[rtl]بسم الله الرحمن الرحيم .[/rtl]
[rtl]وقفة تدبر مع اية وحديث[/rtl]
[rtl]قال الله تعالى: {يَعْلَمُونَ ظَاهِراً مِّنَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَهُمْ عَنِ الْآخِرَةِ هُمْ غَافِلُونَ } الروم7 .[/rtl]
[rtl]وعن أبي هريرة قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " إن الله يبغض كل جعظرى جواظ ، سخاب في الأسواق ، جيفة بالليل ، حمار بالنهار عالم بأمر الدنيا ، جاهل بأمر الآخرة " .رواه بن حبان في " صحيحه " والبيهقي ..[/rtl]
[rtl]و( الجعظري ): الفظ الغليظ المتكبر .[/rtl]
[rtl]و( الجواظ ): الجموع المنوع .[/rtl]
[rtl]و( السخاب ): كالصخاب : كثير الضجيج و الخصام .[/rtl]
[rtl]و في رواية ذكرها ابن الأثير[/rtl]
[rtl]( خشب بالليل ، سخب بالنهار) .[/rtl]
[rtl]أي إذا جن عليهم الليل سقطوا نياما كأنهم خشب[/rtl]
[rtl]فإذا أصبحوا تساخبوا على الدنيا شحا و حرصا " .[/rtl]
[rtl]( جيفة ): أي كالجيفة ، لأنه يعمل كالحمار طوال النهار لدنياه بلا كلل ولا ملل ، و ينام طول ليله كالجيفة التي لا تتحرك .[/rtl]
[rtl]فكثير هم من هو عالم بالدنيا وامور تكاثرها، جاهل بالآخرة منشغل بدنياه وتكاثرها عن اخرته ومعاده: وهو الذي يعلم أمور معيشته وتدبير دنياه , وهو خبير في هذه الأمور وحريص على النجاح والتفوق فيها , في الوقت الذي هو فيه عن أمور الآخرة وشؤونها والعمل لها غافل جاهل أعمى كسول ، اشغلته دنياه عنها فالهته عن المصير ، وفي مثلهم قال الله تعالى محذرا :- (أَلْهَاكُمُ التَّكَاثُرُ (1)حَتَّى زُرْتُمُ الْمَقَابِرَ (2)كَلَّا سَوْفَ تَعْلَمُونَ (3)ثُمَّ كَلَّا سَوْفَ تَعْلَمُونَ (4)كَلَّا لَوْ تَعْلَمُونَ عِلْمَ الْيَقِينِ (5)لَتَرَوُنَّ الْجَحِيمَ (6)ثُمَّ لَتَرَوُنَّهَا عَيْنَ الْيَقِينِ (7)ثُمَّ لَتُسْأَلُنَّ يَوْمَئِذٍ عَنِ النَّعِيمِ ( . وقد حذر الله تعالى عباده المؤمنين من الالتهاء والانشغال بالدنيا وكسبها عما ينفعهم يوم البعث والنشور فقال تعالى: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تُلْهِكُمْ أَمْوَالُكُمْ وَلَا أَوْلَادُكُمْ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ فَأُولَئِكَ هُمُ الْخَاسِرُونَ * وَأَنْفِقُوا مِنْ مَا رَزَقْنَاكُمْ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَ أَحَدَكُمُ الْمَوْتُ فَيَقُولَ رَبِّ لَوْلَا أَخَّرْتَنِي إِلَى أَجَلٍ قَرِيبٍ فَأَصَّدَّقَ وَأَكُنْ مِنَ الصَّالِحِينَ * وَلَنْ يُؤَخِّرَ اللَّهُ نَفْسًا إِذَا جَاءَ أَجَلُهَا وَاللَّهُ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ ﴾ [المنافقون: 9 - 11].[/rtl]
[rtl]ونبه عباده المؤمنين وبين لهم حقيقة هذه الحياة الدنيا في موضعين من ايات القران العظيم، الأول في سورة محمد صلى الله عليه وسلم في الآية رقم: 36 حيث يقول تعالى إِنَّمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا لَعِبٌ وَلَهْوٌ وَإِنْ تُؤْمِنُوا وَتَتَّقُوا يُؤْتِكُمْ أُجُورَكُمْ وَلَا يَسْأَلْكُمْ أَمْوَالَكُمْ).[/rtl]
[rtl]والموضع الثاني في سورة الحديد في الآية رقم: 20، حيث قال سبحانه : (اعْلَمُوا أَنَّمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا لَعِبٌ وَلَهْوٌ وَزِينَةٌ وَتَفَاخُرٌ بَيْنَكُمْ وَتَكَاثُرٌ فِي الْأَمْوَالِ وَالْأَوْلَادِ كَمَثَلِ غَيْثٍ أَعْجَبَ الْكُفَّارَ نَبَاتُهُ ثُمَّ يَهِيجُ فَتَرَاهُ مُصْفَرًّا ثُمَّ يَكُونُ حُطَامًا وَفِي الْآَخِرَةِ عَذَابٌ شَدِيدٌ وَمَغْفِرَةٌ مِنَ اللَّهِ وَرِضْوَانٌ وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلَّا مَتَاعُ الْغُرُورِ).[/rtl]
[rtl]وإذا كان العلم بالأمور الدنيوية المباحة غير مذموم بل مطلوب، ولكن على أن لا يكون على حسـاب الآخرة وان لا يكون ملهيا مشغلا عنها، بل لا بد من ربط امور الدنيا بالاخرة، لانها دار الحساب والجزاء والمآب، ولها يعد ويعمل ألوا الالباب.[/rtl]
[rtl]قال تعالى : {أَمَّنْ هُوَ قَانِتٌ آنَاء اللَّيْلِ سَاجِداً وَقَائِماً يَحْذَرُ الْآخِرَةَ وَيَرْجُو رَحْمَةَ رَبِّهِ قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ إِنَّمَا يَتَذَكَّرُ أُوْلُوا الْأَلْبَابِ }الزمر9 .[/rtl]
[rtl]نسأل الله لنا ولكم الهدايه والصلاح والفلاح والسلامة في الدارين . والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.[/rtl]
عدل سابقا من قبل محمد بن يوسف الزيادي في 2020-12-08, 3:23 am عدل 1 مرات