حكاية الليل ... طيب الله مساءكم بذكره
بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
الْحَمْدُ للهِ تَعَالَى ، وَالصَّلاةُ وَالسَّلامُ عَلَى نَبِيِّنَا مُحَمَّدٍ واله واصحابه اجمعين .
حكى شرف الدين الاربلي في تاريخ اربل أن أبا حفص عمر بن شماس بنى مسجدا وكتب على حائطه :
يمينا بمن طاف الحجيج ببيته ,,,, وعقدهم الاحرام من بعد حله
لقد شدت هذا من حلال فلا تقل ,,,, "بنى مسجدا لله من غير حله"
وهو طبعا يشير الى الابيات التي تُنسب الى سيدنا الامام علي رضي الله عنه والتي كانت مشهورة في زمنهم:-
سَمِعتُكَ تَبني مَسجِداً مِن خيانَةٍ ... وَأَنتَ بِحَمدِ اللَهِ غَير مَوفَّقِ
كَمطعمَةِ الزهّادِ مِن كَدِّ فَرجِها ... لَها الوَيلُ لا تَزني وَلا تَتَصَدَّقي
وقد ذكر المقريزي في الخطط ، في ذكره لمساجد مصر :- مسجد الذخيرة
وقال :- هذا المسجد تحت قلعة الجبل بأوّل الرميلة تجاه شبابيك مدرسة السلطان حسن بن محمد بن قلاون التي تلي بابها الكبير الذي سدّه الملك الظاهر برقوق، أنشأه ذخيرة الملك جعفر متولي الشرطة.
قال ابن المأمون في تاريخه : في هذه السنة، يعني سنة ست عشرة وخمسمائة، استخدم ذخيرة الملك جعفر في ولاية القاهرة والحسبة بسجل أنشأه ابن الصيرفيّ، وجرى من عسفه وظلمه ما هو مشهور، وبنى المسجد الذي ما بين الباب الجديد إلى الجبل الذي هو به معروف، وسمّي " مسجد لا باللّه " ، بحكم أنه كان يقبض الناس من الطريق ويعسفهم ، فيحلفونه ويقولون له لا باللِّه ، فيقيدهم ويستعملهم فيه بغير أجرة ، ولم يعمل فيه منذ أنشأه إلاّ صانع مكره ، أو فاعل مقيد ، وكُتبت عليه هذه الأبيات المشهورة:
بنى مسجداً للّه من غيرِحِلِّهِ ............ وكانَ بحمدِ اللَّهِ غيرُموفق
كَمُطعِمَةِ الأيتام مِن كدِّ فرجِها .... لكِ الويلُ لا تزني ولا تتصدّقي
وكان قد أبدع في عذاب الجناة وأهل الفساد ، وخَرَجَ عن حُكْمِ الكِتَابِ ، فابتلى بالأمراض الخارجة عن المعتاد ، ومات بعدما عجل الله له ما قدّمه ، وتجنب الناس تشييعه والصلاة عليه ، وذكر عنه في حالتي غسله وحلوله بقبره ما يُعيذ اللّه كلّ مسلم من مثله .
وقال ابن عبد الظاهر:مسجد الذخيرة تحت قلعة الجبل ، وذكر ما تقدّم عن ابن المأمون . اهـ
ويحكى انه صاغ هذه الابيات أسماعيل بن عمَّار الأسدي الشاعر الهجاء المعروف ( 60 _ 140 ) ونسبت له فقال:-
بنى مسجداً بنيانُه من خيانةٍ ... لَعَمري لَقِدماً كنتَ غير مُوفَّقِ
كصاحبة الرُّمَّان لمَّا تصدّقت ... جَرت مثلاً للخائِن المتصدِّقِ
يقولُ لها أهلُ الصلاح نَصيحةً ... لكِ الويلُ لا تزني ولا تتصدّقي
ونحن اليوم نقول:- نسأل الله أن يجعلنا ممن يأكل من الحلال ويغذِّي أهله من الحلال ويتصدق من الحلال ، وأن يجنبنا الكسب الحرام ، فقد ذكر النبي صلى الله عليه وسلَّم الرَّجُلَ يطيل السفر ، أشعث ، أغبر يمد يديه للسماء ، ويقول : يا رب ، يا رب ..
ومأكله حرام ، ومشربه حرام ، وغذى بالحرام ، فانى يستجاب له !! .
فيا آكل الربا والمكوس والتجارة بالمخدرات والمحرمات وآكل أموال الناس بالظلم والعدوان والباطل نقول لك (( إنَّ اللهَ طَيْبٌ لاَ يَقْبَلُ إلاَّ طَيِّباً )) .والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
الْحَمْدُ للهِ تَعَالَى ، وَالصَّلاةُ وَالسَّلامُ عَلَى نَبِيِّنَا مُحَمَّدٍ واله واصحابه اجمعين .
حكى شرف الدين الاربلي في تاريخ اربل أن أبا حفص عمر بن شماس بنى مسجدا وكتب على حائطه :
يمينا بمن طاف الحجيج ببيته ,,,, وعقدهم الاحرام من بعد حله
لقد شدت هذا من حلال فلا تقل ,,,, "بنى مسجدا لله من غير حله"
وهو طبعا يشير الى الابيات التي تُنسب الى سيدنا الامام علي رضي الله عنه والتي كانت مشهورة في زمنهم:-
سَمِعتُكَ تَبني مَسجِداً مِن خيانَةٍ ... وَأَنتَ بِحَمدِ اللَهِ غَير مَوفَّقِ
كَمطعمَةِ الزهّادِ مِن كَدِّ فَرجِها ... لَها الوَيلُ لا تَزني وَلا تَتَصَدَّقي
وقد ذكر المقريزي في الخطط ، في ذكره لمساجد مصر :- مسجد الذخيرة
وقال :- هذا المسجد تحت قلعة الجبل بأوّل الرميلة تجاه شبابيك مدرسة السلطان حسن بن محمد بن قلاون التي تلي بابها الكبير الذي سدّه الملك الظاهر برقوق، أنشأه ذخيرة الملك جعفر متولي الشرطة.
قال ابن المأمون في تاريخه : في هذه السنة، يعني سنة ست عشرة وخمسمائة، استخدم ذخيرة الملك جعفر في ولاية القاهرة والحسبة بسجل أنشأه ابن الصيرفيّ، وجرى من عسفه وظلمه ما هو مشهور، وبنى المسجد الذي ما بين الباب الجديد إلى الجبل الذي هو به معروف، وسمّي " مسجد لا باللّه " ، بحكم أنه كان يقبض الناس من الطريق ويعسفهم ، فيحلفونه ويقولون له لا باللِّه ، فيقيدهم ويستعملهم فيه بغير أجرة ، ولم يعمل فيه منذ أنشأه إلاّ صانع مكره ، أو فاعل مقيد ، وكُتبت عليه هذه الأبيات المشهورة:
بنى مسجداً للّه من غيرِحِلِّهِ ............ وكانَ بحمدِ اللَّهِ غيرُموفق
كَمُطعِمَةِ الأيتام مِن كدِّ فرجِها .... لكِ الويلُ لا تزني ولا تتصدّقي
وكان قد أبدع في عذاب الجناة وأهل الفساد ، وخَرَجَ عن حُكْمِ الكِتَابِ ، فابتلى بالأمراض الخارجة عن المعتاد ، ومات بعدما عجل الله له ما قدّمه ، وتجنب الناس تشييعه والصلاة عليه ، وذكر عنه في حالتي غسله وحلوله بقبره ما يُعيذ اللّه كلّ مسلم من مثله .
وقال ابن عبد الظاهر:مسجد الذخيرة تحت قلعة الجبل ، وذكر ما تقدّم عن ابن المأمون . اهـ
ويحكى انه صاغ هذه الابيات أسماعيل بن عمَّار الأسدي الشاعر الهجاء المعروف ( 60 _ 140 ) ونسبت له فقال:-
بنى مسجداً بنيانُه من خيانةٍ ... لَعَمري لَقِدماً كنتَ غير مُوفَّقِ
كصاحبة الرُّمَّان لمَّا تصدّقت ... جَرت مثلاً للخائِن المتصدِّقِ
يقولُ لها أهلُ الصلاح نَصيحةً ... لكِ الويلُ لا تزني ولا تتصدّقي
ونحن اليوم نقول:- نسأل الله أن يجعلنا ممن يأكل من الحلال ويغذِّي أهله من الحلال ويتصدق من الحلال ، وأن يجنبنا الكسب الحرام ، فقد ذكر النبي صلى الله عليه وسلَّم الرَّجُلَ يطيل السفر ، أشعث ، أغبر يمد يديه للسماء ، ويقول : يا رب ، يا رب ..
ومأكله حرام ، ومشربه حرام ، وغذى بالحرام ، فانى يستجاب له !! .
فيا آكل الربا والمكوس والتجارة بالمخدرات والمحرمات وآكل أموال الناس بالظلم والعدوان والباطل نقول لك (( إنَّ اللهَ طَيْبٌ لاَ يَقْبَلُ إلاَّ طَيِّباً )) .والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.