بسم الله الرحمن الرحيم
رهف أحمد سكيك مبدعة تتألق في جلسة صالون نون الأدبي
عند الرابعة والنصف من بعد عصر يوم الثلاثاء الأول من أكتوبر انعقد جمع رواد صالون الأدبي في واحد من اللقاءات المتألقة والإبداع المثمر، افتتحت الأستاذة فتحية صرصور اللقاء مرحبة في الحضور فقالت:
الحضور الكريم، أهلا بكم ومرحبا
أهلا بكم ونحن نجدد اللقاء لكم ومعكم لنحقق أهدافا وضعناها على خريطة طريقنا لمسيرة الصالون، فاستمرارا لتحقيق رسالة صالون نون الأدبي في رعاية الابداعات جئنا اليوم ومعنا إبداع مفعم بالعطاء ممثلا بالمبدعة رهف أحمد سكيك والتي لفتت انتباهي لتألقها وإبداعها، لذا رأيت أن نستضيفها
ثم بعد،،
أحيانا يلتقط الإنسان فكرة أو عبرة من بين السطور، قد لا يلتفت إليها الكثيرون؛
شاهدت فيلما كرتونيا قامت رهف على صناعته، مع إعجابي بهذا الفيديو، وإضافة لصغر سن الفتاة التي أبدعته، فقد لفت انتباهي اهتمام الأسرة ومشاركتهم جميعا في هذا العمل من الكبير إلى الصغير
هذا الجو من التعاون والتشجيع مؤكد أنه سيصل بهذه الفتاة إلى مرتبة راقية من الفن والإبداع في هذا المجال
فعندما تأخذ الأم على عاتقها تدريب صغارها وتحفيظهم الأدوار، والوالد يشاركهم عملا ومراقبة، والأشقاء الأطفال الذين هم أصغر منها جميعهم يشاركون الفتاة في الأداء، إضافة الى الخال الشاعر الذي آمن بموهبة ابنة شقيقته وحرص على متابعتها وإيصالها إلى المنصات الثقافية لتعرض موهبتها من خلالها
كل التحية والتقدير لهم، وكل الإعجاب بهم
من المعروف أن الإنسان المبدع هو بذرة، إن وجد من يرعاها ويتعهدها بالرعاية والاهتمام والتشجيع حتما سيصل، لكن إن لم يجد هذه البيئة الحاضنة فقد تموت البذرة وتموت الفكرة، وقد يموت الإبداع وينتهي لدى هذا المبدع دون أن يعلم عنه الآخرون شيئا
فكم من المواهب المبدعة كانت لديها ابداعات في الصغر، وكان يؤمل لها أن تصل لموقع مرموق في مجال موهبتها إلا أن هذه الموهبة وئدت في مهدها، لأن موقف الأهل منها كان سلبيا؛ فإما أنهم لم يلتفتوا لهذه الموهبة فلم يرعوها حق الرعاية، وإما أنهم قمعوها بحجة أن الدراسة أولى وأن هذه الموهبة تشغل عن الدراسة
أعرف شخصا كان وهو طفل يحب القراءة ونهما فيها مع تفوقه في الدراسة، إلا أن الأهل كانوا يمنعونه من ذلك ويطفئون أضواء غرفته كي يتوقف عن القراءة فيعمد للقراءة في الظلام مما أثر على نظره، لكن لأن هذه الموهبة لم تراعى ولم يتبناها أحد فقد انصرف عن الكتب، وقد يكون اليوم لا يفتح كتابا ولا يقرأ علما بأنه لو وجد من يتعهده فحتما مع التدريب والتأهيل سيصل إلى موقع مشرّف ومتميز، ولكان صاحب كلمة رصينة وفكرة مبدعة
وحتى يومنا هذا ومع التطور نجد كثيرا من الأهالي يمنعون أبناءهم القراءة والاطلاع في كتب خارج نطاق الكتاب المدرسي، وهم لا يعلمون أن المنهاج بحاجة لمنهاج مرافق يوضحه، ويوسع مدارك الطفل ويزيد المعرفة لديه
فاليوم ونحن في زمن الميديا ترى كل منا يسارع للبحث عن أي موضوع أو كلمة جديدة تعرض له، وكذا الطالب فلم يعد الكتاب المدرسي هو تمام المعرفة، ولم يعد مجرد حفظ الكتاب المدرسي هو مؤشر التميز، فالكلمة تحيله إلى موضوعات متعلقة أكثر توسعا
أنا لا أشجع أو أحرض على الاعتماد على الميديا بشكل كبير، بالعكس فلي في ذلك رأي وموقف، لكن ليس دائما الاطلاع الخارجي وتحسين المهارات يعطل الدراسة
لذا تنبه العاملون في التربية والتعليم إلى ذلك، فأقاموا مسابقات للاطلاع الخارجي كتحدي القراءة ومسابقات في الابداع الفني والمهني
وإن كان علينا كمؤسسات ومنابر ثقافية ومدارس أن نهتم ونرعى ونشجع، ونوجه المبدع للمؤسسات الراعية إلا أن العبء الأكبر على البيت فهو عماد المتابعة والتحفيز والتشجيع على الاستمرار وصقل هذه الموهبة، لكن ليس من الخطأ أن نحدد للطفل وقتا لتنمية هذه الموهبة بحيث لا تؤثر على دراسته
أما أن نمنعه منعا باتا من ممارسة هذه الهواية أو نحول بينه وبين تنمية هذه الموهبة فأن ضد ذلك، لأننا نريد أن تكون الأجيال القادمة بإبداعات جديدة ومتطورة لم تكن في الزمن الماضي
إن هدفي ورسالتي في مجال الكتابة تتمحور في إيصال التراث الشعبي للأجيال القادمة، أريد أن تصل المعلومة لهم لتتمسك هذا الأجيال بوطنها وتراثها، فعندما أجد هذه الطفلة تلجأ إلى هذا الكتاب بمساعدة الوالدين والأشقاء جميعا أمر جيد، فاختيارها لقصة تراثية جعلني أشعر بامتنان عظيم لها ولأهلها، إضافة إلى أنها أشعرتني بأنني أسير في الاتجاه الصحيح، فلا أيأس لأن رسالتي بأمثال رهف وعائلتها ستصل لهذه الفئة التي استهدفتها في رسالتي وكتاباتي
قد تكون هذه المقدمة طويلة لكن إعجابي بهم وتقديري لهم أكبر
نستضيف رهف وفريق العمل معها رهف طفلة من مواليد الأول من مارس 2007م، وهي بالصف السابع الأساسي
شقيقها محمد في الصف السادس، شقيقتها مرام بالصف الرابع، وأصغرهن منة أربع سنوات بالتمهيدي
رهف متعددة المواهب، من إلقاء الشعر وكتابة القصة والرسم، شاركت في مسابقة تحدي القراءة العربي وقد حصلت على المرتبة الثالثة على مدارس غزة
كما شاركت في مسابقة شخصيات تاريخية وحصلت على المرتبة الأولى
إضافة لإبداعها الأبرز في تحويلها القصص لأفلام كرتونية، برعاية ومساندة من الوالد السيد أحمد سكيك والوالدة السيدة رائدة دلول تمارس رهف تجاربها الإبداعية
سنتعرف منها على بدايات اكتشافها للموهبة التي لديها، وطريقة العمل والداعمين لها
من أين جاءتها الفكرة؟
متى نفذت فكرتها عمليا؟
من يساعدها ويشجعها؟ ودور المدرسة؟
كما ستحدثنا عن الصعوبات التي تواجهها في عملها الفني هذا؟
والوقت الذي يستغرقه إعداد مقطع كقصة نص نصيص؟
والتكلفة المادية والأدوات التي تحتاجها في عملها؟
وأخيرا تخبرنا عمّا إذا كان لهذه الموهبة ومواهبها الأخرى تأثير على سير الدراسة
وما هو مستواك بين طالبات فصلك؟
لكن بداية نستمع للسيدة رائدة أم رهف
بدأت حديثها موجهة الشكر لصالون نون الأدبي على هذه الاستضافة والعمل على اظهار مواهب رهف لشريحة من المثقفين، ثم قالت: بدأت ألاحظ موهبة رهف منذ نعومة أظفارها، فأخذت أشجعها وأدربها حتى أصبح مستواها جيد،
فبدأت تشارك في المسابقات وأنشطة المدرسة المختلفة حتى أصبحت مأمل الفوز للمدرسة، ويوم فكرت نقلها من المدرسة رفضت المعلمات ومديرة المدرسة التفريط بها
ثم قالت: أخوتها جميعا لديهم مواهب ووعدتنا بعرض بعض النماذج
بعدها كنت الكلمة لرهف التي بدأت بالإعراب عن سعادتها وامتنانها لاستضافتها في صالون نون الأدبي ووجهت الشكر للحضور، ثم جاءت الإجابة عن استفساراتنا وكانت على النحو التالي: بدأت العمل في هذا العام في بالضبط بعد عيد الفطر بأيام، وقد جاءت الفكرة من خلال مشاهدة أفلام الكرتون، خاصة أن لدي خلفية بها وأجيد رسم شخصيات كرتونية وكتابة القصص، فأردت أن أحول هذه القصص لأفلام كرتونية
وكانت والدتي هي أول من آمن بموهبتي، فهي تشجعني وتدربني على إلقاء الشعر، ودوما تدفعني لأن أكون مميزة بين أقراني
ثم أبي الذي يوفر لي كل ما أحتاجه في تطبيق ذلك، فأحضر لي الجهاز اللوحي ودوما يشتري لي أدوات الرسم ويطبع لي القصائد
ثم خالي الشاعر ياسر دلول الذي شجعني وسهل لي سبل الاتصال بالإذاعات للمشاركة، ويكتب لي القصائد فألقيها في الإذاعة المدرسية
أما عن دور المدرسة فقالت: المدرسة هي الحاضنة لموهبتي، حيث تتيح لي فرص المشاركة في الإذاعات المدرسية والمسابقات، وتغرس بي الثقة بالنفس والاعتزاز بموهبتي، فشاركت في مسابقة تحدي القراءة العربي وقد حصلت على المرتبة الثالثة على مدارس غزة
كما شاركت بمسابقة شخصيات تاريخية وحصلت على المرتبة الأولى
أما الصعوبات التي تواجهني فتتمثل في قلة الإمكانات فهي أشد الصعوبات التي تواجهني، خاصة أن مساحة الهاتف الذي أستخدمه في تطبيق عملي محدودة، مما يجعلني لا أتمكن من التكبير وزيادة دقة هذا العمل الفني كي أقدمه بشكل أجمل وأفضل وأوسع، أو أن أجعل الصوت أعلى
وعن الوقت الذي استغرقه إنتاج هذا الفيديو قالت: بعمل دؤوب استطعت أن أنجز قصة نص نصيص خلال ثلاثة أيام فقط
أما التكلفة المادية فتتلخص في شراء بطاقات انترنت لعمل وتنزيل القصة على اليوتيوب، كما أحتاج لجهاز لوحي
أما البرامج التي أعمل عليها فإنني احتاج لثلاثة برامج هي:
برنامج جاشا لايف
برنامج كاين ماستير
جوجل كروم
وعن تأثير عملها الإبداعي على دراستها فقالت: لا لم تؤثر موهبتي على دراستي، بل على العكس أضافت لي ووسعت ثقافتي ووسعت مداركي، وجعلتني متميزة في دروسي، فدوما أحصل على تقدير ممتاز
بعد أن أنهت رهف حديثها تم عرض الفيلم من الرابط
https://www.youtube.com/watch?v=I0slEAPWdBw
استمتع الحضور بهذا العرض وأعربوا عن انبهارهم بموهبة رهف، وامتدحوا هذه الأسرة المتعاونة والحاضنة لهذه الموهبة، وركزت على الإعجاب والامتنان لهذا الاهتمام من الأسرة، كما وأكدوا عن أن السلاح ليس سيفا فقط بل هو ريشة فنان وقلم شاعر
ومع إعجابهم بهذا العمل تمنوا على رهف تطوير مهاراتها والاستمرارية في تدريب نفسها، ومحاولة تحريك جميع أجزاء جسم الشخصيات الكارتونية، مع محاولة الدخول لتفاصيل الأشياء، فطفلة في هذا العمر تقوم بهذا العمل حتما ستكون في المستقبل بمكان أفضل إن شاء الله
كما وجه السؤال لرهف عمّا إذا كانت تدرك العبرة من القصة التي قامت بتحويلها لفيلما كرتونيا، وعمّا إذا دخلت في عالم التقليد
قالت رهف: أكيد أنا أعرف المغزى من القصة فالإنسان بعمله لا بشكله، وأن علينا ألا ننتقص من قدر الآخرين، فقد يكونوا أفضل منّا
أما عن التقليد فقالت والدة رهف لا أدربها على التقليد أبدا فلم أدخلها في هذا المجال
أخيرا،، تمنى الحضور أن يتم تعميم هذا الفيديو على شريحة أكبر من المثقفين، والخروج به لمحافظات القطاع جميعا، وحبذا لو وصل لكل بيت في قطاع غزة ليخفف من معاناتهم، فالخروج من أزماتنا يكون بهؤلاء المبدعين الذين رغم قلة الإمكانات فهم يعملون ويأملون، وطالبوا بأن يتبنى صالون نون هذه الطفلة ويأخذ بيدها وتقديمها للمجتمع
وعن سؤال إذا ما كانت هذه الأنشطة تؤثر على هدوء الأطفال بالبيت،
أجابت والدة رهف: على العكس فهي تعودهم الالتزام والهدوء وحسن السير والسلوك
بعد هذا النقاش، بأداء مميز ألقت رهف قصيدة صوت صفير البلبل للأصمعي، كما ألقت الشاعرة منى العصار نصا مميزا، وكذا الطفلة مرام ألقت قصيدة للأم، أما محمد فألقى نصا وطنيا بعنوان جدي
ثم كان مسك الختام للطفلة منة ذات الأعوام الأربعة وهي تنشد لسيد الرسل (محمد نبينا)
رفعت الأستاذة فتحية الجلسة على وعد بلقاء جديد ومميز
رهف أحمد سكيك مبدعة تتألق في جلسة صالون نون الأدبي
عند الرابعة والنصف من بعد عصر يوم الثلاثاء الأول من أكتوبر انعقد جمع رواد صالون الأدبي في واحد من اللقاءات المتألقة والإبداع المثمر، افتتحت الأستاذة فتحية صرصور اللقاء مرحبة في الحضور فقالت:
الحضور الكريم، أهلا بكم ومرحبا
أهلا بكم ونحن نجدد اللقاء لكم ومعكم لنحقق أهدافا وضعناها على خريطة طريقنا لمسيرة الصالون، فاستمرارا لتحقيق رسالة صالون نون الأدبي في رعاية الابداعات جئنا اليوم ومعنا إبداع مفعم بالعطاء ممثلا بالمبدعة رهف أحمد سكيك والتي لفتت انتباهي لتألقها وإبداعها، لذا رأيت أن نستضيفها
ثم بعد،،
أحيانا يلتقط الإنسان فكرة أو عبرة من بين السطور، قد لا يلتفت إليها الكثيرون؛
شاهدت فيلما كرتونيا قامت رهف على صناعته، مع إعجابي بهذا الفيديو، وإضافة لصغر سن الفتاة التي أبدعته، فقد لفت انتباهي اهتمام الأسرة ومشاركتهم جميعا في هذا العمل من الكبير إلى الصغير
هذا الجو من التعاون والتشجيع مؤكد أنه سيصل بهذه الفتاة إلى مرتبة راقية من الفن والإبداع في هذا المجال
فعندما تأخذ الأم على عاتقها تدريب صغارها وتحفيظهم الأدوار، والوالد يشاركهم عملا ومراقبة، والأشقاء الأطفال الذين هم أصغر منها جميعهم يشاركون الفتاة في الأداء، إضافة الى الخال الشاعر الذي آمن بموهبة ابنة شقيقته وحرص على متابعتها وإيصالها إلى المنصات الثقافية لتعرض موهبتها من خلالها
كل التحية والتقدير لهم، وكل الإعجاب بهم
من المعروف أن الإنسان المبدع هو بذرة، إن وجد من يرعاها ويتعهدها بالرعاية والاهتمام والتشجيع حتما سيصل، لكن إن لم يجد هذه البيئة الحاضنة فقد تموت البذرة وتموت الفكرة، وقد يموت الإبداع وينتهي لدى هذا المبدع دون أن يعلم عنه الآخرون شيئا
فكم من المواهب المبدعة كانت لديها ابداعات في الصغر، وكان يؤمل لها أن تصل لموقع مرموق في مجال موهبتها إلا أن هذه الموهبة وئدت في مهدها، لأن موقف الأهل منها كان سلبيا؛ فإما أنهم لم يلتفتوا لهذه الموهبة فلم يرعوها حق الرعاية، وإما أنهم قمعوها بحجة أن الدراسة أولى وأن هذه الموهبة تشغل عن الدراسة
أعرف شخصا كان وهو طفل يحب القراءة ونهما فيها مع تفوقه في الدراسة، إلا أن الأهل كانوا يمنعونه من ذلك ويطفئون أضواء غرفته كي يتوقف عن القراءة فيعمد للقراءة في الظلام مما أثر على نظره، لكن لأن هذه الموهبة لم تراعى ولم يتبناها أحد فقد انصرف عن الكتب، وقد يكون اليوم لا يفتح كتابا ولا يقرأ علما بأنه لو وجد من يتعهده فحتما مع التدريب والتأهيل سيصل إلى موقع مشرّف ومتميز، ولكان صاحب كلمة رصينة وفكرة مبدعة
وحتى يومنا هذا ومع التطور نجد كثيرا من الأهالي يمنعون أبناءهم القراءة والاطلاع في كتب خارج نطاق الكتاب المدرسي، وهم لا يعلمون أن المنهاج بحاجة لمنهاج مرافق يوضحه، ويوسع مدارك الطفل ويزيد المعرفة لديه
فاليوم ونحن في زمن الميديا ترى كل منا يسارع للبحث عن أي موضوع أو كلمة جديدة تعرض له، وكذا الطالب فلم يعد الكتاب المدرسي هو تمام المعرفة، ولم يعد مجرد حفظ الكتاب المدرسي هو مؤشر التميز، فالكلمة تحيله إلى موضوعات متعلقة أكثر توسعا
أنا لا أشجع أو أحرض على الاعتماد على الميديا بشكل كبير، بالعكس فلي في ذلك رأي وموقف، لكن ليس دائما الاطلاع الخارجي وتحسين المهارات يعطل الدراسة
لذا تنبه العاملون في التربية والتعليم إلى ذلك، فأقاموا مسابقات للاطلاع الخارجي كتحدي القراءة ومسابقات في الابداع الفني والمهني
وإن كان علينا كمؤسسات ومنابر ثقافية ومدارس أن نهتم ونرعى ونشجع، ونوجه المبدع للمؤسسات الراعية إلا أن العبء الأكبر على البيت فهو عماد المتابعة والتحفيز والتشجيع على الاستمرار وصقل هذه الموهبة، لكن ليس من الخطأ أن نحدد للطفل وقتا لتنمية هذه الموهبة بحيث لا تؤثر على دراسته
أما أن نمنعه منعا باتا من ممارسة هذه الهواية أو نحول بينه وبين تنمية هذه الموهبة فأن ضد ذلك، لأننا نريد أن تكون الأجيال القادمة بإبداعات جديدة ومتطورة لم تكن في الزمن الماضي
إن هدفي ورسالتي في مجال الكتابة تتمحور في إيصال التراث الشعبي للأجيال القادمة، أريد أن تصل المعلومة لهم لتتمسك هذا الأجيال بوطنها وتراثها، فعندما أجد هذه الطفلة تلجأ إلى هذا الكتاب بمساعدة الوالدين والأشقاء جميعا أمر جيد، فاختيارها لقصة تراثية جعلني أشعر بامتنان عظيم لها ولأهلها، إضافة إلى أنها أشعرتني بأنني أسير في الاتجاه الصحيح، فلا أيأس لأن رسالتي بأمثال رهف وعائلتها ستصل لهذه الفئة التي استهدفتها في رسالتي وكتاباتي
قد تكون هذه المقدمة طويلة لكن إعجابي بهم وتقديري لهم أكبر
نستضيف رهف وفريق العمل معها رهف طفلة من مواليد الأول من مارس 2007م، وهي بالصف السابع الأساسي
شقيقها محمد في الصف السادس، شقيقتها مرام بالصف الرابع، وأصغرهن منة أربع سنوات بالتمهيدي
رهف متعددة المواهب، من إلقاء الشعر وكتابة القصة والرسم، شاركت في مسابقة تحدي القراءة العربي وقد حصلت على المرتبة الثالثة على مدارس غزة
كما شاركت في مسابقة شخصيات تاريخية وحصلت على المرتبة الأولى
إضافة لإبداعها الأبرز في تحويلها القصص لأفلام كرتونية، برعاية ومساندة من الوالد السيد أحمد سكيك والوالدة السيدة رائدة دلول تمارس رهف تجاربها الإبداعية
سنتعرف منها على بدايات اكتشافها للموهبة التي لديها، وطريقة العمل والداعمين لها
من أين جاءتها الفكرة؟
متى نفذت فكرتها عمليا؟
من يساعدها ويشجعها؟ ودور المدرسة؟
كما ستحدثنا عن الصعوبات التي تواجهها في عملها الفني هذا؟
والوقت الذي يستغرقه إعداد مقطع كقصة نص نصيص؟
والتكلفة المادية والأدوات التي تحتاجها في عملها؟
وأخيرا تخبرنا عمّا إذا كان لهذه الموهبة ومواهبها الأخرى تأثير على سير الدراسة
وما هو مستواك بين طالبات فصلك؟
لكن بداية نستمع للسيدة رائدة أم رهف
بدأت حديثها موجهة الشكر لصالون نون الأدبي على هذه الاستضافة والعمل على اظهار مواهب رهف لشريحة من المثقفين، ثم قالت: بدأت ألاحظ موهبة رهف منذ نعومة أظفارها، فأخذت أشجعها وأدربها حتى أصبح مستواها جيد،
فبدأت تشارك في المسابقات وأنشطة المدرسة المختلفة حتى أصبحت مأمل الفوز للمدرسة، ويوم فكرت نقلها من المدرسة رفضت المعلمات ومديرة المدرسة التفريط بها
ثم قالت: أخوتها جميعا لديهم مواهب ووعدتنا بعرض بعض النماذج
بعدها كنت الكلمة لرهف التي بدأت بالإعراب عن سعادتها وامتنانها لاستضافتها في صالون نون الأدبي ووجهت الشكر للحضور، ثم جاءت الإجابة عن استفساراتنا وكانت على النحو التالي: بدأت العمل في هذا العام في بالضبط بعد عيد الفطر بأيام، وقد جاءت الفكرة من خلال مشاهدة أفلام الكرتون، خاصة أن لدي خلفية بها وأجيد رسم شخصيات كرتونية وكتابة القصص، فأردت أن أحول هذه القصص لأفلام كرتونية
وكانت والدتي هي أول من آمن بموهبتي، فهي تشجعني وتدربني على إلقاء الشعر، ودوما تدفعني لأن أكون مميزة بين أقراني
ثم أبي الذي يوفر لي كل ما أحتاجه في تطبيق ذلك، فأحضر لي الجهاز اللوحي ودوما يشتري لي أدوات الرسم ويطبع لي القصائد
ثم خالي الشاعر ياسر دلول الذي شجعني وسهل لي سبل الاتصال بالإذاعات للمشاركة، ويكتب لي القصائد فألقيها في الإذاعة المدرسية
أما عن دور المدرسة فقالت: المدرسة هي الحاضنة لموهبتي، حيث تتيح لي فرص المشاركة في الإذاعات المدرسية والمسابقات، وتغرس بي الثقة بالنفس والاعتزاز بموهبتي، فشاركت في مسابقة تحدي القراءة العربي وقد حصلت على المرتبة الثالثة على مدارس غزة
كما شاركت بمسابقة شخصيات تاريخية وحصلت على المرتبة الأولى
أما الصعوبات التي تواجهني فتتمثل في قلة الإمكانات فهي أشد الصعوبات التي تواجهني، خاصة أن مساحة الهاتف الذي أستخدمه في تطبيق عملي محدودة، مما يجعلني لا أتمكن من التكبير وزيادة دقة هذا العمل الفني كي أقدمه بشكل أجمل وأفضل وأوسع، أو أن أجعل الصوت أعلى
وعن الوقت الذي استغرقه إنتاج هذا الفيديو قالت: بعمل دؤوب استطعت أن أنجز قصة نص نصيص خلال ثلاثة أيام فقط
أما التكلفة المادية فتتلخص في شراء بطاقات انترنت لعمل وتنزيل القصة على اليوتيوب، كما أحتاج لجهاز لوحي
أما البرامج التي أعمل عليها فإنني احتاج لثلاثة برامج هي:
برنامج جاشا لايف
برنامج كاين ماستير
جوجل كروم
وعن تأثير عملها الإبداعي على دراستها فقالت: لا لم تؤثر موهبتي على دراستي، بل على العكس أضافت لي ووسعت ثقافتي ووسعت مداركي، وجعلتني متميزة في دروسي، فدوما أحصل على تقدير ممتاز
بعد أن أنهت رهف حديثها تم عرض الفيلم من الرابط
https://www.youtube.com/watch?v=I0slEAPWdBw
استمتع الحضور بهذا العرض وأعربوا عن انبهارهم بموهبة رهف، وامتدحوا هذه الأسرة المتعاونة والحاضنة لهذه الموهبة، وركزت على الإعجاب والامتنان لهذا الاهتمام من الأسرة، كما وأكدوا عن أن السلاح ليس سيفا فقط بل هو ريشة فنان وقلم شاعر
ومع إعجابهم بهذا العمل تمنوا على رهف تطوير مهاراتها والاستمرارية في تدريب نفسها، ومحاولة تحريك جميع أجزاء جسم الشخصيات الكارتونية، مع محاولة الدخول لتفاصيل الأشياء، فطفلة في هذا العمر تقوم بهذا العمل حتما ستكون في المستقبل بمكان أفضل إن شاء الله
كما وجه السؤال لرهف عمّا إذا كانت تدرك العبرة من القصة التي قامت بتحويلها لفيلما كرتونيا، وعمّا إذا دخلت في عالم التقليد
قالت رهف: أكيد أنا أعرف المغزى من القصة فالإنسان بعمله لا بشكله، وأن علينا ألا ننتقص من قدر الآخرين، فقد يكونوا أفضل منّا
أما عن التقليد فقالت والدة رهف لا أدربها على التقليد أبدا فلم أدخلها في هذا المجال
أخيرا،، تمنى الحضور أن يتم تعميم هذا الفيديو على شريحة أكبر من المثقفين، والخروج به لمحافظات القطاع جميعا، وحبذا لو وصل لكل بيت في قطاع غزة ليخفف من معاناتهم، فالخروج من أزماتنا يكون بهؤلاء المبدعين الذين رغم قلة الإمكانات فهم يعملون ويأملون، وطالبوا بأن يتبنى صالون نون هذه الطفلة ويأخذ بيدها وتقديمها للمجتمع
وعن سؤال إذا ما كانت هذه الأنشطة تؤثر على هدوء الأطفال بالبيت،
أجابت والدة رهف: على العكس فهي تعودهم الالتزام والهدوء وحسن السير والسلوك
بعد هذا النقاش، بأداء مميز ألقت رهف قصيدة صوت صفير البلبل للأصمعي، كما ألقت الشاعرة منى العصار نصا مميزا، وكذا الطفلة مرام ألقت قصيدة للأم، أما محمد فألقى نصا وطنيا بعنوان جدي
ثم كان مسك الختام للطفلة منة ذات الأعوام الأربعة وهي تنشد لسيد الرسل (محمد نبينا)
رفعت الأستاذة فتحية الجلسة على وعد بلقاء جديد ومميز