا تبغ الفساد في الأرض } للتحذير من خلط الإحسان بالفساد فإن الفساد ضد الإحسان ، فالأمر بالإحسان يقتضي النهي عن الفساد وإنما نص عليه لأنه لما تعددت موارد الإحسان والإساءة فقد يغيب عن الذهن أن الإساءة إلى شيء مع الإحسان إلى أشياء يعتبر غير إحسان .
والمراد بالأرض أرضهم التي هم حالّون بها ، وإذ قد كانت جزءاً من الكرة الأرضية فالإفساد فيها إفساد مظروف في عموم الأرض . وقد تقدمت نظائره منها في قوله تعالى { وإذا تولى سعى في الأرض ليفسد فيها } في سورة [ البقرة : 205 ] .
وجملة { إن الله لا يحب المفسدين } علة للنهي عن الإفساد ، لأن العمل الذي لا يحبه الله لا يجوز لعباده عمله ، وقد كان { قارون } موحّداً على دين إسرائيل ولكنه كان شاكّاً في صدق مواعيد موسى وفي تشريعاته .)) اه
والخلاصة:-
نلاحظ ان الله تعالى يقرر ان لك نصيب من الدنيا ينسبه ويضيفه اليك وينهاك عن نسيانه اي عدم تركه..والنصيب هو الحصة والحق ..اي لك حق وحصة مقدرة ومقسومة لك فلا تتركه لغيرك يغصبه او يسرقه ولا تسمح لاحد بالاحتيال عليك لاخذه ولكم التحية والاحترام والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
وقفة مع اية كريمة
قال الله تعالى:-(وَابْتَغِ فِيمَا آتَاكَ اللَّهُ الدَّارَ الْآخِرَةَ ۖ وَلَا تَنسَ نَصِيبَكَ مِنَ الدُّنْيَا ۖ وَأَحْسِن كَمَا أَحْسَنَ اللَّهُ إِلَيْكَ ۖ وَلَا تَبْغِ الْفَسَادَ فِي الْأَرْضِ ۖ إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْمُفْسِدِينَ (77)القصص.
الاعراب
(وَابْتَغِ) الواو حرف عطف وأمر مبني على حذف حرف العلة والفاعل مستتر (فِيما) متعلقان بالفعل والجملة معطوفة على جملة لا تفرح (آتاكَ) ماض ومفعوله (اللَّهُ) لفظ الجلالة فاعل والجملة صلة ما (الدَّارَ) مفعول ابتغ (الْآخِرَةَ) صفة الدار (وَلا) الواو حرف عطف ولا ناهية (تَنْسَ) مضارع مجزوم بلا الناهية والفاعل مستتر (نَصِيبَكَ) مفعول به (مِنَ الدُّنْيا) متعلقان بالفعل والجملة معطوفة على ما قبلها (وَأَحْسِنْ) أمر فاعله مستتر والجملة معطوفة على ما قبلها (كَما) الكاف حرف تشبيه وجر وما: مصدرية (أَحْسِنْ) ماض مبني على الفتح (اللَّهُ) لفظ الجلالة فاعل (إِلَيْكَ) متعلقان بالفعل والمصدر المؤول من ما والفعل في محل جر بالكاف والجار والمجرور متعلقان بمحذوف صفة مفعول مطلق محذوف (وَلا) الواو حرف عطف ولا ناهية (تَبْغِ) مضارع مجزوم بلا الناهية والفاعل مستتر (الْفَسادَ) مفعول به (فِي الْأَرْضِ) متعلقان بالفعل والجملة معطوفة على ما قبلها.
(إِنَّ) حرف مشبه بالفعل (اللَّهُ) لفظ الجلالة اسمه (لا) نافية (يُحِبُّ) مضارع فاعله مستتر (الْمُفْسِدِينَ) مفعول به والجملة الفعلية خبر إن، والجملة الاسمية تعليل لا محل لها.
البيان
قال ابن عاشور رحمه الله في التحير والتنوير:- ((وَابْتَغِ فِيمَا آَتَاكَ اللَّهُ الدَّارَ الْآَخِرَةَ وَلَا تَنْسَ نَصِيبَكَ مِنَ الدُّنْيَا وَأَحْسِنْ كَمَا أَحْسَنَ اللَّهُ إِلَيْكَ وَلَا تَبْغِ الْفَسَادَ فِي الْأَرْضِ إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْمُفْسِدِينَ (77)
وقال قتادة : نصيب الدنيا هو الحلال كلّه . وبذلك تكون هذه الآية مثالاً لاستعمال صيغة النهي لمعنى الإباحة . و { من } للتبعيض . والمراد بالدنيا نعيمها . فالمعنى : نصيبك الذي هو بعض نعيم الدنيا .
{ مِنَ الدنيا وَأَحْسِن كَمَآ أَحْسَنَ الله إِلَيْكَ وَلاَ تَبْغِ الفساد فِى الارض إِنَّ الله لاَ } .
الإحسان داخل في عموم ابتغاء الدار الآخرة ولكنه ذكر هنا ليبنى عليه الاحتجاج بقوله { كما أحسن الله إليك } .
والكاف للتشبيه ، و ( ما ) مصدرية ، أي كإحسان الله إليك ، والمشبه هو الإحسان المأخوذ من { أحسن } أي إحساناً شبيهاً بإحسان الله إليك . ومعنى الشبه : أن يكون الشكر على كل نعمة من جنسها . وقد شاع بين النحاة تسمية هذه الكاف كاف التعليل ، ومثلها قوله تعالى { واذكروه كما هداكم } [ البقرة : 198 ] . والتحقيق أن التعليل حاصل من معنى التشبيه وليس معنى مستقلاً من معاني الكاف .
وحذف متعلق الإحسان لتعميم ما يُحسن إليه فيشمل نفسه وقومه ودوابه ومخلوقات الله الداخلة في دائرة التمكن من الإحسان إليها . وفي الحديث : « إن الله كتب الإحسان على كل شيء » فالإحسان في كل شيء بحسبه ، والإحسان لكل شيء بما يناسبه حتى الأذى المأذون فيه فبقدره ويكون بحسن القول وطلاقة الوجه وحسن اللقاء .
وعطف { لا تبغ الفساد في الأرض } للتحذير من خلط الإحسان بالفساد فإن الفساد ضد الإحسان ، فالأمر بالإحسان يقتضي النهي عن الفساد وإنما نص عليه لأنه لما تعددت موارد الإحسان والإساءة فقد يغيب عن الذهن أن الإساءة إلى شيء مع الإحسان إلى أشياء يعتبر غير إحسان .
والمراد بالأرض أرضهم التي هم حالّون بها ، وإذ قد كانت جزءاً من الكرة الأرضية فالإفساد فيها إفساد مظروف في عموم الأرض . وقد تقدمت نظائره منها في قوله تعالى { وإذا تولى سعى في الأرض ليفسد فيها } في سورة [ البقرة : 205 ] .
وجملة { إن الله لا يحب المفسدين } علة للنهي عن الإفساد ، لأن العمل الذي لا يحبه الله لا يجوز لعباده عمله ، وقد كان { قارون } موحّداً على دين إسرائيل ولكنه كان شاكّاً في صدق مواعيد موسى وفي تشريعاته .)) اه
والخلاصة:-
نلاحظ ان الله تعالى يقرر ان لك نصيب من الدنيا ينسبه ويضيفه اليك وينهاك عن نسيانه اي عدم تركه..والنصيب هو الحصة والحق ..اي لك حق وحصة مقدرة ومقسومة لك فلا تتركه لغيرك يغصبه او يسرقه ولا تسمح لاحد بالاحتيال عليك لاخذه ولكم التحية والاحترام والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.