_________[بسم الله الرحمن الرحيم]_______ 17- الحلقة السابعة عشرة من حديث الاثنين في مباحث الايمان والعقيدة : الدين والفطرة في الاسلام ان الانسان يُعتبر اية من ايات الله المخلوقة، وان القران مجموعة ايات منزلة للانسان لتوجه وترسم له خط سيره في هذه الحياة ، فلذلك لا نجد تنافرا في الفطرة السليمة بين ايات الله تعالى المنزلة واية الله تعالى المخلوقة .. بل نجد ان هناك تطابقا تاما عند المؤمنين وما انزل الله تعالى لهم من وحي يهتدون به ، لان هناك تطابقا تاما بين الفطرة والوحي المزل !! قال الله تعالى : {فَأَقِمْ وَجْهَكَ لِلدِّينِ حَنِيفًا ۚ فِطْرَتَ اللَّهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا ۚ لَا تَبْدِيلَ لِخَلْقِ اللَّهِ ۚ ذَٰلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ وَلَٰكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ) الرُّوم } فلا يمكنُ أن يرتاح الإنسانُ ويشعرَ بالطمأنينة في الدُّنيا إذا اختارَ تجاهل ذكر الله، أي المعلومات التي أرادَ اللهُ إبلاغَها إلينا بواسطة الوحي المزل على رسله، ومهما بلغَ عقلُ الإنسان من تقدُّمٍ فلا يمكنُ أن يملأ ذلك التقدُّم مكان الوحي الإلهي، فكلُّ إنسانٍ يحتاجُ في داخله إلى الإيمان بالله والطمأنينة به: “وَيَقُولُ الَّذِينَ كَفَرُوا لَوْلَا أُنزِلَ عَلَيْهِ آيَةٌ مِّن رَّبِّهِ ۗ قُلْ إِنَّ اللَّهَ يُضِلُّ مَن يَشَاءُ وَيَهْدِي إِلَيْهِ مَنْ أَنَابَ، الَّذِينَ آمَنُوا وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُم بِذِكْرِ اللَّهِ ۗ أَلَا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ” الرَّعد " . واليوم نرى انه يعيشُ كثيرٌ من المسلمين والناس في شقاءٍ شديد ، ذلك لأنَّهم ابتعدوا عن النظر في الآيات المخلوقة ،وتجاهلوا الآيات المنزلة، بينما يعيشُ آخرون من غير المسلمين في عذابٍ روحيٍّ ونفسي لأنَّهم اختاروا فقط النظر إلى الآيات المخلوقة وتجاهلوا الخالق، فنجدهم اليوم يبتكرون مثلاً أفضل الوسائل التقنية ويعيشون في رفاهٍ مادِّيٍ لكنَّهم في حالة غفلةٍ كاملة عن الآيات المُنزَّلة، وقد انطبقَت على مثل هؤلاء الآياتُ الكريمة التالية:- “وَعْدَ اللَّهِ ۖ لَا يُخْلِفُ اللَّهُ وَعْدَهُ وَلَٰكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ، يَعْلَمُونَ ظَاهِرًا مِّنَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَهُمْ عَنِ الْآخِرَةِ هُمْ غَافِلُونَ، أَوَلَمْ يَتَفَكَّرُوا فِي أَنفُسِهِم ۗ مَّا خَلَقَ اللَّهُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا إِلَّا بِالْحَقِّ وَأَجَلٍ مُّسَمًّى ۗ وَإِنَّ كَثِيرًا مِّنَ النَّاسِ بِلِقَاءِ رَبِّهِمْ لَكَافِرُونَ، أَوَلَمْ يَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَيَنظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ ۚ كَانُوا أَشَدَّ مِنْهُمْ قُوَّةً وَأَثَارُوا الْأَرْضَ وَعَمَرُوهَا أَكْثَرَ مِمَّا عَمَرُوهَا وَجَاءَتْهُمْ رُسُلُهُم بِالْبَيِّنَاتِ ۖ فَمَا كَانَ اللَّهُ لِيَظْلِمَهُمْ وَلَٰكِن كَانُوا أَنفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ، ثُمَّ كَانَ عَاقِبَةَ الَّذِينَ أَسَاءُوا السُّوأَىٰ أَن كَذَّبُوا بِآيَاتِ اللَّهِ وَكَانُوا بِهَا يَسْتَهْزِئُونَ، اللَّهُ يَبْدَأُ الْخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ ثُمَّ إِلَيْهِ تُرْجَعُونَ، وَيَوْمَ تَقُومُ السَّاعَةُ يُبْلِسُ الْمُجْرِمُونَ، وَلَمْ يَكُن لَّهُم مِّن شُرَكَائِهِمْ شُفَعَاءُ وَكَانُوا بِشُرَكَائِهِمْ كَافِرِينَ” الرُّوم " . إنَّ الابتعادَ عن عذاب الله تعالى في الدنيا والاخرة يُوجبَ علينا التصديقَ بآياته واتباعها، حيثُ إنَّ تعليمات الله تهدفُ إلى حماية الإنسان وحماية المخلوقات الأُخرى كلِّها من آثار الفساد الذي يكونُ نتيجةً حتميَّةً للإعراض عن آيات الله، عدا عن أنَّ اتباع تعليمات الله في الدُّنيا هو الضمانة لسعادة الإنسان في الآخرة. قال الله تعالى :- “وَمَنْ أَعْرَضَ عَن ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنكًا وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَىٰ، قَالَ رَبِّ لِمَ حَشَرْتَنِي أَعْمَىٰ وَقَدْ كُنتُ بَصِيرًا، قَالَ كَذَٰلِكَ أَتَتْكَ آيَاتُنَا فَنَسِيتَهَا ۖ وَكَذَٰلِكَ الْيَوْمَ تُنسَى، وَكَذَٰلِكَ نَجْزِي مَنْ أَسْرَفَ وَلَمْ يُؤْمِن بِآيَاتِ رَبِّهِ ۚ وَلَعَذَابُ الْآخِرَةِ أَشَدُّ وَأَبْقَىٰ، أَفَلَمْ يَهْدِ لَهُمْ كَمْ أَهْلَكْنَا قَبْلَهُم مِّنَ الْقُرُونِ يَمْشُونَ فِي مَسَاكِنِهِمْ ۗ إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَآيَاتٍ لِّأُولِي النُّهَى” طه" . إنَّ حديثَ القرآن الكريم عن قصة بدء الخلق البشري وقصتهم مع ابليس، ومن ثم حديثه عن هلاك الأقوام والامم السابقة، ليس بقصد التسلية، بل يهدفُ إلى تحذيرنا من الوقوع في ذات المصيدة والمؤدية الى ذات المصير، فالذي يتوجب علينا فعله في هذه الحالة قراءةُ تلك الآيات وفهمها واستخلاص العبر منها .. لتستقيم امور حياتنا فنسعد في الدنيا والاخرة، ونتجنب الوقوع في عذاب الله الدنيوي قبل الاخروي ، يقولُ اللهُ تعالى مُبيِّناً أنواعَ العذاب والهلاك العاجل و التي حاقت ببعض الأمم ممن استحقوا عقوبة الدنيا قبل الاخرة :- “فَكُلًّا أَخَذْنَا بِذَنبِهِ ۖ فَمِنْهُم مَّنْ أَرْسَلْنَا عَلَيْهِ حَاصِبًا وَمِنْهُم مَّنْ أَخَذَتْهُ الصَّيْحَةُ وَمِنْهُم مَّنْ خَسَفْنَا بِهِ الْأَرْضَ وَمِنْهُم مَّنْ أَغْرَقْنَا ۚ وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيَظْلِمَهُمْ وَلَٰكِن كَانُوا أَنفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ” العنكبوت" .. ان الظلم العظيم للنفس هو تجبرها على مخالفة فطرة خالقها وتعسفها على اتباع طرق الشيطان والاستجابة لغوايته، وذلك باتباع نهج الكبر والغرور البقائد لاتباع الهوى والذي تزينه مثيرات الشهوات ،،وفي الختام احذر ايها الانسان ..ايها العاقل فلا يصدك ويشغلك عن الايمان يالساعة والجزاء والحساب، والاستعداد والعمل لذلك، من كان كافرا بهاوغير معتقد لوقوعها،فقال تعالى محذرا لنا :- "فَلَا يَصُدَّنَّكَ عَنْهَا مَن لَّا يُؤْمِنُ بِهَا وَٱتَّبَعَ هَوَىٰهُ فَتَرْدَىٰ "طه" |
هذه مُجرَّد مُعاينة لتصميم تم اختياره من موقع Hitskin.com
تنصيب التصميم في منتداك • الرجوع الى صفحة بيانات التصميم