سؤال :- ما العلاقة بين العقل والعواطف؟؟
الجواب :- الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لا نبي بعده وبعد:-
العقل كما نعرفه هو عملية التفكير التي ينتج عنها الفكر وبالتالي اتخاذ الموقف والاجراء العملي الذي يترجم الفكرة الى واقع، وتتم هذه العملية عن طريق نقل الواقع المحسوس عن طريق الحواس الى الدماغ ، ويتم في الدماغ ربطه بالمعلومات السابقة وتفسيره، وهذه هي عملية العقل والتفكير، فالتفكير هوادراك الواقع و الحكم علىه.
اما العواطف والمشاعر والاحاسيس القلبية والوجدانية فهي على اقسام:-
منها ما تحركه الغرائز والحاجات العضوية كحب الولد والوالد ومحبة الطعام والشراب ومنها ما تحركه المفاهيم والقيم كحب المحسن والمتفضل والاشفاق على المحتاج والرحمة بالضعيف ... ومنها ما ينتج كردة فعل ناتجة عن ادراك الواقع كالغضب او الخجل مثلا من رؤية موقف معين او منظر معين ،حيث ان اثار الفكرة عادة ما ينفعل بها القلب وتتاثر بها المشاعر والاحاسيس . ومن هنا اعتبروا القلب قوة عاقلة في الانسان كون انعكاسات الفكر اي اثاره تظهر ردات فعل قلبية ووجدانية داخل الانسان،
وقد تدفعه هذه الاحساسات للتفكير السريع في اتخاذ موقف او اجراء معين.
فلذلك جاء النهي في الحديث الصحيح عن الغضب المولد للانفعال والتسرع في اتخاذ قرار او موقف او اجراء. وطلب الاسلام منا التريث والتبين والتثبت قبل اتخاذ اي موقف او اجراء متعلق بالاخرين. وطلب منا العدل في اتخاذ المواقف حتى مع من نكرههم ولا نحبهم فقال سبحانه :-{وَلاَ يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلَى أَلاَّ تَعْدِلُواْ اعْدِلُواْ هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى وَاتَّقُواْ اللّهَ إِنَّ اللّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ} [المائدة8] وبهذا منعنا من اتخاذ المواقف بناءً على العواطف والمشاعر والاحاسيس .
وقد راعى الله تعالى وهو اللطيف الخبير بمن خلق الناحية المشاعرية عند البشر ويعلم انها مما فطره وغرزه في نفوس الاحياء ومنهم البشر، فلذلك طلب تكييفها بموجب ما شرع سبحانه ، فقال :- (لَّا تَجِدُ قَوْمًا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ يُوَادُّونَ مَنْ حَادَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَوْ كَانُوا آبَاءَهُمْ أَوْ أَبْنَاءَهُمْ أَوْ إِخْوَانَهُمْ أَوْ عَشِيرَتَهُمْ ۚ أُولَٰئِكَ كَتَبَ فِي قُلُوبِهِمُ الْإِيمَانَ وَأَيَّدَهُم بِرُوحٍ مِّنْهُ ۖ وَيُدْخِلُهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا ۚ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ ۚ أُولَٰئِكَ حِزْبُ اللَّهِ ۚ أَلَا إِنَّ حِزْبَ اللَّهِ هُمُ الْمُفْلِحُونَ (22)المجادلة).
ففي معركة الايمان مع الكفر تنتهي كل الروابط والاواصر وحتى المشاعر المتولدة عنها ولا تبقى الا رابطة واصرة الايمان والعقيدة وما يتوجب على المؤمن اسشعاره واحساسه تجاه اخوة الايمان ومن تربطه بهم هذه الرابطة التي جعلتهم جسدا واحدا يتبادل نفس الاحاسيس والمشاعر فكانوا بذلك حزب الله تعالى المفلحون، لانهم بنوا ذاتهم ظاهرها وباطنها حسب تعاليم عقيدته واحكامه، فاخضعوا حتى مشاعرهم واحاسيسهم لسلطانه منقادين مسلمين امرهم لتشريعاته رابطين مصالحهم وصلاح امرهم بها فكانوا قوة لا تخترق ويقف بوجهها عاتيات الزمن، قال صلى الله عليه واله وسلم :- (مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم مثل الجسد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى)متفق عليه
وعليه فان الاصل في العواطف والمشاعر والاحاسيس ان توجه وتخضع للمفاهيم والقيم الايمانية التي ترتقي بالانسان وتنتشله من اوحال السفول والسقوط. وارجو الله تعالى ان اكون قد سلطت الاضواء على طريق هذا البحث المهم لفهم الانسان موضوع رسالة رب العالمين، جعلنا الله واياكم ممن يستمعون القول فيتبعون احسنة والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
الجواب :- الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لا نبي بعده وبعد:-
العقل كما نعرفه هو عملية التفكير التي ينتج عنها الفكر وبالتالي اتخاذ الموقف والاجراء العملي الذي يترجم الفكرة الى واقع، وتتم هذه العملية عن طريق نقل الواقع المحسوس عن طريق الحواس الى الدماغ ، ويتم في الدماغ ربطه بالمعلومات السابقة وتفسيره، وهذه هي عملية العقل والتفكير، فالتفكير هوادراك الواقع و الحكم علىه.
اما العواطف والمشاعر والاحاسيس القلبية والوجدانية فهي على اقسام:-
منها ما تحركه الغرائز والحاجات العضوية كحب الولد والوالد ومحبة الطعام والشراب ومنها ما تحركه المفاهيم والقيم كحب المحسن والمتفضل والاشفاق على المحتاج والرحمة بالضعيف ... ومنها ما ينتج كردة فعل ناتجة عن ادراك الواقع كالغضب او الخجل مثلا من رؤية موقف معين او منظر معين ،حيث ان اثار الفكرة عادة ما ينفعل بها القلب وتتاثر بها المشاعر والاحاسيس . ومن هنا اعتبروا القلب قوة عاقلة في الانسان كون انعكاسات الفكر اي اثاره تظهر ردات فعل قلبية ووجدانية داخل الانسان،
وقد تدفعه هذه الاحساسات للتفكير السريع في اتخاذ موقف او اجراء معين.
فلذلك جاء النهي في الحديث الصحيح عن الغضب المولد للانفعال والتسرع في اتخاذ قرار او موقف او اجراء. وطلب الاسلام منا التريث والتبين والتثبت قبل اتخاذ اي موقف او اجراء متعلق بالاخرين. وطلب منا العدل في اتخاذ المواقف حتى مع من نكرههم ولا نحبهم فقال سبحانه :-{وَلاَ يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلَى أَلاَّ تَعْدِلُواْ اعْدِلُواْ هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى وَاتَّقُواْ اللّهَ إِنَّ اللّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ} [المائدة8] وبهذا منعنا من اتخاذ المواقف بناءً على العواطف والمشاعر والاحاسيس .
وقد راعى الله تعالى وهو اللطيف الخبير بمن خلق الناحية المشاعرية عند البشر ويعلم انها مما فطره وغرزه في نفوس الاحياء ومنهم البشر، فلذلك طلب تكييفها بموجب ما شرع سبحانه ، فقال :- (لَّا تَجِدُ قَوْمًا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ يُوَادُّونَ مَنْ حَادَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَوْ كَانُوا آبَاءَهُمْ أَوْ أَبْنَاءَهُمْ أَوْ إِخْوَانَهُمْ أَوْ عَشِيرَتَهُمْ ۚ أُولَٰئِكَ كَتَبَ فِي قُلُوبِهِمُ الْإِيمَانَ وَأَيَّدَهُم بِرُوحٍ مِّنْهُ ۖ وَيُدْخِلُهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا ۚ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ ۚ أُولَٰئِكَ حِزْبُ اللَّهِ ۚ أَلَا إِنَّ حِزْبَ اللَّهِ هُمُ الْمُفْلِحُونَ (22)المجادلة).
ففي معركة الايمان مع الكفر تنتهي كل الروابط والاواصر وحتى المشاعر المتولدة عنها ولا تبقى الا رابطة واصرة الايمان والعقيدة وما يتوجب على المؤمن اسشعاره واحساسه تجاه اخوة الايمان ومن تربطه بهم هذه الرابطة التي جعلتهم جسدا واحدا يتبادل نفس الاحاسيس والمشاعر فكانوا بذلك حزب الله تعالى المفلحون، لانهم بنوا ذاتهم ظاهرها وباطنها حسب تعاليم عقيدته واحكامه، فاخضعوا حتى مشاعرهم واحاسيسهم لسلطانه منقادين مسلمين امرهم لتشريعاته رابطين مصالحهم وصلاح امرهم بها فكانوا قوة لا تخترق ويقف بوجهها عاتيات الزمن، قال صلى الله عليه واله وسلم :- (مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم مثل الجسد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى)متفق عليه
وعليه فان الاصل في العواطف والمشاعر والاحاسيس ان توجه وتخضع للمفاهيم والقيم الايمانية التي ترتقي بالانسان وتنتشله من اوحال السفول والسقوط. وارجو الله تعالى ان اكون قد سلطت الاضواء على طريق هذا البحث المهم لفهم الانسان موضوع رسالة رب العالمين، جعلنا الله واياكم ممن يستمعون القول فيتبعون احسنة والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.