حقيقة الترف وخطورته:
عُرّف الترف في اللغة، بأنه: التنعم. وأما الترفه، فيقصد منه: التوسع في النعمة، والمتـرف هو: الذي قد أبطرته النعمة، أي أطغته[انظر القاموس المحيط].
وعليه فلن يخرج المقصود من الترف عن أحد معنيـين:
الأول: أن يكون المقصود من المترف، هو مجرد التوسع في التمتع بملذات وشهوات الدنيا.
والثاني: أن المترف هو من أصابته حالة تجعل صاحبها طاغياً متكبراً صاداً عن الحق والاستقامة.
ويمكن أن يكون المعنى الثاني من لوازم المعنى الأول، فلا يمكن أن يصل المترف للمعنى الثاني، إلا بعد أن يمر بالمعنى الأول، وطبقاً للتعريف المذكور، سوف تكون النسبة بين الترف والإسراف العموم من وجه، لأنه قد يكون في البين ترف من دون أن يكون إسراف، كما لو تنعم الإنسان في النعم المادية مثلاً بما لا يكون زائداً على شأنه ووضعه الاقتصادي والاجتماعي، ولا يكون خارجاً عن الحد المتعارف عليه لامثاله. فمثلا يوجب الشرع للمراة نفقة المثل ويوجب في نكاح الشغار مهر مثيلاتها
فالانفاق المصاحب للاسراف على ما حرم ربي هو من الترف المذموم الذي لايجوز
وقد يكون هناك ترف وبذخ في النفقة على المباح كان يتنعم الرجل بلباس يكلف مئات الدنانير في حين يستطيع ان يكتسي بعشرين دينارا..فهذا اسمه بذخ وترف الا انه في مباح فلا يحرم ولا يعد اسرافا لان الاسراف هو الانفاق على المحرم..قال تعالى : - ..( وَإِنْ أَرَدتُّمُ اسْتِبْدَالَ زَوْجٍ مَّكَانَ زَوْجٍ وَآتَيْتُمْ إِحْدَاهُنَّ قِنطَارًا فَلَا تَأْخُذُوا مِنْهُ شَيْئًا ۚ أَتَأْخُذُونَهُ بُهْتَانًا وَإِثْمًا مُّبِينًا (20) النساء. والحاصل، لا ينبغي الخلط بين المفهومين، فإن كل واحد منهما يشير إلى حقيقة أخرى تغاير الحقيقة الثانية، فالترف المباح هو غير الترف المذموم الذي يخالطه الاسراف والتبذير والانفاق على ما حرم الله من الاثم والفواحش...
وغالبا ما يمثل وجود المترفين عاملا سلبيا عليها قد يوصل احيانا الى الدمار كونهم
دوما يقفون عقبة كأداء في وجه اي اصلاح وطريق اي تغيير..وقد أشار لهذا المعنى القرآن الكريم.. حيث يستوحى من تسليط القرآن الكريم على موقف المترفين من العملية الإصلاحية في أوساط الأمة، الإشارة إلى سلبية الترف، وأنه يمثل بنفسه علة تامة للفساد العقائدي والفكري والانحراف السلوكي و الأخلاقي.، قال تعالى:- (وما أرسلنا في قرية من نذير إلا قال مترفوها إنا بما أرسلتم به كافرون)[ سورة سبأ الآية رقم 34.].ولا ريب أن للمترفين دوافعهم المصلحية والشهوانية التي تدعوهم للحيلولة دون العملية الإصلاحية والتغيـيرية في أوساط الأمة والمجتمعات، واذا سلمت تلك الامة وتلك المجتمعات اليهم زمام الامر فانهم حتما سيقودونها للدمار والخراب والهلاك المحقق، قال تعالى:-
وَإِذَا أَرَدْنَا أَن نُّهْلِكَ قَرْيَةً أَمَرْنَا مُتْرَفِيهَا فَفَسَقُوا فِيهَا فَحَقَّ عَلَيْهَا الْقَوْلُ فَدَمَّرْنَاهَا تَدْمِيرًا (16)الاسراء.فالترف غالبا ما يفضي بصاحبه الى الاستعلاء والاستكبار والعناد ويبقيه في دائرة كفر النعمة قال تعالى:- (إنهم كانوا قبل ذلك مترفين* وكانوا يصرون على الحنث العظيم* وكانوا يقولون أئذا متنا وكنا تراباً وعظاماً أئنا لمبعوثون* أو آباؤنا الأولون)الواقعة.
وعليه، يمكن البناء على أن للترف أقساماً علما بانه ما جاء في القران والحديث الا على وجه الذم :
أحدها: الترف المادي:
ويقصد منه: التنعم بالنعم الدنيوية، وسعة العيش في الحياة الدنيا والتمتع فيها من أي جهة. ولا يخفى أن له مظاهر متعددة، سواء في المسكن، أم في الملبس والمأكل، أم في النفقات والمصارف، أم غير ذلك.
ثانيها: الترف الفكري:
وهو أن ينشغل الإنسان بالبحث عن موضوعات لا ترتبط بعقيدة الناس وفكرهم،و لا تدخل في دائرة اهتمامات الآخرين، ولا تصب في صميم شؤونهم. ولا ينفع علمها ولا يضر جهلها..و إن أحد أهم الأسباب المؤدية لوجود الترف الفكري، هو قلة الوعي بين افراد المجتمع، ومتى وجد الوعي بينهم، أمكنهم تحديد مصيرهم حتى في ما يتلقونه من المعلومات، لأن الكثير من المعلومات قد تمرر على المجتمع، وهي من الترف الفكري، ويشغل المجتمع بها حقبة من الزمن، من دون فائدة، وما ذلك إلا لأنه يفتقد الوعي.فلذلك دوما نجد المترفين ماديا يميلون للترف الفكري والثقافي ونشره في مجتمعاتهم لانه مخدر للشعوب يشغلهم ويلهيهم عن قضاياهم المصيرية وسبل نهضتهم ويطيل امد غفلتهم...اللهم فقهنا وعلمنا ما ينفعنا والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
عُرّف الترف في اللغة، بأنه: التنعم. وأما الترفه، فيقصد منه: التوسع في النعمة، والمتـرف هو: الذي قد أبطرته النعمة، أي أطغته[انظر القاموس المحيط].
وعليه فلن يخرج المقصود من الترف عن أحد معنيـين:
الأول: أن يكون المقصود من المترف، هو مجرد التوسع في التمتع بملذات وشهوات الدنيا.
والثاني: أن المترف هو من أصابته حالة تجعل صاحبها طاغياً متكبراً صاداً عن الحق والاستقامة.
ويمكن أن يكون المعنى الثاني من لوازم المعنى الأول، فلا يمكن أن يصل المترف للمعنى الثاني، إلا بعد أن يمر بالمعنى الأول، وطبقاً للتعريف المذكور، سوف تكون النسبة بين الترف والإسراف العموم من وجه، لأنه قد يكون في البين ترف من دون أن يكون إسراف، كما لو تنعم الإنسان في النعم المادية مثلاً بما لا يكون زائداً على شأنه ووضعه الاقتصادي والاجتماعي، ولا يكون خارجاً عن الحد المتعارف عليه لامثاله. فمثلا يوجب الشرع للمراة نفقة المثل ويوجب في نكاح الشغار مهر مثيلاتها
فالانفاق المصاحب للاسراف على ما حرم ربي هو من الترف المذموم الذي لايجوز
وقد يكون هناك ترف وبذخ في النفقة على المباح كان يتنعم الرجل بلباس يكلف مئات الدنانير في حين يستطيع ان يكتسي بعشرين دينارا..فهذا اسمه بذخ وترف الا انه في مباح فلا يحرم ولا يعد اسرافا لان الاسراف هو الانفاق على المحرم..قال تعالى : - ..( وَإِنْ أَرَدتُّمُ اسْتِبْدَالَ زَوْجٍ مَّكَانَ زَوْجٍ وَآتَيْتُمْ إِحْدَاهُنَّ قِنطَارًا فَلَا تَأْخُذُوا مِنْهُ شَيْئًا ۚ أَتَأْخُذُونَهُ بُهْتَانًا وَإِثْمًا مُّبِينًا (20) النساء. والحاصل، لا ينبغي الخلط بين المفهومين، فإن كل واحد منهما يشير إلى حقيقة أخرى تغاير الحقيقة الثانية، فالترف المباح هو غير الترف المذموم الذي يخالطه الاسراف والتبذير والانفاق على ما حرم الله من الاثم والفواحش...
وغالبا ما يمثل وجود المترفين عاملا سلبيا عليها قد يوصل احيانا الى الدمار كونهم
دوما يقفون عقبة كأداء في وجه اي اصلاح وطريق اي تغيير..وقد أشار لهذا المعنى القرآن الكريم.. حيث يستوحى من تسليط القرآن الكريم على موقف المترفين من العملية الإصلاحية في أوساط الأمة، الإشارة إلى سلبية الترف، وأنه يمثل بنفسه علة تامة للفساد العقائدي والفكري والانحراف السلوكي و الأخلاقي.، قال تعالى:- (وما أرسلنا في قرية من نذير إلا قال مترفوها إنا بما أرسلتم به كافرون)[ سورة سبأ الآية رقم 34.].ولا ريب أن للمترفين دوافعهم المصلحية والشهوانية التي تدعوهم للحيلولة دون العملية الإصلاحية والتغيـيرية في أوساط الأمة والمجتمعات، واذا سلمت تلك الامة وتلك المجتمعات اليهم زمام الامر فانهم حتما سيقودونها للدمار والخراب والهلاك المحقق، قال تعالى:-
وَإِذَا أَرَدْنَا أَن نُّهْلِكَ قَرْيَةً أَمَرْنَا مُتْرَفِيهَا فَفَسَقُوا فِيهَا فَحَقَّ عَلَيْهَا الْقَوْلُ فَدَمَّرْنَاهَا تَدْمِيرًا (16)الاسراء.فالترف غالبا ما يفضي بصاحبه الى الاستعلاء والاستكبار والعناد ويبقيه في دائرة كفر النعمة قال تعالى:- (إنهم كانوا قبل ذلك مترفين* وكانوا يصرون على الحنث العظيم* وكانوا يقولون أئذا متنا وكنا تراباً وعظاماً أئنا لمبعوثون* أو آباؤنا الأولون)الواقعة.
وعليه، يمكن البناء على أن للترف أقساماً علما بانه ما جاء في القران والحديث الا على وجه الذم :
أحدها: الترف المادي:
ويقصد منه: التنعم بالنعم الدنيوية، وسعة العيش في الحياة الدنيا والتمتع فيها من أي جهة. ولا يخفى أن له مظاهر متعددة، سواء في المسكن، أم في الملبس والمأكل، أم في النفقات والمصارف، أم غير ذلك.
ثانيها: الترف الفكري:
وهو أن ينشغل الإنسان بالبحث عن موضوعات لا ترتبط بعقيدة الناس وفكرهم،و لا تدخل في دائرة اهتمامات الآخرين، ولا تصب في صميم شؤونهم. ولا ينفع علمها ولا يضر جهلها..و إن أحد أهم الأسباب المؤدية لوجود الترف الفكري، هو قلة الوعي بين افراد المجتمع، ومتى وجد الوعي بينهم، أمكنهم تحديد مصيرهم حتى في ما يتلقونه من المعلومات، لأن الكثير من المعلومات قد تمرر على المجتمع، وهي من الترف الفكري، ويشغل المجتمع بها حقبة من الزمن، من دون فائدة، وما ذلك إلا لأنه يفتقد الوعي.فلذلك دوما نجد المترفين ماديا يميلون للترف الفكري والثقافي ونشره في مجتمعاتهم لانه مخدر للشعوب يشغلهم ويلهيهم عن قضاياهم المصيرية وسبل نهضتهم ويطيل امد غفلتهم...اللهم فقهنا وعلمنا ما ينفعنا والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.