طموح امرأة مبدعة في صالون نون الأدبي
عند الخامسة من بعد عصر الثلاثاء الرابع من أكتوبر كان اللقاء في صالون نون الأدبي
افتتحت الأستاذة فتحية صرصور اللقاء مرحبة بالحضور فقالت: الحضور الكريم، رواد صالون نون الأدبي الأفاضل .. أهلا ومرحبا بكم
أهلا بكم وأنتم تمدون جسور التواصل مع مشهدنا الأدبي، وتنسجون بتفاعلاتكم لوحة راقية ستظل في ذاكرة الأجيال القادمة
وبعد،،،
جميل أن يكون الإنسان صاحب عمل، والأجمل أن يكون محبا لهذا العمل مخلصا له، عندها سيبدع فيه
والأكثر رقيا وأدى الى التفوق والتميز هو أن يسعى الإنسان لتطوير ذاته ومهاراته،
فلا يكون الوقوف عند حد الحصول على الوظيفة هو المأمل والغاية، إذ يجب أن يكون العمل وسيلة للوصول إلى النفع العام، وهنا على الإنسان أن يجتهد في البحث ومواكبة التطور للاستفادة من كل ما هو جديد، واستغلاله فيما يخدم هذا العمل، ويعود بالنفع على العام، إضافة لنفع الذات وتطويرها
وهذا نموذجنا لهذا اليوم .. إنها المبدعة إنعام هلال البطريخي
الحاصلة على درجة البكالوريوس في اللغة العربية من جامعة القدس المفتوحة
وماجستير مناهج في الجامعة الإسلامية
تعمل كمعلمة للغة العربية في مدارس وزارة التربية والتعليم
شاعرة وكاتبة وباحثة، وهي مسؤول قسم الأدب النثري في جمعية أفواج الثقافية
حازت على العديد من الأوسمة والجوائز ومنها:
جائزة معلم متميز من الأمانة العامة لمجلس الوزراء للمعلم المتميز
جائزة المرأة المبدعة العالمية معلم خبير مايكروسوفت لعام ٢٠٢١ وعام ٢٠٢٢
وهي عضو فاعل في العديد من المؤسسات التربوية والثقافية منها:
عضو لجنة تحكيم للأنشطة الثقافية في مديرية التربية والتعليم شمال غزة
سفيرة النوايا الحسنة
سفيرة لأكثر من منصة تعليمية في أكثر من دولة
مدربة دولية
مجازة في تأهيل السند مجازة لعدة قراءات شعبة وقالون وورش وابي جعفر في تلاوة القرآن الكريم
قائدة كشفية
تبنت عدة مبادرات
الاستمتاع بالتعلم خارج الصندوق
القارئة الصغيرة
كن معلما رقميا
أنا حكواتي
جسور المحبة
متحدثة رسمية في العديد من المؤتمرات الدولية
ثم قالت الأستاذة فتحية: رأيت إنعام الطموحة، تشارك في المسابقات العالمية، رأيتها تحاول التجديد في المدرسة وتقتفي الأثر الإيجابي من الآخرين؛ كالتعامل مع طالباتها بتحيتهن بالطريقة التي ترغبها الطالبة كما رأت في الفيديو، فهي مجددة
وقالت: كثيرة هي العناوين التي وضعتها عنوانا لدعوتنا بما يتناسب وسيرتها، إلا أنها جميعا لا تفيها حقها
كنت معجبة بطموحها ونشاطها، رأيتها تذكرني بشبابي، وعدم وقوفي عند حدود المنهاج، أو التوقف عند باب الغرفة الصفية، رأيتني بها، إلا أن الحظ معها لأنها تعاصر التكنولوجيا والانفتاح على العالم سواء أدبيا أم تربويا، حتى أصبحت على مشارف العالمية
هذا ما قلته في نفسي سابقا، لكن عندما علمت ما علمته من قصة كفاحها على كل الأصعدة رأيت من الظلم بمكان أن أعقد مقارنة بينها وبين طموحي ونشاطي، فهي قصة نجاح وكفاح بمعنى الكلمة؛ لم تركن للدعة والاستجداء، فصنعت لنفسها مجدا واسما، فنسجت نجاحاتها دمعة دمعة ورعت أبناءها شمعة شمعة
سأترك لها الساحة لتتحدث عن مسيرتها فهي الأقدر على ذلك
بدأت الدكتورة إنعام حديثها مقدمة الشكر لصالون نون الأدبي ورائدتيه الأستاذة فتحية صرصور والدكتورة مي نايف، والشكر ثانية للأستاذة فتحية على الاستضافة لتسليط الضوء على مسيرتي، وللحديث حول نسبة إنجازاتي وحياتي العلمية والعملية
ثم قالت: أبدأ من العنوان وهو (طموح امرأة مبدعة) فهذا عنوان يتناغم مع مسيرتي، فبعد حصولي على شهادة الثانوية العامة رفض الوالد أن أستكمل تعليمي، معتبرا أن الزواج هو الحصن للفتاة
تزوجت لعشر سنوات، أنجبت خلالها خمسة من الأبناء؛ ثلاث إناث وولدين، تزوج منهم أربعة، وأصغرهم يستعد للزواج
بعد عشر سنوات وقع زوجي فأصيب بشلل كامل، وظل مقعدا وجسمه آخذ بالضمور لمدة واحد وعشرين عاما
كنت أعشق العلم منذ نعومة أظفاري وكانت أمنيتي منذ الصغر أن أكون معلمة ولكن الزواج ومسؤولياته منعني من تحقيق هذا الحلم إلى أن حدث التغير في حياتي؛ فبعد تعرض زوجي للشلل الكامل، لم أتقوقع داخل الحزن، ولم أقع أسيرة له، إنما أكملت مسيرتي التعليمية وحققت حلمي القديم وأصبحت معلمة
جاء ذلك بكلمة خير قالتها لي صديقتي بأن عليَّ أن أعتمد على نفسي، وأسعى لمستقبلي
في اليوم التالي توجهت لجامعة القدس المفتوحة لألتحق بها، وكان وقتي موزعا بين زوجي المريض الذي كنت أقضي عنده وقتا طويلا، وبين مهامي المنزلية، وبين الجامعة
كنت لا أحضر سوى محاضرتي اللغة الإنجليزية والإحصاء، لأعود لزوجي في مشفى الوفاء
أنهيت دراستي الجامعية في غضون ثلاث سنوات وثلاثة أشهر، وبعد تخرجي ذهبت للدكتور عبد الله عبد المنعم وقلت له: أنا لا أريد أن أستجدي أحد، وأريد أن أربي أبنائي من مال حلال
فمنحني الدكتور عبد الله فرصة العمل كمعلم بديل (أمومة) لأربع سنوات، ثم تم تثبيتي في العمل
منذ اليوم الأول عزمت على ألا أكون معلما تقليديا، ولابد أن تكون لي بصمة خاصة بي في هذا المجتمع
كنت آخذ طالباتي في رحلات افتراضية، وأسمي طالباتي بأسماء الشعراء، وكنت أفتح لهن خط للتواصل مع الشعراء في الخارج عبر الإسكاي بي
ثم أضافت: أنا أول من تقمص شخصية الحكواتي، كنت أرتدي زي الحكواتي وأشرح درس النحو الجاف، فيصبح سهلا ومفهوما لدى الطالبات، كما كنت أحول درس المطالعة لنشيد، فيظهر مردوده الإيجابي فورا مؤكدا على فهم الطالبات للدرس
طالبتي أحببن اللغة العربية من خلال تعليمي، ومنهن من حصلن على درجات عليا ولازلن يذكرن حصة اللغة العربية
وأضافت إنعام بأن نجاحها وتفوقها في حياتها العلمية والعملية لم يكن وليد الصدفة إنما كان ثمرة جد واجتهاد وقطاف تعب وأيام مليئة بالإنجازات التي لم تأت من فراغ
وبسؤال الضيفة عن مبادراتها التعليمية
قالت أن لها العديد من المبادرات التعليمية؛ كمبادرة استمتع بالتعلم خارج الصندوق ومبادرة القارئة الصغيرة، وكن مبدعا، والحكواتي، ومبادرة جسور محبة التي بدأت عندما اجتاح العالم فايروس كورونا وابتعد الطلاب عن مقاعد الدراسة، بفضل الله استطعت تحويل هذه المحنة إلى منحة إلهية، فبهذه المبادرة وهي جسور المحبة استطعت أن أذيب الحدود، وكنت أول من استخدم هذه الطريقة قبل أن تقرها وزارة التربية والتعليم، فمددت جسورا لمعظم المعلمين خارج الوطن العربي للالتقاء مع بعضهم البعض افتراضيا عبر الأدوات الرقمية .teams.skype.zoom. .googlemeet لتبادل الخبرات التي تصب في مصلحة الطالب والعملية التعليمية وكل ذلك كان يتم عبر ملتقى أبناء الضاد التكنوثقافي، والذي قمت بتأسيسه والإشراف عليه وعلى تدريباته، ويضم حوالي عشرة آلاف مشترك ينهلون منه المعرفة، وقد حرصت من خلاله على نشر اللغة العربية سواء للناطقين بها أم بغيرها
وعودا لحياتها الشخصية وكيف استطاعت أن تكون المسؤول الرئيس والمباشر عن أسرتها وتكون ربان هذه السفينة وكيف استطاعت أن توفق بين تلك المسؤولية وعملها الذي تؤمن بأنه ليس مهنة، بل رسالة لابد أ أوديها على الوجه الأكمل
وقالت: بأن حبها لعملها وأسرتها كان شراعا يحرك سفينة حياتها ويدفعها بكل قوة إلى الأمام بتوفيق الله عز وجل
وعن كتاباتها الشعرية قالت: كنت سابقا أكتب لكن بعد الزواج ومشاغل البيت توقفت عن الكتابة، وبعد وفاة زوجي تفجرّت فيَّ المشاعر فكتبت شعرا وقصة
وهي لم تنسى الأسرى والقدس، وموضوع أسرلة المناهج، وحذف علم فلسطين من الكتب، ما حدا بها محاربة ذلك عبر مؤتمرين في منتدى أبناء الضاد
هنا طلبت الأستاذة فتحية منها قراءة نص من إبداعها فكان النص للقدس بعنوان: عشق مشروع، ألقته بصوت جهوري معبر
بعد هذا العرض لسيرتها طلبت فتحية منها أن تسمع الحضور بعضا من كتاباتها فألقت الضيفة بصوت جهوري معبر قصيدة حرة للقدس بعنوان (عشق مشروع)
أثنى الجميع عليها وعلى طريقة إلقائها المميزة
ثم سألتها الأستاذة فتحية عن المسابقات العالمية التي تقدمت لها: فقالت: تقدمت لوسام المرأة العربية، وأنا بانتظار وصول عدم الممانعة للذهاب للمملكة الأردنية لحضور الاحتفال في الرابع عشر من أكتوبر الحالي، وكنت سابقا فزت بجائزة المرأة المبدعة إلا أنني لم أتمكن من السفر لاستلامها
كما تقدمت لمسابقة جائزتها مليون دولار، ورغم أنهم أشادي بمستنداتي، إلا أن الفوز كان من نصيب غيري
وعن خبير مايكروسوفت قالت تقوم الجائزة على حصيلة تدريبات نقوم بها، وأخرى نعطيها نحن للمعلمين لتدريبهم
بعد هذا العرض الوافي لسيرة ومسيرة ابداعها فتحت الأستاذة فتحية الباب لمداخلات الحضور، وكانت المداخلات في مجملها تتوجه بإبداء الإعجاب بطموح إنعام وجهودها الدؤوبة، وكان من المداخلين:
الأستاذ محمد تيم الذي تساءل عن السبب الذي يجعل الفتاة النشطة والتي ترتاد المنتديات الثقافية تتوقف بمجرد أن تتزوج
الأستاذة فايقة الصوص قالت: لقد استمعنا لسيرة عطرة لامرأة مكافحة بنت نفسها بنفسها، وأضافت بأن الطموح لا حدود له، ولا يعرف سن، فكم من مبدع بدأ بعد سن التقاعد
أما الدكتور يونس نصار فكانت مداخلته عبارة عن إعجاب بسير إنعام، موجها التحية لكل امرأة فلسطينية، وشارك بنص كتبه للشهداء الأبطال في الضفة الغربية
الدكتور مروان مشتهى كانت له مداخلة، بدأها بتقديم الشكر لصالون نون الأدبي الذي يتيح الفرصة للمبدعين للظهور، ثم أعرب عن إعجابه بقصة كفاح إنعام التي تتكامل مع كتابه الذي سيكون مطروحا على مائدة صالون نون الأدبي في جلسة منتصف أكتوبر وهو بعنوان بناء الذات، فالإنسان يكتشف ذاته ليعرف ويحدد ما يريده وما يناسبه، فالأشخاص الذين يخرجون من رحم المعاناة هم القادة، والعلم الحديث يقول إن ثلاثة من المشاهير يكتشفون ثلاثة بالمائة من قدراتهم
اختتم الدكتور مروان مداخلته قائلا: نحن سعداء بهذه الشخصية التي رفضت الاستجداء، فشكرا لها
الدكتور عماد الحطاب بعد أن شكر الصالون برائدتيه قال: لقد أستمديت قوتي من إنعام، فأنا أتابعها، وأفتح صفحتها وسعيد جدا بها، ثم سأل: هل كان الأهل يعارضون ذهابك للجامعة؟
الأستاذ محمد الطيف بعد أن قدم الشكر والتقدير لصالون نون توجه للأستاذة أنعام بسؤال عن سبب عدم رغبتها للانتقال لمدارس الشجاعية وقد أمضت وقتا طويلا في الشمال
الدكتورة فيروز الخزندار قدمت تحية إجلال وإكبار لكل من لبى الدعوة وحضر هذا اللقاء، ثم قالت: يشرفني أن إنعام رئيس قسم النثر في جمعيتنا الواعدة، جمعية أفواج
ثم قالت: كل المديح لن يفي إنعام حقها، فهي نجمة في شمال القطاع، وإن جاءت لمدارس غزة فستكون قمرا مضيئا
الأستاذة وجدان عنان مديرة مدرسة عملت بها إنعام فقالت بعد أن شكرت الصالون ورائدتيه: أنا سعيدة جدا، وشرف لي أن أكون بينكم، وأنا فخورة بإنعام التي كانت مثالا للعطاء، ومثالا للمرأة الفلسطينية؛ سواء أكانت أما أم زوجة، ومربية، فضلا عن كونها متدينة، ولها رصيد كبير في قلوب كل من تعامل معها، واختتمت حيثها بأمنية وهي أن ترى إنعام في أعلى المراتب
الأستاذ نبيل عابد قال: أود أن أعرف ما إذا كان القهر ومنعك من استكمال تعليمك هو ما فجر الطاقة عندك، أي أنه لو كانت الطريق أمامك مفروشة بالورود هل ستكونين بهذا الحماس؟
كما سأل عن طموحاتها المستقبلية
الدكتور عبد الله تاية قال يشرفنا في الاتحاد العام للكتاب أن تقام به جلسات صالون نون الأدبي القيمة والتي تقيمها الأختان فتحية ومي، ثم قال: المرأة الفلسطينية منذ قيام الحركة الوطنية منذ أكثر من مائة عام وهي راعية مجدنا ومشاركة في كل مراحل العمل الوطني، الأخت إنعام متميزة في مجال التعليم والتدريب، ومتميزة بشقها طريق النجاح، وكل امرأة في فلسطين متميزة في مجال مختلف
ثم قال: إن هذا المجتمع الذي نعيش فيه هو مجتمع ذكوري، يقمع ويضطهد المرأة، لكن لا يمكن لنا القول بأن الأب يضطهد، إنما نقول إن هذا انتقاص من حقوق المرأة وإن الآباء يرغبون في تعليم الولد ولا يعلمون البنت، وما أن يأتي للبنت عريس حتى يسارعوا بتزويجها، فلابد للفتاة أن يكون لها رأي وتتمرد على القهر، وتبذل جهدها في رفض هذا الفكر لأجل استكمال تعليمها
وعن انقطاع الفتيات عن المنتديات والملتقيات الثقافية بعد الزواج، فهذا ما نلمسه عندنا في الاتحاد فالشابات في الثانوية والجامعة يأتين لحضور الندوات، وما أن تتزوج حتى تأتي بصحبة زوجها مرة أو مرتين ثم تنقطع عن كل المؤسسات والندوات
بالتالي علينا أن نعترف بأنه لابد ككتاب ومثقفين أن نقوم بدور التوعية، وهذا دور المدارس خاصة، لابد من توعية الطالبات بحيث تصبح شخصيتهن قوية يستطعن الدفاع عن حقوقهن في كل مكان تتواجد به سواء البيت أو الجامعة وأي مكان في المجتمع، عليها أن تدافع عن نفسها، وألا تستسلم لرغبة الأهل في تزويجها مبكرا، فهذه منظومة تحتاج للتغيير، والتغيير يبدأ من المدرسة
العقيد أبو حسام كانت مداخلته التي بدأها بتقديم التحية للحضور والفخر بالصالون ورائدتيه فتحية ومي، ثم قال: استطاعت إنعام تجسيد الإبداع تجسيدا طبيعيا، إذا صنعنا امرأة نصنع مجتمعا كاملا
لقد تحدثت الأستاذة إنعام بنقاط متعددة، ومنها أسرلة المناهج، وأن أقول إن الإبداع يجسد الحرية التي لا تغلبها عبودية، صحيح أننا تحت ضغوطات اجتماعية وسياسية، لكن بالإبداع يعرف المعلم التعليم الجانبي
إنعام تنقلت من مرحلة لمرحلة فأصبحت أكثر استقرارا فاستطاعت الإبداع
الفلسطيني في الشتات والداخل، خاصة في قطاع غزة معاناته عالية المستوى، ومع ذلك يبدع
للأسف ستنتهي للتقاعد، وفي الدول الأخرى لا يعترفون بسن تقاعد
بعد ذلك أجملت إنعام ردودها مؤكدة على أن رفض الوالد لاستكمال تعليمها لم يكن من مبدأ قهر، إنما العادات الاجتماعية هي التي تحكمنا، فوالديها يشجعان ويرعيان أبناءهم إضافة لشقيقها المهندس في ألمانيا كان الداعم المادي والمعنوي لها
وعن الصعوبات التي واجهتها قالت واجهت الكثير، فالبعض كان يشجعني على الدراسة وآخرون كانوا يحبطونني بقولهم: كيف تخرجين وتتركي أولادك، كيف تذهبين للجامعة وزوجك نزيل المستشفى
أنا كنت مرافقة لزوجي من التاسعة صباحا وحتى التاسعة مساء
ضغوطات ومعيقات كثيرة حاولت منعي من استكمال الوصول لهدفي إلا أن شخصيتي القوية طغت على هؤلاء الأشخاص، وجميعهم من خارج الأهل
وعن ضرورة توعية الطالبات بالنضال لأجل مستقبلهن قالت نحن نحاول ذلك لكن طبيعة المجتمع وعاداته لها سلطانه
بعد هذا الجو التفاعلي اختتمت الأستاذة فتحية اللقاء قائلة: حُق لإنعام أن تفخر بنفسها وبجهودها، لقد صنعت إنعاما جديدة، تمشي على درب كانت قد تاهت عنه سابقا، فكان لها نصيبا من عنوان اللقاء فهي مبدعة بكل معنى الكلمة، شغوفة بعملها
فرغم صعوبة الحياة التي عاشتها، ورغم المسئوليات الجسام؛ من أطفال لزوج مريض، لتعب نفسي وجسمي، إلا أنها تجاوزت كل ذلك، فجعلت كل العوائق تحت أقدامها، حتى تسامت عن جراحاتها النفسية والبدنية، وسارت لتصل إلى ما وضعته نصب عينيها من هدف الفوز والنجاح والفلاح
أردت من استضافة إنعام أن يأخذ الشباب من سيرتها وعلو همتها قدوة ونموذجا يُحتذى به ليصلوا لأهدافهم التي رسموا خطوطها وظلت حبرا على ورق
انتهى اللقاء ولما تنتهي لقاءات صالون نون الأدبي
عند الخامسة من بعد عصر الثلاثاء الرابع من أكتوبر كان اللقاء في صالون نون الأدبي
افتتحت الأستاذة فتحية صرصور اللقاء مرحبة بالحضور فقالت: الحضور الكريم، رواد صالون نون الأدبي الأفاضل .. أهلا ومرحبا بكم
أهلا بكم وأنتم تمدون جسور التواصل مع مشهدنا الأدبي، وتنسجون بتفاعلاتكم لوحة راقية ستظل في ذاكرة الأجيال القادمة
وبعد،،،
جميل أن يكون الإنسان صاحب عمل، والأجمل أن يكون محبا لهذا العمل مخلصا له، عندها سيبدع فيه
والأكثر رقيا وأدى الى التفوق والتميز هو أن يسعى الإنسان لتطوير ذاته ومهاراته،
فلا يكون الوقوف عند حد الحصول على الوظيفة هو المأمل والغاية، إذ يجب أن يكون العمل وسيلة للوصول إلى النفع العام، وهنا على الإنسان أن يجتهد في البحث ومواكبة التطور للاستفادة من كل ما هو جديد، واستغلاله فيما يخدم هذا العمل، ويعود بالنفع على العام، إضافة لنفع الذات وتطويرها
وهذا نموذجنا لهذا اليوم .. إنها المبدعة إنعام هلال البطريخي
الحاصلة على درجة البكالوريوس في اللغة العربية من جامعة القدس المفتوحة
وماجستير مناهج في الجامعة الإسلامية
تعمل كمعلمة للغة العربية في مدارس وزارة التربية والتعليم
شاعرة وكاتبة وباحثة، وهي مسؤول قسم الأدب النثري في جمعية أفواج الثقافية
حازت على العديد من الأوسمة والجوائز ومنها:
جائزة معلم متميز من الأمانة العامة لمجلس الوزراء للمعلم المتميز
جائزة المرأة المبدعة العالمية معلم خبير مايكروسوفت لعام ٢٠٢١ وعام ٢٠٢٢
وهي عضو فاعل في العديد من المؤسسات التربوية والثقافية منها:
عضو لجنة تحكيم للأنشطة الثقافية في مديرية التربية والتعليم شمال غزة
سفيرة النوايا الحسنة
سفيرة لأكثر من منصة تعليمية في أكثر من دولة
مدربة دولية
مجازة في تأهيل السند مجازة لعدة قراءات شعبة وقالون وورش وابي جعفر في تلاوة القرآن الكريم
قائدة كشفية
تبنت عدة مبادرات
الاستمتاع بالتعلم خارج الصندوق
القارئة الصغيرة
كن معلما رقميا
أنا حكواتي
جسور المحبة
متحدثة رسمية في العديد من المؤتمرات الدولية
ثم قالت الأستاذة فتحية: رأيت إنعام الطموحة، تشارك في المسابقات العالمية، رأيتها تحاول التجديد في المدرسة وتقتفي الأثر الإيجابي من الآخرين؛ كالتعامل مع طالباتها بتحيتهن بالطريقة التي ترغبها الطالبة كما رأت في الفيديو، فهي مجددة
وقالت: كثيرة هي العناوين التي وضعتها عنوانا لدعوتنا بما يتناسب وسيرتها، إلا أنها جميعا لا تفيها حقها
كنت معجبة بطموحها ونشاطها، رأيتها تذكرني بشبابي، وعدم وقوفي عند حدود المنهاج، أو التوقف عند باب الغرفة الصفية، رأيتني بها، إلا أن الحظ معها لأنها تعاصر التكنولوجيا والانفتاح على العالم سواء أدبيا أم تربويا، حتى أصبحت على مشارف العالمية
هذا ما قلته في نفسي سابقا، لكن عندما علمت ما علمته من قصة كفاحها على كل الأصعدة رأيت من الظلم بمكان أن أعقد مقارنة بينها وبين طموحي ونشاطي، فهي قصة نجاح وكفاح بمعنى الكلمة؛ لم تركن للدعة والاستجداء، فصنعت لنفسها مجدا واسما، فنسجت نجاحاتها دمعة دمعة ورعت أبناءها شمعة شمعة
سأترك لها الساحة لتتحدث عن مسيرتها فهي الأقدر على ذلك
بدأت الدكتورة إنعام حديثها مقدمة الشكر لصالون نون الأدبي ورائدتيه الأستاذة فتحية صرصور والدكتورة مي نايف، والشكر ثانية للأستاذة فتحية على الاستضافة لتسليط الضوء على مسيرتي، وللحديث حول نسبة إنجازاتي وحياتي العلمية والعملية
ثم قالت: أبدأ من العنوان وهو (طموح امرأة مبدعة) فهذا عنوان يتناغم مع مسيرتي، فبعد حصولي على شهادة الثانوية العامة رفض الوالد أن أستكمل تعليمي، معتبرا أن الزواج هو الحصن للفتاة
تزوجت لعشر سنوات، أنجبت خلالها خمسة من الأبناء؛ ثلاث إناث وولدين، تزوج منهم أربعة، وأصغرهم يستعد للزواج
بعد عشر سنوات وقع زوجي فأصيب بشلل كامل، وظل مقعدا وجسمه آخذ بالضمور لمدة واحد وعشرين عاما
كنت أعشق العلم منذ نعومة أظفاري وكانت أمنيتي منذ الصغر أن أكون معلمة ولكن الزواج ومسؤولياته منعني من تحقيق هذا الحلم إلى أن حدث التغير في حياتي؛ فبعد تعرض زوجي للشلل الكامل، لم أتقوقع داخل الحزن، ولم أقع أسيرة له، إنما أكملت مسيرتي التعليمية وحققت حلمي القديم وأصبحت معلمة
جاء ذلك بكلمة خير قالتها لي صديقتي بأن عليَّ أن أعتمد على نفسي، وأسعى لمستقبلي
في اليوم التالي توجهت لجامعة القدس المفتوحة لألتحق بها، وكان وقتي موزعا بين زوجي المريض الذي كنت أقضي عنده وقتا طويلا، وبين مهامي المنزلية، وبين الجامعة
كنت لا أحضر سوى محاضرتي اللغة الإنجليزية والإحصاء، لأعود لزوجي في مشفى الوفاء
أنهيت دراستي الجامعية في غضون ثلاث سنوات وثلاثة أشهر، وبعد تخرجي ذهبت للدكتور عبد الله عبد المنعم وقلت له: أنا لا أريد أن أستجدي أحد، وأريد أن أربي أبنائي من مال حلال
فمنحني الدكتور عبد الله فرصة العمل كمعلم بديل (أمومة) لأربع سنوات، ثم تم تثبيتي في العمل
منذ اليوم الأول عزمت على ألا أكون معلما تقليديا، ولابد أن تكون لي بصمة خاصة بي في هذا المجتمع
كنت آخذ طالباتي في رحلات افتراضية، وأسمي طالباتي بأسماء الشعراء، وكنت أفتح لهن خط للتواصل مع الشعراء في الخارج عبر الإسكاي بي
ثم أضافت: أنا أول من تقمص شخصية الحكواتي، كنت أرتدي زي الحكواتي وأشرح درس النحو الجاف، فيصبح سهلا ومفهوما لدى الطالبات، كما كنت أحول درس المطالعة لنشيد، فيظهر مردوده الإيجابي فورا مؤكدا على فهم الطالبات للدرس
طالبتي أحببن اللغة العربية من خلال تعليمي، ومنهن من حصلن على درجات عليا ولازلن يذكرن حصة اللغة العربية
وأضافت إنعام بأن نجاحها وتفوقها في حياتها العلمية والعملية لم يكن وليد الصدفة إنما كان ثمرة جد واجتهاد وقطاف تعب وأيام مليئة بالإنجازات التي لم تأت من فراغ
وبسؤال الضيفة عن مبادراتها التعليمية
قالت أن لها العديد من المبادرات التعليمية؛ كمبادرة استمتع بالتعلم خارج الصندوق ومبادرة القارئة الصغيرة، وكن مبدعا، والحكواتي، ومبادرة جسور محبة التي بدأت عندما اجتاح العالم فايروس كورونا وابتعد الطلاب عن مقاعد الدراسة، بفضل الله استطعت تحويل هذه المحنة إلى منحة إلهية، فبهذه المبادرة وهي جسور المحبة استطعت أن أذيب الحدود، وكنت أول من استخدم هذه الطريقة قبل أن تقرها وزارة التربية والتعليم، فمددت جسورا لمعظم المعلمين خارج الوطن العربي للالتقاء مع بعضهم البعض افتراضيا عبر الأدوات الرقمية .teams.skype.zoom. .googlemeet لتبادل الخبرات التي تصب في مصلحة الطالب والعملية التعليمية وكل ذلك كان يتم عبر ملتقى أبناء الضاد التكنوثقافي، والذي قمت بتأسيسه والإشراف عليه وعلى تدريباته، ويضم حوالي عشرة آلاف مشترك ينهلون منه المعرفة، وقد حرصت من خلاله على نشر اللغة العربية سواء للناطقين بها أم بغيرها
وعودا لحياتها الشخصية وكيف استطاعت أن تكون المسؤول الرئيس والمباشر عن أسرتها وتكون ربان هذه السفينة وكيف استطاعت أن توفق بين تلك المسؤولية وعملها الذي تؤمن بأنه ليس مهنة، بل رسالة لابد أ أوديها على الوجه الأكمل
وقالت: بأن حبها لعملها وأسرتها كان شراعا يحرك سفينة حياتها ويدفعها بكل قوة إلى الأمام بتوفيق الله عز وجل
وعن كتاباتها الشعرية قالت: كنت سابقا أكتب لكن بعد الزواج ومشاغل البيت توقفت عن الكتابة، وبعد وفاة زوجي تفجرّت فيَّ المشاعر فكتبت شعرا وقصة
وهي لم تنسى الأسرى والقدس، وموضوع أسرلة المناهج، وحذف علم فلسطين من الكتب، ما حدا بها محاربة ذلك عبر مؤتمرين في منتدى أبناء الضاد
هنا طلبت الأستاذة فتحية منها قراءة نص من إبداعها فكان النص للقدس بعنوان: عشق مشروع، ألقته بصوت جهوري معبر
بعد هذا العرض لسيرتها طلبت فتحية منها أن تسمع الحضور بعضا من كتاباتها فألقت الضيفة بصوت جهوري معبر قصيدة حرة للقدس بعنوان (عشق مشروع)
أثنى الجميع عليها وعلى طريقة إلقائها المميزة
ثم سألتها الأستاذة فتحية عن المسابقات العالمية التي تقدمت لها: فقالت: تقدمت لوسام المرأة العربية، وأنا بانتظار وصول عدم الممانعة للذهاب للمملكة الأردنية لحضور الاحتفال في الرابع عشر من أكتوبر الحالي، وكنت سابقا فزت بجائزة المرأة المبدعة إلا أنني لم أتمكن من السفر لاستلامها
كما تقدمت لمسابقة جائزتها مليون دولار، ورغم أنهم أشادي بمستنداتي، إلا أن الفوز كان من نصيب غيري
وعن خبير مايكروسوفت قالت تقوم الجائزة على حصيلة تدريبات نقوم بها، وأخرى نعطيها نحن للمعلمين لتدريبهم
بعد هذا العرض الوافي لسيرة ومسيرة ابداعها فتحت الأستاذة فتحية الباب لمداخلات الحضور، وكانت المداخلات في مجملها تتوجه بإبداء الإعجاب بطموح إنعام وجهودها الدؤوبة، وكان من المداخلين:
الأستاذ محمد تيم الذي تساءل عن السبب الذي يجعل الفتاة النشطة والتي ترتاد المنتديات الثقافية تتوقف بمجرد أن تتزوج
الأستاذة فايقة الصوص قالت: لقد استمعنا لسيرة عطرة لامرأة مكافحة بنت نفسها بنفسها، وأضافت بأن الطموح لا حدود له، ولا يعرف سن، فكم من مبدع بدأ بعد سن التقاعد
أما الدكتور يونس نصار فكانت مداخلته عبارة عن إعجاب بسير إنعام، موجها التحية لكل امرأة فلسطينية، وشارك بنص كتبه للشهداء الأبطال في الضفة الغربية
الدكتور مروان مشتهى كانت له مداخلة، بدأها بتقديم الشكر لصالون نون الأدبي الذي يتيح الفرصة للمبدعين للظهور، ثم أعرب عن إعجابه بقصة كفاح إنعام التي تتكامل مع كتابه الذي سيكون مطروحا على مائدة صالون نون الأدبي في جلسة منتصف أكتوبر وهو بعنوان بناء الذات، فالإنسان يكتشف ذاته ليعرف ويحدد ما يريده وما يناسبه، فالأشخاص الذين يخرجون من رحم المعاناة هم القادة، والعلم الحديث يقول إن ثلاثة من المشاهير يكتشفون ثلاثة بالمائة من قدراتهم
اختتم الدكتور مروان مداخلته قائلا: نحن سعداء بهذه الشخصية التي رفضت الاستجداء، فشكرا لها
الدكتور عماد الحطاب بعد أن شكر الصالون برائدتيه قال: لقد أستمديت قوتي من إنعام، فأنا أتابعها، وأفتح صفحتها وسعيد جدا بها، ثم سأل: هل كان الأهل يعارضون ذهابك للجامعة؟
الأستاذ محمد الطيف بعد أن قدم الشكر والتقدير لصالون نون توجه للأستاذة أنعام بسؤال عن سبب عدم رغبتها للانتقال لمدارس الشجاعية وقد أمضت وقتا طويلا في الشمال
الدكتورة فيروز الخزندار قدمت تحية إجلال وإكبار لكل من لبى الدعوة وحضر هذا اللقاء، ثم قالت: يشرفني أن إنعام رئيس قسم النثر في جمعيتنا الواعدة، جمعية أفواج
ثم قالت: كل المديح لن يفي إنعام حقها، فهي نجمة في شمال القطاع، وإن جاءت لمدارس غزة فستكون قمرا مضيئا
الأستاذة وجدان عنان مديرة مدرسة عملت بها إنعام فقالت بعد أن شكرت الصالون ورائدتيه: أنا سعيدة جدا، وشرف لي أن أكون بينكم، وأنا فخورة بإنعام التي كانت مثالا للعطاء، ومثالا للمرأة الفلسطينية؛ سواء أكانت أما أم زوجة، ومربية، فضلا عن كونها متدينة، ولها رصيد كبير في قلوب كل من تعامل معها، واختتمت حيثها بأمنية وهي أن ترى إنعام في أعلى المراتب
الأستاذ نبيل عابد قال: أود أن أعرف ما إذا كان القهر ومنعك من استكمال تعليمك هو ما فجر الطاقة عندك، أي أنه لو كانت الطريق أمامك مفروشة بالورود هل ستكونين بهذا الحماس؟
كما سأل عن طموحاتها المستقبلية
الدكتور عبد الله تاية قال يشرفنا في الاتحاد العام للكتاب أن تقام به جلسات صالون نون الأدبي القيمة والتي تقيمها الأختان فتحية ومي، ثم قال: المرأة الفلسطينية منذ قيام الحركة الوطنية منذ أكثر من مائة عام وهي راعية مجدنا ومشاركة في كل مراحل العمل الوطني، الأخت إنعام متميزة في مجال التعليم والتدريب، ومتميزة بشقها طريق النجاح، وكل امرأة في فلسطين متميزة في مجال مختلف
ثم قال: إن هذا المجتمع الذي نعيش فيه هو مجتمع ذكوري، يقمع ويضطهد المرأة، لكن لا يمكن لنا القول بأن الأب يضطهد، إنما نقول إن هذا انتقاص من حقوق المرأة وإن الآباء يرغبون في تعليم الولد ولا يعلمون البنت، وما أن يأتي للبنت عريس حتى يسارعوا بتزويجها، فلابد للفتاة أن يكون لها رأي وتتمرد على القهر، وتبذل جهدها في رفض هذا الفكر لأجل استكمال تعليمها
وعن انقطاع الفتيات عن المنتديات والملتقيات الثقافية بعد الزواج، فهذا ما نلمسه عندنا في الاتحاد فالشابات في الثانوية والجامعة يأتين لحضور الندوات، وما أن تتزوج حتى تأتي بصحبة زوجها مرة أو مرتين ثم تنقطع عن كل المؤسسات والندوات
بالتالي علينا أن نعترف بأنه لابد ككتاب ومثقفين أن نقوم بدور التوعية، وهذا دور المدارس خاصة، لابد من توعية الطالبات بحيث تصبح شخصيتهن قوية يستطعن الدفاع عن حقوقهن في كل مكان تتواجد به سواء البيت أو الجامعة وأي مكان في المجتمع، عليها أن تدافع عن نفسها، وألا تستسلم لرغبة الأهل في تزويجها مبكرا، فهذه منظومة تحتاج للتغيير، والتغيير يبدأ من المدرسة
العقيد أبو حسام كانت مداخلته التي بدأها بتقديم التحية للحضور والفخر بالصالون ورائدتيه فتحية ومي، ثم قال: استطاعت إنعام تجسيد الإبداع تجسيدا طبيعيا، إذا صنعنا امرأة نصنع مجتمعا كاملا
لقد تحدثت الأستاذة إنعام بنقاط متعددة، ومنها أسرلة المناهج، وأن أقول إن الإبداع يجسد الحرية التي لا تغلبها عبودية، صحيح أننا تحت ضغوطات اجتماعية وسياسية، لكن بالإبداع يعرف المعلم التعليم الجانبي
إنعام تنقلت من مرحلة لمرحلة فأصبحت أكثر استقرارا فاستطاعت الإبداع
الفلسطيني في الشتات والداخل، خاصة في قطاع غزة معاناته عالية المستوى، ومع ذلك يبدع
للأسف ستنتهي للتقاعد، وفي الدول الأخرى لا يعترفون بسن تقاعد
بعد ذلك أجملت إنعام ردودها مؤكدة على أن رفض الوالد لاستكمال تعليمها لم يكن من مبدأ قهر، إنما العادات الاجتماعية هي التي تحكمنا، فوالديها يشجعان ويرعيان أبناءهم إضافة لشقيقها المهندس في ألمانيا كان الداعم المادي والمعنوي لها
وعن الصعوبات التي واجهتها قالت واجهت الكثير، فالبعض كان يشجعني على الدراسة وآخرون كانوا يحبطونني بقولهم: كيف تخرجين وتتركي أولادك، كيف تذهبين للجامعة وزوجك نزيل المستشفى
أنا كنت مرافقة لزوجي من التاسعة صباحا وحتى التاسعة مساء
ضغوطات ومعيقات كثيرة حاولت منعي من استكمال الوصول لهدفي إلا أن شخصيتي القوية طغت على هؤلاء الأشخاص، وجميعهم من خارج الأهل
وعن ضرورة توعية الطالبات بالنضال لأجل مستقبلهن قالت نحن نحاول ذلك لكن طبيعة المجتمع وعاداته لها سلطانه
بعد هذا الجو التفاعلي اختتمت الأستاذة فتحية اللقاء قائلة: حُق لإنعام أن تفخر بنفسها وبجهودها، لقد صنعت إنعاما جديدة، تمشي على درب كانت قد تاهت عنه سابقا، فكان لها نصيبا من عنوان اللقاء فهي مبدعة بكل معنى الكلمة، شغوفة بعملها
فرغم صعوبة الحياة التي عاشتها، ورغم المسئوليات الجسام؛ من أطفال لزوج مريض، لتعب نفسي وجسمي، إلا أنها تجاوزت كل ذلك، فجعلت كل العوائق تحت أقدامها، حتى تسامت عن جراحاتها النفسية والبدنية، وسارت لتصل إلى ما وضعته نصب عينيها من هدف الفوز والنجاح والفلاح
أردت من استضافة إنعام أن يأخذ الشباب من سيرتها وعلو همتها قدوة ونموذجا يُحتذى به ليصلوا لأهدافهم التي رسموا خطوطها وظلت حبرا على ورق
انتهى اللقاء ولما تنتهي لقاءات صالون نون الأدبي
**