أنين طائر جريح يا ولدي،، أساور مكسورة و شظايا زجاج الروح قد تناثرت بعد رحيلك عني،، ما باليد حيلة يا ابن روحي و حبة فؤادي،، ذي الروح بك هائمة و ذاك العقل بدونك في الاوهام غابر،، ذاك إسمك يلي التسبيح في سجودي و هو بداية الصلاة وختامها في الدعاء،، ذاك وجهك يا ولدي المحه في كل ما حولي ،، وذي ابتسامتك حلاوة يومي،، مهجة الروح انت يا ولدي،، بين الجفون،، بين الرمش و العين ،، ولدي اغلى من عيوني،، بين جوانحي تملٌكت خفوقي و ادميت المضغة التي بين أضلعي،، أم جريحة،، عليلة الفؤاد،، بين الناس تبحث و تنادي ''أين أنت يا ولدي" ،، الزحام كثير و العوائق أكثر و الطريق محفوف بالضباع الجائعة ،، مفروش ببقايا الزجاج التي تدمي القدمين،، لكنك ولدي و ما يعيقني لا الزحام و لا يؤلمني الزجاج و ما أنا بخائفة من صعاليك الضباع يا ولدي،، لانني أشعر أنك لم تترك يدي،، الوحدة تملئ قلبي يا أمي،، وحياتي أشبه ببالون أفلتته فطار في السماء هائما تائها غريبا،، و الناس من حولي يا ولدي أشبه بفقاعات صابون ملونة سرعان ما تنفجر،، و بداخلي قلب أثقلته الالام التي اغلقت الابواب عنها بالاقفال و ملئت بالاسرار،، لن تفهم هذي الحال يا ولدي،عظامك،،وف البشري الداخلي ممتزج بالاضطهاد الذي حوله الى وحش نهم يلتهم داخلي و يصب الوجع على الازهار التي انبتتها دموع اشتياقي لك و على التوليب المغرور الذي ذبل لاجلك يا ولدي،، اخاف أن أصبح قاسية من بعد موتك يا ولدي،، باردة بشكل ملفت،، باهتة،، بائسة،، اخاف أن تختفي أقنعة الفرح التي ارتديها ياولدي،، فهذا الحال أشبه بالجلوس متعمدا وسط النار يا ولدي،، تحترق لكنك لا تبالي و لا تحس بالحرارة التي تلفح جلدك وتذيب عظامك،، تعلم أني كنت كفراشة زاهية الالوان،، كزهرة توليب مغرورة تقاوم عواصف الرياح و تتحدى هطول المطر،، و كنت يا ولدي النور الذي ظهر وسط الظلام،، الربيع الذي أزهرت فيه التوليب و الخزامى ،، كنت الامل المنسي الذي خبأته يوما في قنينة زجاجية،، كسر الزجاج،، تلاشى الامل و أدمت روحي شظاياه،، واليوم تحديدا بحثت في دفاتري المنسية،، عن حياة،، عن أمل،، عن خيط يعيد رائحة ولدي إليَّ ،، فكان جواب روحي أن القلب ما عاد بعد موت الروح حيا،، والروح أنت يا ولدي،، و لا حياة للام بعد رحيل الابن او حياته بعيدا عنها و جعلها نسيا منسيا..
أي ولدي،، خليلي،، شقيق الروح و نبض الفؤاد و جرحي و دمع مقلتي،، ذي الروح تحرسك بالدعاء مدامت حية،، و ذا القلب يناجي ربه أن اجعله أنيسا وارحم دما صار بعد الموت سما يبقيني حية.