كان الله في عون الأجيال القادمة - د. فيصل القاسم Hitskin_logo Hitskin.com

هذه مُجرَّد مُعاينة لتصميم تم اختياره من موقع Hitskin.com
تنصيب التصميم في منتداكالرجوع الى صفحة بيانات التصميم

نبيل - القدس
الا ان مجرد القراءة والمتعة الفكرية لن يكون له اي تاثير في من يتابع هذه المواضيع الا اذا تم التفكر والتدبر بها وفهم واقعها بدقة

انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

نبيل - القدس
الا ان مجرد القراءة والمتعة الفكرية لن يكون له اي تاثير في من يتابع هذه المواضيع الا اذا تم التفكر والتدبر بها وفهم واقعها بدقة
نبيل - القدس
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

المواضيع الأخيرة
» 73-من دروس القران التوعوية - التوكل والتواكل
كان الله في عون الأجيال القادمة - د. فيصل القاسم I_icon_minitime2024-11-08, 10:09 pm من طرف محمد بن يوسف الزيادي

» 17- من ذاكرة الايام - من مواقف شهامة الرجال
كان الله في عون الأجيال القادمة - د. فيصل القاسم I_icon_minitime2024-11-07, 8:33 am من طرف محمد بن يوسف الزيادي

» 72- من دروس القران التوعوية- المال ...
كان الله في عون الأجيال القادمة - د. فيصل القاسم I_icon_minitime2024-11-07, 6:55 am من طرف محمد بن يوسف الزيادي

» 71-من دروس القران التوعوية-معالجات الاسلام للفقر والعوز
كان الله في عون الأجيال القادمة - د. فيصل القاسم I_icon_minitime2024-11-06, 8:20 pm من طرف محمد بن يوسف الزيادي

» 70- من دروس القران التوعوية -العمل لكسب الرزق والمعاش
كان الله في عون الأجيال القادمة - د. فيصل القاسم I_icon_minitime2024-11-05, 7:44 pm من طرف محمد بن يوسف الزيادي

» 69- من دروس القران التوعوية-حرب الاسلام على الفقر واسبابه
كان الله في عون الأجيال القادمة - د. فيصل القاسم I_icon_minitime2024-11-05, 8:17 am من طرف محمد بن يوسف الزيادي

» 68-من دروس القران التوعوية -الاسلام وحده المحقق للعبودية والاستخلاف
كان الله في عون الأجيال القادمة - د. فيصل القاسم I_icon_minitime2024-11-05, 1:35 am من طرف محمد بن يوسف الزيادي

» 33-حديث الاثنين في مباحث الايمان والعقيدة - مفهوم التزكية
كان الله في عون الأجيال القادمة - د. فيصل القاسم I_icon_minitime2024-11-04, 12:43 am من طرف محمد بن يوسف الزيادي

» 67- من دروس القران التوعية- الالتقاء على كلمة سواء
كان الله في عون الأجيال القادمة - د. فيصل القاسم I_icon_minitime2024-11-02, 8:30 pm من طرف محمد بن يوسف الزيادي

» 66- من دروس القران التوعوية -تحقيق العدل في اوساط البشرية مهمة جمعية
كان الله في عون الأجيال القادمة - د. فيصل القاسم I_icon_minitime2024-11-02, 11:32 am من طرف محمد بن يوسف الزيادي

» حديث الجمعة -الى متى ننتظر ؟؟!!
كان الله في عون الأجيال القادمة - د. فيصل القاسم I_icon_minitime2024-11-01, 1:08 am من طرف محمد بن يوسف الزيادي

» الطائفة الناجية!!!
كان الله في عون الأجيال القادمة - د. فيصل القاسم I_icon_minitime2024-11-01, 1:01 am من طرف محمد بن يوسف الزيادي

» 65- من دروس القران التوعوية - كُونُوا رَبَّانِيِّينَ !!
كان الله في عون الأجيال القادمة - د. فيصل القاسم I_icon_minitime2024-10-31, 12:46 pm من طرف محمد بن يوسف الزيادي

» 64- من دروس القران التوعوية - وقاية النفس من الشح
كان الله في عون الأجيال القادمة - د. فيصل القاسم I_icon_minitime2024-10-30, 2:59 am من طرف محمد بن يوسف الزيادي

» شركات تصميم تطبيقات الجوال في مصر – تك سوفت للحلول الذكية
كان الله في عون الأجيال القادمة - د. فيصل القاسم I_icon_minitime2024-10-29, 11:10 am من طرف سها ياسر

» 32-حديث الاثنين في مباحث الايمان والعقيدة - العقيدة العملية
كان الله في عون الأجيال القادمة - د. فيصل القاسم I_icon_minitime2024-10-29, 1:04 am من طرف محمد بن يوسف الزيادي

» 63- من دروس القران التوعوية- العدل والعدالة في القران
كان الله في عون الأجيال القادمة - د. فيصل القاسم I_icon_minitime2024-10-28, 8:03 am من طرف محمد بن يوسف الزيادي

» 62-من دروس القران التوعوية :الشورى
كان الله في عون الأجيال القادمة - د. فيصل القاسم I_icon_minitime2024-10-27, 6:04 am من طرف محمد بن يوسف الزيادي

» 61- من دروس القران التوعوية-الحذر من مؤسسات الضرار حتى لو لبست لباس شرعي
كان الله في عون الأجيال القادمة - د. فيصل القاسم I_icon_minitime2024-10-25, 9:51 pm من طرف محمد بن يوسف الزيادي

» 60- من دروس القران التوعوية - اسباب النفاق
كان الله في عون الأجيال القادمة - د. فيصل القاسم I_icon_minitime2024-10-25, 5:18 pm من طرف محمد بن يوسف الزيادي

» 59- من دروس القران التوعوية -العداء المستحكم في النفوس !!
كان الله في عون الأجيال القادمة - د. فيصل القاسم I_icon_minitime2024-10-24, 7:17 am من طرف محمد بن يوسف الزيادي

» 58- من دروس القران التوعوية - التكاليف الشرعية جاءت ضمن قدرات الانسان
كان الله في عون الأجيال القادمة - د. فيصل القاسم I_icon_minitime2024-10-23, 8:08 am من طرف محمد بن يوسف الزيادي

» 57- من دروس القران التوعوية - ادب الدعاة
كان الله في عون الأجيال القادمة - د. فيصل القاسم I_icon_minitime2024-10-22, 6:10 am من طرف محمد بن يوسف الزيادي

» شركة تصميم تطبيقات في مصر – تك سوفت للحلول الذكية
كان الله في عون الأجيال القادمة - د. فيصل القاسم I_icon_minitime2024-10-21, 10:03 am من طرف سها ياسر

» 56- من دروس القران التوعوية - البينة !!!
كان الله في عون الأجيال القادمة - د. فيصل القاسم I_icon_minitime2024-10-21, 4:01 am من طرف محمد بن يوسف الزيادي

» 31- حديث الاثنين في مباحث الايمان والعقيدة
كان الله في عون الأجيال القادمة - د. فيصل القاسم I_icon_minitime2024-10-20, 11:58 pm من طرف محمد بن يوسف الزيادي

» 55- من دروس القران التوعوية- انا سنلقي عليك قولا ثقيلا
كان الله في عون الأجيال القادمة - د. فيصل القاسم I_icon_minitime2024-10-20, 9:54 pm من طرف محمد بن يوسف الزيادي

» 54- من دروس القران التوعوية :-التحذير من الوهن
كان الله في عون الأجيال القادمة - د. فيصل القاسم I_icon_minitime2024-10-19, 1:15 am من طرف محمد بن يوسف الزيادي

» خواطر مع دماء الشهداء
كان الله في عون الأجيال القادمة - د. فيصل القاسم I_icon_minitime2024-10-18, 11:32 pm من طرف محمد بن يوسف الزيادي

» تعليق على حادثة عملية البحر الميت اليوم
كان الله في عون الأجيال القادمة - د. فيصل القاسم I_icon_minitime2024-10-18, 11:30 pm من طرف محمد بن يوسف الزيادي

عداد للزوار جديد
المتواجدون الآن ؟
ككل هناك 641 عُضو متصل حالياً :: 0 عضو مُسجل, 0 عُضو مُختفي و 641 زائر :: 2 عناكب الفهرسة في محركات البحث

لا أحد

[ مُعاينة اللائحة بأكملها ]


أكبر عدد للأعضاء المتواجدين في هذا المنتدى في نفس الوقت كان 752 بتاريخ 2024-09-20, 4:22 am
تصويت
أفضل 10 أعضاء في هذا المنتدى
نبيل القدس ابو اسماعيل - 38802
كان الله في عون الأجيال القادمة - د. فيصل القاسم I_vote_rcapكان الله في عون الأجيال القادمة - د. فيصل القاسم I_voting_barكان الله في عون الأجيال القادمة - د. فيصل القاسم I_vote_lcap 
زهرة اللوتس المقدسية - 15399
كان الله في عون الأجيال القادمة - د. فيصل القاسم I_vote_rcapكان الله في عون الأجيال القادمة - د. فيصل القاسم I_voting_barكان الله في عون الأجيال القادمة - د. فيصل القاسم I_vote_lcap 
معتصم - 12434
كان الله في عون الأجيال القادمة - د. فيصل القاسم I_vote_rcapكان الله في عون الأجيال القادمة - د. فيصل القاسم I_voting_barكان الله في عون الأجيال القادمة - د. فيصل القاسم I_vote_lcap 
محمد بن يوسف الزيادي - 4323
كان الله في عون الأجيال القادمة - د. فيصل القاسم I_vote_rcapكان الله في عون الأجيال القادمة - د. فيصل القاسم I_voting_barكان الله في عون الأجيال القادمة - د. فيصل القاسم I_vote_lcap 
sa3idiman - 3588
كان الله في عون الأجيال القادمة - د. فيصل القاسم I_vote_rcapكان الله في عون الأجيال القادمة - د. فيصل القاسم I_voting_barكان الله في عون الأجيال القادمة - د. فيصل القاسم I_vote_lcap 
لينا محمود - 2667
كان الله في عون الأجيال القادمة - د. فيصل القاسم I_vote_rcapكان الله في عون الأجيال القادمة - د. فيصل القاسم I_voting_barكان الله في عون الأجيال القادمة - د. فيصل القاسم I_vote_lcap 
هيام الاعور - 2145
كان الله في عون الأجيال القادمة - د. فيصل القاسم I_vote_rcapكان الله في عون الأجيال القادمة - د. فيصل القاسم I_voting_barكان الله في عون الأجيال القادمة - د. فيصل القاسم I_vote_lcap 
بسام السيوري - 1763
كان الله في عون الأجيال القادمة - د. فيصل القاسم I_vote_rcapكان الله في عون الأجيال القادمة - د. فيصل القاسم I_voting_barكان الله في عون الأجيال القادمة - د. فيصل القاسم I_vote_lcap 
محمد القدس - 1219
كان الله في عون الأجيال القادمة - د. فيصل القاسم I_vote_rcapكان الله في عون الأجيال القادمة - د. فيصل القاسم I_voting_barكان الله في عون الأجيال القادمة - د. فيصل القاسم I_vote_lcap 
العرين - 1193
كان الله في عون الأجيال القادمة - د. فيصل القاسم I_vote_rcapكان الله في عون الأجيال القادمة - د. فيصل القاسم I_voting_barكان الله في عون الأجيال القادمة - د. فيصل القاسم I_vote_lcap 

احصائيات
هذا المنتدى يتوفر على 1031 عُضو.
آخر عُضو مُسجل هو Mohammed mghyem فمرحباً به.

أعضاؤنا قدموا 66414 مساهمة في هذا المنتدى في 20318 موضوع
عداد زوار المنتدى
free counterAmazingCounters.com


أهلا وسهلا بك زائرنا الكريم, أنت لم تقم بتسجيل الدخول بعد! يشرفنا أن تقوم بالدخول أو التسجيل إذا رغبت بالمشاركة في المنتدى

كان الله في عون الأجيال القادمة - د. فيصل القاسم

اذهب الى الأسفل  رسالة [صفحة 1 من اصل 1]

نبيل القدس ابو اسماعيل

نبيل القدس ابو اسماعيل
المدير العام
المدير العام


كان الله في عون الأجيال القادمة
05.02.2017
د. فيصل القاسم
القدس العربي
السبت 4/2/2017
كان أبناء جيلنا، وخاصة الكادحين منهم، وهم الغالبية، يعتقدون أنهم الأسوأ حظاً من حيث فرص العمل والعيش الكريم وتحقيق الذات، فقد عانى الكثير منهم شظف العيش وضيق ذات اليد أيام شبابهم. وما زالوا يندبون أيام الفاقة، وقطع مسافات طويلة في طرق وعرة للوصول إلى المدرسة، أو البحث بـ"سراج وفتيلة" عن أجرة الباص للذهاب من القرية إلى المدينة، أو حتى تأمين ثمن سندويشة فلافل، أو تجنب دخول مقهى الجامعة لعدم توافر ثمن فنجان شاي لديهم، أو ارتداء نفس البنطال والقميص طوال العام.
لاشك أن أيامنا في فترة الشباب الأولى كانت مجبولة بالمعاناة الشديدة، وكما يقول المثل: "تنذكر وما تنعاد". لكن السؤال الأهم: هل كان زمننا قبل حوالي عقدين ونيف سيئاً فعلاً؟ أم أن السوء يبقى نسبياً مقارنة بالعقود المقبلة؟ يبدو أن الأجيال القادمة ستهزأ من معاناتنا وستعتبرها أياماً خوالي، وهي، بلا شك، محقة في نظرتها، على ضوء الإحصائيات الجديدة.
يقول كلاوس شواب مؤسس المنتدى الاقتصادي العالمي المعروف بـ"منتدى دافوس" الذي أخذ على عاتقه بحث واقع الاقتصاد العالمي ومستقبله في إحدى دوراته السابقة: "إن العالم العربي في حاجة ماسة إلى توفير مائة مليون فرصة عمل حتى السنة ألفين وعشرين، أي بعد ثلاثة أعوام فقط، وإذا لم يتحقق ذلك فستكون هناك كارثة حقيقية". لقد جعلني كلام السيد شواب أترحم فعلاً على أيام زمان. صحيح أننا وقتها كنا نعمل في المهن الشاقة منذ نعومة أظفارنا كتحميل السيارات بأكياس الإسمنت الثقيلة، وتحميل وتنزيل أكياس القمح والتبن و"القصل والعور"، وحفر المجاري، وتعبيد الطرقات، وتسوية الأرض، وحمل نفايات المزابل على أكتافنا، والانتظار ساعات وساعات تحت أشعة الشمس الحارقة كي يأتي متعهد بناء ويحملنا في سيارة "البيك اب" إلى أقرب ورشة لنقل الرمل أو حمل الأخشاب، أو المتاجرة بالزجاجات الفارغة، أو بيع البالونات في القرى القريبة، أو الحصاد، أو تنظيف الشوارع، أو العمل في الحدادة والنجارة والتمديدات الصحية والكهربائية، أو رعي البقر والأغنام. لكن بالرغم من قساوتها فإن تلك الأعمال كانت متوافرة بكثرة في ذلك الزمن "الجميل"، وكان كل من دخل الجامعة أو تخرج منها في أي مجال يستطيع أن يختار العمل الذي يريده ويكون سلطان زمانه.
اتذكر مثلاً أنه كان بمقدوري أن أمارس مهنة تدريس اللغة الانكليزية في قريتنا وأنا مازلت في السنة الأولى بالجامعة، لا بل إن مدير التربية في مدينة دمشق كان يخيّرني التدريس في عدد من مدارس العاصمة بسبب الحاجة الماسة للمدرسين وقتها. ولم أجد يوماً صعوبة في تدريس عدد من الساعات لبضعة أشهر في أي مكان أريده كي أؤمن مبلغاً من المال يساعدني في إكمال دراستي الجامعية.
وإذا كنا، نحن دارسي الأدب الانكليزي، "سلاطنة زماننا" وقتها، فإن خريجي الهندسة المدنية والمعمارية كانوا أباطرة بكل معنى الكلمة. فما زال أبناء جيلي مثلاً يتذكرون ذلك "الامبراطور" المهندس الشهير نبيل نفش الذي كان مسؤولاً عن مشروع بناء مطار عسكري في أراضي قريتنا، فقد كان الرجل مالئ المنطقة وشاغل سكانها. وأتذكر أنني عندما كنت أشاهد سيارته تقترب من ورشتنا في "مطار الثعلة" كانت أوصالي ترتعد خوفاً ورهبة من رؤيته، وكذلك الأمر بالنسبة لرفاقي العمال. ولا أبالغ إذا قلت إن مشاهدة المهندس نفش في تلك الأيام لا توازيها بالنسبة لي هذه الأيام سوى مقابلة الرئيس الأمريكي من شدة رهبتها.
وحدث ولا حرج عن المهندس "أبو هندي" الذي كان رئيس مشاريع الإسكان العسكري في منطقتنا. لقد كان وقتها أيضاً قيصراً بامتياز ترتعب القلوب لمجرد ذكر اسمه، وتلهج الألسن بالحديث عن سطوته ونفوذه وبأسه. لقد كان المهندسون بشكل عام وقتها أصحاب رفعة وشأن كبيرين، ولا أنسى ذلك اليوم العظيم الذي ركبت فيه (أنا عامل الباطون) إلى جانب المهندس شفيق في سيارته "البيجو البيكاب" كي يوصلني إلى القرية بسبب تأخرنا في الورشة إلى ساعة متأخرة من الليل. ولا داعي للحديث عن خريجي الطب الذين كان لهم أيضاً "طنة ورنة".
لاشك أن خريجي الجامعات الآن من كافة الاختصاصات يحسدون أقرانهم في تلك الأيام الخوالي، فلم يعد طالب الأدب الانكليزي هذه الأيام يحلم بالتدريس قبل أن يتخرج من الجامعة أو يختار المدرسة التي يريد التدريس فيها، لأن عدد الخريجين فاق عدد المطلوبين للتدريس بعشرات المرات، ولم يعد المهندس يطمح لتولي المشاريع العملاقة وزرع الخوف والرهبة والتحكم بمصدر رزق الجماهير كما كان الوضع بالنسبة لمهندسي أيام زمان، بل حسبه أن يجد عملاً في أي بلدية نائية أو وظيفة خارج البلاد مقابل راتب زهيد، لا يسمن ولا يغني من جوع، هذا إذا وجد فرصة عمل أصلاً بسبب الارتفاع الرهيب في عدد المهندسين ولم يعمل مزارعاً. وكم حزنت قبل أيام عندما سمعت أحدهم يسخر من المهندسين والمعلمين في بلادنا حيث قال بلهجة استهزاء قاسية: "تصور: مهندس وراكب سيارة" على اعتبار أن المهندسين والمدرسين الجدد لا يمكنهم اقتناء الدراجات، فما بالك السيارات، حتى لو كانت من طراز "الطقطيقه" التي تسير على ثلاث عجلات أو "العزّاقة" المُصندقة. أين أنت يا "باش مهندس" نبيل نفش لترى أي منقلب انقلب زملاء المهنة؟ صحيح أن الله أكرم المهندس "أبو هندي" الذي مازال يتنعم بعز أيام زمان، لكنه يحدثني أحياناً كيف تستورد شركته المهندسين بالمئات من الدول العربية مقابل رواتب محزنة.
أما المدرس الذي كان يتبختر بين مدرسة وأخرى فحسبه أن يدرّس اختصاصه في مدينة نائية تبعد عن قريته أو مدينته مئات الكيلومترات، بحيث ينفق راتبه الشهري على الباصات و"الشنططة" في الكراجات، هذا إذا لم ينتظر سنوات وسنوات كي يحصل على تلك الوظيفة البائسة التي كنا "نتبغدد" عليها أيام زمان. ولا شك أن حظه سيكون من السماء إذا وجد وظيفة تناسب اختصاصه. فكم من حاملي الشهادات والاختصاصات يعملون في مهن لها علاقة باختصاصاتهم كعلاقتي بعلم الانشطار النووي. وكم يحزن المرء عندما يرى مئات أو ألوف الخريجين أحياناً يتنافسون على وظيفة أو وظيفتين تم الإعلان عنهما لدى إحدى الدوائر الحكومية أو الخاصة. كيف لا وأكثر من تسعين بالمائة من الخريجين في بعض الدول العربية بلا عمل.
إن محنة العاطلين عن العمل في العالم العربي والذين يزدادون بأعداد مهولة تعيد إلى الأذهان، وللأسف الشديد، نظرية عالم الاقتصاد الشهير روبرت مالتوس الذي كان يعتقد أن التقدمين التكنولوجي والاجتماعي، مهما كانا كبيرين، ليس بوسعهما تحسين أحوال البشرية، فزيادة السكان تفوق بدرجة كبيرة الموارد والفرص المتوافرة التي يتطلبها الناس المتكاثرون بسرعة رهيبة. إن الموارد الاقتصادية، حسب رأيه، بطبيعتها نادرة ومحدودة مهما ادخلت عليها من تحسينات، وإضافات رأسية او أفقية، لذلك من الطبيعي أن يأتي يوم ما لا تجد فيه الأعداد المتزايدة فرصها وكفايتها من الموارد الاقتصادية والحياتية طالما تعدت نسبة النمو السكاني نسبة النمو في الناتج المحلي السنوي. إنه، بعبارة أخرى، قانون "تناقص الغلة" الذي وضعه العالم الفرنسي ان توجو والذي اعتمده مالتوس. صحيح أن ممتلكات بضعة أثرياء في أمريكا وأوروبا يمكن أن تعيل الملايين من شعوب العالم، لكن ذلك موضوع آخر.
إن المستوى الذي وصلت إليه البطالة في العالم العربي وغيره تؤكد نظريتي توجو ومالتوس للأسف الشديد، وأنه كلما تقدمنا باتجاه المستقبل تقلصت فرص العمل، وذلك على عكس نظريات علماء الاقتصاد المتفائلين الذين كانوا يعتقدون أن ولاية كاليفورنيا الأمريكية وحدها تستطيع تأمين متطلبات البشرية من الطعام.
إن توقعات مؤسس منتدى دافوس بشأن مستقبل البطالة المخيف في العالم العربي تدعم نظريات المتشائمين من علماء الاقتصاد كـ "مالتوس" أكثر مما تدعم استشرافات أولئك الذين يبشروننا بمستقبل أكثر رخاء وازدهاراً ووفرة بسبب التقدمين العلمي والتنكولوجي، على الأقل في هذا الجزء التعيس من العالم. هل تستطيع حكوماتنا العربية المتخبطة تأمين عشرين مليون فرصة عمل للجيل الصاعد خلال العقد القادم، فما بالك مائة مليون فرصة، كما يطالب شواب؟ بالطبع لا، فالمستقبل الاقتصادي العربي يزداد ظلاماً وبؤساً، والكارثة محدقة لا محالة، وبالتالي لا يسعنا إلا أن نقول: "سقى الله أيام الشقاء و"البهدلة" القديمة، وكان الله بعون الأجيال القادمة!".

٭ كاتب وإعلامي سوري

https://alhoob-alsdagh.yoo7.com

الرجوع الى أعلى الصفحة  رسالة [صفحة 1 من اصل 1]

صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى