صيام يوم عرفة
بسم الله الرحمن الرحيم
8- رسائل يومية الى وفد الله تعالى -8-
8- الرسالة الثامنة:-
اخي الحاج ...اختي الحاجة:-
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته حيثما كنتم وحيثما حللتم وارتحلتم وبعد:-..... اعلموا اخواني الاكارم إن يوم عرفة من أفضل الأيام عند المسلمين وله فضل عظيم لمن صامه وذكر الله فيه كثيرًا، وفيه يقف الحجاج على جبل عرفات الذى يعد أهم أركان الحج لقول النبى - صلى الله عليه وسلم - "الحج عرفة"، و أن صوم يوم عرفة لغير الحاج سنَّة مؤكدة؛ وصامه النبى - صلى الله عليه وآله وسلم في غير الحج - وحثَّ عليه.
واعلموا أن الفقهاء اتفقوا على استحباب صوم يوم عرفة لغير الحاج، ورَوَى أَبُو قَتَادَةَ رَضِيَ اللهُ تَعَالَى عَنْهُ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «صِيَامُ يَوْمِ عَرَفَةَ، أَحْتَسِبُ عَلَى اللهِ أَنْ يُكَفِّرَ السَّنَةَ الَّتِي قَبْلَهُ، وَالسَّنَةَ الَّتِي بَعْدَهُ» أخرجه مسلم.
وإن جمهور الفقهاء -المالكية والشافعية والحنابلة- ذهب إلى عدم استحباب صوم يوم عرفة للحاج ولو كان قويًّا، وصومه مكروه له عند المالكية والحنابلة وخلاف الأَولى عند الشافعية؛ لما روت أُمُّ الْفَضْلِ بِنْتُ الْحَارِثِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا أَنَّهَا أَرْسَلَتْ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِقَدَحِ لَبَنٍ وَهُوَ وَاقِفٌ عَلَى بَعِيرِهِ بِعَرَفَةَ فَشَرِبَ. أخرجه البخارى. و"َعَنِ ابْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا أَنَّهُ حَجَّ مَعَ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وآلِهِ وَسَلَّمَ ثُمَّ أَبِي بَكْرٍ، ثُمَّ عُمَرَ، ثُمَّ عُثْمَانَ، فَلَمْ يَصُمْهُ أَحَدٌ مِنْهُمْ". أخرجه الترمذى. واما الاحناف فقد قال الكاساني رحمه الله في بدائع الصنائع ـ من كتب الأحناف ـ :
" وَأَمَّا صَوْمُ يَوْمِ عَرَفَةَ : فَفِي حَقِّ غَيْرِ الْحَاجِّ مُسْتَحَبٌّ ، لِكَثْرَةِ الْأَحَادِيثِ الْوَارِدَةِ بِالنَّدْبِ إلَى صَوْمِهِ ، وَلِأَنَّ لَهُ فَضِيلَةً عَلَى غَيْرِهِ مِنْ الْأَيَّامِ ، وَكَذَلِكَ فِي حَقِّ الْحَاجِّ إنْ كَانَ لَا يُضْعِفُهُ عَنْ الْوُقُوفِ وَالدُّعَاءِ لِمَا فِيهِ مِنْ الْجَمْعِ بَيْنَ الْقُرْبَتَيْنِ وَإِنْ كَانَ يُضْعِفُهُ عَنْ ذَلِكَ يُكْرَهُ لِأَنَّ فَضِيلَةَ صَوْمِ هَذَا الْيَوْمِ مِمَّا يُمْكِنُ اسْتِدْرَاكُهَا فِي غَيْرِ هَذِهِ السَّنَةِ ، وَيُسْتَدْرَكُ عَادَةً ، فَأَمَّا فَضِيلَةُ الْوُقُوفِ ، وَالدُّعَاءِ فِيهِ لَا يُسْتَدْرَكُ فِي حَقِّ عَامَّةِ النَّاسِ عَادَةً إلَّا فِي الْعُمُرِ مَرَّةً وَاحِدَةً ، فَكَانَ إحْرَازُهَا أَوْلَى " .
وبناءً على الادلة الشرعية التي ذكرنا طرفا منها فان صوم يوم عرفة سنة مؤكدة لغير الحاج، اما الحاج فالاولى به ان يتفرغ للدعاء والعبادة والذكر في هذا اليوم العظيم وقدوتنا في ذلك رسول الله صلى الله عليه واله وسلم حيث وردت الادلة على انه افطره في الحج وصامه في الاقامة والاخوة المقيمين عليهم احياء سنة رسول الله صلوات ربي عليه وسلامه وصيامه ففي ذلك خير كبير وقد قال ابن مفلح من فقهاء الحنابلة رحمه الله في كتابه: الفروع : -
" ويستحب صوم عشر ذي الحجة ، وآكده التاسع ، وهو يوم عرفة ، إجماعا . " ونسال الله تعالى الهداية والتوفيق لعبادته بما شرع والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
بسم الله الرحمن الرحيم
8- رسائل يومية الى وفد الله تعالى -8-
8- الرسالة الثامنة:-
اخي الحاج ...اختي الحاجة:-
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته حيثما كنتم وحيثما حللتم وارتحلتم وبعد:-..... اعلموا اخواني الاكارم إن يوم عرفة من أفضل الأيام عند المسلمين وله فضل عظيم لمن صامه وذكر الله فيه كثيرًا، وفيه يقف الحجاج على جبل عرفات الذى يعد أهم أركان الحج لقول النبى - صلى الله عليه وسلم - "الحج عرفة"، و أن صوم يوم عرفة لغير الحاج سنَّة مؤكدة؛ وصامه النبى - صلى الله عليه وآله وسلم في غير الحج - وحثَّ عليه.
واعلموا أن الفقهاء اتفقوا على استحباب صوم يوم عرفة لغير الحاج، ورَوَى أَبُو قَتَادَةَ رَضِيَ اللهُ تَعَالَى عَنْهُ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «صِيَامُ يَوْمِ عَرَفَةَ، أَحْتَسِبُ عَلَى اللهِ أَنْ يُكَفِّرَ السَّنَةَ الَّتِي قَبْلَهُ، وَالسَّنَةَ الَّتِي بَعْدَهُ» أخرجه مسلم.
وإن جمهور الفقهاء -المالكية والشافعية والحنابلة- ذهب إلى عدم استحباب صوم يوم عرفة للحاج ولو كان قويًّا، وصومه مكروه له عند المالكية والحنابلة وخلاف الأَولى عند الشافعية؛ لما روت أُمُّ الْفَضْلِ بِنْتُ الْحَارِثِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا أَنَّهَا أَرْسَلَتْ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِقَدَحِ لَبَنٍ وَهُوَ وَاقِفٌ عَلَى بَعِيرِهِ بِعَرَفَةَ فَشَرِبَ. أخرجه البخارى. و"َعَنِ ابْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا أَنَّهُ حَجَّ مَعَ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وآلِهِ وَسَلَّمَ ثُمَّ أَبِي بَكْرٍ، ثُمَّ عُمَرَ، ثُمَّ عُثْمَانَ، فَلَمْ يَصُمْهُ أَحَدٌ مِنْهُمْ". أخرجه الترمذى. واما الاحناف فقد قال الكاساني رحمه الله في بدائع الصنائع ـ من كتب الأحناف ـ :
" وَأَمَّا صَوْمُ يَوْمِ عَرَفَةَ : فَفِي حَقِّ غَيْرِ الْحَاجِّ مُسْتَحَبٌّ ، لِكَثْرَةِ الْأَحَادِيثِ الْوَارِدَةِ بِالنَّدْبِ إلَى صَوْمِهِ ، وَلِأَنَّ لَهُ فَضِيلَةً عَلَى غَيْرِهِ مِنْ الْأَيَّامِ ، وَكَذَلِكَ فِي حَقِّ الْحَاجِّ إنْ كَانَ لَا يُضْعِفُهُ عَنْ الْوُقُوفِ وَالدُّعَاءِ لِمَا فِيهِ مِنْ الْجَمْعِ بَيْنَ الْقُرْبَتَيْنِ وَإِنْ كَانَ يُضْعِفُهُ عَنْ ذَلِكَ يُكْرَهُ لِأَنَّ فَضِيلَةَ صَوْمِ هَذَا الْيَوْمِ مِمَّا يُمْكِنُ اسْتِدْرَاكُهَا فِي غَيْرِ هَذِهِ السَّنَةِ ، وَيُسْتَدْرَكُ عَادَةً ، فَأَمَّا فَضِيلَةُ الْوُقُوفِ ، وَالدُّعَاءِ فِيهِ لَا يُسْتَدْرَكُ فِي حَقِّ عَامَّةِ النَّاسِ عَادَةً إلَّا فِي الْعُمُرِ مَرَّةً وَاحِدَةً ، فَكَانَ إحْرَازُهَا أَوْلَى " .
وبناءً على الادلة الشرعية التي ذكرنا طرفا منها فان صوم يوم عرفة سنة مؤكدة لغير الحاج، اما الحاج فالاولى به ان يتفرغ للدعاء والعبادة والذكر في هذا اليوم العظيم وقدوتنا في ذلك رسول الله صلى الله عليه واله وسلم حيث وردت الادلة على انه افطره في الحج وصامه في الاقامة والاخوة المقيمين عليهم احياء سنة رسول الله صلوات ربي عليه وسلامه وصيامه ففي ذلك خير كبير وقد قال ابن مفلح من فقهاء الحنابلة رحمه الله في كتابه: الفروع : -
" ويستحب صوم عشر ذي الحجة ، وآكده التاسع ، وهو يوم عرفة ، إجماعا . " ونسال الله تعالى الهداية والتوفيق لعبادته بما شرع والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.