{{{{ بسم الله الرحمن الرحيم }}}}
8- حديث الاثنين في مباحث الايمان والعقيدة
العقل والايمان والتصديق :-
في الحلقة السابعة الماضية تعرفنا على حقيقة العقل ورأينا انه عملية تحصل بالتفاعل بين عدة امور وعناصر لتحصل عملية العقل والادراك ، فرأينا ان عملية العقل تتم بنقل الحواس للحس بالواقع الى الدماغ الصالح للربط وتحليلها بحسب المعلومات السابقة المخزنة في ذاكرة الدماغ. ورأينا ان المعلومات السابقة جاءت للانسان الاول - ادم عليه السلام - من الله تعالى، ثم خزن بنوه ما ورثوه واستفادوا المعلومات بالتوارث وبالتجربة والخبرة المتكونة من تعاملهم مع الوقائع المتنوعة .
وراينا ان العقل محدود ومجال تفكيره وبناء تصوره محدود بالمعلومات السابقة لديه عن اي واقع التي ورثها وتلقاها عن الاباء والاجداد او حصلها بالمراس والتجربة والاستنتاج ..
لقد عاش ادم عليه السلام وزوجه حياة الشهادة للغيب ، فسكن الجنة التي وعد بها المتقون ، فكان ادم وزوجه في رغد من العيش وكأن الله تعالى ان يكون اول بناء لاجسادهم من طعام الجنة ليخالط في نفس الانسان تراب الارض الذي من طينها خُلق، لتبقى نفس ذريته مفتقرة الى تلك النعم وتهفوا اليها بشوق !!
ومن حكمة الله تعالى ان يبدأ الصراع بين ادم وذريته وبين ابليس الشيطان الذي فسق عن امر ربه، ليبقى عداءً مستحكما في نفس كل منهم ومستمرا الى يوم يبعثون ، فتسبب في اخراج ادم من الجنة ، حيث اقسم لادم وحواء ان الشجرة التي نهاهما عنها ربهما انما هي شجرة الخلد ، فصدقا قسمه لانهما لا يتصوران ان احدا يستطيع ان يقسم بالله كاذبا ، فاكلا من الشجرة التي ابتليا بالنهي عنها لتظهر لهما سوءاتهما ، وهذا ديدن المعصية وحقيقتها انها تعري الانسان من خلقه وقيمه !!
فكانت هذه الخطيئة سببا في انزال ادم وزوجه الى الارض ومعهم عدوهم ابليس ليستمر صراع الخير الذي يجب ان يفعله ويقدمه بنوا ادم، وبين الشر الذي يتزعم صناعته ابليس ومن اطاعه ممن يحتنكنهم من ذرية ادم وبنيه ..
طال الامد على بني ادم .. فنسوا ما ورثوه عن ابيهم . فحرفوا وبدلوا واغراهم ابليس باتباع الهوى والشهوات ، ودخل عليهم الوهم والجهل ، فاصبحوا بحاجة الى الانبياء والرسل ليردوهم الى جادة الحق والهدى والصواب .. فجاء الانبياء مُصدقين بمعجزات وخوارق للعادة تثبت نبواتهم وتؤيد رسالتهم ، وكانت المعجزات مادية حسية يؤمن بها من شاهدها وراها ومن تواترت له اخبارها ... وكان من شروط المعجزة ان تخرق العادة ، فمثلا الناقة في العادة لا تولد من الصخر، وان حصل ذلك فاما ان يكون سحرا واما ان يكون حقيقة، فالسحر تخييل مؤقت اثره بالتخييل في جلسة العرض، ثم ينتهي، فاذا استمر وجودها في الواقع ويتعايش الناس معها وتقاسمهم شرب يوم من ماءهم وهم يشربون في اليوم الاخر !! فتلك معجزة بلا شك، والحية لا تولد من عصا الخشب ،و تلتهم ما يلقيه السحرة من عصي وحبال يخيلون للناس سعيها بعد ان يسترهبوهم ويغيبوا انظارهم واذهانهم عن الالتفات لخفة حركتهم، فتلك اذا معجزة خارقة للعادة في الوجود والايجاد ولا يقدر عليها الا القادر على الايجاد من العدم سبحانه وتعالى ..
وهكذا بقي ارسال الرسل وبعث الانبياء من الله تعالى الى بني الانسان مستمرا الى يوم بعث خاتم الانبياء والمرسلين، حيث تكاترت البشرية وانتشرت في القارات، وتواصلت في المعاملات والعلاقات، واصبح في العالم اقطاب تقوده بالهوى والضلال المشقي للانسان والمضطهد له ...
فجاء سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم مخبرا انه نبي مبعوث لكافة الناس ورسول من رب العالمين لهداية العالمين ...
وفي الحلقة القادمة سنناقش ان شاء الله تعالى دعوى محمد بن عبدالله بالنبوة والرسالة وانه خاتم انبياء الله تعالى ورسله ..
الى ان نلتقي استودعكم الله والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..
8- حديث الاثنين في مباحث الايمان والعقيدة
العقل والايمان والتصديق :-
في الحلقة السابعة الماضية تعرفنا على حقيقة العقل ورأينا انه عملية تحصل بالتفاعل بين عدة امور وعناصر لتحصل عملية العقل والادراك ، فرأينا ان عملية العقل تتم بنقل الحواس للحس بالواقع الى الدماغ الصالح للربط وتحليلها بحسب المعلومات السابقة المخزنة في ذاكرة الدماغ. ورأينا ان المعلومات السابقة جاءت للانسان الاول - ادم عليه السلام - من الله تعالى، ثم خزن بنوه ما ورثوه واستفادوا المعلومات بالتوارث وبالتجربة والخبرة المتكونة من تعاملهم مع الوقائع المتنوعة .
وراينا ان العقل محدود ومجال تفكيره وبناء تصوره محدود بالمعلومات السابقة لديه عن اي واقع التي ورثها وتلقاها عن الاباء والاجداد او حصلها بالمراس والتجربة والاستنتاج ..
لقد عاش ادم عليه السلام وزوجه حياة الشهادة للغيب ، فسكن الجنة التي وعد بها المتقون ، فكان ادم وزوجه في رغد من العيش وكأن الله تعالى ان يكون اول بناء لاجسادهم من طعام الجنة ليخالط في نفس الانسان تراب الارض الذي من طينها خُلق، لتبقى نفس ذريته مفتقرة الى تلك النعم وتهفوا اليها بشوق !!
ومن حكمة الله تعالى ان يبدأ الصراع بين ادم وذريته وبين ابليس الشيطان الذي فسق عن امر ربه، ليبقى عداءً مستحكما في نفس كل منهم ومستمرا الى يوم يبعثون ، فتسبب في اخراج ادم من الجنة ، حيث اقسم لادم وحواء ان الشجرة التي نهاهما عنها ربهما انما هي شجرة الخلد ، فصدقا قسمه لانهما لا يتصوران ان احدا يستطيع ان يقسم بالله كاذبا ، فاكلا من الشجرة التي ابتليا بالنهي عنها لتظهر لهما سوءاتهما ، وهذا ديدن المعصية وحقيقتها انها تعري الانسان من خلقه وقيمه !!
فكانت هذه الخطيئة سببا في انزال ادم وزوجه الى الارض ومعهم عدوهم ابليس ليستمر صراع الخير الذي يجب ان يفعله ويقدمه بنوا ادم، وبين الشر الذي يتزعم صناعته ابليس ومن اطاعه ممن يحتنكنهم من ذرية ادم وبنيه ..
طال الامد على بني ادم .. فنسوا ما ورثوه عن ابيهم . فحرفوا وبدلوا واغراهم ابليس باتباع الهوى والشهوات ، ودخل عليهم الوهم والجهل ، فاصبحوا بحاجة الى الانبياء والرسل ليردوهم الى جادة الحق والهدى والصواب .. فجاء الانبياء مُصدقين بمعجزات وخوارق للعادة تثبت نبواتهم وتؤيد رسالتهم ، وكانت المعجزات مادية حسية يؤمن بها من شاهدها وراها ومن تواترت له اخبارها ... وكان من شروط المعجزة ان تخرق العادة ، فمثلا الناقة في العادة لا تولد من الصخر، وان حصل ذلك فاما ان يكون سحرا واما ان يكون حقيقة، فالسحر تخييل مؤقت اثره بالتخييل في جلسة العرض، ثم ينتهي، فاذا استمر وجودها في الواقع ويتعايش الناس معها وتقاسمهم شرب يوم من ماءهم وهم يشربون في اليوم الاخر !! فتلك معجزة بلا شك، والحية لا تولد من عصا الخشب ،و تلتهم ما يلقيه السحرة من عصي وحبال يخيلون للناس سعيها بعد ان يسترهبوهم ويغيبوا انظارهم واذهانهم عن الالتفات لخفة حركتهم، فتلك اذا معجزة خارقة للعادة في الوجود والايجاد ولا يقدر عليها الا القادر على الايجاد من العدم سبحانه وتعالى ..
وهكذا بقي ارسال الرسل وبعث الانبياء من الله تعالى الى بني الانسان مستمرا الى يوم بعث خاتم الانبياء والمرسلين، حيث تكاترت البشرية وانتشرت في القارات، وتواصلت في المعاملات والعلاقات، واصبح في العالم اقطاب تقوده بالهوى والضلال المشقي للانسان والمضطهد له ...
فجاء سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم مخبرا انه نبي مبعوث لكافة الناس ورسول من رب العالمين لهداية العالمين ...
وفي الحلقة القادمة سنناقش ان شاء الله تعالى دعوى محمد بن عبدالله بالنبوة والرسالة وانه خاتم انبياء الله تعالى ورسله ..
الى ان نلتقي استودعكم الله والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..