بسم الله الرحمن الرحيم
امرأة تتحدى الموج
عند الخامسة من بعد عصر الثلاثاء الموافق الثاني من مايو كان اللقاء في صالون نون الأدبي
بدأت الأستاذة فتحية صرصور اللقاء مرحبة بالضيفة والحضور وقالت:
حضورنا الكريم.. رواد صالون نون الأدبي أهلا وسهلا بكم في لقاء جديد من لقاءاتنا
أهلا بكم ونحن في رحاب بداية مايو وعيد العمال فكل عام وأنتم وعمالنا جميعا بخير
نحرص دوما في صالون نون على التنوع وتسليط الضوء على إبداعات جديدة وفي كافة المجالات، موضوعنا لهذا اليوم لم نتطرق له من قبل، لقد استضفنا نساء تحدين الصعاب بكافة المجالات: أسريا واجتماعيا وثقافيا، لكننا اليوم نتجه للجزء الآخر من الكون، نقفز من أرضنا لنغوص في أعماق البحر، نرفع قلوعنا وأشرعتنا لنقوم بمهام قد يظن البعض أنها من المهن التي يستحيل أن تتحقق في غزة ولفتاة في ريعان شبابها
فلا أحق من أن نحق في هذا اللقاء تقديرنا لأجمل العاملات في ذكرى يوم العمال
إنها فتاة متعددة المواهب، متعددة الاهتمامات، إنها: مدلين محمد محمود كلاب، أول فتاة تقتحم الصعب وتعتلي الموج فتعمل بحرفة الصيد
مدلين من مواليد، 21-5-1994
حاصلة على دبلوم فن التفصيل والخياطة من معهد الاتحاد الكنائس
* حضرت العديد من الدورات التدريبية والندوات والمحاضرات وورش العمل:
- برنامج فلسطينية لإدارة الأعمال - 6-4-2016/ بنك فلسطين ومؤسسة التمويل الدولية
- دورة إسعافات أولية - منظمة أطباء العالم – فرنسا - من 28-12-2015 إلى 3-1-2016
- دورة تعليم فن التصوير الفوتو والفيديو - مركز معنا للتدريب - من15-7-2013 إلى22-8-2013
- دورة المهارات الحياتية - مركز البرامج النسائية - من29-6- 2013 إلى 3-7-2013
- دورة الإبداع في ريادة الأعمال- مركز المؤسات الصغيرة - 4-2013
- دورة إنقاد بحري - المديرية العامة للدفاع المدني - 16-4-2012
- دورة كيف تطوري مشروعك الخاص - مركز شؤون المرأة - من26-9-2010 إلى5-10-2010
أما الخبرات العملية فمنها:
نفذت دورة تدريب سباحة جمعية الزاهرة 2013
عملت مدربة في دورة سباحة مستوى ثاني مركز الرحمة للتدريب والتطوير مبرة الرحمة من12-9-2012 إلى19-9-2012
مدربة في دورة سباحة مستوى أول مركز الرحمة للتدريب والتطوير ومبرة الرحمة من27-8-2012 إلى31-8-2012
العضويات واللجان المشارك فيها:
- عضو نقابة صيادين غزة
- عضو اتحاد لجان العمل الزراعي
- عضو جمعية التعاونية
بدأت مادلين رحلة عملها في البحر وهي بالثالثة عشرة من عمرها، فأنقذت موقف وأنقذت عائلة
وقالت: لن أطيل عليكم سأترك المجال لفارسة لقاءنا اليوم لتحدثنا عن نفسها وعملها
وأسأل مادلين عن هذه الحرفة الصعبة؛ عن تربيط الغزل ورمي الشباك
وأسألها عما تجده في البحر من مضايقات من اليهود، ومن الصيادين
وعن أهدافها على مستوى العمل، وأمنياتها وطموحاتها المستقبلية
وهل عملك فقط لطعام البيت، دون الاتجار؟
بدأت مادلين حديثها بتوجيه التحية لحضور صالون نون الأدبي في هذا اللقاء ثم قالت:
بدأت علاقتي بالبحر قبل ثلاثة عشر عاما، حيث كنت أنزل البحر مع والدي للتنزه والاستمتاع في البحر، وكي أخرج من البيت، بعدها أصبحت كمساعدة لوالدي في عمله
في العام 1990 أصيب والدي بمرض ارتخاء الأعصاب، وهذا يمنعه من نزول البحر
والدي لا يمتهن أي مهنة أخرى، وليس له مصدر رزق آخر سوى شيك الشئون، فكان البحر هو مصدر رزقنا
كان والدي يتمنى أن يكون أكبر أبناءه ذكرا ليتولى المهمة عنه، لكن لأنني أن أكبر أخوتي، وبما أنني أصبحت أمتلك الخبرة، طلبت من والدي أن أتولى مهمة الصيد، في البداية رفض، لكن وضعنا وقلة ما في اليد، وعدم وجود البديل كان لابد أن أتحمل المسئولية مما جعل والدي يوافق على ذلك
دخلت ميدان العمل وبدأ أخي يساعدني بعد أن وفرت لي مؤسسة التعاون حسكة بماتور
قبل سبع سنوات طلبت من والدي أن أعمل على حسكة سياحية، فخاف والدي من المسئولية لو حدث لأحد الركاب مكروه، إلا أنني أقنعته بذلك
في بداية عملي كان المصطافون على شاطئ البحر يخشون الركوب مع فتاة صغيرة تكاد لا تبين من الحسكة، فبدأت بأهلي وأقاربي ركبتهم وعدت بهم فاطمأن الناس لي وبدأوا يركبون معي، بل إن لدي زبائن يسألون عني ولا يركبون إلا معي
الآن مضى سبعة أعوام على عملي بالسياحة واستطعت أن أثبت لوالدي والجميع أنني على قدر هذه المسئولية.
عندما كنت أسرح بحسكة المجداف كان ما أحصل عليه هو طعام للبيت فقط، لكن بعد الحسكة المزودة بالماتور أصبحت أبيع مما أحصل عليه من سمك، كي أعوض التكاليف التي تصل لمائتي شيكل في كل طلعة.
وعن الصعوبات التي واجهتها مادلين في عملها من قبل الاحتلال قالت: أنا كأي صياد رجل تم مصادرة مركبي، وتعرضت أكثر من مرة لإطلاق النار عليّ، وكنت بصعوبة ومساعدة الصيادين أنجو من ذلك
أما عن صعوبات من الصيادين قالت: لم أتعرض مطلقا لأي إزعاج من قبل الصيادين، فهم لا يعترضون على عملي لأني تربيت بينهم، وكنت أكبر يوما بعد يوم بينهم، وأولادهم أخوتي، فالحمد لله لم أتعرض لأي مشكلة
أضف إلى ذلك أنه حديثا بدأت الشرطة البحرية تسأل فيما إذا كان أحدهم يتعرض لي، فالشرطة تحمي مادلين إضافة للشخصية القوية التي أتمتع بها
لدي غرفة خاصة بي في الميناء منحها لي بان كي مون، لقد كنت ضمن الصيادين الذين استقبلوه في الميناء وشرحت له معاناة الصيادين
كان يُفترض أن أسافر لفرنسا لأشرح معاناة الصيادين إلا أنني مُنعت من قبل سلطات الاحتلال
عند هذا الحد توقفت مادلين لتستمع لاستفسارات جمهور الصالون فكانت منهم المداخلات التالية:
السيد محمد تيم بعد أن شكرها سأل: فيما تزوجت هل ستواصلين عملك أم أنك ستتركينه؟
وسأل: فقط أنت والوالد من يمتهن هذه المهنة أم أن في العائلة غيركما؟
ثم سأل عن مشاعر الأم عند خروجك للبحر، هل تبكي أم أن الأمر عاديا بالنسبة لها؟
أما السيد نبيل الحداد فقال: أشكر صالون نون على هذا اللقاء المميز، ثم سألها: هل حدث أن تعرض شخصا ما للغرق وقمت بإنقاذه؟
وسأل عن أصعب موقف تعرضت له، وهل انقطع بك البنزين أو تهت عن الاتجاه؟
الأديب خلوصي عويضة قال مادلين امرأة بأمة وليست بمائة رجل فقط، وسألها: إلى أين أخذك البحر؟ ماذا بعد البحر؟
هل تخليت عن أنوثتك وأنستك هموم البحر كونك امرأة تُحِب وتُحَب؟
كما سألها الأستاذ خلوصي عن السمك الملوث في غزة
الأستاذة منى صيام شكرت الصالون وقالت لقاء اليوم مميز ورائع وهو مفاجأة من صالون نون الذي عودنا على تقديم كل ما هو جديد، لكننا اعتدنا أن نلتقي هنا بأديبة ومبدعة في مجال الثقافة، أما اليوم فالأمر مختلف.
وقالت منى لست مع قول مادلين بأنها امرأة بألف رجل لأن العلماء أثبتوا أن الخلية الأنثوية أقوى من الخلية الذكرية وعندما يفقد الرجل توازنه يحتاج لامرأة تسنده، ومادلين فعلت ما يعجز ألف رجل عن فعله.
الأستاذة إلهام فرح سألت عن علاقة مادلين بأغاني عبد الحليم حافظ ورسالة من تحت الماء
الدكتورة مي نايف قالت لها: أراك فتاة ناعمة وتهتمين بأناقتك، والبحر يحتاج لقوة وشدة، ثم قالت أنت عروس البحر.
السيدة منال الزعانين قالت: من المعروف أن البحر رمز للظلمات والمجهول، فكيف ترينه من وجهة نظرك؟
الأستاذة إيمان أبو شعبان: قالت: تحدثت يا مادلين عن المسئولية المادية اتجاه الأسرة، فهل أضاف لك البحر شيئا آخر غير المادة؟
السيد أدهم السكني: قال: كانت الفتاة تعمل في مهنة الخياطة ولها ماكينتها وزبائنها اللاتي لا يحكن ملابسهن الا عندها، وعندما تتزوج تأخذ ماكينتها وينتقل معها زبائنها، فقد تفعل مادلين مثلهن
الأستاذ أسامة الدحدوح قال: قصة مادلين تكتب بماء الذهب، فهي أنجزت ما عجز عنه مائة رجل مما يعلقون مشاكلهم على شماعة البطالة ونظم بيتين من الشعر قال فيهما:
قلمي وحرفي عاجزان عن الذي ** ما قد أضأت العمر يا مادلين
تالله ما بحر النجاح ساحر ** ما لم شباكك فيه تلين
الأستاذ نبيل عابد قال: نحن نرى البحر من الخارج للداخل، وأنت ترينه من الداخل للخارج، أود السؤال عن طبيعة الحوار بينك وبين صديقاتك، هل يرغبون في الاستماع منك لموضوعات الصيد والبحر
المهندس عمر الهباش: قال أنا من قرية الجورة وأجدادنا عملوا في الصيد وأعرف منهم أنها حرفة شاقة جدا، لا يقدر عليها سوى البحارة الأشداء، فأرجو أن يأتي اليوم الذي تتركين فيه هذه المهنة
الشاعرة منى العصار قالت: لقد أضفت مادلين علينا جمالا، فكنت حورية البر والبحر، وأنا فخورة أنني تعرفت عليك
وقالت: هل سيبقى هذا الحب الأبوي الشديد منك، أم ستفكرين في تغيير عملك؟
بعد هذا الكم الثري من المداخلات والتفاعلات أجملت مادلين ردودها فقالت: عن العمل بعد الزواج: ففي كل عام لا أضمن أن أواصل العمل في البحر لعام قادم، أنا أمنت أخوتي وعملت لهم كل ما يحتاجونه
عندما بدأت العمل كان كل ما يمتلكه والدي من أدوات لا تزيد عن ثلاثة آلاف شيكل، الآن أنا أمتلك حسكة بماتور قيمتها خمسة آلاف دولار، فالمركب السياحي الذي كنت أعمل عليه عندما أراد صاحبه أن يبيعه سحبت قرض من البنك واشتريته، ولدي شبكة بخمسة آلاف شيكل، وبما أنني مضطرة للسداد لابد أن أكمل المسيرة لأفي بالتزاماتي للبنك
الواقع فرض علي أن أكون في هذا الموضع لأنني لم أجد مجالا آخر غير البحر لأعمل فيه، إلا أنني الآن أكمل دراستي كي أعمل في مجال آخر
العمل في البحر متعب ومرهق، كنت أنتظر أن يأخذ إخوتي مكاني، ورغم أن أخي الكبير بلغ واحد وعشرين عاما والأصغر بلغ ستة عشر عاما لكن للأسف ليس لديهم رغبة في العمل بالبحر
من عامين سلمت المركب لأحد الشباب يعمل عليه ونتقاسم العائد المادي
وعن الصعاب التي واجهتها قالت مادلين: إضافة للصعاب مع البوارج البحرية فهناك مصاعب أخرى نواجهها في البحر، من ضباب وانقلاب المركب، وتذكر حادثة تعرضت لها فتقول:
في إحدى الليالي كان الضباب يغطي المنطقة فيمنع الرؤية، كنت على المركب أنا وأخي الصغير، فقط نرى بعضنا، لكننا لا نرى مقدمة المركب ولا مؤخرتها، أخي خاف، وهنا كان لابد أن أطمئنه فأنا الربان، سرنا لكن لصعوبة الرؤية كنا نسير بالاتجاه الخاطئ، رمينا الشبك ونحن على ذات الحال
واتصلت بشريكي وسألته عما أفعله فشرح لي اتجاه الضباب وطلب مني أن أسير جهة الغرب لأكون عكس الموج، وطلب مني السير ببطئ كي لا ينفذ الوقود
اليهود يضعون فنتازات تعرفنا الحدود الشمالية والغربية، وصلنا إلى المطخ الذي يتدرب به الجيش، سمعنا إطلاق النار فطفينا المركب ووقفنا، طلعت علينا البوارج الحربية فهربنا للاتجاه الآخر وأُنقذنا منهم
استجبت لتعليمات شريكي ومشيت حوالي نصف ميل، وبعدها انقشع الضباب، ورأيت الأبراج فعدت للميناء
مرة أخرى كنت في البحر ومعي أخواي، رميت الشبك وكان ذلك يستغرق معي وقتا أطول مما يستغرقه الصياد الرجل
الموج غطانا وظن الجميع أننا انتهينا، فما رأيتموه في الباخرة تايتنك رأيناه نحن في البحر فعلا
أخواي أخذا بالبكاء، ولو استسلمت سيضيع كل شيء، أنا القبطان ويجب أن أنقذ الموقف
مشيت في منطقة الشط، ومن يسير بهذا الاتجاه سيتعرض لانقلاب المركب، أنقذتني صاعقة برق أضاءت لي فرأيت الشط وخرجت بحمد الله
الكل ظن أن هذه الحادثة ستجعلني أخاف ولا أعود للبحر مرة أخرى، إلا أنني في الصباح كنت أمارس عملي ونزلت للبحر
وحكاية أخرى ترويها: في يوم تعطلت المكنة، كان في البحر تيارات بحرية تأخذ الشبك لجهة الحدود، وصار الريح يجرف المركب غربا لجهة الحدود
اتصلت على الدفاع المدني وتصادف يومها غرق منطقة النفق، ظن متلقي المكالمة أنني أشكو من غرق البيت، قلت له أنا في البحر فلم يستوعب أنني صيادة، نصف ساعة وأنا أحاول أن أشرح له الوضع والاتصال ينقطع وأعاود مرة أخرى، لكنه يرد علي باتجاه أننا سنرسل من ينقذ بيتكم
قلت له أوصلني بالسيد أبو عدي، فأخبره بأن مادلين الصيادة تريد أن تتحدث معك، وسمعته وهو يسأله هل حقا هي صيادة فأجابه أبو عدي بالإيجاب
كلمت أبو عدي وقلت له أن المكنة متعطلة، فقال كل الطواقم متوجهة لإنقاذ أهالي النفق والأسر الغارقة فيها، وجاء عدد لمساعدتنا
وحادثة أخرى كنت أرتدي ملابس شتوية وقلبت المركب بالماتور وأنا في الماء بدأت أخلع ملابسي كي أستطيع الخروج وكنت في جورة ورأيت أخي ملقى على الشط، جاءت الشرطة البحرية ألبستني أفرهول، وألبست أخي أفرهول وأخرجوا الحسكة، أعداد كبيرة من الناس تجمعت لمساعدتي، وطلعت الماتور ومسحته
عن تلوث مياه البحر قالت مادلين: لا يوجد في بحرنا سمك ملوث، والبحر يغير مياهه كل أربعة وعشرين ساعة بفعل الموج، فالصرف الصحي في منطقة الميناء فقط، وممنوع الصيد في هذه المنطقة
وأضافت: منطقة قطاع غزة هي للسمك المهاجر، لأن السمك يتعايش ويقيم على بعد تسعة أميال وهي منطقة لا يُسمح لنا الوصول إليها.
عن ظلمات البحر قالت مادلين: البحر يُرهب من يخاف منه، فنرى أن الخوف يجعل الإنسان مرتبكا فيقع في الدوامات ويغرق
وعمّا استفادته من البحر قالت: استفدت من البحر علاوة على المادة أنني تميزت في عملي، ويكفيني أنني أول فتاة عربية تعمل في هذه الحرفة، وأصغر صيادة عالميا
كما أن وفودا تأتي من العالم لترى الصيادة مادلين
وعن مشاعر الأم قالت: بالبداية رفضت والدتي الموضوع وقالت لوالدي ممكن أن أعمل في أي مهنة كي لا أخسر أبنائي، لكن الضائقة المالية جعلتها تضطر للموافقة، وكانت تتصل بي مرارا وتكرارا لتسأل أين نحن، وماذا نفعل، أحيانا كنت أضطر لعدم الرد عليها كي لا تقلق
أما عن الحديث مع الصديقات، فقالت: ليس لدي صديقات لأنني قضيت عمري في البحر، ولأن عملي ودراستي تستغرق وقتي، حتى بنات الجيران ليس لدي علاقات بهن، لكن على مواقع التواصل الاجتماعي لا أتنكر لمن يطلب صداقتي، وأجيبهن عن استفساراتهن
وعن شدة بأسها قالت: نعم حدث أن أنقذت أفرادا من الغرق، كما أن لدينا نوع من الشباك اسمه الغاطس وهو يحتاج لمجهود كبير لإخراجه من البحر، الصيادين يحتاجون لأسبوع راحة بعد التعامل مع هذه الشباك، أما أنا فأحب العمل به، لذا يقول الصيادون عني بأن الملائكة هي التي تساعدني وتلوي الشبك عني، ويقولون لو رأيناها بأعيننا وهي تلوي الشباك فلن نصدق أنها تستطيع ذلك، إلا أن
البحر لم ينسيني أنني فتاة، ففي البحر أنا بمهمة رسمية ولكن في الجامعة أنا كزميلاتي الفتيات وأهتم بأناقتي، كما أشارك في كل فعالية للنساء، وعن الغناء قالت: أحب الاستماع لأغاني عبد الحليم حافظ.
اختتمت الأستاذة فتحية اللقاء بــ: أخيرا أقول: الثقافة ليست كتابا تقرأه بل أيضا هي تجارب تسمعها وتستخلص منها العبر، تجارب تشحذ الهمم التي تركن للذلة بحجة عدم توفر العمل
لقد كان لقاء اليوم مميزا بموضوعه وحواراته ومميزا بما أضفته الضيفة من جمال يجمع بين البر والبحر فكانت نجمة متألقة على كل الأصعدة.
امرأة تتحدى الموج
عند الخامسة من بعد عصر الثلاثاء الموافق الثاني من مايو كان اللقاء في صالون نون الأدبي
بدأت الأستاذة فتحية صرصور اللقاء مرحبة بالضيفة والحضور وقالت:
حضورنا الكريم.. رواد صالون نون الأدبي أهلا وسهلا بكم في لقاء جديد من لقاءاتنا
أهلا بكم ونحن في رحاب بداية مايو وعيد العمال فكل عام وأنتم وعمالنا جميعا بخير
نحرص دوما في صالون نون على التنوع وتسليط الضوء على إبداعات جديدة وفي كافة المجالات، موضوعنا لهذا اليوم لم نتطرق له من قبل، لقد استضفنا نساء تحدين الصعاب بكافة المجالات: أسريا واجتماعيا وثقافيا، لكننا اليوم نتجه للجزء الآخر من الكون، نقفز من أرضنا لنغوص في أعماق البحر، نرفع قلوعنا وأشرعتنا لنقوم بمهام قد يظن البعض أنها من المهن التي يستحيل أن تتحقق في غزة ولفتاة في ريعان شبابها
فلا أحق من أن نحق في هذا اللقاء تقديرنا لأجمل العاملات في ذكرى يوم العمال
إنها فتاة متعددة المواهب، متعددة الاهتمامات، إنها: مدلين محمد محمود كلاب، أول فتاة تقتحم الصعب وتعتلي الموج فتعمل بحرفة الصيد
مدلين من مواليد، 21-5-1994
حاصلة على دبلوم فن التفصيل والخياطة من معهد الاتحاد الكنائس
* حضرت العديد من الدورات التدريبية والندوات والمحاضرات وورش العمل:
- برنامج فلسطينية لإدارة الأعمال - 6-4-2016/ بنك فلسطين ومؤسسة التمويل الدولية
- دورة إسعافات أولية - منظمة أطباء العالم – فرنسا - من 28-12-2015 إلى 3-1-2016
- دورة تعليم فن التصوير الفوتو والفيديو - مركز معنا للتدريب - من15-7-2013 إلى22-8-2013
- دورة المهارات الحياتية - مركز البرامج النسائية - من29-6- 2013 إلى 3-7-2013
- دورة الإبداع في ريادة الأعمال- مركز المؤسات الصغيرة - 4-2013
- دورة إنقاد بحري - المديرية العامة للدفاع المدني - 16-4-2012
- دورة كيف تطوري مشروعك الخاص - مركز شؤون المرأة - من26-9-2010 إلى5-10-2010
أما الخبرات العملية فمنها:
نفذت دورة تدريب سباحة جمعية الزاهرة 2013
عملت مدربة في دورة سباحة مستوى ثاني مركز الرحمة للتدريب والتطوير مبرة الرحمة من12-9-2012 إلى19-9-2012
مدربة في دورة سباحة مستوى أول مركز الرحمة للتدريب والتطوير ومبرة الرحمة من27-8-2012 إلى31-8-2012
العضويات واللجان المشارك فيها:
- عضو نقابة صيادين غزة
- عضو اتحاد لجان العمل الزراعي
- عضو جمعية التعاونية
بدأت مادلين رحلة عملها في البحر وهي بالثالثة عشرة من عمرها، فأنقذت موقف وأنقذت عائلة
وقالت: لن أطيل عليكم سأترك المجال لفارسة لقاءنا اليوم لتحدثنا عن نفسها وعملها
وأسأل مادلين عن هذه الحرفة الصعبة؛ عن تربيط الغزل ورمي الشباك
وأسألها عما تجده في البحر من مضايقات من اليهود، ومن الصيادين
وعن أهدافها على مستوى العمل، وأمنياتها وطموحاتها المستقبلية
وهل عملك فقط لطعام البيت، دون الاتجار؟
بدأت مادلين حديثها بتوجيه التحية لحضور صالون نون الأدبي في هذا اللقاء ثم قالت:
بدأت علاقتي بالبحر قبل ثلاثة عشر عاما، حيث كنت أنزل البحر مع والدي للتنزه والاستمتاع في البحر، وكي أخرج من البيت، بعدها أصبحت كمساعدة لوالدي في عمله
في العام 1990 أصيب والدي بمرض ارتخاء الأعصاب، وهذا يمنعه من نزول البحر
والدي لا يمتهن أي مهنة أخرى، وليس له مصدر رزق آخر سوى شيك الشئون، فكان البحر هو مصدر رزقنا
كان والدي يتمنى أن يكون أكبر أبناءه ذكرا ليتولى المهمة عنه، لكن لأنني أن أكبر أخوتي، وبما أنني أصبحت أمتلك الخبرة، طلبت من والدي أن أتولى مهمة الصيد، في البداية رفض، لكن وضعنا وقلة ما في اليد، وعدم وجود البديل كان لابد أن أتحمل المسئولية مما جعل والدي يوافق على ذلك
دخلت ميدان العمل وبدأ أخي يساعدني بعد أن وفرت لي مؤسسة التعاون حسكة بماتور
قبل سبع سنوات طلبت من والدي أن أعمل على حسكة سياحية، فخاف والدي من المسئولية لو حدث لأحد الركاب مكروه، إلا أنني أقنعته بذلك
في بداية عملي كان المصطافون على شاطئ البحر يخشون الركوب مع فتاة صغيرة تكاد لا تبين من الحسكة، فبدأت بأهلي وأقاربي ركبتهم وعدت بهم فاطمأن الناس لي وبدأوا يركبون معي، بل إن لدي زبائن يسألون عني ولا يركبون إلا معي
الآن مضى سبعة أعوام على عملي بالسياحة واستطعت أن أثبت لوالدي والجميع أنني على قدر هذه المسئولية.
عندما كنت أسرح بحسكة المجداف كان ما أحصل عليه هو طعام للبيت فقط، لكن بعد الحسكة المزودة بالماتور أصبحت أبيع مما أحصل عليه من سمك، كي أعوض التكاليف التي تصل لمائتي شيكل في كل طلعة.
وعن الصعوبات التي واجهتها مادلين في عملها من قبل الاحتلال قالت: أنا كأي صياد رجل تم مصادرة مركبي، وتعرضت أكثر من مرة لإطلاق النار عليّ، وكنت بصعوبة ومساعدة الصيادين أنجو من ذلك
أما عن صعوبات من الصيادين قالت: لم أتعرض مطلقا لأي إزعاج من قبل الصيادين، فهم لا يعترضون على عملي لأني تربيت بينهم، وكنت أكبر يوما بعد يوم بينهم، وأولادهم أخوتي، فالحمد لله لم أتعرض لأي مشكلة
أضف إلى ذلك أنه حديثا بدأت الشرطة البحرية تسأل فيما إذا كان أحدهم يتعرض لي، فالشرطة تحمي مادلين إضافة للشخصية القوية التي أتمتع بها
لدي غرفة خاصة بي في الميناء منحها لي بان كي مون، لقد كنت ضمن الصيادين الذين استقبلوه في الميناء وشرحت له معاناة الصيادين
كان يُفترض أن أسافر لفرنسا لأشرح معاناة الصيادين إلا أنني مُنعت من قبل سلطات الاحتلال
عند هذا الحد توقفت مادلين لتستمع لاستفسارات جمهور الصالون فكانت منهم المداخلات التالية:
السيد محمد تيم بعد أن شكرها سأل: فيما تزوجت هل ستواصلين عملك أم أنك ستتركينه؟
وسأل: فقط أنت والوالد من يمتهن هذه المهنة أم أن في العائلة غيركما؟
ثم سأل عن مشاعر الأم عند خروجك للبحر، هل تبكي أم أن الأمر عاديا بالنسبة لها؟
أما السيد نبيل الحداد فقال: أشكر صالون نون على هذا اللقاء المميز، ثم سألها: هل حدث أن تعرض شخصا ما للغرق وقمت بإنقاذه؟
وسأل عن أصعب موقف تعرضت له، وهل انقطع بك البنزين أو تهت عن الاتجاه؟
الأديب خلوصي عويضة قال مادلين امرأة بأمة وليست بمائة رجل فقط، وسألها: إلى أين أخذك البحر؟ ماذا بعد البحر؟
هل تخليت عن أنوثتك وأنستك هموم البحر كونك امرأة تُحِب وتُحَب؟
كما سألها الأستاذ خلوصي عن السمك الملوث في غزة
الأستاذة منى صيام شكرت الصالون وقالت لقاء اليوم مميز ورائع وهو مفاجأة من صالون نون الذي عودنا على تقديم كل ما هو جديد، لكننا اعتدنا أن نلتقي هنا بأديبة ومبدعة في مجال الثقافة، أما اليوم فالأمر مختلف.
وقالت منى لست مع قول مادلين بأنها امرأة بألف رجل لأن العلماء أثبتوا أن الخلية الأنثوية أقوى من الخلية الذكرية وعندما يفقد الرجل توازنه يحتاج لامرأة تسنده، ومادلين فعلت ما يعجز ألف رجل عن فعله.
الأستاذة إلهام فرح سألت عن علاقة مادلين بأغاني عبد الحليم حافظ ورسالة من تحت الماء
الدكتورة مي نايف قالت لها: أراك فتاة ناعمة وتهتمين بأناقتك، والبحر يحتاج لقوة وشدة، ثم قالت أنت عروس البحر.
السيدة منال الزعانين قالت: من المعروف أن البحر رمز للظلمات والمجهول، فكيف ترينه من وجهة نظرك؟
الأستاذة إيمان أبو شعبان: قالت: تحدثت يا مادلين عن المسئولية المادية اتجاه الأسرة، فهل أضاف لك البحر شيئا آخر غير المادة؟
السيد أدهم السكني: قال: كانت الفتاة تعمل في مهنة الخياطة ولها ماكينتها وزبائنها اللاتي لا يحكن ملابسهن الا عندها، وعندما تتزوج تأخذ ماكينتها وينتقل معها زبائنها، فقد تفعل مادلين مثلهن
الأستاذ أسامة الدحدوح قال: قصة مادلين تكتب بماء الذهب، فهي أنجزت ما عجز عنه مائة رجل مما يعلقون مشاكلهم على شماعة البطالة ونظم بيتين من الشعر قال فيهما:
قلمي وحرفي عاجزان عن الذي ** ما قد أضأت العمر يا مادلين
تالله ما بحر النجاح ساحر ** ما لم شباكك فيه تلين
الأستاذ نبيل عابد قال: نحن نرى البحر من الخارج للداخل، وأنت ترينه من الداخل للخارج، أود السؤال عن طبيعة الحوار بينك وبين صديقاتك، هل يرغبون في الاستماع منك لموضوعات الصيد والبحر
المهندس عمر الهباش: قال أنا من قرية الجورة وأجدادنا عملوا في الصيد وأعرف منهم أنها حرفة شاقة جدا، لا يقدر عليها سوى البحارة الأشداء، فأرجو أن يأتي اليوم الذي تتركين فيه هذه المهنة
الشاعرة منى العصار قالت: لقد أضفت مادلين علينا جمالا، فكنت حورية البر والبحر، وأنا فخورة أنني تعرفت عليك
وقالت: هل سيبقى هذا الحب الأبوي الشديد منك، أم ستفكرين في تغيير عملك؟
بعد هذا الكم الثري من المداخلات والتفاعلات أجملت مادلين ردودها فقالت: عن العمل بعد الزواج: ففي كل عام لا أضمن أن أواصل العمل في البحر لعام قادم، أنا أمنت أخوتي وعملت لهم كل ما يحتاجونه
عندما بدأت العمل كان كل ما يمتلكه والدي من أدوات لا تزيد عن ثلاثة آلاف شيكل، الآن أنا أمتلك حسكة بماتور قيمتها خمسة آلاف دولار، فالمركب السياحي الذي كنت أعمل عليه عندما أراد صاحبه أن يبيعه سحبت قرض من البنك واشتريته، ولدي شبكة بخمسة آلاف شيكل، وبما أنني مضطرة للسداد لابد أن أكمل المسيرة لأفي بالتزاماتي للبنك
الواقع فرض علي أن أكون في هذا الموضع لأنني لم أجد مجالا آخر غير البحر لأعمل فيه، إلا أنني الآن أكمل دراستي كي أعمل في مجال آخر
العمل في البحر متعب ومرهق، كنت أنتظر أن يأخذ إخوتي مكاني، ورغم أن أخي الكبير بلغ واحد وعشرين عاما والأصغر بلغ ستة عشر عاما لكن للأسف ليس لديهم رغبة في العمل بالبحر
من عامين سلمت المركب لأحد الشباب يعمل عليه ونتقاسم العائد المادي
وعن الصعاب التي واجهتها قالت مادلين: إضافة للصعاب مع البوارج البحرية فهناك مصاعب أخرى نواجهها في البحر، من ضباب وانقلاب المركب، وتذكر حادثة تعرضت لها فتقول:
في إحدى الليالي كان الضباب يغطي المنطقة فيمنع الرؤية، كنت على المركب أنا وأخي الصغير، فقط نرى بعضنا، لكننا لا نرى مقدمة المركب ولا مؤخرتها، أخي خاف، وهنا كان لابد أن أطمئنه فأنا الربان، سرنا لكن لصعوبة الرؤية كنا نسير بالاتجاه الخاطئ، رمينا الشبك ونحن على ذات الحال
واتصلت بشريكي وسألته عما أفعله فشرح لي اتجاه الضباب وطلب مني أن أسير جهة الغرب لأكون عكس الموج، وطلب مني السير ببطئ كي لا ينفذ الوقود
اليهود يضعون فنتازات تعرفنا الحدود الشمالية والغربية، وصلنا إلى المطخ الذي يتدرب به الجيش، سمعنا إطلاق النار فطفينا المركب ووقفنا، طلعت علينا البوارج الحربية فهربنا للاتجاه الآخر وأُنقذنا منهم
استجبت لتعليمات شريكي ومشيت حوالي نصف ميل، وبعدها انقشع الضباب، ورأيت الأبراج فعدت للميناء
مرة أخرى كنت في البحر ومعي أخواي، رميت الشبك وكان ذلك يستغرق معي وقتا أطول مما يستغرقه الصياد الرجل
الموج غطانا وظن الجميع أننا انتهينا، فما رأيتموه في الباخرة تايتنك رأيناه نحن في البحر فعلا
أخواي أخذا بالبكاء، ولو استسلمت سيضيع كل شيء، أنا القبطان ويجب أن أنقذ الموقف
مشيت في منطقة الشط، ومن يسير بهذا الاتجاه سيتعرض لانقلاب المركب، أنقذتني صاعقة برق أضاءت لي فرأيت الشط وخرجت بحمد الله
الكل ظن أن هذه الحادثة ستجعلني أخاف ولا أعود للبحر مرة أخرى، إلا أنني في الصباح كنت أمارس عملي ونزلت للبحر
وحكاية أخرى ترويها: في يوم تعطلت المكنة، كان في البحر تيارات بحرية تأخذ الشبك لجهة الحدود، وصار الريح يجرف المركب غربا لجهة الحدود
اتصلت على الدفاع المدني وتصادف يومها غرق منطقة النفق، ظن متلقي المكالمة أنني أشكو من غرق البيت، قلت له أنا في البحر فلم يستوعب أنني صيادة، نصف ساعة وأنا أحاول أن أشرح له الوضع والاتصال ينقطع وأعاود مرة أخرى، لكنه يرد علي باتجاه أننا سنرسل من ينقذ بيتكم
قلت له أوصلني بالسيد أبو عدي، فأخبره بأن مادلين الصيادة تريد أن تتحدث معك، وسمعته وهو يسأله هل حقا هي صيادة فأجابه أبو عدي بالإيجاب
كلمت أبو عدي وقلت له أن المكنة متعطلة، فقال كل الطواقم متوجهة لإنقاذ أهالي النفق والأسر الغارقة فيها، وجاء عدد لمساعدتنا
وحادثة أخرى كنت أرتدي ملابس شتوية وقلبت المركب بالماتور وأنا في الماء بدأت أخلع ملابسي كي أستطيع الخروج وكنت في جورة ورأيت أخي ملقى على الشط، جاءت الشرطة البحرية ألبستني أفرهول، وألبست أخي أفرهول وأخرجوا الحسكة، أعداد كبيرة من الناس تجمعت لمساعدتي، وطلعت الماتور ومسحته
عن تلوث مياه البحر قالت مادلين: لا يوجد في بحرنا سمك ملوث، والبحر يغير مياهه كل أربعة وعشرين ساعة بفعل الموج، فالصرف الصحي في منطقة الميناء فقط، وممنوع الصيد في هذه المنطقة
وأضافت: منطقة قطاع غزة هي للسمك المهاجر، لأن السمك يتعايش ويقيم على بعد تسعة أميال وهي منطقة لا يُسمح لنا الوصول إليها.
عن ظلمات البحر قالت مادلين: البحر يُرهب من يخاف منه، فنرى أن الخوف يجعل الإنسان مرتبكا فيقع في الدوامات ويغرق
وعمّا استفادته من البحر قالت: استفدت من البحر علاوة على المادة أنني تميزت في عملي، ويكفيني أنني أول فتاة عربية تعمل في هذه الحرفة، وأصغر صيادة عالميا
كما أن وفودا تأتي من العالم لترى الصيادة مادلين
وعن مشاعر الأم قالت: بالبداية رفضت والدتي الموضوع وقالت لوالدي ممكن أن أعمل في أي مهنة كي لا أخسر أبنائي، لكن الضائقة المالية جعلتها تضطر للموافقة، وكانت تتصل بي مرارا وتكرارا لتسأل أين نحن، وماذا نفعل، أحيانا كنت أضطر لعدم الرد عليها كي لا تقلق
أما عن الحديث مع الصديقات، فقالت: ليس لدي صديقات لأنني قضيت عمري في البحر، ولأن عملي ودراستي تستغرق وقتي، حتى بنات الجيران ليس لدي علاقات بهن، لكن على مواقع التواصل الاجتماعي لا أتنكر لمن يطلب صداقتي، وأجيبهن عن استفساراتهن
وعن شدة بأسها قالت: نعم حدث أن أنقذت أفرادا من الغرق، كما أن لدينا نوع من الشباك اسمه الغاطس وهو يحتاج لمجهود كبير لإخراجه من البحر، الصيادين يحتاجون لأسبوع راحة بعد التعامل مع هذه الشباك، أما أنا فأحب العمل به، لذا يقول الصيادون عني بأن الملائكة هي التي تساعدني وتلوي الشبك عني، ويقولون لو رأيناها بأعيننا وهي تلوي الشباك فلن نصدق أنها تستطيع ذلك، إلا أن
البحر لم ينسيني أنني فتاة، ففي البحر أنا بمهمة رسمية ولكن في الجامعة أنا كزميلاتي الفتيات وأهتم بأناقتي، كما أشارك في كل فعالية للنساء، وعن الغناء قالت: أحب الاستماع لأغاني عبد الحليم حافظ.
اختتمت الأستاذة فتحية اللقاء بــ: أخيرا أقول: الثقافة ليست كتابا تقرأه بل أيضا هي تجارب تسمعها وتستخلص منها العبر، تجارب تشحذ الهمم التي تركن للذلة بحجة عدم توفر العمل
لقد كان لقاء اليوم مميزا بموضوعه وحواراته ومميزا بما أضفته الضيفة من جمال يجمع بين البر والبحر فكانت نجمة متألقة على كل الأصعدة.