فلسطين- من نتائج "أوسلو": كان ياسر عرفات يُدير شخصيا الموارد المالية لمنظمة التّحرير ولحركة "فتح"، المُتأتِّية من ضرائب الفلسطينِيِّين العاملين في الدول العربية، ومن الأنظمة العربية الغنيّة، ويُشْرِف على توزيع "حصَص" المنظمات الأخرى (إضافة إلى "فتح") من الرّيع، وبعد اتفاق أوسلو، أُنِيطت ب"سلطة الحكم الذاتي الإداري" مهمة (أو وظيفية) حماية الإحتلال والمُسْتَوطنين وقمع الشعب الفلسطيني (وبالأخص من يُقاوم الإحتلال)، وإهمال مصالح أغلبية الشعب الفلسطسيني، وخاصة اللاجئين وفلسطينيِّي الإحتلال الأول (أراضي 48)، وأصبح حصول الفصائل الفلسطينية على هذه الحصص المالية مشروطًا بقُبُول اتفاقيات أسلو، التي لم يُنْشَر مُحْتَواها كاملاً، ولا تزال السِّرِّيّة تَلُفُّ جوانب سياسية واقتصادية وأمْنِيّة عديدة من الإتفاقيات، وأدّى قُبُول أغلبية قيادة الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين هذه الإتفاقيات (رغم بعض النّقد) إلى استقالة مُؤَسس الجبهة وأمينها العام الراحل "جورج حبش" (1926 – 2008)... أصبحت سُلطة الحكم الذاتي الإداري (سلطة أوسلو) أداةً فلسطينية لقمع واعتقال واغتيال المُقاومين، وتسليمهم لسُلُطات الإحتلال، ومن بينهم "أحمد سعدات" الذي أصبح الأمين العام للجبهة الشعبية، بعد اغتيال العدو للأمين العام السابق "أبو علي مُصْطَفى"، واستجابت سلطة أوسلو لضغوط الإمبريالية الأمريكية وسلطات الإحتلال، فقَطَعَتْ مُخَصّصات بعض الفئات من الفلسطينيين، وعَلّقت موازنة "الدّائرة العربية" التابعة لمنزمة التحرير، وقطعت المخصصات المالية عن الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين منذ بداية سنة 2018، بعد تقديم قيادة الجبهة شروطها للمشاركة في اجتماع "المجلس الوطني الفلسطيني"، ونَقْدِها لبعض أشكال التفاوض ولنتائج اتفاقية أوسلو، بعد أكثر من 25 سنة من توقيعها... في غزّة تُساهم "سّلطة" أوسلو في الحصار المفروض على القطاع، وذلك بقَطْعِ رواتب المُوظّفين، مما يزيد من تدهور الوضع، واشتدت ضغوطات السلطة منذ بداية "مسيرات العودة"، بمناسبة الذكرى السبعين للنكبة، بالتزامن مع ارتفاع عدد شُهداء قَنّاصَة جيش العدو إلى 32 خلال أسبوعين، ونحو ثلاثة آلاف جريج، مما أدّى إلى تنظيم احتجاجات ضد سلطة الحكم الذاتي الإداري، بمشاركة موظفين ينتمون إلى "فتح" التي يرأسُها محمود عَبّاس، لأن جميع سُكان غزة (مهما كان انتماؤهم السّياسي) يُعارضون "صفقة القَرْن" الأمريكية الهادفة إلى دَفْن القضية الفلسطينية، ويعاني جميعهم من الحصار وانقطاع الكهرباء وشُح المياه النقية واختفاء الأدوية والمواد الغذائية، ولا يزال عشرات الىلاف من فلسطينيي غزة بدون مأوى منذ 2014 وبعضهم منذ 2008... عن موقع "قُدس برس" 12/04/18
هذه مُجرَّد مُعاينة لتصميم تم اختياره من موقع Hitskin.com
تنصيب التصميم في منتداك • الرجوع الى صفحة بيانات التصميم